كنت قد سجلت تحت عنوان *فزورة* ما قاله امير الشعراء أحمد بك شوقي في رثاء محمد بك المويلحي، وهي قصيدة من 34 بيتا يصعب العثور عليها اليوم.
والان وجدت قصيدة شاعر النيل حافظ بك ابراهيم في رثاء المويلحي وهي من 42 بيتا غير متداولة هي أيضا، غير الأبيات الثلاثة التي ارتجلها ماشيا وراء النعش.
وجدير بالذكر أن المنية وافت محمد المويلحي في مثل هذا الشهر الافرنجي من عام 1930 لكن حفل التأبين أقيم في حديقة الأزبكية بالقاهرة في يونيو من تلك السنة، وفيها ألقى الاستاذ سليمان نجيب قصيدة أحمد شوقي ، وألقى فيها حافظ ابراهيم قصيدته .
وأتمنى من ادارة المنتدى أن تدونهما في صفحة المويلحي الصغير على موقع المويلح.
وهذي هي قصيدة حافظ ابراهيم :
[poem=font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
دمعة من دموع عهد الشباب = كنت خبأتها ليوم المصاب
ليت اليوم يا محمد لما = راعني نعي أكتب الكتاب
هدأت لوعتي وسرت قليلا = عن فؤادي ولطفت ما بي
موكب الدفن خلف نعشك يمشي = في احتساب وحسرة وانتحاب
لم يجاوز منازل البدر عدا = من بقايا الصديق والأحباب
لم يسر فيه من يحاول أجرا = عند حي مؤمل أو يحابي
موكب ماج جانبته بحفل = من وفود الأخلاق والأحساب
شاء فيه الوفاء والحزن حتى = ضاق عن حشده فسيح الرحاب
فكأن السماء والأرض تمشي = فيه من هيبة وعز وجناب
تتمنى قياصر الأرض لو فازت = لدى موتها بهذا الركاب
رب نعش قد شيدته ألوف = من سواد تعلوه سود الثياب
ليس فيهم من جازع أو حزين = صادق السعي أو أليف مصاب
كنت لا ترضى النجوم محلا = فلماذا رضيت سكنى التراب
كنت راح النفوس في مجلس الأنس = وراح العقول عند الخطاب
كنت لا ترهق الصديق بلوم = لا، ولا تستبيح غيب الصحاب
ولئن بت عاتبا أو غضوبا = لقريب الرضى كريم العتاب
جزت سبعين حجة لا تبالي = بشهادة تعاقبت أم بصاب
وسواء لديك والرأي حر = روح نيسان أو لوافح آب
يا شجاعا وما الشجاعة إلا الصبر = لا الخوض في صدور الصعاب
كنت نعم الصبور إن حزب الأمر = وسدت مسارح الأسباب
كم تحملت والأماني صرعى = وتماسكت والحظوظ كوابي
عشت ما عشت كالجبال الرواسي = فوق نار تذيب صم الصلاب
مؤثر البؤس والشقاء على الشكوى = وان عضك الزمان بناب
كنت تخلو بالنفس والنفس نشوى = من كؤوس الهموم والأوصاب
فتسري بالذكر عنها وتنفي = ما عراها من غصة واكتئاب
وترى وحشة انفرادك آنسا = بحديث النفوس والألباب
بنت عنها وما جنيت وقد كا = بدت بأساءها على الأعقاب
ونبذت الثراء تبذل فيه = من إباء في بذله شر عاب
لو شهدتم محمدا وهو يملي = آي عيسى ومعجزات الكتاب
وقفت حوله صفوف المباني = وصفوف الألفاظ من كل باب
لعلمتم بأن عهد ابن بحر = عاود الشرق بعد طول احتجاب
أدب مستو وقلب جميع = وذكاء يريك ضوء الشهاب
عند رأي موفق عند حزم = عند علم يفيض فيض السحاب
جل أسلوبه النقي المصفى = عن غموض ونفرة واضطراب
وسما نقده النزيه عن الهجر = فما شيب مرة بالسباب
ذقت في غربة الحياة عناء = فذق اليوم راحة في الإياب
بلغ البلابل عني سلاما = كعبير الرياض أو كالملاب
كان تربى وكان من نعم المبدع = سبحانه على الأتراب
فارس في الندى إذا قصر الفر = سان عنه أو فارس في الجواب
يرسل النكتة الظريفة تمشي = في رقيق الشعور مشي السراب
فقد أثار المحمدان دفينا = في فؤادي، وقد أطار صوابي
خلفاني بين الرفاق وحيدا = مستكينا، وأمعنا في الغياب.[/poem]