لا أقصد الممثل المشهور، وانما الضابط والرحالة البريطاني الذي جاب أنحاء العالم في القرن التاسع عشر على حسابه أحيانا، وعلى حساب الجيش البريطاني أحيانا أخرى، وتارة على حساب الجمعية الجغرافية الملكية (البريطانية) وتارة أخرى على حساب خديوي مصر، وهذا المغامر والمؤلف اسمه ريتشارد فرانسيس برتون Richard Francis Burton.

زار المويلح مرة أولى في سنة 1853 في طريقه الى الحج(الذي أداه)، ومرة ثانية في سنة 1877 في طريقه الى جبل الأبيض بحثا عن الذهب (الذي لم يجده)، ثم مرة ثالثة في سنة 1878 عائدا يجر أذيال الخيبة الى مصر.

تعلم هذا الضابط بعض العربية وأراد أن يرى الكعبة، فتنكر في زي البشتون الأفغان وسمى نفسه ميرزا عبد الله. وذهب (على حسابه الخاص) الى القاهرة ومنها الى السويس، وأبحر منها على متن المركب "سلك الذهب" مع 79 حاجا، وهبط في المويلح يوم الخميس 14 يوليو 1853 (7 شوال 1263 ) ووصل المدينة المنورة في قافلة نوق يوم 24 يوليو 1853 ، ومن هناك لحق بقافلة دمشقية يوم 31 أغسطس 1853 فوصل الى مشارف مكة المكرمة يوم الجمعة 9 أغسطس وأحرم مع الحجاج ودخل الحرم المكي يوم السبت 10 أغسطس، وأكمل فرائض الحج، ثم سافر على ظهر ناقة الى جدة قاطعا المسافة في 74 ساعة وأبحرمن هناك (على حساب القنصلية البريطانية) يوم 26 سبتمبر الى السويس، وسافر منها الى القاهرة ثم بومباي بالهند (على حساب الجيش البريطاني) ليلحق بسريته.

المرة الثانية كانت من القاهرة أيضا، وأبحر من السويس (على حساب الخديوي) مع مائة رجل يوم 10 ديسمبر 1877 فوصل الى المويلح يوم الأربعاء 19 ديسمبر 1877 (14 ذو الحجة 1294) ، ثم الى الأبيض ليبحث عن الذهب. وعاد الى مصر محملا بحجارة لا ذهب فيها، مبحرا من مرفأ المويلح يوم الأربعاء 10 أبريل 1878 (7 ربيع الثاني 1295) .