[align=center]
تحية طيبه ...
دائما ما نسمع
( كلمة حق أُريد بها باطل ) ..
الكثير منا يعرف قصتها وقائلها رضوان الله عليه وعلى صحابة رسوله الكريم ..
باختصار هي وصف دقيق وجريئ لمرض باقِ إلى يومنا هذا !
أصحاب الوجهين ! مثل العمله المعدنيه !
إذا احتكمنا لها فإنها تحوّل فريق كامل من المشرق إلى المغرب !
وهؤلاء يحولون من يتبعهم من الحق إلى الضلال ..
هم أصحاب الوجهين ..
المبطنين بالسوء .. المغلفين بحسن اللقاء واللسان !
فعندما يأتيك من يقول لك :
( لا حكم إلا لله )
فيسقط بيدك وتقول لا إله إلا الله !
صحيح ولا شك في ذلك ..
أكتفي بذلك
الان دعوني ابدأ بقصة
( كلمة حق أريد بها باطل )
بإختصار قالها سيدنا علي رضي الله عنه .. قالها للخوارج !
الخوارج، الذين يمثلون أول صورة من صور الانحراف في تاريخ العقيدة الإسلامية، وأول فرقة من الثلاث وسبعين فرقة التي ستختلف عليها أمة الإسلام، والفرقة الوحيدة التي ما زالت لها أتباع ومريدين حتى وقتنا الحاضر، وحتى ظهور الدجال كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، والفرقة الوحيدة التي استباحت دماء المسلمين وأنزلتهم منازل الكافرين، ورفعت سيفها على الأمة من وقت ظهورها حتى وقتنا الحاضر، هذه الفرقة التي جاء ظهورها كعلم من أعلام النبوة للرسول صلى الله عليه وسلم، كان السبب الرئيسي وراء ظهورها الجهل والتنطع والتشدد فيما لا تشدد فيه، وعدم الفقه في الدين؛ خاصة في معاني الآيات والأحاديث، كل ذلك لأنهم أعرضوا عن علماء الصحابة وتقاحموا في العلم بلا معلم، فضلّوا وأضلّوا كثيرًا، وضلوا عن سواء السبيل.
الخوارج ليست مجرد أسما بل هي صفه تتلون!! ولها الف صوره وصوره!!!!
هم موجودين بصور مختلفه !
ليست فقط لمناقشة العقديده .. بل اصبحوا فئه للتخريب بين الناس !
كلمات يرمونها فيثيرون ناراً وسعيراً بين العائله .. بين المجتمع ككل !
هي مبدأ مقيت له من الألوان ما يفوق الوان الطيف !
نعود للقصه :
لما أراد علي بن أبي طالب رضي الله عنه إرسال أبي موسى حكمًا بعد الفتنه التي اجتاحت المسلمين بعد مقتل عثمان رضي الله عنه أتاه رجلان من الخوارج هما زرعة بن البرج وحرقوص بن زهير، فقالا له:
'لا حكم إلا لله'،
فقال علي: (لا حكمًا إلا الله)
( انظر الحكمه في الرد رعاك الله لم ينجرف وراء غطائهم المنمق )
المهم تناظر الرجلان من الخوارج مع علي، ثم خرجا من عنده يألبان الخوارج عليه، وخطب علي يومًا بالمسجد فقام عدد من الخوارج يصيحون في جنباته:
'لا حكم إلا لله'،
فقال علي بن أبي طالب:
'الله أكبر!
كلمة حق أريد بها باطل،
أما إن لكم عندنا ثلاثًا ما صحبتمونا لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسمه، ولا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم مع أيدينا ولا نقاتلكم حتى تبدءونا وإنما فيكم أمر الله'.
فعندها خرجت الخوارج من المسجد واجتمعت بدار عبد الله بن وهب الراسبي، واتفقوا على الخروج من الكوفة إلى بلدة يجتمعون فيها لإنفاذ حكم الله بزعمهم، ولعل هذه بذور فتنه حذر منها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .
القصه تطول .. ومن أرادها فليقرأ عن ( صفين ) و(النهروان) وليقرأها من كتب الصحاح والروايات الصحيحه وأن لا يقع في في تلك الكلمه ! كلمة حق ويريدون فيها باطلاً ! فالحرص عند قراءة التاريخ خلال تلك الحقبه العصيبه من حياة الأمه ..
نعود إلى الهدف من الموضوع ...
الخوارج .. اشكال وأشكال .. ودرجات تخف وتتصاعد .. وخفيفها وعاليها (مرض) عضال ..
تنبه له سيدنا علي بن ابي طالب وشخصه بكلمة نسمعها كثيراً !
( كلمة حق أريد بها باطل )
منتهى الحكمه والجرأه في مواجهة شعار رفعه الخوارج ضاهره العفة وباطنه الخسه !
صور هذا المرض في وقتنا الحاضر كثيره نسأل الله تعالى لنا ولكم السلامه منه ..
من صوره (الاستهبال) الدارج في وقتنا الحاضر المبطن بسوء النيه .. وضاهره حسن النية (على نياته) وهو ( حية من تحت ...... ) ..
مما يثير مواضيع لا طائل منها غير تأجيج الانفس واشعال الفتن ولن يستريح حتى تأكله نارها !
من صوره ايضاً ( انسان صريح ) تحت غطاء رجل ما ( يعرف يجامل ) ولا ( يخاف ) غير من اللي خلقه ! ويقول للأعور ( أعور ) في عينه ! وما حدد اية عين !
الخوارج رفعوا شعار ( لا حكم إلا لله ) وهل هذه الكلمه فيها جدل ؟؟
هذا هو المرض ..
فمن هو المريض ؟؟
المريض هم شخصين !
الأول هو ( المستهبل ) ( المستعبط ) ( الصريح ) اللي ما يستريح غير بفتنه !
الثاني هو ( الأهبل ) ( العبيط ) ( الطيب بغباء ) اللي يمصع البطن بطيبته !!!!
العلاج :
من الكتاب :
قوله تعالى :
( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) ..
الهدوء والبينه حتى لا نندم ..
من السنه كثير :.
لكن الكل يكره صفة الكذب وان يكون موسوما بالكذب ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع )
الحذر الحذر من ترديد كلام لا طائل منه ..
وقال صلى الله عليه وسلم يؤدبنا بأدب الاسلام :
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )
اسعى للخير تجده حتى في صمتك ..
من حياتنا العامه : ..
مثل لجدتي العجوز :
( الحقران يقطع المصران )
يعنى ما نتهافت على هالمفتنين .. ولا نعطيهم بال ولا حتى نعطيه فرصه بالمناقشه ونحقره ............... من قوه !
وفيه عندكم اكثر من ما عند جدتي
ولنحرص جميعا من تلك الكلمه وتلون اصحابها !
( كلمة الحق التي يراد بها باطل )
والشوك في ثنايا الورد .. والسم لذيذا اذا خالط العسل !
حمى الله الجميع من شر وكيد كل ذي شر ..
وصلى الله على سيدنا محمد
.
[/align]