احبابي لا يفوتكم هذا المشهد بتفاصيله وحواراته
اترككم مع المشهد وأنا على ثقه بأننا سنقرأه وكأننا نقرأه لأول مره ولو قرأناه ألف مره .. فلن نمل او تملون كيف نمل ونحن في حضرة الفاروق وابي عبيده وابن الوليد وابن العوام وابن الصامت وضرار وابن عمر وابن ابي بكر فلنعيش مع المشهد .. وسأطيل عليكم مع العذر
قلنا ان جبله صاح بقومه .. فلما سمعوا كلام سيدهم وصيحته حملت الستون ألف فارس في وجه خالد بن الوليد والستين رجلا ..
فثبت لهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتبك الحرب بينهم فما كنت تسمع الا زئير الرجال وزمجرة الابطال ووقع السيف على البيض الصقال حتى ما ظن احد من المسلمين ولا من المشركين أن خالدا ومن معه ينجو منهم أحد ..
فبكى المسلمون وأخذهم القلق على أخوانهم وجعل بعضهم يقول لقد غرر خالد بن الوليد بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهلكهم !
والروم تقول أن جبلة أهلك هؤلاء القوم فهلاك العرب حاصل بأيدينا لا محالة ولم يزل القوم في الحرب والقتال حتى قامت الشمس في كبد السماء ..
قال عبادة بن الصامت :
فلله در خالد بن الوليد رضي الله عنه والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه والفضل بن العباس وضرار بن الازور وعبدالله بن عمر بن الخطاب رضوان الله عليهم اجمعين لقد رأيت هؤلاء الستة قد قرنوا مناكبهم في الحرب وقام بعضهم بجنب بعض وهم لا يفترقون وزادت الحرب اشتعالا وخرقت الاسنة صدور الليوث حتى بلغت الى خزائن القلوب لانقطاع الآجال ولم يزالوا في القتال الشديد الذي ما عليه من مزيد ..
قال عبادة بن الصامت :
فحملت معهم وكنت في جملتهم وقلت يصيبني ما يصيبهم ..
ونادى خالد بن الوليد وقال :
يا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ههنا المحشر وقد أعطى خالد القلب مناه .. لله درك يابن الوليد
فلما حمى بينهم القتال حمل خالد بن الوليد وهاشم والمرقال وتكاثرت عليهم الرجال ..
فلله در الزبير ابن العوام والفضل بن العباس وهم ينادون أفرجوا يا معاشر الكلاب وتباعدوا عن الاصحاب نحن الفرسان هذا الزبير بن العوام وأنا الفضل بن العباس أنا أبن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه :
فوحق رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أحصيت للفضل بن العباس عشرين حملة يحملها عن خالد بن الوليد حتى أزال عنه الرجال والابطال وحملوا على المشركين حملة عظيمة ولم يزالوا في القتال يومهم الى أن جنحت الشمس الى الغروب والمسلمون قد جهدهم القلق على اخوانهم أما الامير أبو عبيدة رضي الله عنه فانه صاح بالمسلمين وقال :
يا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هلك خالد بن الوليد ومن معه لا محالة وذهبت فرسان المسلمين فاحملوا بارك الله فيكم لننظر ما كان من أخبار اخواننا..
فكل اجاب الى قوله واشارته الا أبا سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه فانه قال للامير أبي عبيدة رضي الله عنه :
لا تفعل أيها الامير فانه لا بد للقوم أن يتخلصوا ونرى ما يكون من أمرهم .ز
قال فلم يلتفت أبو عبيدة رضي الله عنه الى كلامه وهم أن يحمل وقد أخذه القلق فبينما هو كذلك واذا جيش العرب المتنصرة منهزمون وأصوات الصحابة رضي الله عنهم قد ارتفعت ..
قال وان خالد بن الوليد افتقد أصحابه الستين رجلا فلم يجد منهم الا عشرين فجعل يلطم على وجهه وهو يقول أهلكت المسلمين يا ابن الوليد فما عذرك غدا عند الرحمن وعند الامير عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فبينما هو متحير في ذلك اذ أقبل عليه الامير أبو عبيدة رضي الله عنه وفرسان المسلمين وأبطال الموحدين فنظر أبو عبيدة رضي الله عنه الى خالد بن الوليد وما يصنع بنفسه وقد اشتغل عن متابعة المشركين ..
فقال أبو عبيدة :
يا أبا سليمان الحمد لله على نصر المسلمين ودمار المشركين
فقال خالد بن الوليد :
اعلم أيها الامير ان الله قد هزم الجيش ولكن أعقبتك الفرحة ترحة ..
فقال أبو عبيدة رضي الله عنه :
وكيف ذلك؟؟؟
فقال خالد :
أيها الامير فقدت أربعين رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم الزبير بن العوام ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم الفضل بن العباس وجعل خالد بن الوليد رضي الله عنه يسمي فرسان المسلمين واحدا بعد واحد حتى سمى أربعين رجلا ..
فاسترجع أبو عبيدة رضي الله عنه وقال :
لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ..
وقال لخالد :
لا بد لعجبك يهلك المسلمون ..
فقال سلامة بن الاحوص السلمي :
أيها الامير دونك والمعركة فاطلب فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فان رأيتموهم والا فالقوم أسرى أو قد تبعوا المشركين
فأمر أبو عبيدة فأتوا بهوادى النيران وكان الظلام قد اعتكر فافتقدوا المعركة بين القتلى فاذا قتل من العرب المتنصرة خمسة آلاف فارس وسيدان من ساداتهم وهما رفاعة بن مطعم الغساني والآخر شداد بن الاوس ووجدوا من قتل المسلمين عشرة رجال منهم اثنان من الانصار أحدهما عامر الاوسي والآخر سلمة الخزرجي فقال أبو عبيدة رضي الله عنه يوشك أن بعض الصحابة قد تبع المشركين فقال أبو عبيدة رضي الله عنه :
اللهم ائتنا بالفرج القريب ولا تفجعنا بابن عمة نبيك الزبير بن العوام ولا بابن عمه الفضل ابن العباس
{كم كان حب صحابة رسول الله عظيماً لأهل بيت النبي رضوان الله عليهم }
ثم قال أبو عبيدة :
معاشر المسلمين من يقفو لنا أثر القوم ويتعرف خبر الصحابة واجره على الله عز وجل ..
فكان أول من أجابه خالد بن الوليد رضي الله عنه فقال له الامير أبو عبيدة :
لا تفعل يا أبا سليمان لانك تعبت من شدة الحرب ( انظرو رحمة القائد بجنده )
فقال خالد :
والله لا يمضي في طلبهم غيري..
ثم غير جواده بفرس من خيول المسلمين , وطلب آثار القوم وتبعه جماعة من المسلمين فما سار خالد بعيدا حتى سمع خالد التهليل والتكبير ..
فأجابهم بمثله فأقبل القوم وفي أوائلهم الزبير بن العوام والفضل ابن العباس وهاشم والمرقال فلما نظر خالد اليهم فرح فرحا شديدا ورحب بهم وسلم عليهم وقال خالد بن الوليد رضي الله عنه للفضل بن العباس :
يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان أمركم
فقال:
يا أبا سليمان هزم الله المشركين وردهم على أدبارهم خائبين فتبعنا آثارهم وان رجالا منا أسروا فرجونا خلاصهم فلم نرهم ولا شك أنهم قتلوا ..
فقال خالد رضي الله عنه :
ان القوم في الاسر لا محالة ..
فقال الزبير بن العوام :
من أين علمت ذلك يا أبا سليمان ؟؟؟؟ ..
فقال خالد رضي الله عنه :
انا لم نجد في المعركة غير عشرة رجال ونحن عشرون وأنتم خمسة وعشرون وقد أسر خمسة رجال لا محالة وكان الاسرى رافع بن عميرة وربيعة بن عامر وضرار بن الازور وعاصم بن عمرو ويزيد بن أبي سفيان..
فعظم ذلك على المسلمين ورجعوا الى أبي عبيدة رضي الله عنه فلما نظر الى الفضل بن العباس والى الزبير بن العوام والمرقال بن هاشم وقد رجعوا سالمين فرحين بما نصرهم الله على الكافرين سجد على قربوس سرجه شكرا لله تعالى فقال خالد بن الوليد رضي الله عنه :
معاشر المسلمين لقد بذلت مهجتي أن أقتل في سبيل الله تعالى فلم أرزق الشهادة فمن قتل من المسلمين كان أجله قد حضر ومن أسر كان خلاصه على يدي ان شاء الله تعالى ,
قال :
وباتت الفرسان في فرح وسرور وبات الروم في نوح عظيم حين كسرت حامية عسكرهم .
ونصر مؤزر بفضل من الله تعالى ..
[align=center]ومعكم نتابع[/align]