عرض مشاركة واحدة
قديم 06-26-2006, 01:32 AM رقم المشاركة : 18 (permalink)
معالينا
..رشفة قلم..





معالينا غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

[align=center]
ونتابع معكم هذه السيره العطره من خلال هذا الفتح العظيم ونقطة التحول الكبيره من نقاط انتشار الدين الاسلامي .. وهنا حوار واخذ ورد وأسلوب وحسن اختيارالأشخاص .. حنكة وحكمة في منتهى الاهميه لوضع نقطة مضيئه يحكيها التاريخ بل ويفخر بها التاريخ ..

أرسل خالد بن الوليد أربعة من زعماء الأنصار الذين هم من أبناء عمومة الغساسنة لمقابلة الملك الغساني الذي يدور بفلك النفوذ البيزنطي .. وينفذ قرارات هرقل بعيداً عن أية سيادة لدولته التابعة للقسطنطينية , وكان خالد بن الوليد يهدف من وراء ذلك أن يقنع الملك الغساني ويؤثر عليه بسبب صلة الرحم التي تربطه بأبناء عمومته الأوس والخزرج , ولكن هيهات أن يكون له قرار , فقد عرض عليه الوفد الإسلام ولكنه رفض قائلاً :
(( وأنتم يا معاشر الاوس والخزرج رضيتم لانفسكم أمرا , ونحن رضينا لانفسنا أمرا لكم دينكم ولنا ديننا, فقال له الانصاري : ان كنت لا تحب ان تفارق دينك الذي انت عليه فاعتزل عن قتالنا لتنظر من تكون العاقبة والغلبة, فان كانت لنا وأردت الدخول في ديننا قبلناك وكنت منا وأخانا وان أقمت على دينك قنعنا منك بالجزية وأقررناك على بلدك وعلى مواطن كثيرة لآبائك وأجدادك , فقال جبلة: أخشى أن تركت حربكم وقتالكم وكانت الدائرة للقوم لا آمن أن يتقووا على بلدي لان الروم لا ترضى مني الا أن أكون مقاتلا لكم وقد رأسوني على جميع العرب وأنا لو دخلت دينكم كنت دنيئا ولا اتبع , فقال الانصاري , فان أبيت ما عرضناه عليك فان ظفرنا بك قتلناك فاعتزل عنا وعن سيوفنا فانها تفلق الهام وتبري العظام فتكون الوقعة بغيرك احب الينا من الوقعة بك وبمن معك , قال: وكانت الانصار يريدون بهذا الكلام تخويفه وترغيبه كي ينصرف عنهم وجبلة يأبى ذلك, فقال: وحق المسيح والصليب لا بد أن أقاتل عن الروم ولو كان لجميع الاهل والقرابة, فقال له قيس بن سعد: يا جبلة أبيت الا أن يحتوي الشيطان على قلبك فيهوى بك في النار فتكون من الهالكين وانما أتينا لندعوك الى دين الاسلام لان رحمك متصلة برحمنا فان أبيت فستعاين منا حربا شديدا يشيب فيه الطفل الصغير)) (فتوح الشام ج1/ص171).

ثم رجعوا الى الامير أبي عبيدة وخالد بن الوليد رضي الله عنه وأعلموهما بمقالة جبلة وأنه ما يريد الا القتال فقال خالد بن الوليد رضي الله عنه أبعده الله تعالى فوعيش عاش فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين لينظرن منا جبلة ما ينظر ثم قال خالد بن الوليد رضي الله عنه اعلموا معاشر المسلمين أن القوم في ستين ألف فارس من العرب المتنصرة وهم حزب الشيطان ونحن ثلاثون ألف فارس من حزب الرحمن ونريد أن نلقي هذا الجمع الكبير فان قاتلنا جبلة بجمعنا كله كان ذلك وهنا منا ولكن ينتدب منا أبطال ورجال الى قتال هؤلاء العرب المتنصرة فقال أبو سفيان صخر بن حرب لله درك يا أبا سليمان ( خالد بن الوليد ) فلقد أصبت الرأي ,
وقال : أبوعبيدة فاصنع ما تريد وخذ من الجيش ما أحببت فقال اني قد رأيت من الرأي أن نندب من جيشنا ثلاثين فارسا فيلقى كل واحد ألفي فارس من العرب المتنصرة ..
قال الواقدي : فلم يبق أحد من المسلمين الا عجب من مقالة خالد بن الوليد رضي الله عنه وظنوا أنه يمزح بمقالته وكان أول من خاطبه في ذلك أبو سفيان صخر بن حرب وقال :
يا ابن الوليد هذا كلام منك جد أو هزل ,
فقال خالد بن الوليد رضي الله عنه:
لا وعيش عاش فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قلت الا جدا.
فقال أبو سفيان:
فتكون مخالفا لامر الله تعالى ظالما لنفسك وما أظن أن لك في هذه المقالة مساعدا ولو قاتل الرجل منا مائتين كان ذلك أسهل من قولك يقاتل الرجل منا ألفين وأن الله عز وجل رحيم بعباده فرض رجلا منا تلقى الستين ألف فارس فما يجيبك أحد الى ذلك وان أجابك رجل لما قلته فانه ظالم لنفسه معين على قتله,
فقال خالد بن الوليد رضي الله عنه:
يا أبا سفيان كنت شجاعا في الجاهلية فلا تكن جبانا في الاسلام وانظر لمن أنتخب من رجال المسلمين وأبطال الموحدين فانك اذا رأيتهم علمت أنهم رجال قد وهبوا أنفسهم لله عز وجل وما يريدون بقتالهم غير الله تعالى ومن علم الله عز وجل ذلك من ضميره كان حقا على الله أن ينصره ولو سلك مفظعات النيران,
فقال أبو سفيان: يا أبا سليمان الامر كما ذكرت وما أردت بقولي الا شفقة على المسلمين فاذا قد صح عزمك على ذلك فاجعل القوم ستين رجلا ليقاتل الرجل منهم ألف فارس من العرب المتنصرة ,
فقال الامير أبو عبيدة رضي الله عنه :
نعم ما أشار به أبو سفيان يا أبا سليمان ,
فقال خالد بن الوليد رضي الله عنه: والله يا أيها الامير ما أردت بفعلي هذا الا مكيدة لعدونا لانهم اذا رجعوا الى أصحابهم منهزمين بقوة الله عز وجل ويقولون لهم من لقيكم فيقولون لقينا ثلاثون رجلا يداخلهم الرعب منا ويعلم ماهان أن جيشنا كفء له,
فقال أبو عبيدة رضي الله عنه:
أن الامر كما ذكرت الا انه اذا كان ستون رجلا منا يكونون عصبة ومعينا بعضهم بعضا ,
فقال خالد بن الوليد رضي الله عنه:
أنا أنتدب من المسلمين رجالا أعرف صبرهم وقرارهم واقدامهم في الحرب وأعرض عليهم هذه المقالة فان أحبوا لقاء الله ورغبوا في ثواب الله عز وجل فإنهم يستتجيبون إلى ذلك وأن احبوا الحياة الدنيا والبقاء فيها ولم يكن فيهم من تطيب نفسه للموت فما بخالد الا أن يبذل مهجته لله عز وجل والله الموفق لما يحبه ويرضاه ))
( فتوح الشام ج:1 ص:171-172).

حوار وتفاهم عجيب .. هذه ميزة للعظماء فقط ..
لتتشربها قلوبنا . ونغمس عقول ابنائنا فيها .. فهي والله العزه والمنطق الأكيد للقوه ..
[/align]

ومعكم لا زلنا نتواصل [/CENTER]

 





  رد مع اقتباس
 

SEO by vBSEO 3.3.0