عرض مشاركة واحدة
قديم 06-25-2006, 10:51 PM رقم المشاركة : 16 (permalink)
معالينا
..رشفة قلم..





معالينا غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

نتواصل معكم

وصل المسلمين إلى أرض المعركة واختاروا الأرض المناسبة لهم ولحق بهم البيزنطيين (الروم ) ..
وكانت أعداد البيزنطيين هائلة , ألقت الرعب بقلوب من رآهم..
((ولم يزالوا سائرين حتى وصلوا الى اليرموك فنزلوا بدير يقال له دير الجبل وهو بالقرب من الرمادة والجولان وجعلوا بينهم وبين عسكر المسلمين ثلاثة فراسخ طولا وعرضا فلما تكاملت الجيوش باليرموك أشرفت سوابق الخيل على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان جبلة بن الايهم في المقدمة في ستين ألف فارس من العرب المتنصرة من غسان ولخم وجذام وهم على مقدمة ماهان فلما نظر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى كثرة جيوش الروم قالوا لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم))
قال عطية بن عامر:
فوالله ما شبهت عساكر اليرموك الا كالجراد المنتشر اذا سد بكثرته الوادي ..
قال: ونظرت الى المسلمين قد ظهر منهم القلق وهم لا يفترون عن قول لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ..
وأبو عبيدة رضي الله عنه يقول:
{ ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين} ..
قال : وأخذ المسلمون أهبتهم, ودعا الامير أبو عبيدة بجواسيسه من المعاهدين وأمرهم أن يدخلوا عساكر الروم يجسون له خبر القوم وعددهم وعديدهم وسلاحهم ..
وقال أبو عبيدة رضي الله عنه:
أنا أرجو من الله تعالى أن يجعلهم غنيمة لنا ))(الواقدي , ج1/ص166)
وأقام المسلمون باليرموك وهم مستعدون لقتال عدوهم كأنهم ينتظرون وعدا وعدوا به , وقد تقابل المعسكران عدة أيام دون قتال ..
يقول الواقدي :
((فلما نزل ماهان بعساكره بإزاء المسلمين على نهر اليرموك أقام اياما لا يقاتل ولا يثير حربا )).

ويعزى تأخير ماهان عن الإقدام على الهجوم المباشر على معسكر المسلمين إلى أن رسولا ورد عليه من الإمبراطور البيزنطي هرقل ( هركليوس) يقول له :
(( لا تنجز الحرب بينك وبين المسلمين حتى نبعث اليهم رسولا ونعدهم منا كل سنة بمال كثير وهدايا لصاحبهم عمر بن الخطاب ولكل أمير منهم ويكون لهم من الجابية الى الحجاز فلما وصل الرسول الى ماهان قال هيهات هيهات أن كانوا يجيبون الى ذلك أبدا, فقال له جرجير: وهو من بعض ملوك الجيش وما عليك في هذا الذي ذكره الملك هرقل من المشقة, فقال ماهان : اخرج أنت اليهم وادع منهم رجلا عاقلا وخاطبه بالذي سمعت واجتهد في ذلك )) .

طلب جرجر مقابلة أحد كبار قادة المسلمين ..
فقابله أبوعبيدة وكان كل منهم على فرسه , ووجد جرجر في منطق أبوعبيدة قوة لم يكن يقدرها من قبل فلم يكن قادراً على مواصلة عرضه , فالتفت إلى مرافقه وقال :
يا بهيل الملك هرقل كأنه أعرف بهؤلاء العرب منا, ثم لوى رأس جواده ورجع الى ماهان واخبره بما قال أبو عبيدة فقال له ماهان دعوتهم الى الموعد فقال لا وحق المسيح اني لم أفاتحه في شيء من ذلك لكن أبعث لهم بعض العرب المتنصرة ...)). وقد بعث إليهم ملك الغساسنة جبلة بن الأيهم , وما وجد من رسول أبو عبيدة (عبادة بن الصامت الأنصاري ) إلا كما وجد جرجر من أبوعبيدة , فعاد أدراجه .

كانت خطة هرقل ضرب العرب بالعرب باعتبار نصارى العرب هم من جنس العرب المسلمين , وأن الصدمة الأولى يجب أن يتحملها العرب النصارى , حتى إذا تعب المسلمين من القتال واصل الروم الحرب ليستأصلوا بقية المسلمين .

أفاد المسلمين فوائد عظيمة من تمهل ماهان ملك أرمينية وعدم البدء بالقتال مباشرة حسب نصيحة هرقل , وقد كان هرقل مقتنعاً منذ رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم التي دعاه فيها إلى الإسلام , من أن دين محمد سيصل إلى سوريا وسيخرج النفوذ البيزنطي نهائياً من بلاد الشام .

ولا زلنا معكم في تفاصيل معركة اليرموك وسيرة هذا الصحابي الجليل
 





  رد مع اقتباس
 

SEO by vBSEO 3.3.0