عرض مشاركة واحدة
قديم 06-25-2006, 10:36 PM رقم المشاركة : 14 (permalink)
معالينا
..رشفة قلم..





معالينا غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي



لازلنا في جو المناقشات والاخذ والرد والخطط والتخطيط والحوار الراقي المتحضر ..
جو فعلاً جميل .. فقط نريد القراء بتأني وتدبر ..

لحظات ما قبل المعركه

كان الجيشان متقابلان في أرض ضيقة , والكل يخشى الآخر فالمسلمون راعهم الأعداد الهائلة لعدوهم وقد ظهر ذلك بقوة في مراسلات قائد الجيوش الإسلامية أبو عبيدة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهم , فقال في خطابه الأول بعد انسحابه من حمص ودمشق (( أما بعد ...أخبر أمير المؤمنين أكرمه الله أن الروم نفرت إلى المسلمين براً وبحراً ...وجاءونا وهم نحو أربعمائة ألف رجل ... حتى يقدم علينا من قبل أمير المؤمنين المدد لنا , فالعجل العجل يا أمير المؤمنين بالرجال بعد الرجال , وإلا فاحتسب أنفس المسلمين إن هم أقاموا , ودينهم منهم إن هم تفرقوا ,فقد جاءهم مالا قبل لهم به إلا أن يمدهم الله بملائكته أو يأتيهم بغياث من قبله , والسلام عليك )).

وقد عقد اجتماع طارئ بالمدينة المنورة بمجرد وصول الكتاب , كان اجتماع أشبه باستدعاء البرلمانات في عصرنا الحديث لمناقشة الوضع العسكري الخطير إلى أقصى حدود الخطورة والذي تعلن معه الحكومات في عصرنا حالة التأهب القصوى وحالة الطوارئ بالبلاد , فاستدعى أمير المؤمنين عمر أهل العقد والحل من المهاجرين والأنصار , فقرأ الخليفة خطاب القائد العسكري للجيوش الإسلامية بنفسه , وصعق الاجتماع , ووصل الأمر بالحاضرين أن بكى أكثرهم وتضرعوا إلى الله بالنصر ودفع البلاء , مشفقين على إخوانهم , وتقدم بعضهم باقتراح وضع أمام الخليفة (( يا أمير المؤمنين ابعثنا إلى إخواننا وأقر علينا أميراً ترضاه , أو سر بنا أنت ...)) . يقول حامل خطاب أبو عبيدة عبدالله بن قرط وقد أظهر المهاجرين والأنصار بالاجتماع الشفقة على إخوانهم (( ولم أر أحداً أكثر جزعاً من عبدالرحمن بن عوف ولا أكثر مقالة : سر بنا يا أمير المؤمنين فانك لو قدمت الشام لقد شدد الله قلوب المؤمنين وأرعب قلوب الكافرين )) .

وقال الواقدي بكتابه (فتوح الشام ج1/ص178) ))فلما سمع عمر بن الخطاب كلام عبد الرحمن بن عوف ونظر إلى إشفاق المسلمين وجزعهم على أخوانهم اقبل على عبدالله وقال يا بن قرط من المقدم على عساكر الروم فقلت خمسة بطارقة أحدهم ابن أخت الملك هرقل وهو قورين والديرجان وقناطير وجيرجير وصلبانهم تحت صليب ماهان الأرمني وهو الملك على الجميع وجبلة بن الايهم الغساني مقدم على ستين ألف فارس من العرب المتنصرة فاسترجع عمر وقال لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم قرأ عمر " يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون " ثم قال ما تشيرون به علي رحمكم الله تعالى فقال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ابشروا رحمكم الله تعالى فان هذه الوقعة يكون فيها آية من آيات الله تعالى يختبر بها عباده المؤمنين لينظر أفعالهم وصبرهم فمن صبر واحتسب كان عند الله من الصابرين , واعلموا أن هذه الوقعة هي التي ذكرها لي رسول الله صلى الله عليه وسلم التي يبقى ذكرها إلى الأبد هذه الدائرة المهلكة, فقال العباس : علي من هي يا أبن أخي ؟ , فقال يا عماه علي من كفر بالله واتخذ معه ولدا فثقوا بنصر الله عز وجل, ثم قال علي لعمر: يا أمير المؤمنين اكتب إلى عاملك أبي عبيدة كتابا وأعلمه فيه ان نصر الله خير له من غوثنا ونجدتنا فيوشك انه في أمر عظيم, فقام عمر ورقى المنبر وخطب خطبة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون وذكر فضل الجهاد ثم نزل وصلى بالمسلمين )).

وفي نهاية الاجتماع كان رأي الأكثرية بقاء وإقامة عمر بالمدينة ويبعث المدد تلو المدد (( ويكون ردءاً للمسلمين )) .

ونتابع
 





  رد مع اقتباس
 

SEO by vBSEO 3.3.0