عرض مشاركة واحدة
قديم 06-25-2006, 11:03 AM رقم المشاركة : 13 (permalink)
معالينا
..رشفة قلم..





معالينا غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي




كيف تم اختيار موقع تمركز الجيوش وماهي معطياته ؟؟ .. وكيف تم التشاور والاستعانه بالخبرات فيه ؟؟ .. اتمنى القراءه والتمعن بما نقرأ ..

هذه المعركة فاصلة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى , وكل ما لدى الجيشين من خبرة قتالية وميزات عسكرية لابد أن ترمى بكل ثقلها بالمعركة , ولقد برع المسلمون في هذه المسألة منذ معركة أحد حين اختار الرسول صلى الله عليه وسلم موقع جبل أحد لخوض ثاني معركة مع كفار قريش , وكذلك في معركة القادسية حين اختاروا أرض المعركة المناسب لهم غير عابئين باستفزازات عدوهم , وكان المسلمون قد انسحبوا انسحابا سريعاً أمام جحافل الروم التي تزيد عن ستة أضعاف عددهم حتى ظن الروم أن المسلمون كانوا يفرون مذعورين من أرض المعركة , وقد جاء رسل أهالي القدس إثر تهديد عمرو بن العاص لهم من شمالي الشام بما أفادوا (( إن ماهان أقبل من عند هرقل بثلاث عساكر كل عسكر منها أكثر من مائة ألف مقاتل ...وأن العرب لما بلغهم ما سار إليهم ...انصرفوا راجعين...حتى أقبلت العرب على نحو الأردن نحو صاحبهم (عمرو) والروم في آثارهم يسوقوهم سوقاً عنيفاً سريعاً ...)) .

وقد كان الروم يرقبون ما يفعل الروم حيث سار ماهان من حمص إلى بعلبك ثم إلى البقاع ثم إلى حولة دمشق بمحاولة التفافية على المسلمين لقطع خط الرجعة عليهم وللاستفراد بجيوش أبو عبيدة وخالد ويزيد بعيداً عن جيوش شرحبيل وعمرو , وما قد يأتيهم من المدد من المدينة , وهذا دليل على قوة استخبارات الروم الذين قد زرعوا العديد من النصارى العرب بمعسكر المسلمين , ويبدو أن الروم قد اقتربوا من الجابية التي انسحبت إليها جيوش أبو عبيدة , وعقدوا اجتماعا حاسماً لاتخاذ القرارات المصيرية فيه وكانت المناقشات تدور حول عدة أفكار فيزيد بن أبي سفيان رأى الانسحاب إلى أيلة أي إلى العقبة الأردنية حالياً أي بين الجزيرة العربية والشام , بينما رأى عمرو بن العاص الانسحاب إلى مدى أبعد إلى الحجر أو مدائن صالح حالياً ..
وكان سيف الله المسلول خالد بن الوليد صامت يسمع هذه الاقتراحات حين التفت إليه القائد العام للجيوش الإسلامية أبي عبيدة قائلاً ,,,
يا خالد ماذا ترى أنت ؟
فقال ((أرى والله إن كنا إنما نقاتل بالكثرة والقوة, هم أكثر منا وأقوى علينا وما لنا بهم إذن طاقة , وإن كنا إنما نقاتلهم بالله ولله , فما أن جماعتهم ولو كانوا أهل الأرض جميعاً تغني عنهم شيئاً ثم تكلم بثورة وغضب موجهاً كلامه لقائد الجيوش رافضاً كل الاقتراحات السابقة (( أتطيعني أنت فيما آمرك به ؟ ))
قال أبو عبيدة بثقة مطلقة بخالد : نعم ..
قال خالد (( فولني ما وراء بابك وخلني والقوم فإني لأرجو أن ينصرني الله عليهم , قال أبوعبيدة : قد فعلت ))
وهكذا أصبح خالد بن الوليد له مطلق الحرية والتصرف كقائد عام للجيوش الإسلامية في المعركة تحت لواء أبو عبيدة واستمرت مناقشة الاقتراحات حتى قال أبو عبيدة تجاه الانسحاب
((لست بارحاً وقد وليت خالد ما خلف بابي وأنا معكم لا أبرح الأرض حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين .

وفي نهاية الاجتماع جاءت العيون بالأخبار أن الروم نزلوا على نهر الرقاد أحد روافد اليرموك ومرج الجولان . وهنا تأتي خبرة الخبراء والكبراء فهذا شيخ قريش أبو سفيان يمتعض أن يقرر الاجتماع أموراً خطيرة بعيدا عن رأيه ومشورته وقد بلغ من العمر ما رأى أنه أهل لاستشارته من قبل شباب الأمة وقال محتجاً خارج خباء يزيد الذي كان فيه الاجتماع
(( ما كنت أظن أني أبقى حتى أرى غِلْمَةٌ من قريش يذكرون أمر حربهم ويكيدون عدوهم بحضرتي لا يحضرونيه ))
فقال بعض الحرس هل لكم إلى رأي شيخكم ؟ قال أبو عبيدة أدخل أبا سفيان .فجاءت الخبرة من شيخ من شيوخ العرب في الجاهلية والإسلام وقال :
((إن معسكركم هذا ليس بمعسكر إني أخاف عليكم أن يأتيكم أهل فلسطين والأردن فيحولوا بينكم وبين مددكم من المدينة فتكونوا بين عسكرهم , فارتحلوا حتى تجعلوا أذرعات خلف ظهوركم يأتكم المدد والخير ))
وأذرعات هذه هي درعا السورية الحالية .

فقبلوا قادة الجيش رأي خبيرهم وارتحلوا مسرعين نحو نهر اليرموك تاركين درعا خلف ظهورهم حتى ظن الجيش البزينطي الذي كان يتتبع المسلمون أن المسلمين يفرون من مواجهته !!
وظل النهر يفصل بين الفريقين عدة أيام دون قتال أو اتصال كان ذلك في أواخر جمادى الآخرة عام 15 للهجرة يوليو 636م .

لازلنا معكم
 





  رد مع اقتباس
 

SEO by vBSEO 3.3.0