المكتبة خصصت لها غرفة مستقلة (حوالي 18 مترا مربعا) وضعت في وسطها منضدة اجتماعات، وحول الغرفة فصلت مكتبة خشبية بأبواب زجاجية، طول المكتبة حول الغرفة 13 مترا وارتفاعها من الأرض الى السقف (2 متر و75 سنتيمتر) وفيها مختلف أنواع الكتب والمجلات التاريخية وكتب الاجداد والسيد الوالد، وكذلك كتبي التي معظمها مصاحف تاريخية وقواميس وكتب في الطب والهندسة والأدب العربي وعلوم الادارة.
وقد ساعدت بعض الشباب يعملون في ادارة موقع مدينة تبارك (محل سكني) بتوجيههم الى العلوم الادارية. وكان الاكثر حظا في الاستفادة من المكتبة السيدة ماري كلير جاب الله التي حضرت الدكتوراه في الاديب ابراهيم المويلحي وذكرت المكتبة المويلحية في مقدمة أطروحتها، وقال الدكتور الاستاذ روجر ألن (مدير أطروحتها) في تقديم الرسالة شفويا أمام اللجنة بطريقته المازحة "لقد شعرت بالغيرة لأن ماري كلير اطلعت على محفوظات المويلحيين وهذا أمر لم يتيسر لي منذ عام 1976 عندما كنت أحضر الدكتوراة في الاديب محمد المويلحي، ولو كان تيسر لي لغير مجرى حياتي".
وبالمناسبة يقوم الان المجلس الأعلى للثقافة بترجمة تلك الاطروحة الى العربية ولسوف تنشر في غضون سنتين ان شاء الله.
وساعدتني مقتنيات هذه المكتبة في تحديد علاقة المويلحيين بالاسرة العلوية، وخصوصا بين الأمير أحمد وكيل المويلح ومحمد علي باشا، واقامة الامير طوسون قائد جيش محمد علي باشا في قلعة المولح، وزيارة والدة الخديوي للمويلح بمساعدة عبد السلام باشا المويلحي، واقامة الاديب ابراهيم المويلحي مع الخديوي اسماعيل في ايطاليا، وارتباط المرحوم والدي بالامير عباس حليم وبالامير عباس حلمي الثالث (حفيد الخديوي عباس الثاني) الذي بادر الى عزائي في وفاة والدي.
وبهذه المكتبة استطعت أن أساعد أولاد الامير شهاب الدين محمد على حسين داوود (حفيد محمد علي بك الصغير، الابن الثلاثين لمحمد علي باشا الكبير) على تحديد تاريخ فرعهم. وبالمناسبة كنت قد توليت تربية اثنين منهما، التوأم عنتر وبايا، في ايطاليا. وقد استطاعوا الحصول على الجنسية المصرية في الربيع الماضي، ووجدنا صكوك الأوقاف الشرعية التي تثبت نسلهم وحقهم في بعض المواريث.
وكل مكتبة، صغرت أو كبرت، لها أهميتها في تطوير العقول وإحقاق الحق في التاريخ وتنوير الجنس البشري.