عرض مشاركة واحدة
قديم 12-29-2006, 10:01 AM رقم المشاركة : 12 (permalink)
المرواني
عضو مميز





المرواني غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الكريم وكيل المويلح ... مايغريني بالكتابه في هذا المنتدى هو وجود اخوة يتميزون بسعة الافق وغزارة المعرفه مثلك . لذا اجدني استمتع بالنقاش معهم ولا اجد حرجا" من طرح بعض المواضيع التي قد تكون شائكه وحساسه لثقتي بمن احاور.....
اخي الكريم لو لاحظت انني لم اجزم بانك تقصدني ولكنني احببت ان اوضح لك ان سياق كلامك قد يفهم منه ان رد علي اطروحات خطيره صدرت مني وهو موقف لا يحب اي مسلم ان يقفه ... (هذا فقط لتوضيح الالتباس)................

اما بالنسبه لسؤالك عن موقفي من الدين الاسلامي والسياسه ... فانا رغم ضني انني قد اوضحته في مقالي السابق الا انه لا باس من اعادة الصياغه لعلي بذلك احل المشكلة المزمنه عندي وهي صعوبة ايصال الفكره للقارى ......

قبل ان ادخل في الموضوع انا ايظا" لابد ان اقدم مقدمة قد تكون هي الاساس الذي ابني عليه كلامي اللاحق واتمنى ان لايصيبكم الملل .....
اولا" انا كمسلم مؤمن بالله ورسوله وبكتابه الذي نزل على نبيه اعتقد ان الاسلام هو الحل للبشريه لكي تتخلص من الظلم والاستبداد والعبودية لغير الله عز وجل فالاسلام هو الذى كرم الانسان ونقله من مرتبة نزل اليها حتى كاد ان يساوي فيها الحيوان الى وضعه الطبيعي كانسان عاقل خلقه الله وميزه عن بقية المخلوقات بالعقل .. فالدين الاسلامي رغم انه دين الفطره الا انه دين العقل الذي تميز به عن سائر المخلوقات ... لذا كان دائما" الخطاب موجه لهذا العقل دون غيره فالتدبر والتفكر هي من الامور العقليه التي عاب الله ورسوله على الكافرين اغفالهم لها فلو انهم تدبروا و تفكروا في خلق السموات والارض وفي خلق انفسهم لكان نور الايمان قد شع في نفوسهم .. ولكنهم غيبوا العقل وجعلوا سبيلهم الى المعرفه هو اتباع شهواتهم وما يمليه عليه كبرائهم وسادتهم لذا فهم قد جعلوا من انفسهم كالانعام بل هم اظل سبيلا ........

مما سبق نجد ان الله عز وجل بعد ان ارسل نبيه وجعله خاتم الانبياء والمرسلين فانه يستحيل ان يضيع امته بان يسن لهم من القوانين التي تعيدهم الى وضعهم السابق للاسلام ويجعلهم يعيشون في ذل وعبوديه لبعضهم البعض ويقسمهم الى طبقات بعد ان ساوى بينهم ......

عودا" على الاسلام والسياسه بعد هذه المقدمه يجب ان نقسم التاريخ الاسلامي الى مراحل ونتكلم عن كل مرحلة بعجاله لكي نرى مدى ترابط الدين والسياسه وهل هما لصيقان ( واعني بذلك ان الاسلام عندما جاء للهدايه للبشريه ..هل جاء ايظا" ببرنامج سياسي واضح يحق لكل شخص رفعه والمطالبه به ؟؟!!)........

المرحلة الاولى : فترة النبي صلى الله عليه وسلم ........

النبي كما قد ذكرت من قبل فهو نبي وبشر في نفس الوقت والمتتبع لسيرة اعظم البشر يجد انه كان المثال الذي يحتذى به من حيث كونه نبي او بشر سواء في حال ضعف او قوة .. فهو عليه الصلاة والسلام انموذج لايمكن ابدا" مجاراته وانما هو رمز الكل يسعي للاقتراب منه ولكن من الاستحاله ان يصل الى مستواه اي مخلوق .. فهو كنبي قد تم اختياره من الله عز وجل وهذا امر لن يتأتى لاحد من بعده وهو كبشر من العظمه انه لايمكن ان يشابه احد ...(قد تتسألون مادخل كل هذا بالسياسه) .......الاجابه هي ان حجة الذين يسيسون الدين هي فعل النبي عليه الصلاة والسلام في فترته كقائد للمسلمين وهم بذلك يغفلون الخصوصية التي لدى النبي سواء في فعله كنبي او كبشر .. لان اغفالهم لهذه المسئلة يجعلهم في حرج حين يطالبون بكثير من الامور التي فعلها النبي عليه الصلاة والسلام لانهم سيجدون ان النبي حارب وسالم قاتل وعفى وانه عليه الصلاة والسلام قد غير في بعض قراراته او انه رجح قرارات غيره على قراراته وانه في مرات قد شاور وفي مرات اخرى قد تفرد بالراي وانه قد استخدم اساليب التعامل مع اصداقائه او خصومه بنفس الطريقه المعتاده في عصره بدون ان تكون مخالفه لما جاء به من عند الله فهو عليه الصلاة والسلام قد اقر بعض الفضائل التي في عصره وخالف بعض الامور التي كانت متعارضه مع الدين .... خلاصة ماسبق هو ان النبي عليه الصلاة والسلام قاد كرجل سياسه الدولة الاسلاميه في عصره بناء على مافرضته عليه المرحله دون ان يكون هناك اي تعارض مع وضعه كنبي جاء بالرساله للعالمين وبين وضعه كبشر معصوم يعيش في تلك الحقبه من الزمن والتي لها ضروف مختلفه عن وضعنا الحالي فهو عليه الصلاة والسلام لم يضع اي برنامج سياسي يمكن ان يعد على انه الشكل الوحيد للسياسه ويستحق ان يحصل على شرف الارتباط بالدين بل انه عليه الصلاة والسلام لم يحدد الية الحكم بعده وجعلها مفتوحة فهو لم يعين ولم يوصي ولم يحدد اي شكل من اشكال الحكم حتى يجعل للناس فسحة في اخذ ما يعتقدون انه صالح لهم ولزمانهم دون ان يكون في ذلك اي مخالفه للدين ...
ولانه عليه الصلاة والسلام لايضيع امته فانه وضع قواعد انسانيه عامه كالعداله والحريه والمساواة بين البشر لتكون هي المقياس الحقيقي لمدى اقتراب شكل الحكم من الدين و بعده عنه ................

مرحلة الثانيه :فترة الخلافاء الراشدين........

طبعا" لا احتاج الكثير لوصفهم او الثناء عليهم لانهم لاشك معلومين لكل مسلم فهم القدوة بعد نبينا وهم المثال الذي يمكن الاقتراب منه لانهم ليسوا انبياء وليسوا معصومين لذا فان تجربتهم تعد على انها الفترة الذهبيه التي نفاخر بها كمسلمين ..وذلك ليس لانها ارتكزت على برنامج سياسي بل لانها ارتكزت على اخلاقيات جاء بها الدين الحنيف فالعدل ونبذ الظلم والطغيان والمساواة بين البشر هي القواعد العامه التي تمسكوا بها ولاجلها استحقوا ان يخلدوا على مدى التاريخ .... ولكن رغم ذلك لاتجد لهم برنامج سياسي يمكن ان يعد انه هو البرنامج الذي تسعى له اي حركة تدعي انها ذات ميول اسلاميه .... وذلك لاسباب فرغم اننا مأمورين بالاقتداء بسنتهم الا اننا ايظا" نعلم انهم كانوا يعيشون في حقبة زمنيه كان لها الاثر الكبير على قراراتهم السياسيه ففي عهد ابو بكر الصديق رضي الله عنه رأى ان يحارب مانعي الزكاة وان يعاملوا على انهم مرتدين بينما لم يكن هذ رأي عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ( والسؤال الان ايهما كان رأيه السياسي مبني على برنامج سياسي ديني؟!! ) الاجابه باختصار انه لايوجد بل ان كل ما هنالك انهم قد طبقوا الشريعه الاسلاميه الواضحه من حدود والاخلاقيات الاسلاميه العامه كالعدل والوفاء والاخلاقيات الفرديه من حسن الخلق والعبادات والورع والتقى ... ومن ثم استخدموا عقولهم التي وهبها الله لهم ليقودوا الامه دون وجود اي منهج اسلامي سياسي ......... كما ان فترة عثمان ابن عفان وعلي ابن ابي طالب رضي الله عنهما كانت هي ايظا" حافله بالكثير من المفارقات التي تجعل من المستحيل انه كان هناك منهجي سياسي ديني والا لدخلنا في نفق مظلم اذا ما قرر احدنا تفسير الكثير من الاحداث التي حدثت في عصرهم ...... ( انا راي الشخصي ان كل ما حدث في عصرهم انما هو اجتهادات شخصيه مرتبطه بالمرحلة التي كانوا يعيشون فيها وليس لذلك سند من الدين يبرر قراراتهم بل ان مايبرر ذلك هو انهم بشر غير معصومين وغيرمرتبطين باي برنامج سياسي اسلامي وفعلوا ماكانوا ضنون انه الاصلح للامه )......

المرحلة الثالثه :مرحلة الخلافات الاسلاميه جميعا" ..........

طبعا" هذه المرحلة لاتعد نموذج يستند اليه لانها مليئه بالمصائب والفواجع التي تدمي القلب .. فرغم ان الكثير من البسطاء يحن لتلك الفتره عن جهل او لأن الواقع لا يلبي طموحه الا ان الكثيرين منهم لو رجعنا بهم الى الوراء ليعيشوا فيها لفضلوا ان يعودوا ويعيشوا في كنف دولة كافره تطبق الديموقراطيه على ان يعيشوا تحت ظل خلفاء كان هم اغلبهم الكرسي وما يحويه من ملذات وجواري وغلمان واموال وعبوديه في كثير من العصور اصبحت شبيهه لعبودية الله عز وجل ..........
قد يبدوا الكلام السابق صادما" للكثيرين وذلك لانه حطم كثير من الاحلام الوردية التي يتخيلونها عن التاريخ الاسلامي فالكثيرين يضنون ان ايام الخلافات الاسلاميه السابقه كان العدل والعزة للاسلام والكرامة للمسلمين هي الاساس ... وهذا غير صحيح في اغلب العصور فالظلم بعد وفاة اخر الخلفاء الراشدين كان هو الاساس وتمييع الدين وتطويعه لمصلحة الحاكم وتبرير ظلمه كان هو الاساس والصراع على السلطه وتمزيق الامه من اجل اطماع احدهم وتقتيل المسلمين بالشبهه وجعلهم يعيشون في جو من الخوف والرعب هو الاساس .. وصحيح انه كان هناك بعض المحاسن كالفتوحات الاسلاميه الاان هذه ايظا" لم تكن لتكون في بعض الاوقات لولا رغبة الخليفه في مد سلطانه والتمتع باكبر قدر من ملذات الدنيا واكبر دليل على ذلك ان الحروب التي دارت بين المسلمين انفسهم اكثر من التي دارت بينهم وبين الكفار ............. كما ان وجود الخلفاء الذين يخافون الله ويعاملون رعيتهم كما امر الله انما هم قلة قليله لايتجاوزون اصبع اليد الوحده رغم هذا التاريخ الطويل من الحكم الذي يدعى انه اسلامي وهو اجدر ان يسمي طغيانا" دين رعيته الاسلام... لان نسبة الاسلام لذلك التاريح الدموي في غالبه انما هو اهانة للاسلام..... فالاسلام عزيز بالله وليس بمن استغله.......
.............................................
خلاصة ماسبق ارى انه في نظرتي القاصره لايوجد هناك اي برنامج سياسي اسلامي وانه لم تكن هناك دولة دينيه ماعدا التي اخترعها العلماء الذين يريدون ان يتمتعوا بنفس النفوذ الذي تمتع به بابوات الكنائس الاوروبيه بل ان كل ما هنالك انما هو دين صالح لكل زمان ومكان ومحتوي على اوامر ونواهي واخلاقيات عامه وحدود شرعيه محدوده الى اضيق نطاق وروحانيات تسعد البشر وتذكرهم بعظمة خالقهم وليست بعظمة حكامهم كما انه اتى بما يقبله العقل السوي والنفس الحرة التي لاتقبل الذل والهوان واتي بالرحمة وليس بتسويغ وتبرير الظلم ............. .... كما اعتقد ان فكرة الاسلام دين ودوله ووصف المخالف لهذه الفكره بالعلمانيه انما اتى ذلك بدافع استغلال الدين من قبل مجموعة من السياسيين ورجال الدين لكي يتحكموا برقاب الناس لانهم عندما يجعلون هذا الامر مرتبط بالدين الذي هو اعز ما يملكه المسلم فانهم سيجدون الضمانه الواقيه لهم من كل معارضة لظلمهم وبغيهم ولعبهم بعقول الناس وتضييقهم عليهم .... واكبر دليل على ذلك هو التاريخ الاسلامي الحافل بالخلفاء الفاسدين والعلماء الفاجرين المؤيدين لظلمهم واستعبادهم للناس بحجة ان هذا من امر الله... والله ورسوله ودينه من ذلك براء .......
ولقناعتي السابقه بعدم وجود نظام اسلامي سياسي وانما وجود تطبيقات فرديه قليلها صالح وكثيرها فاسد ... لذا فانني اضن ان اقرب اشكال النظم السياسيه الى الاسلام انما هو الديموقراطيه (بعد عمل التحسينات التي تجعلها لاتتعارض مع قيم الدين ) كما انني اعتقد ان من يطرحون انفسهم على انهم اصحاب برامج اسلاميه سياسيه ليعيدونا الى الحال التي كان عليها المسلمين سابقا" فهولاء ان كانوا سياتون لنا بمثل الخلفاء الراشدين فاهلا" وسهلا" اما ان كانوا سياتون بنظم سياسيه الكلمة الفصل فيها هي (ياغلام اعطه مائة ناقه ... وياغلام اقطع عنقه ) فهذه لانريدها ولو وصلت فتوحاتها واشنطن ..........
اسف للاطاله وارجوا ان تكون الفكرة قد اتضحت كما ارجوا عدم الحكم المسبق على بعض الافكار التي قد اكون تطرقت اليها هنا بدون شرح او تبرير يزيل اللبس ,,, وانا جاهز للمحاكمه ولكن بعد المداوله..............
تحياتي للجميع ......
.




 





التوقيع :
لقد تبرع النصراني (بل جيتس) بكل ثروته للفقراء ..... فهل الخطوه التاليه ستكون من مشايخنا الاثرياء !!!!!!!:abf4:
  رد مع اقتباس
 

SEO by vBSEO 3.3.0