عندما يدرك المرء منا...أنه فى ظروف أخرى كان من المفترض به أن يكون فى وطن غير الوطن...يعاشر وجوها غير الوجوة..يأكل طعاما يختلف.
يعتريه الحنين لشىء خفى... يدغدغ مخيلته.. ويداعب أحلامه.
-فقط أحلامه..إذ لا شك أن الواقع يختلف-
فيغلق عينيه ويريح ظهره... ويعيش لحظات حالمة...
يمشى فيها على رمال وطنه الام الذى لم يره.
يتنسم هواء ما ملأ صدره قط.... يحاور أشخاص لم يرهم أبدا.. بلسان لم يستعمله من قبل.
ويجتاحه الحنين...فيرتدى ثياب وطنه الأم... يستعرضها أمام مراياه مختالا..
يشعر بالقوة.. والفخر.. والعزة والبأس
ثم -متنهدا- يخلعها... بكل أسى يخلعها... ويشعر بالوهن.
ترى.....
من يفهم هذا الوهن... غير الذى يعايشه.....؟