ملك أسس وطن ووحد قلوب
إذا جاءالحديث عن مؤسس هذه البلاد وباني نهضتها المباركة الملك الموحد عبدالعزيز بنعبدالرحمن آل سعود فإنه لا يكون حديثاً ذو شجون
فحسب .. بل إنه إستقرأ لماضيوحاضر ومستقبل وطن وأمه .. وبمقاييس الزمن نجده رحمه الله قد سبق عصره بفكرهوإنسانيته وشجاعته وحسمه وعزمه وكان لا يمكن لغيره أن يجرؤ خوض مغامرة إنقاذ وطنكان يعيش فوضى وجهل ولا موطأ فيه للعدل أو الأخلاق .. فالقوة لم تكن لحكيم وإنماكانت للظالم الباطش الباحث عن الثراء وخدمة القبيلة .. غزوات البطش والظلم كانتسيدة الموقف والمواقف وكان الناس لا يأمنون على دينهم وأعراضهم وأموالهم وكانالجبارون الظالمون وأعوانهم هم القضاة والجلادين. وكان الحجاج والمعتمرون لا يأمنونطريقهم فقطاع الطرق هم السادة والقادة وكان المحظوظ من ينجو بنفسه وأهله من بطشهموجورهم .. أما الجهل والمرض فالحديث حولها لا يحتاج لحرج حيث كانت الأمراض المعديةالبسيطة كالحصبة والجدري تفتك بالبشر كفتك النار بالهشيم .. أو العلم ودوره فذاكحكاية يكفي شاهداً عليها بأن البلاد بطولها وعرضها لا يوجد بها مدرسة نظامية واحدةفأهل الحل والربط كانوا مشغولين بغزوات جمع المال وعز القبيلة .. وكان الحديث عنتعليم المرآة جرماً لا يغتفر ... ومن يجرؤ على تعليم أبنته ...... فمكانه أطرافالقرية والمدينة وكانوا يتبرؤون من أفعاله كما تبرأ الذئب من دم أبن يعقوب .
وفيهذا الخضم من الجهالة والبطالة ... قيض الله للوطن
عملاقاً ... ووثاباً ... ذلكم هو الموحد والمؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن
آل سعود حيث أخذ على نفسه الوعدبخلاص الوطن من مخلب الظلم والجور ولم يكن يملك لهذا الغرض مالاً أو سلاحاً وإنماأنطلق بقلب وبعزم منبعه ثوابت دينية وأخلاقية صادقة وكان صاحب هدف ومبداء .... فالهدف والمبدأ كان خلاص وطنه مما يعيشه ... وبحكمة عظماء التاريخ أنطلق من الكويتمع كوكبة من رجاله المخلصين المجاهدين ... وفي الرياض نطق الحق وانتصر العدل وصدحالمنادي بأن الملك لله ثم للعادل والمخلص
عبدالعزيز ... ومن هناك أنطلقت رسالةالتأسيس وتوحد الوطن وأضحى مشرقاً بالعدل والتطور والحضارة ... وعندما تأسس الوطنوكثرت ثرواته بمقاييس ذلك الزمن فإن الملك الموحد المؤسس بقى كما هو
عافاً .. باراً.. رحيماً وصادقاً صدوقاً ... ولم يبحث عن سكن القصور وعجائب الدور وإنماظلحتى توفاه الله ساكناً ومقيماً في بيوت الطين ويجتمع ويستمع لأبناء شعبة ... اللذينأعتبرهم أبناؤه وأعتبروه رمزهم وأباهم .
لقد كان وسيظل الملك عبدالعزيز يرحمهالله مدرسة بل جامعة للتاريخ وسيظل العالم قاصراً عن الإحاطة أو الإلمام بعبقريتهالتي سبقت زمانه ولكن القريبين من هذه الشخصية الفذة لا يستغربون ما وصلت أليه . فالتاريخ وعبر قصصه ومواريثه ل ايمكن أن يتحدث عن العظماء الخالدين دون أن يكشفمعدنهم الصادق والإصيل ... وملكنا الراحل المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن كان وفياًونقياً ... وبعيداً عن المظاهر الزائفة ... ولسانه شاكراً وذاكراً لكل فضيلة .... ويأنس أليه الضعفاء ويخشى بطشه ونقمته الجبابرة الخبثاء ... وعدلاء التاريخ قالواكلتمهم الفصل حول هذه الشخصية
التاريخية ... واعترفوا بأنهم سيظلون فقراء الفكروالمعرفة للإحاطة بمكوناتها ومكنوناتها وأكتفوا بالاعلان والإذعان بأنه شخصية عصروعصور وزمن وأزمان وأنه من النوادر اللذين أضاءوا التاريخ ورحلوا دون أن يتمكنالمؤرخين من حل كامل لغز مقومات ومكونات شخصياتهم
الخارقة ... وأتمنى من كلأبناء وطني بأن يجعلوا من هذه الشخصية الخالدة رمزية للعطاء والوفاء والولاء ... وأدعو الله جلت قدرته بأن يجازيه على ما قدم خير الجزاء وأن يحفظ لنا أبناؤه اللذينتربوا على مبادئية وأخلاقياته وأن نظل قيادة وشعباً على ما نحن عليه من ألفة وإخاءوولاء وعزاً ونماءً ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,,
الله الأول وعزك يالوطن ثاني 
العرض العادي
