ORGANISTION ET FONCTIONNEMENT DES INSTTUTIONS OTTOMANES
EN EGYPTE (1517-1917)



الأخ العزيز خليل المويلحي ، للأديب الراحل إبراهيم المويلحي كتاب باللغة الفرنسية بالعنوان الموضح بعالية ، حيث أُهدى ذلك الكتاب من السيد طارق بن منصور المويلحي للأخ علي بن عبدالرحيم الوكيل وذلك أثنار زيارته للقاهرة 1425هـ 2005 ، أتمنى ان أمكن ذلك ان تحدثنا عن ذلك الكتاب من حيث موضوعه وسبب اصدارة باللغة الفرنسية وهل لوجود الأديب إبراهيم المويلحي في المنفى سبب لذلك ، شاكر ومقدر تعاونك وتفاعلك مسبقاً .
تحياتي

أخي الشريف، هذا الأديب هو المرحوم والدي (حفيد ابراهيم باشا)، ومعظم مؤلفاته بالفرنسية كما ذكرت في مقدمة ردي في موضوع "الحاج عبد الوالي"، وسأكتفي بنبذة سريعة لانني سأركب الطائرة بعد 4 ساعات للسفر الى كندا أسبوعين قد أتخلف خلالهما عن مشاركاتي في المنتدى.
هذا الابراهيم هو الابن الأكبر لخليل بك بن ابراهيم باشا. ولد في 6 أغسطس 1912 وحصل على "ليسانس أجنبي" (لغة فرنسية) في عام 1932 ، وقد نهل اللغة الفرنسية من دراسته في مدرسة "سان مارك" (القديس مرقص) بالاسكندرية حيث كان طالبا بالقسم الداخلي بعد وفاة والدته ، ومدرسة الخرنفش (بضم الخاء والراء وتسكين النون وكسر الفاء) والتي تسمى أيضا "القديس يوسف".
ودرس أيضا التصميم المعماري. لكنه فضل الوظيفة الحكومية فعينه مدير دار المحفوظات العمومية رئيسا للقلم الأوروبي . هناك وجد مليون مخطوطة فرنسية فيها أسرار الادارة المالية للقطر المصري في عهد الاحتلال الفرنسي، منها ما هو مكتوب بالفرنسية ومنها ما هو مكتوب بخط سري اسمه "خط القرمة" ظل سريا قرابة 150 سنة الى أن استطاع فكه فأصبح عضوا شرفيا في المجلس الدولي للمحفوظات (الأرشيف) في باريس عام 1950 . وهذا الخط اختزال للغة العربية لأن نابليون أمر بأن تؤول الخزانة المصرية الى الأقباط على أن يكتبوا ويتوارثوا خطا سريا لا يعلمه الا هم.
نظم والدي المليون وثيقة في القلم الأوروبي ، وأولع بالتاريخ والوثائق فكانت بداية اهتمامه بالتأريخ (بالهمزة ، أي تسجيل التاريخ) من الوثائق، لا من أقوال السابقين. وله عدة دراسات تاريخية نشرت في مجلات علمية وفي مطبوعات المجمع العلمي المصري، ونشر بالعربية في مجلة "الرسالة" وفي الملحق الأدبي لجريدة الأخبار المصرية.
وقد ظل في الوظيفة الحكومية حيث تدرج فيها، فكان رئيس رقباء النشر الاجنبي في مصر، ونال من الملك فاروق الأول وسام فلسطين، وعمل في مجلس قيادة الثورة (موظفا مدنيا) في السكرتارية الخاصة ثم سكرتارية الشؤون العامة، ونال من الرئيس عبد الناصر وسام الاستحقاق من الطبقة الثانية، ثم عمل في مجلس الوزراء ثم في رئاسة الجمهورية، وأعارته الرئاسة الى الخارجية ليعمل في سفارة مصر لدى الفاتيكان من عام 1960 الي عام 1964 ثم عاد الى رئاسة الجمهورية وتقاعد منها ما أن تم 30 سنة خدمة وتجاوز سن 55 سنة (أي عندما استوفى شرطي تسوية التقاعد) ، وكرس نفسه لاعادة كتابة التاريخ من واقع الوثائق.
وعندما عمل في روما استحضر أسرته، وهذا أول عهدي بالغربة التي بقيت فيها منذ عام 1961 الى يومنا هذا. وفي مدة بقائه في روما عادت العلاقات بين مصر وفرنسا، فسارع بايفادي الى باريس في الاجازة الصيفية عامي 1962 و 1963 لأبحث له في المكتبة الوطنية بباريس عن مخطوطات عربية قديمة تعلم الحساب، ونشر بها دراسته عن "أصل الأرقام العربية والهندية" وأثبت فيها أن نوعي الارقام أصلهما عربي أصيل: نوع منهما عربي غربي والاخر عربي شرقي وأن كليهما مشتق من الأبجدية العربية، وأن الارقام العربية الشرقية سميت بالهندية لأن الهنود استعملوها في العمليات الحسابية التي اشتهروا بها.
وقرر والدي انصاف العهد العثماني من المقولات الخاطئة فبحث عن الوثائق في مصر، واستضافته تركيا 15 يوما في اسطنبول للآطلاع على بعض الوثائق العثمانية المكتوبة بالتركية بالخط العربي. وهذا سبب نشر كتابه عن المؤسسات العثمانية في مصر 1517 - 1917 المذكور في عنوان هذا الموضوع.
وجدير بالذكر أن جامعة اسطنبول هي التي نشرت هذا الكتاب وأن والدي تنازل عن قبض أي مبلغ حبا في اشهار التاريخ الصادق. ونال بعد وفاته جائزتين من تركيا تسلمتهما نيابة عنه: عضوية شرفية في لجنة التأريخ التركية، ووسام من رئيس الجمهورية التركية.
ساعد والدي كلا من الدكتور عبد اللطيف حمزة والدكتور يوسف راميتش والدكتور روجر ألن على فهم تاريخ المويلحيين في مصر.
وقد ترك دراسة تاريحية بالفرنسية قبل وفاته، وهي دراسة وثائقية عن المؤسسات الفرنسية في مصر ، ما زلت منكبا على انهائها منذ وفاته، وقد استطعت وضع النص في صيغته النهائية وتبقى ضبط الحواشي وترتيب صور الوثائق.
توفاه الله في 3 مارس 1997 قبل أن أصل مصر بسبع ساعات وافدا من كندا، ودفنته بنفسي في قبر جده ابراهيم باشا ووالده خليل بك يوم 4 مارس، وكان سندي في جميع اجراءات الدفن طارق ابن عمي.
كان والدي رحمه الله داعية للاسلام بالفرنسية، وكان يقول لي ان الله سيحاسبه على جميع النعم التي أنعم عليه ولذلك ينبغي استعمال هذه النعم (ومنها اتقان اللغات الأجنبية) في ما يرضي الله. وقد أسلم على يده صديقان له من المسيحيين، أحدهما كان عضوا في المجمع العلمي المصري، والاخر قسيس كاثوليكي كان مدرسا بارزا للكيمياء (رفض الدير دفنه مع القسيسين) أعرفهما جيدا وأرجو اعفائي من ذكر اسميهما على الملأ.
هذه نبذة سريعة عن رجل شرف اسم المويلحيين كما فعل آباؤه.
وفي الختام لي ملاحظة: جده ابراهيم باشا المويلحي عاش في ايطاليا وفرنسا وبلجيكا وانكلترا لأنه سافر الى هناك، فكانت بلاد غربته، لا منفاه، اذ لم يصدر عليه أي حكم بالنفي. وسبب سفره أن الخديوي اسماعيل، المنفي في ايطاليا، استدعاه مستشارا له ومعلما لابنه الأمير أحمد فؤاد الأول الذي أصبح في ما بعد ملك مصر.

أجد نفسي عاجز عن الشكر أمام هذا الكم الهائل من التاريخ والأدب والثقافة والعراقة والسيرة الذاتية العطرة . فعلا هذا الشبل من ذاك الأسد ؛ تركت لنا وجبة أدبية دسمة مشبعة بالعلم والعطاء سننكب عليها بنهم ريثما تعود لنا ولأسرتك بالسلامة والله يوفقك في مشوارك ويسدد على الخير خطاك

ابن العم خليل رافقتك السلامه في حلك وترحالك اتحفتنا بمعلومات مهمه عن
الجد السيدابراهيم بن خليل المويلحي رحمه الله واسكنه فسيح جناته

تروح وترجع بالسلامه

سنفتقدك كثيراً