لا أدري من هو المصور الموهوب الذي درج على الطلب من الناس الأبتسام قبل التقاط صور لهم . ولا أدري كيف تحول الأمر عادة بل واجب والعجب ان ينصاع الناس الى هذا الطلب الغريب بالأبتسام بصورة الية ومن دون سبب من اجل الصورة فقط.ولطالما رأيت في الأمر أحتيالا على الواقع الذي من مميزات الكاميرا أنها تنقله بأمانه مطلقة فلماذا يجب على الواحد منا الأبتسام اذا لم يجد سببا او حاجة الية ولماذا ان تكون الوجوه مبتسمة في الصور.
هذه العادة الغريبة لم تتدبل مع الأيام بل زادت أنتشارا في عصر الصور والشاشات الذي نعيش وصارت من مستلزمات الحياة الأجتماعية والسياسة والفنية .فالسياسيون يكثرون من الأبتسام في مختلف المناسبات وكذلك المشاهير في مختلف الحقول .حتى ان الأبتسامة صارت علامة الشهرة وكثيرون يشتهرون بأبتساماتهم ...وخبراء الأعلانات والعلاقات العامة يرددون من دون كلل أن الأبتسامة هي مفتاح النجاح، في الحب كما في التجارة والسياسة والصحافة .وينصحوا الناس بأن يبتسموا لأن الأبتسامة تنتقل .
إننا نعيش عصر الأبتسامات . الأبتسامة صارت هي القاعدةوالعبوس هو الأستثناء حتى أن الناس ما أن يروا صورتهم الباسمة ابتسموا وقد نسوا ان المصور ألحّ عليهم مرات عدة كي يظهروا أسنانهم من أجل الكاميرا . كما أنهم ما أن يروا أبتسامات الأخرين ضنوا أنهم أُناس سعداء راضون عن أنفسهم أصحاء ناجحون وما أبتساماتهم أو ضحكاتهم ألا خير دليل على ذلك .
الأبتسامة صارت هى الموضة ولكنها وموضة لطيفة لابأس بها ،
لقد جربتها وكتبت هذه المشاركة مبتسما طوال الوقت فأذا كنتم لم تبتسموا حتى الآن وأنتم تقرأونه فرجاءً أعيدوا قراءته مع أبتسامة ، وستجدون الفرق بين لأمرين ، وإذا لم تنجح المحاولة رددوا كلمة""تشيييييز"" أكثر من مرة ...