الموضوع: السمعة والشرف
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2006, 02:31 PM رقم المشاركة : 1 (permalink)
وكيل المويلح
ـــــــــــ
 
الصورة الرمزية وكيل المويلح






وكيل المويلح غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي السمعة والشرف

[align=right]السمعة والشرف
مقتطفات من كتاب "علاج النفس" لمحمد بن إبراهيم المويلحي " المويلحي الصغير"

قال شوبنهاور "الحكيم الألماني" يعلو الَقدْرُ ويرتفع ُ الذكْرُ بين الناس من جهة المنصب والرتبة والسيرة وشرف الفضل ، ولكل هذه الصفات في اعتبار الناس ونظرهم واعتقادهم وجه صحيح ووجه باطل .
فشرف المنصب هو إقرار الناس وأعتقادهم بأن صاحب المنصب متمكن من الصفات والمزايا التي تؤهله بشئون منصبه ، وتنبئ عن الكفاية والمهارة والإتقان المطلوبة منه لتأدية العمل بالضبط والتدقيق . وعلى قدر ماتكون دائرة المنصب واسعة ونطاق العمل ممتدا يكون إجماع الناس على الإقرار لصاحبه بالأمتياز فيهم بمزايا الصفات التي جعلتة أهلا لولاية ذلك المنصب ، فيرتفع ذكْرُهُ ويعلو شأنه وتخضع النفوس لأحترامه . وأجتماع هذه الصفات التي تؤهل للعمل في صاحب المنصب السياسي هي كاجتماع الصفات اللأزمة في صاحب المنصب الحربي ، فيكون جامعا لصفات القوة والشجاعة والإقدام ، ويكون مستعدا دائما لتفدية وطنه بروحه في مواقف الدفاع عنه ، وهذا هو الوجه الصحيح في المنصب . فأما إذا ارتقى المنصب من لم يكن بأهل ٍ ولم يحسن القيام فيه بواجب عمله وكان خايل عن كل مزية فيه ، فبمقداره بين الناس واحترامه يكون للمنصب في ذاته لا لشرف عمله فيه ، فشرفه إضافي للمنصب لتجرده عن كل صفة ومزية في العمل ، فاذا سقط منهُ سقط بين الناس ذكره وأمحى أثره ، ولم يترك لنفسه مايذكر الناس به ، وهذا هو الوجه الباطل في شرف المنصب .
وأماشرف الرتبة وهي الألقاب والعلامات فليس لها في ذاتها قيمة ، بل قيمتها قيمة اصطلاحية بين الناس ، شأنها شأن مصطنع موضوع في مقابلة المكافأة بالمال ، فهي أشبه بالسفاتج والحولات يحولها معطيها على الرأي العام ليوفي مبلغها بأنواع الأحترام والتبجيل وقيمتها تزيد وتنقص بمقدار ثقة الناس بمانحها ، وابلغ تأثير لها يكون في عامة الناس الذين لا يدركون مزايا الأشياء إلا بحاسة السمع والبصر لسذاجة عقولهم وضعف مداركهم . ولماكان أكثرهم لايدكون إلا ماضهر لهم وتجلى لأعينهم ثم لايلبثون أن يدركهم النسيان ، كان كساء الرتية وحلية الوسام كالإعلان على صدر صاحبها يذكرهم بوجوب الأحترام له ، ويقول لهم " أعلموا أن هذا الرجل الذي ترونه ليس من أشباهكم بل علا عليكم بمزية"
ولذلك كان من الواجب على معطيها أن يدقق ويحقق عند الإعطاء ويحرص فيه حرص التاجر عن وضع اسمه في ذيل الكفالة ، لأنها شهادة منه توجب على الرأي العام أن يعترف بفضل صاحبها ،صاحبها وأن يخلى له الطريق في التقدم عليه .
وهذا الوجه الصحيح في شرف الرتبة والعلامات ، فإذا نالها من لا يستحقها زالت قيمتها وزاد قدرها . وكيفها نال الرجل منهم من الألقاب وتحلى بالعلامات فإنها لا تنيله من النفوس إلا إحتراماً ظاهراً من ورائه إزدراء باطل ، وكان المعطي كالبائع يضع على زجاجة الخل ورقة بأنها زجاجة عطر . وهذا هو الوجه الباطل في شرف الرتبة .
وأما شرف السيرة فهو قيمة قدرنا في أفكار الناس ، وحقيقة هذه القيمة حسن المعاملة مع الناس وإحترام حقوقهم واجتناب الظلم والإبتعاد عن ارتكاب الإثم في سبيل منفعتنا . وهذا الشرف معرض دائماً للزوال ، ويكفي أن يصدر عن الإنسان عمل واحد يعيبه فيمحو ما تقدم من محاسن سيرته ، كأن يرتكب الإنسان جناية يستحق عليها العقاب بشرط أن يكون الحكم عليه قائماً على منهاج العدل .
وأما شرف الفضل الذي ينتج عنه حسن الذكر وجمال الصيت ، فهو ما يفضل به الأنسان الآخرين وهو وشرف السيرة أخوان إلا أنهما يفترقان في أن هذا يزول ويفني وأن ذاك يدوم ويبقى . وفي استطاعة كل انسان ان يتناول شرف السيرة ولكن ليس يمكن كل انسان أن يحصل على شرف الفضل

يتبع
[/align]

 





  رد مع اقتباس
 

SEO by vBSEO 3.3.0