الموضوع: الزينبية
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-08-2006, 09:59 PM رقم المشاركة : 1 (permalink)
ابوفالح
عضو مميز





ابوفالح غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي الزينبية

[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/7.gif" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
صَرَمَتْ حبالَك بعد وصلِك زينبُ=والدهرُ فيه تَصَرُّمٌ وتقَلُّبُ
فدعِ الصِّبا فلقد عداك زمانُه=وازهد فعمرُك منه ولَّى الأطيبُ
ذهب الشباب فما لَه من عودةٍ=وأتى المشيبُ فأينَ منه المهربُ
ضيفٌ ألَمَّ إليك لم تحفلْ به=فترى له أسفاً ودمعاً يُسكبُ
دعْ عنك ما قد فات في زمن الصبا=واذكر ذنوبَك و إبكِها يا مذنبُ
واخشَ مناقشةَ الحساب فإنه=لابُدَّ يُحْصَى ما جنَيْتَ ويُكتبُ
لم ينسَهُ الملكانِ حين نسيتَه=بل أثبتاه وأنتَ لاهٍ تلعبُ
والروحُ فيك وديعةٌ أُوْدِعْتَها=ستردها بالرغم منك وتُسلبُ
وغرورُ دنياك التي تسعى لها=دارٌ حقيقتُها متاعٌ يذهبُ
والليلُ فاعلم والنهارُ كلاهما=أنفاسُنا فيها تُعَدُّ وتُحْسَبُ
وجميعُ ما حصلتَه وجمعتَه=حقاً يقيناً بعد موتِك يُنْهَبُ
تبّاً لدارٍ لا يدوم نعيمُها=ومَشيدُها عما قليلٍ يخربُ
فاسمع هُديتَ نصائحاً أَوْ لاكَها=بَرٌّ نصوحٌ عاقلٌ متأدبُ
صَحِبَ الزمانَ وأهلَه ، مستبصرٌ=ورأى الأمور بما تؤوب وتُعقِبُ
أهدى النصيحةَ فاتعظْ بمقالِه=فهو التقيُّ اللوذعيُّ الأدربُ
لا تأمنِ الدهرَ الصَّروفَ فإنه=لا زال قِدْماً للرجالِ يُهذِّبُ
وكذلك الأيام في غُصّاتِها=مضضٌ يَذِلُّ لها الأعزُ الأنجبُ
فعليك تقوى الله فالْزمْها تفزْ=إن التقي هو البهيُّ الأهيبُ
واعمل لطاعته تنلْ منه الرضا=إن المطيع لربه لَمُقَرَّبُ
فاقنع ففي بعض القناعة راحةٌ=واليأسُ مما فات فهو المطلبُ
وإذا طمعْتَ كُسِيتَ ثوبَ مَذَلَّةٍ=فلقد كُسِيَ ثوبَ المذلَّةِ أَشْعَبُ
والْقَ عدوَّك بالتحيةِ لا تكن=منه زمانَك خائفاً تترقبُ
و احذره يوماً إنْ أتى لك باسماً=فالليثُ يبدو نابُه إذ يغضبُ
إنَّ الحقودَ وإنْ تقادمَ عهدُه=فالحقدُ باقٍ في الصدورِ مُغَيَّبُ
وإذا الصديقُ رأيتَه مُتَمَلِّقاً=فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجَنَّبُ
لا خير في وُدِّ امرِئٍ متملقٍ=حلْوِ اللسانِ وقلبُهُ يتلَهَّبُ
بلقاك يحلف أنه بك واثقٌ=وإذا توارى عنك فهو العقربُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوة=و يروغ منك كما يروغُ الثعلبُ
واختر قرينَك واصطفيه تفاخراً=إن القرينَ إلى المقارَنِ يُنسَبُ
إن الغنيَّ من الرجال مكرَّمٌ=وتراه يُرجَى ما لديه ويُرْهَبُ
ويَبَشُّ بالترحيب عند قدومه=ويقامُ عندَ سلامِه ويُقَرَّبُ
والفقرُ شينٌ للرجال فإنه=يُزرَى به الشهمُ الأديب الأنسبُ
واخفض جناحك للأقارب كلِّهم=بتذللٍ واسمحْ لهم إن أذنبوا
ودعِ الكذوبَ فلا يكنْ لك صاحباً=إن الكذوب لبئسَ خلاًًّ يُصْحَبُ
وذرِ الحسودَ ولو صفا لك مرةً=أبعدْه عن رؤياك لا يُستَجْلَبُ
وزنِ الكلامَ إذا نطقتَ ولا تكنْ=ثرثارةً في كلِّ نادٍ تخطبُ
واحفظ لسانَك واحترز من لفظه=فالمرءُ يسلمُ باللسان ويَعطَبُ
والسرَّ فاكتمه ولا تنطق به=فهو الأسير لديك إذ لا يُنشَبُ
واحرص على حفظ القلوب من الأذى=فرجوعُها بعدَ التنافرِ يَصعُبُ
إن القلوب إذا تنافر وُدُّها=شِبهُ الزجاجة كسرُها لا يُشعَبُ
وكذاك سرُّ المرءِ إن لم يطوِه=نشرَتْهُ ألسنةٌ تزيدُ وتكذبُ
لا تحرصَنْ فالحرص ليس بزائدٍ=في الرزق بل يُشقِي الحريصَ ويُتعِبُ
ويظل ملهوفاً يَرومُ تحيُّلاً=والرزقُ ليس بحيلةٍ يُستجلَبُ
كم عاجز في الناس يُؤْتَى رزقَه=رغداً ويُحْرَمُ كَيِّسٌ ويُخَيَّبُ
أد الأمانةَ، والخيانةَ فاجتنبْ=واعدل ولا تظلم يطيبُ المكسبُ
وإذا بليت بنكبة فاصبر لها=من ذا رأيتَ مسلَّماً لا يُنكَبُ
وإذا أصابك في زمانك شدةٌ=وأصابَك الخطبُ الكريهُ الأصعبُ
فادْعُ لربك إنه أدنى لِمَن=يدعوه من حبلِ الوريد وأقربُ
كن ما استطعتَ عن الأنام بمعزلٍ=إن الكثير من الورى لا يُصحبُ
واجعل جليسَك سيداً تحظَ به=حبرٌ لبيبٌ عاقلٌ متأدبُ
و احذر من المظلوم سهماً صائبا=واعلم بأنَّ دعاءَه لا يُحْجَبُ
وإذا رأيتَ الرزق ضاق ببلدةٍ=وخشيتَ فيها أنْ يضيقَ المكسبُ
فارحلْ فأرضُ الله واسعةُ الفضا=طولاً وعرضاً شرقُها والمغربُ
فلقد نصحتُك إنْ قبلْتَ نصيحتي=فالنصحُ أغلى ما يُباع ويوهبُ
خذها إليك قصيدةً منظومةً=جاءتْ كنظم الدرِّ بل هي أعجبُ
حِكَمٌ وآدابٌ وجُلُّ مواعظٍ=أمثالُها لذوي البصائر تُكتَبُ
يا ربِّ صلِّ على النبيِّ وآلِهِ=عددَ الخلائقِ حصرُها لا يُحْسَبُ [/poem]

[align=center]صالح بن عبد القدوس[/align]

 





  رد مع اقتباس
 

SEO by vBSEO 3.3.0