عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-2006, 02:50 AM رقم المشاركة : 15 (permalink)
الشريف وجدي الأدريسي
عضو جديد





الشريف وجدي الأدريسي غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

((الشريف بركات صاحب القصيدة))

أطلعت ببالغ الإعجاب والتقدير على مقالة الأخ الشريف عصام بن ناهض ا لهجاري عن قصيدة الشريف بركات المشهورة وما حوته من مواعظ وحكم وأساليب في التربية وتعتبر هذه القصيدة من درر الشعر البدوي ولقد سبق في أن حققت هذه القصيدة منذ عدة سنوات بجريدة المدينة ((ملحق الأربعاء)) وذلك استكمالاً لفائدة هذه القصيدة ومعرفة نسب قائلها والعصر الذي قيلت فيه والأسباب التي وعته لنظم هذه القصيدة وإيجازاً لما سبق ذكره في مقالتي السابقة فإنه تم التوصل إلى الحقائق التالية وتأكيدا لما ذكره الأخ وكيل المويلح:
أولاً: أن أول من وثّقَ هذه القصيدة وجمع أبياتها هو: الأستاذ المرحوم محمد كمال في مجموعته الأزهار النادية من أشعار البادية وإن كان قد التبس عليه نسب الشريف بركات عندما ذكر بأن الشريف بركات بن عبدالمطلب من شعراء أواخر القرن العاشر وأوائل الحادي عشر حيث خلط بينه وبين الشريف بركات بن عبدالمطلب بن مبارك الحيدري المشعشي الحسيني من أمراء الحويزة والأحواز بجنوب العراق وهو: شاعر وأمير وله قصائد ومدائح فيه ولقد وقع في هذه الخلط الكثير من الأدباء فكما هو معروف تاريخياً بأن أشراف مكة المكرمة حسنيين وليسوا حسينيين.
ثانياً: أن الشاعر هو الشريف بركات بن جود الله بن مسعود بن جود الله بن الحسن بن محمد أبو نمي الثاني من بركات بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان بن رميثة بن محمد أبو نمي الأول بن سعد بن الحسن بن علي بن قتادة بن أدريس بن مطاعن بن عبدالكريم بن عيسى بن الحسين بن سليمان بن علي بن عبدالله الأكبر محمد الثائر بن موسى الثاني بن عبدالله الرضى بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء.
ثالثاً: أن العصر الذي عاش فيه الشريف بركات يعود إلى أواخر القرن الثاني عشر في إمارة الشريف سرور بن مساعد بن سعيد بن سعد بن زيد بن محسن بن الحسن بن أبو نمي الثاني وباقي النسب أشرت إليه سابقاً حيث أشار الشاعر الشريف بركات إلى ذلك عندما يقول:
واحذر سرور بغبة البحر يرميك
ولا عنده أفلس من تشكيك وأبكاك

وأما قصة الشاعر الشريف بركات مع الشريف سرور بن مساعد أمير مكة المكرمة في ذلك الزمان والشريف عبدالله الفعر الذان أورد أسمائها في القصيدة تعود إلى أنه الشريف عبدالله الفعر والشريف بركات بن جود الله خرجا على ابن عمهما الشريف سرور فأمر من يقبض على الشريف عبدالله الفعر والشريف بركات بن جود الله وكان ذلك في عام 1188هـ فأمر بسجنهما في القنفذة ثم أمر بإطلاق الشريف بركات بن جود الله وبقي الشريف عبدالله الفعر لمدة عام ثم أطلق سراحه ثم سجنه مرة أخرى في ينبع إلى أن مات ولقد أورد ذلك صاحب كتاب خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام.
وأبيات القصيدة تدل على أنه قالها في عام 1189م حيث يقول:
وأعرف ترا مكة ولاه بنا خيك
لو تشحذه قمة ملاليم ما عطاك

وأعرف ترا على من وطا الفعر واطيك
ولانت أعز من الجماعة هذولاك

إلى بعد أن تولى الإمارة الشريف سرور وتم القضاء على ثورة الشريف عبدالله الفعر وهو الشريف عبدالله بن أحمد الفعر بن زين العابدين بن عبدالله بن الحسن بن أبو نمي الثاني وباقي النسب ذكر سابقاً.
رابعاً: أن ولاية الشريف سرور بن مساعد قد بدأت في عام 1185 هـ وانتهت ولايته عام 1202 هـ حيث انتزع الولاية من عمه الشريف أحمد بن سعيد عام 1185 هـ وهو ابن ثمانية عشر عاماً وفي ذلك تمثل السيد أحمد زيني دحلان صاحب خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام ببيت الشعر الذي يقول:
لا تحقرن صغيراً في تقلبه
أن الذبابة ترمى مقلة الأسد

والشريف عبدالله بن أحمد الفعر كان من رجال عمه الشريف أحمد بن سعيد وكان من يعتمد عليه في المهمات الصعبة.
وإذا ما تتبعنا عمود نسب الشريف بركات بن جود الله والشريف عبدالله الفعر والشريف أحمد بن سعيد والشريف سرور بن مساعد نجد أنهم في طبقات متقاربة النسب ويزيد عليهم الشريف سرور بن مساعد قليلا لصغر سنه وذلك بموجب مشجرة الأشراف الكبرى والمعروفة باسم مشجرة الشريف سرور.
وبالتالي يتضخ أن قائل القصيدة وهو الشريف بركات بن جود الله بن مسعود بن جود الله بن الحسن بن محمد أبو نمي الحسني رحمه الله.
الشريف وجدي بن عبدالله الإدريسي

 





  رد مع اقتباس
 

SEO by vBSEO 3.3.0