الموضوع: قلعة المعظم
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2011, 10:59 PM رقم المشاركة : 2 (permalink)
القلعة
المدير العام
 
الصورة الرمزية القلعة





القلعة غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

بركة و قلعة المعظم



من بين كل القلاع القديمة وخانات الحجاج في كل المملكة العربية السعودية فهذه القلعة هي الأجمل والأروع بشهادة كل من رآها لعدة أسباب
  1. جمال بناء القلعة من التصميم وقوة التنفيذ (عمرها حوالي 400 سنة ولم تسقط -ما شاء الله)
  2. تاريخها العجيب من الملك المعظم الى سلاطين المماليك الى سلاطين العثمانيين وكل منهم ترك أثره, ثم مادونه الرحالة حول هذه القلعة
  3. وجود البركة العظيمة التي تعد اكبر البرك في درب الحج (عمرها817 سنة)
  4. جمال المنطقة المحيطة بها ووقوعها في قلب المفازة الكبرى فصارالمعظم كأنه جزيرة وسط البحر يحلم بها الحجيج
كانت هذه المنطقة تسمى الحاكة ثم تحولت الى اسم الملك المعظم الأيوبي ابن اخ صلاح الدين فهو اول من بنى البركة المشهورة



:قرأت في لبداية والنهاية لابن كثير


سنة 611 هـ هجري وفيها: حج الملك المعظم ابن العادل ركب من الكرك على الهجن في حادي عشر ذي القعدة ومعه ابن موسك مملوك أبيه وعز الدين أستاذ داره وخلق، فسار على طريق تبوك والعلا. وبنى البركة المنسوبة إليه، ومصانع أخر.



بن شجاع (623هـ )ذكر المنزلة العشرون أسفل الحاكة بين جبلين بواد ضيق وواسع بها أشجار ونبات وشوك وشجر عوال وبركة كبيرة ماء مطر , ارض العرب من بني بلي
قلت :لا زال وادي الحاكة معروفاً بهذا الاسم الى الآن قرب المعظم جنوباً
بن بطوطة زارها سنة 726هـ وقال عن البركة:: وهي ضخمة، نسبتها إلى الملك المعظم من أولاد أيوب. ويجتمع بها ماء المطر في بعض السنين، وربما جف في بعضها



تجديد بركة المعظم في عهد المماليك سنة 767هـ
ذكر الدكتور علي غبان في كتابه الأثار الاسلامية في شمال غرب المملكة أنه رأى مسلتين بالقرب من البركة عليهما نقش عربي وقد اختفت هذه المسلات في وقتنا ولا يُعلم من (اخذها)

ومن الجيد ان الاستاذ غبان قد درس هذا النقش قبل اختفاء المسلات لأهميته التاريخية وها هو نص النقش المنحوت على الحجر المربع على 3 جهات :

الجانب الأول:


لعمار الحرمين..بسم الله الرحمن الرحيم..جدد هذا المكان المبارك في أيام مولانا المقر الأشرف العالي المولي الأميري الكريمي السيفي الاتابكي نظام الملك

الجانب الثاني:

الشريف وأتابك العساكر المنصورة الاسلامية يلبغا الملكي الاشرفي أعز الله انصاره

الجانب الثالث من المسلة:
وكان العمل فيه من ماله ابتغاء لوجه الله تعالى بتاريخ نهار الحد(الخير) سابع من شهر ربيع الاخر سنة سبع وستين وسبعمئة كتبه محمد ابن العباس الكركي





وفي مسلة مجاورة جاء فيها انه من عمل المعلم ابوبكر بن عيسى بن عبدالله وأحمد ابن محمد عمرو الصفد(؟) النحاس

تحديث
رأيت المسلتين محفوظتين في المتحف الوطني وأخذت هذه الصور لهما





بن طولون (923هـ ) مر بها وليس بها ماء لان المطر بَعُد أبانه.

من مآسي حجاج بيت الله سنة 937 هجري


وفيها اعترض امير العرب ملحم للحجاج في منزلة ذات حج ورام أخذه فلم يمكنه, ففر الى تبوك وقطع النخيل ووضعه بالبركة ثم فر الى الاخضر ووضع بالبركة الحنظل المدقوق, ثم فر الى بركة المعظم فملأها فطايس..وصار بين العرب والحاج مقتلة عظيمة , لكن الحاج ترجح على العرب غير ان المشاة هلكت من العطش.(بن طولون)




حاجي خليفة 1045هـ :
بركة المعظم: عبارة عن حوض كبير اقيم ليملأ بمياه السيول ويظل فارغا من المياه عند انقطاع الامطار
وصف البركة
البركة مربعة الشكل ويبلغ طول الضلع 60 متراً وعميقة ولم نستطع قياس العمق لأنها كانت نصف ممتلئة بالماء وأخبرنا راعي الإبل ان هذا من بقايا سيل العام الماضي! وهناك درج حجري ينزل الى البركة.
بصورة عامة فبركة المعظم لا زالت بحالة ممتازة ولا زالت تؤدي الغرض من وجودها بل الطريف ان البدو لا زالوا يستفيدون منها فهناك دينمو لسحب الماء لسقي الإبل!



قلعة المعظم العظيمة 1031هـ الموافق 1621م

كانت الحادثة التي اوردناها لتخريب البركة من اسباب بناء القلعة العظيمة سنة 1031 هجري لتحمي البركة من المفسدين ولتكون واحة امداد في البرية الصعبة التي سميت المفازة العظمى بين تبوك والعلا, لكن للأسف فلم يكتب النجاح لهذه القلعة وأظن ان من أهم الاسباب ان البئر والبركة تعتمد على الامطار فاذا جفت لم يبق لحراس القلعة مصدر للماء كما ان القلعة بعيدة عن اي حاضرة او بلد فيكون حراسها تحت رحمة البدو بعد رجوع قافلة الحج, لذلك فقد هُجرت ولم تستغل الا بضع سنوات متفرقة عبر القرون الاربعة التي تمثل عمرها
اول من زارالمعظم من المدونين بعد بناء القلعة حسب اطلاعي كان الكبريتي الحسيني سنة 1040 هجري وقال

المعظم وادٍ فيه قلعة عثمانية عمرت سنة 1031 هجري وذكر الكبريتي ان بركتها لم يكن بها ماء وذكر ان للبركة 25 درجة وقال غاضباً على المعظم

ياذا المعظم ان فيك لقسوةٌ


فلأي معنى قد سميت معظما؟

إن المعظم من يغيث وفوده
وأراك أفنيت الأنام من الظما






الغريب انه بعد عشر سنوات من بنائها قال الكبريتي 1040هـ ان القلعة مهملة وأشرفت على الدمار


الخياري مر بها سنة 1080 هجري ووصفها وصف خبير معماري بقوله

وهي قلعة جكمة البناء مبنية بالحجر المنحوت الأصفر المائل للحمرة بحيث يشبه الحجر الشميسي وهي احجار يبني بها أهل مكة دورهم سائر بنائها من ذلك الحجر ,وهي (القلعة) مشتملة على خمس أوض سفلية ومثلها فوقها أو أزيد وفي كل أيوان محكم العقد بالحجارة , وللطبقة الثانية درجة من الحجر المنحوت ودرجة اخرى توصل الى علو الطبقة الثانية. بحيث ان من صعد ذلك رأى الوادي جميعه ومحط الحاج وأحاط بما هنالك.


وكان الخياري شاهداً على مأساة القلعة الجميلة التي لم ينض على بنائها 50 سنة فقال:

ولم يكن لباب القلعة ولا للأوض أبواب للغلق وأظنها كانت فأزيلت .وعلى الباب حجران مكتوبان في أحدهما (لا إله إلا الله) وفي الآخر أبيات بالتركية يقال انها تاريخ البناء وعى جانبي الكتفين صورة أسد من نفس الحجارة …الى ان ذكر انه لا ماء في تلك القلعة وما حولها : وبجانب القلعة بركة مربعة منسقة النواحي والأطراف , لم تر عيني قبلها في الكبر مثلها , وربما يبلغ طولها وعرضها مئة ذراع بذراع العمل تخميناً وحدساً. وهي مبنية بالحجر من جنس مابنيت به القلعة من لونه وكونه منحوتاً وهي في الأرض بحيث اذا سال الوادي امتلأت فانتفع بها الحاج , والى جانبها علمان مرتفعان نحو سبعة أذرع مربعان مبنيان بالحجارة بأعلاهما كوة تشبه المشكاة لكونها غير نافذة ليهتدي بها المارون لذلك المورد.







أوليا جلبي أحد وجهاء العثمانيين مر في السنة التي بعدها اي عام ( 1081هـ ) وعلل انها مهجورة بقوله

وقد تمكن البدو من الدخول الى القلعة 1035هـ بعد استشهاد كل حراسها وحملوا كل مابها وبقيت على حالتها تلك منذ ذلك التاريخ …محيطها اربعمئة خطوة …كان يجب وضع جنود في هذه القلعة لتامين سبل الحياة في هذه المنطقة لان الذين سياتون الى هذه المنطقة مالم يجدوا بها ماء فانهم لم يجدوا له اثر في شق العجوز ..هناك بركة بجوار هذه القلعة وقد قام الملعون بن راشد بغلقها في السنة الماضية واطلق النيران على الحجاج ولم يحظ الحجاج بالماء لدرجة ان هلك وتيبس مئات الحجاج وكانوا يرقدون كانهم من الطين الصلصال الجاف…لذا فان المحافظة على هذه القلعة وتعميرها يعد من الفروض الواجبة …بقينا هنا ساعة وبعدها غصنا ثانية في بحر الرمال الانهائي وسرنا به 18 ساعة



مرتضى علوان والدمشقي في رحلته 1120هـ-1708م التي نشرها الشيخ حمد الجاسر رحمه الله :وصف القلعة بعظمة البناء وأنه لانسبة لغيرها بها إلا انها معطلة ومن أهلها مستوحشة وفي بركتها قليل من ماء المطر , وسألنا عنها فقيل لنا إن بئرها نشف ماؤه وتعطل وصار بين محافظها والعرب عداوة قديمة آلت الى تركها.



ثم مر من هنا المكناسي(1201هـ-1787م ) ولم ينزل الركب بالمعظم كالعادة لأنه لم يكن فيها ماء فمروا بقلعتها عصراً ولم يقفوا خشية العطش وتمادوا يسيرون بقية النهار والليل كله حتى نزلوا بعد طلوع الشمس بساعة على الدار الحمراء.

داوتي مر هنا بعد 93 سنة اي عام 1294هـ-1877م :

يتبع
 





  رد مع اقتباس
 

SEO by vBSEO 3.3.0