عرض مشاركة واحدة
قديم 07-29-2011, 08:28 AM رقم المشاركة : 1 (permalink)
مـلاك
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية مـلاك





مـلاك غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي المرأة والقبيلة

أقيم يوم الثلاثاء 25/8/1432ه بالنادي الأدبي الثقافي بتبوك ندوة بعنوان (المرأة والقبيلة) للكاتبة منى المالكي.
{المرأة والقبيلة موضوع شائك مثار حيرةٌ وتساؤل دائمين,فكيف سندلف الى ذلك الحقل الملغوم ونتاوله بالتحليل والكشف عن علاقة اختلفت مدا وجزراعبر التاريخ,يحكمها عرفا وعادة وتقليد حكما يصادر الشرع في بعض احواله,فكيف استطاعت تلك المرأة خلق كينونتها ووجودها واثبات حضورها في نسق إجتماعي هو الحلقة الأقوى في إصدار نظامه الخاص؟؟
{دائما مانتهم العادات والتقاليد انها السبب وراء إقصاء وتهميش المرأة,بل ونتجاوز إلى القول أن المرأة خارج منظومة القبيلة تمارس دور ريادي وقيادي,أي ان القبيلة هي السجن الأكبر التي تحول دون تحليق تلك المرأة خارج السرب,فقد ارتبطت القبيله دائما بالعنصرية ضد المرأة,وتهميشها,بل ان هناك شواهد تشير إلى دعم المنظومة القبيله وتقبلها للدور النسائي في حقب تاريخية معينة,ولتظل العلاقة بين المرأة والقبيلة في وقتنا الحاضرعلاقة سلطة مجتمعية قوية لاتغض الطرف عمن ينتسب إليها}
{ولعلنا نكون اكثر انصافا ان قلنا ان تلك النظرة الجاهلية تحكم اطيافا من المجتمع وتحدد مواقف تلك الاطياف من المرأة,دون ان ننكر ان في مجتمعنا من يتملك تلك النظرة الواعية التي كان الرسول علية الصلاة والسلام ينظر بها إلى السيدة عائشة ويقول(خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء) فتعامل الرسول عليه السلام نموذج معرفي لم يصل اليه اكثر الرجال وعيا وثقافة}
{فالخوف بدء من تعليم المرأة وصولا إلى مشاركتها له في صناعة القرار في جميع نواحي الحياة هونتيجة ترسبات نفسية عميقة لم تعي التوجه الإسلامي الصحيح تجاه المرأة وانهن شقائق الرجال}
{فالخطاب الذي كانت فية المرأة مستورة محجوبة ’مكانها دائما وراء الجدران او خلف النقاب وإن سيطرت او ادت دورا في تيسير الأمور, فإن ذلك لابد ان يكون وراء الستاروخلف واجهة مقبولة يتصدرها الرجل لذا يتجه الخطاب اليها بالكناية والرمز وعدم التصريح المباشر,فأصبح الحديث الصريح عن المرأة نوعا من الكلام الحرام اجتماعيا وبلاغيا يقع المتحدث به في حرج بالغ فالحاجة الى ستر المرأة دلاليا وواقعيا وهنا تسعف الكناية في تجنب هذا الحرج الاجتماعي,كظاهرة الأسماء المستعارة التي نراها رائجة في الصفحات الشعبية على نحو خاص,وفي منتديات الانترنت بشكل عام,مفضلة المرأة المشاركة من وراء حجاب مؤكدة ان هناك ضغوط اجتماعية تحول بينهن وبين ان يفصحن بأسماء تأبى اسرهن لها ان تظهر في العلن.}
{وما سنعبر عنه الليلة عن تلك العلاقة بين القبيلة والمرأة لا نقصد بها تعصبا او عنصرية ’وكل ماهناك دراسة علمية تقصد إلى الكشف عن حقيقة تلك العلاقة ورفع بعض الاجحاف التي يعتريها من كون تلك الحلقة الأقوى تضغط على المرأة او تهمش ادوار اضطلعت بها تلك الأيدي الناعمة..
ستبدأ حكايتنا من بداية الدولة السعودية الحديثة,التي قامت وهي تكن للمرأة العرفان والجميل بدور قيادي قامت به شقيقة المؤسس الأميرة نوره بنت عبدالرحمن بن فيصل ال سعود كبرى شقيقات الملك عبدالعزيز,وبرز دورها موثر في كثير من الجوانب الأجتماعية والسياسية بعد إسترداد الرياض وعودة الأسرة فقد كانت عامل ترابط بين ال سعود عندما وافقت على الزواج من سعود بن عبدالعزيز بن سعود بن فيصل الملقب بسعود الكبير,فقد كان على خلاف مع اخيها عبد العزيز,وفي هذا الصدد كان زواجها اسمى رمزاً للمصالحة بين عبدالعزيز وابناء عمومته,فأصبح سعود الكبير من أشد المقربين والمخلصين للملك عبدالعزيز وهذا التحول في موقف سعود هو بتأثير نوره فيه,إذا كان يكن لها حباً شديداً ,وتدل مواقفها معه على حكمتها ورغبتها في رأب الصدع بينه وبين اخيها.ولفتت شخصية الأميرة نوره وعلاقتها مع الملك عبد العزيز انظار كثير من المؤرخين والباحثين,فوليت ديكسون قابلتها عام1972م/اعجبت بها ووصفتها بأنها من اكثر النساء اللأتي قابلتهن جاذبية وصراحة, وانها من اهم الشخصيات في الجزيرة العربية,
وتمتد العلاقة بين القبيلة والمرأة عندما يضطلع بها رجال أقوياء قدروا تلك العلاقة وعرفوا ابعادها الإيجابية على المجتمع فكرسوا لذلك العرفان جامعة كبيرة تحمل اسم الأميرة نوره بنت عبدالرحمن,وهذا مايعبر عنه عهدالملك المصلح خادم الحرمين الشريفين من إحترام وتقديرللمرأة,فهل ستمتد تلك العلاقة الايجابية حتى نجد القبيلة تدعم بناتها كما ابنائها للوصول لمجلس البلدية ,اوالرضا تسلم بناتها المناصب القيادية؟
ولتظهر بعد ذلك فتنة الاسئلة التي تغويك للدخول الى مجاهلها لتعود اكثر الما وحيرة!!ولتسأل لماذا اختفى دور المرأة المحاربة المستشارة,تلك التي كانت توقد نار القرى للضيفوف وتقدم يسرها لعوانيها!!هنا يتضح وجه القبيلة المشرق سابقا!!فهل خروج المرأة الى المدينة مع اسرتها دور في حجبها ومنعها نتيجة خوف ذلك القادم من قريته وصحرائه الى مكان يجهله ليختفي السند والعوين لحمايته وحماية أسرته؟ ام كان لسقوط الثقة مع المجتمع الجديدعامل لحجب المراة عن ذلك الدور القيادي الذي كانت تضطلع فيه داخل قبيلتها؟؟
ولنلمس تكريم اخر,عندما يقترن اسم امرأة (بجيلة)باسم قبيلة وياتي (بني مالك)العلم على القبيلة تاليا لها, ونسبة اشراف العرب وملوكهم إلى اماهاتهم بعيدا عن الدونية في النسب او الأتهام بعدم شرعية الأبن,نكون امام حالة ثقافية مهمة تعلن ان القبيلة تكرم وتعلي من شأن نسائها,وما نرأه الآن حالة طارئة غير اصيلة في النسج القبلي المميز,من عدم ذكر اسم المرأة عيبا,او ترديد(اكرمك الله بعد ذكر اسمها)....
وكأن قدر المرأة ان تحصل على ماتريد بعد حرب وجدل وأخذ ورد يتكرم بعد ذلك الرجل بإعطائها إياه!!هذا النسق المريع مابين ظهور وإختفاء ,وإعتراف وسحب الثقة عاشته المرأة على مر التاريخ الذي يسيطر فيه الرجل بذكوريته وقوة عضلاته على مخلوقق لم يكن امامه الا العمل والعمل لتقديم شهادات الخبرة ان بلغت تلك المخلوقة سن الرشد,ليبدأ النسق مره أخرى فهل للسلطة الناعمة ان تجبر الحلقة الأقوى على الأعتراف النهائي بحضور أقوى وفاعلية أجدى في صناعة القرار,والمشاركة في التنمية وبناء الدولة..

 





التوقيع :
سهرت عيون و نامت عيون ... في أمور تكون أو لا تكون

فأدرأ الهم ما استطعت عن النفس ... فحملانك الهموم جنون

إن ربّا كفاك بالأمس ما كان ... سيكفيك في غد ما يكون
  رد مع اقتباس
 

SEO by vBSEO 3.3.0