عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2011, 08:28 AM رقم المشاركة : 5 (permalink)
القلعة
المدير العام
 
الصورة الرمزية القلعة





القلعة غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

الحلقة الخامسة.الرشــــــــوة والبذخ :-
الرشــــــــوة والبذخ :-
وبدلاً من أن تنفق الدولة التي في طريقها للإنهيار أموالها علي حل مشاكلها والخروج من مأزقها ، تعيش حالة من البذخ المدمر وتنتشر فيها الرشوة والفساد ، ولقد فاقت السلطنة العثمانية وهي في ذروة ضعفها جميع الدول الأوربية في الأبهة والفخار بأعظم مقتنيات الزينة ، ويصف المويلحي موكب السلطان بأنه ليس مثثل قيصر في موكب إنتصاره ولا الإسكندر في يوم إفتخاره ، ففي يوم الجمعة ترد عشرة الآف من العساكر إلي ساحة المسجد أمام باب السراي ، وتصطف صفوف مضاعفة بعضها وراء بعض ، وتتسابق مركبات المشيرين والوزراء والمشـــــــــايخ والأجانب من السفراء في قاعة الجيب الهمايوني المطلة علي تلك الساحة .. أما المراقبة والمحافظة علي المسجد ، فتري علي كل نافذة من نوافذ المسجد محافظين غليظين يمنعان كل قاصد للنظر ، وعلي سطح المسجد عشرات من العيون الأرصاد ولا يدخل المسجد مصلٍ إلا فتشه المراقبون تفتيش اللص سرق فص خاتم ، فإذا دخل المسجد دخل وعن يمينه جاسوس وعن شماله آخر ومن خلفه إثنان ..
وفي شهر رمضان يفطر السلطان في سراي كابي ، ويأتي الخدم من سراي يلديز بالآواني الذهبية المرصعة والموائد الفضية وما يتبعها من أنواع الزخارف والزينة التي لا توجد عند جميع ملوك الأرض . لإفطار جلالته ، وأفطر مرة إلي جانب المخلفات النبوية التي بقيت ثلاثة عشر قرناً ، وماهي بذهب ولا بحجر كريم ، إنما هي صوف خشن من لباس خاتم المرسلين ..
ويحكي عن الفساد الذي ضرب أطنابه في الدولة ويقول : (( يأتي المعزولون من المأمورين إلي دار السلطنة ، فيدخلون وعبابهم مملوءة بالمال ورءوسهم بالأحلام يطوفون علي بيوت الكبراء والوزراء والكتاب والحجاب ، ويقدمون الهدايا والتحف للناظر والوكيل والكاتب والحاجب والنديم ، وعندما يعودون إلي وظائفهم لا تري الرعية منهم إلا نموراً تمزق الأعضاء وأسوداً تفرق الأشلاء وأفاعي ناهشات وعقارب قاتلات ، وعرفوا أن لا عقاب علي الرشوة ولا مواخذة في إستعمال القسوة .. ولا جناح علي الكاذب ولا عيب علي الخائن ، ولا صحة علي منافق

 





  رد مع اقتباس
 

SEO by vBSEO 3.3.0