الحلقة الرابعة.من رجلي إلي يدي :-
من رجلي إلي يدي :-
وأخذ المويحلي يروي الحكايات في عبارات نافذة عن سيطرة بطانة السوء ، فمثلاً ارادت الدولة أن تبعث زكي باشا قائداً علي عساكرها في طرابلس الغرب ، فوقف بين يدي الآغا وقال : مولاي إن الدولة عينت عبدكم قائداً علي عساكرها في طرابلس الغرب ولي أمنية هي تقبيل يدكم الشريفة ..
قال الآغا : متي وصل قدركم أن يتعدي رجلي إلي يدي !!!!
وإنقلب الهرم في الدولة العثمانية وأصبح أسافلها في أعلي الهرم الإجتماعي ، وأصبح عدد المشيرين حول السلطان ستون مشيراً ، ويعلن المويلحي قائلاً ليس في الدولة البريطانية سوي ستة مشيرين ، والدولة الفرنسية عندها أربعة وبعد حربها مع ألمانيا لم يخلفهم احد بعد وفاتهم .
وفي الدولة البوليسية يتواري القضاء وتهتز مكانته ، فكان علي الآباء أن يدعو الله لأبنائهم ألا يحكم عليهم بدعوي ، فالدعوي قصامة الظهور لإبطاء الحكم وإهمال الفصل فيها أو لمصيبة الحفظ لأوراقها ، وربما ورث الإبن دعوي أبيه أو جده ..
مر عبدالله باشا فكري في أحد أسواق الآستانة فوجد رجلاً يبيع المناديل ، فوقف يشتري منه وخلال حديثه تبين طيب اصله فسأله عن بلده . فقال : من بغداد ، كنت من علية قومي فرماني القضاء والقدر في البلد لدعوي بيني وبين جماعة من اهل بغداد ، فجئت إلي دار الخلافة لأنال عدل الحكومة فبقيت ثلاثاً وعشرين سنة ، ودعواي واقفة لا يحكم لخصومي فأستريح باليأس ، ولا يحكم لي فأحصل علي حقوقي ، وبعت جميع ما أملك ، وإنتهي بي الحال إلي ما تري !!!