عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2011, 07:15 AM رقم المشاركة : 1 (permalink)
القلعة
المدير العام
 
الصورة الرمزية القلعة





القلعة غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي من كتاب اسرار بلاط السلطان عبدالحميد للمويلحي

لا تنهض الدول علي الأباطيل ولا تشيد صروحها علي الأكاذيب ...النظام البوليسي يبعد الأكف

بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص عن كتاب (( أسرار بلاط السلطان عبدالحميد )) للكاتب / أبراهيم المويلحي
تقديم / مصطفي نبيل

ما هناك !
كيف تتداعي وتنهار الدول ؟
لا تنهض الدول علي الأباطيل ولا تشيد صروحها علي الأكاذيب ...
النظام البوليسي يبعد الأكفاء ويقرب بطانة السوء .!


تعود السلطان أن يسمع من جواسيسه كل يوم خبراً ، إذا لم يأته وقع ما يخشاه . ويبقي متكدراً حتي تأتي له التقارير بشئ فيشتغل بتحقيقه .. فإذا ظهر زيفه إستراح .
وماذا يبقي من الوقت للدولة وتشييدها والشريعة وتأييدها ، والجنود وترتيبها , والأحكام وتقويمها , والمالية وتنظيمها , والمعارف وتعميمها , وعلائق الدول وتوثيقها , والسياسة وتنسيقها , والسفن وتعميرها , والمنافع العامة وتكثيرها , لا يبقي من الوقت سوي ما يكفي ليأخذ زيد مكان عمرو , وينال بكر منزلة خالد ...
لقد بالغوا في إشغال السلطان وقلب الحقائق حتي صاروا يقدمون لجلالته في اليوم ما ينيف علي مائة وخمسين تقريراً كلها كذب وإفك ...
فيا كساد العلم ورواج الجهل , ويا شقاء الحق وسعادة الباطل وياخيبة الصادق ونجح المنافق ...
ويا بكاء الأمين وضحك الخائن , بعد أن أصبحت دار السلطنة التي كانت عريناً للأسود خلايا تطن فيها زنابير الجواسيس ، وأصبح العالم من شر الجهلاء بدعاً علي قواعد العلم يكتبها من تأليفه , وأصبح الجاسوس الذي يظلم العلماء يمشي مرحاً ويختال تكبراً , وأصبح يصدر عشرات القرارات كل يوم ٍ لتفتيش بيت زيد أو إستنطاق عمرو أو إبعاد خالد أو سجن خالد ، وأصبحت الإستانة طبقاً من الفضة مملوء بالعقارب والأفاعي ...

لقد إهتم الغرب طويلاً بأسباب سقوط الدولة الرومانية , وصدر حولها عشرات الدراسات والإبحاث , حتي يتجنب السقوط ويحمي حضارته من الإنهيار , وكان ينبغي أن يشغل الشرق أسباب سقوط أطول دولة في تأريخه وهي الدولة العثمانية ..

يقول أحد كبار المؤرخين : إن أكبر معضلات التأريخ قضيتان ، الأولي : تفسير قيام الدول والإمبراطوريات . والثانية : تفسير سقوطها . وإذا كان قيام الدول وصعودها قد حظي بإهتمام مؤرخيها الذين عاشوا في ظلها ، إلا أن عملية السقوط لم تلقي نفس الإهتمام لما في هذا الحديث من أسي ، والسقوط ليس حادثاً واحداً ، بل تداعي مجموعة من العوامل تمتد لعدة آجيال ، وعدم إهتمام المؤرخين بها يخفي الكثير من الدروس والعبر .

معروف أن أي قوة خارجية لا تستطيع أن تنفذ إلي دولة أو إمبراطورية قوية وذات سيادة ما لم تجد دعماً من داخل مؤسسات تلك الدولة أو الإمبراطورية ، فلذا علينا أولاً أن ندرس العوامل الداخلية لعملية السقوط .
اسباب سقوط الإمبراطورية العثمانية :-
بعد أن عجزت الإمبراطورية في مواجهة التحديات الخارجية والمضي قدما نحو الأمام وعجزت الإمبراطورية عن تحديث مؤسساتها ونظم الإدارة فيها واصبح الضعف والوهن ينخر في كيان الدولة ..
وأمام هذا العجز الفاضح ، لجأت الدولة إلي اسهل الحلول وأكذبها لزيادة مدة الإحتضار ، وإعتمدت علي النظام البوليسي تعد علي الناس أنفاسهم وتلتقط كلماتهم وتقوم بتحليل أعمالهم ، يتصور سدنة هذا النظام ، أنه يقدم أداة طيعة تحمي الدولة من الإنهيار . والحقيقة أنه يعجل بإنهيارها ، بما يساهم بها من إخفاء للحقائق وستر جوانب الخلل ، فيقود إلي الهاوية بسرعة تسابق الزمن ...
وهذا النظام البوليسي يخلق الوظائف لكل سفيه ويسهل طريق الثراء الحرام ويقصر السبل لضعاف النفوس للوصول لغايات لم يكونوا يحلموا بها . فيكفي أن تكتب تقريراً سرياً عن أحد الشرفاء أو أي مواطن وتنال أنت الشرف والسمو والدرجة العالية الرفيعة في بلاط السلطان وتكون من المقربين وذو الحظوة عنده ..
ولا حساب ولا عقاب لمن يقدم فرية يثبت التحقيق كذبها في ظل النظام البوليسي (الأمن الذي يهتم بأمن القصور أكثر من إهتمامه بأمن الوطن والمواطن ) ، ولذا يتنافس الجميع علي الكذب والتلفيق ويصل حال المجتمع أن يدس الإبن علي ابيه والإخت علي أخيها وكل علي الآخر حتي ينال حظوة أو مقاماً محمودا عند السلطان ، وهكذا تتلاحق الفتن القاتلة لتقضي علي الدولة .. (( فلا تنهض دولة علي الأباطيل ، ولا تشيد صروحها علي الأكاذيب .. ))...

الحلقة الاولى.

 





  رد مع اقتباس
 

SEO by vBSEO 3.3.0