قالت : يوما سأعود..
قلت : متى...؟
قالت... ربما .عندما يأتى الربيع
ويأتى الربيع.... ولم تـأت
.................................
.................
.......
حنانيك عليها أيتها الايام..إنها ما خالفت لى وعدا قط..فلما هذا الوعد الاخير...
أيا قدر. نح الخطر . أبلغها سلامى. وقها المطر.أرجع لى عينين طالما ظللت فيهما أحتمى
عينان فيهما أحتمى
حوراء من صنع البديع
لا للعواصف تنحنى
تشريها نفسى ولا تبيع
.................................
.................
.......
وأرى الربيع متهاديا..فأرى الازهارتنتشى.. والاشجار تكتسى..
.والكل يطرب بها الندا.... فالطير يسبح فى السما ..... منشدا لحن اللقا .... يبغى الوصال بالحبيب.
أشخص بعينى للخيال.... حتى الخيال لا ينال .. .أترانى أرنوا للمحال..؟؟؟ ليس لى إلاالنحيب.
قالت ستأتى ...حتما ستأتى.. حتما ستأتى فى الربيع.
ويمر الربيع تلو الربيع
ليزيد فى قلبى اللهيب
وأرى الحمائم تلتقى
وأظل ملتمس الغريب
.................................
.................
.......
هائم أنا فى الطريق
فأرى الرياح تعوى.. والعواصف تدوى ..والسماء تمور...
وبين التراب يصرخ ما انخلع من الزهور ..... صرخة رددها طائر تركله العاصفة فى الاعالى..... فلا الثريا يبغى. ولا الثرى يطول. ..وكان الشتاء وكان الهطول.
عندها أدركت – مبتلا - أنه قد فات أوانى , وحان زمان فيه أحكى :
"يحكى أنه كان هناك.... فتى يحلم بالربيع..."
ورحل الربيع ولا ربيع
والشعر لامسه المشيب
وبدت الحقيقة تنجلى
والقلب يهوى وقد اصيب
.................................................. ....
.............................
...........
ورأيتها...بعد أعوام رأيتها
.فى نفس المكان .وسط الزحام أتت من بعيد...نعم ,أتت فى الربيع
يا الله .لم تتغير يوما...كعهدى بها دوما...الورقة الوحيدة التى برقتها تتحدى الخريف .
فى إحدى يديها كانت الحقيبة ..حقيبتى التى لها أهديتها قبل سفرها..
فى اليد الاخرى كان الابن....ورث منها كل الحسن
تداعت أفكارى..وتلاشى الوجود..واقتربت الدوامة لتلف.
أنقذتنى منها جذبة من كف
: <هيا يا أبى ..سنتأخر>
حملتها لأعلى..قبلتها..واحتضنتها..أدرت ظهرى..ومضيت.