عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2009, 08:40 AM رقم المشاركة : 3 (permalink)
وكيل المويلح
ـــــــــــ
 
الصورة الرمزية وكيل المويلح






وكيل المويلح غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

الغرض من ما هنالك
يقع كتاب »‬ما هنالك « ‬لمؤلفه إبراهيم المويلحي في ثلاثمائة وخمسين صفحة من القطع المتوسط، ‬ويتوزع علي العناوين التالية »‬الدين النصيحة «.. »‬الأمة العثمانية «.. ‬أحوال السلطة العثمانية «.. »‬المابين «.. »‬دائرة الباشكاتب في المابين «.. »‬دائرة العاينجية في المابين «.. »‬دائرة الباش أغا في المابين «.. »‬دائرة الياوران في المابين «.. »‬الجواسيس «.. »‬عيد الجلوس السلطاني «.. »‬الجواسيس مرة ثانية «.. »‬جلال الخلافة وجمال السلطة «.. »‬نصف رمضان «.. »‬التغيير ‬غير الشريف «.. »‬أجرة الأمنان «.. »‬ليلة القدر «.. »‬عيد الفطر «.. »‬عيد الأضحي «.. »‬أول السنة الجديدة «.. »‬ليلة المولد النبوي «.. »‬الميلاد السلطاني «.. »‬تقليد المناصب العثمانية »‬السفراء «.. »‬الدعاوي في الآستانة «.. »‬المشايخ : ‬الشيخ أبوالهدي ‬السيد أحمد أسعد . ‬الشيخ فضل باشا ‬الشيخ محمد ظافر «.. »‬طعن المشايخ بعضهم علي بعض »‬ما يقول أحباء الشيخ ظافر «.. »‬قول ‬أحباء السيد أبي الهدي «.. »‬قول أعداء السيد أبي الهدي «.. »‬الغرض من ما هنالك «.. »‬السلطان «.. »‬خلع السلاطين «.. ‬عناوين بقدر ما هي دالة فإنها محددة .‬ والكتاب - ‬كما أشرنا آنفاً - ‬هو رؤية شاهد عيان، ‬شهادة شاهد شاف كل حاجة، ‬التزم جانب الموضوعية قدر الطاقة دون أدني شبهة في تشهير أو ابتزازأو حقد أو حتي مبالغة أو تهويل أو رغبة في الإثارة والتعريض، ‬كل عنوان من العناوين سالفة الذكر يتبعه فصل كامل عن هذا الشيء أو ذاك في نظام السلطنه أو في مجريات الأمور في القصر السلطاني من داخل الداخل، ومن أول صفحة في الكتاب يتضح لنا أن المويلحي كاتب جدلي، ‬مفكر، ‬لا يفرض فكرته بقدر ما يجعل منها رداً مقحماً ‬علي فكرة مطروحة، ‬فمن الفكرة المطروحة يتخذ مدخلاً ‬لفكرة جديدة تقوم بدورها بالتأثير في سياق الموضوع وبالإجابة عن كثير من الأسئلة التي قد تثور في ذهن المتلقي، ‬إذ إن القارئ ها هنا طرف أصيل في السياق ‬ يمهد المويلحي لموضوعه أرضاً ‬راسخة، ‬فيطرح علينا وجهة نظر سائدة لكنها جديرة بالنقض، ‬تقول إن محاولة انتقاد الدولة مروق وضلال أصحابها لا يكتفون بذلك التخاذل وتلك السلبية بل يتطرف بعضهم إلي محاولة تحسين القبيح، ‬الأمر الذي يزيد الدولة تورطا في الفساد مما يؤدي بها إلي الخلل والزوال، ‬وحجة هؤلاء أن هذا يفرضه الولاء للدولة والحرص علي أن تظل صورتها حسنة،** ‬خاصة في نظر العدو، ‬وبالأخص لأن انتقاد الدولة يكشف للعدو عن نقاط الضعف في الدولة ومواطن الخلل منها فيعمد إلي استغلالها والضرب عليها، ‬فالأفضل تبعاً ‬ذلك أن نعمد نحن إلي خداع العدو فنظهرله دولتنا في صورة القوية الفتية، ‬وهذه النظرة في مفهوم المويلحي، ‬إلي أنها متخلفة، ‬فإنها ‬غش وتدليس، ‬فالعدو دائماً ‬ليس في حاجة إلي تنبيه . ‬ثم إنه »‬إذا كان عدوها بحيث يجهل دخائلها وهي بداية للعيان فأهون به عدواً، ‬إذ لا يبلغ ‬الجهل من دولة هذا المبلغ ‬وهي في عالم الأحياء «.. ‬ومن ناحية أخري فإنه »‬إذا خيف علي الدولة عاقبة التنبيه كان الخوف عليها من التمادي علي الخلل أشد، ‬فإنه أعجل من العدو سيراً ‬وأسرع بطشاً ‬وأسوأ تأثيراً ‬علي أن قارعة العدو قد تدفع أو يحتال لها ولا دافع ولا حيلة لقارعة الغفلة وسوء التدبير «.‬ وثمة وجهة نظر أخري ‬يعتنقها البعض، ‬وهي أقرب إلي الخذلان واليأس، ‬إذ يري معتنقوها أنه لا جدوي من التنبيه سوي الفضيحة ووجع الدماغ،** ‬فماذا يفيد النقد في دولة سدت علي نفسها سبل النصح وفرضت علي مطبوعاتها رقابة جاهلة صارمة منعت جميع الجرائد الأجنبية من دخول البلاد، ‬وأحيط سلطانها بطائفة من المردة تحرص علي عدم إيذائه بالأخبار السيئة . »‬وهذا رأي من لا خبرة له بالشرع ولا دراية عنده بتأثير القول، ‬فأما الفضيحة فلو كان في اتقائها خير بإطلاق لتعطل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ‬وكما كان الدين النصيحة لله ولرسوله والأئمة والمسلمين كما قال صلوات الله عليه وكررها ثلاثاً، ‬وكما قال الفاروق عمر رضي الله عنه ‬من رأي منكم في أعوجاجاً ‬فليقومه، ‬وأي شرع أم أي عقل يأمر باتقاء الفضيحة في درء المفاسد، ‬ومع كل ذلك فأي عورة مستورة منا حقاً ‬تتقي الفضيحة من كشفها .‬ هذا فيما يختص بشطر الفضيحة في وجهة النظر هذه . »‬وأما عدم نفع القول فمن المكابرة في الواقع وهل كان كون أو فساد في بداوة أو حضارة إلا بفعل القول من تأليف وتنقير وتحذير وتطمين ووعيد وتشبيط وتهييج وتسكين وتحريك إلي ‬غير ذلك من أفانين اللسان وضروب البيان .. ‬والكاتب قد يتفق مع هؤلاء علي أن القول - ‬أو النقد - ‬قد لا يؤتي ثمره في حينه، ‬إنما قد تسرع الثمرة وقد تبطئ، ‬ورب رجل يتكلم كلمة لا يؤبه لها في جيله فتثمر في جيل آخر ثمرة يتمتع بها أهل الأرض جميعاً . ‬فادعاء أن الدولة لا ينفع فيها الكلام حماقة وجهالة . ‬وأما الحجة القائلة بأن العصابة المحيطة بالسلطان تمنع عنه الصحف والحقائق وتزين له الغش والتدليس بالشعوذة . ‬فإن من أساليب الكلام ما لا تنفع معه شعوذة ولا يأتي عليه سحر ولا تدفعه حيلة . ‬وبالجملة فالحق أكبر من أن يكافح، ‬ولأن ثبت الباطل أمامه مرة فقلما يثبت أخري ومآله إلي الفرار علي كل حال، ‬وحينئذ فترك النصح تعللا بذكر الملأ هو من قصور الرأي أو فتور العزيمة «.‬ وبعد أن يفند المويلحي هذه الآراء ويردها إلي الصواب ينتهي إلي قرار بأن لكل معلول علة، ‬ولا يمكن استئصال المعلولات إلا باستئصال عللها، ‬فعلي من يريد أن يضع نفسه من الدولة موضع الناصح الصادق أن يبحث عن علة ضعفها وأصل خللها ثم يحاول استئصال الأصل بما يراه ناجحاً ‬من عقاقير النصح ترياقاً ‬كان أو سموماً، ‬فإنه إن فعل يوشك أن ينجح إن شاء الله بهذه العقلية السياسية النقدية المتقدمة نفذ إلي ‬ما هنالك بغرض ذي ‬غايتين ‬إعلان ما يخفيه الظلمة عن الأمة من سوء أحوالها .. ‬وإرشاد الأمة إلي المطالبة بحقوقها في الخبزوالحرية .‬

[imgr]http://www.alwafd.org/admin/newsimgs/31265s.jpg[/imgr]







بقلم ‬خيري شلبي | الوفد المصريه 5-9-2009
 





  رد مع اقتباس
 

SEO by vBSEO 3.3.0