عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2008, 06:24 PM رقم المشاركة : 53 (permalink)
خليل المويلحي
نائب المدير العام






خليل المويلحي غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

أختي غموض، تسألينني عن الفرق بين المرأة العاملة بنت الغرب وبنت العرب.
دخلت المرأة الغربية ميدان العمل منذ الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، ولكن الغزو الحقيقي بدأ رويدا بعد الحرب العالمية الأولى ثم بقوة بعد الحرب العالمية الثانية. فالحروب تقضي على الرجال وتمسح فكرة رب الأسرة القوام ، وتضطر النساء الى البحث عن مورد رزق. وعندما تكون الحرب عالمية فانها تدوم سنين وتقضي على مقومات الحياة من حرث وسكن ومرافق حيوية، بالاضافة طبعا الى الاهداف العسكرية.
وقد عملت المرأة لقرون في الزراعة والحرف اليدوية، ولذلك فاننا نتكلم عن المرأة التي بحثت عن وظائف لقاء أجر ، مثل العمل في المصانع والمكاتب ووسائل الاعلام والتدريس والتعليم العالي والطب والهندسة والصيدلة الخ.
والعمل له مقومات، أساسها التعلم والتدرب. وفي البداية كانت المرأة الغربية تتلقى التدريب في موقع العمل. ثم انفتحت الفرص لها للتعلم في المعاهد والجامعات وما فوقها، فخرجت المرأة من نطاق الوظيفة الى نطاق القيادة الادارية وقيادة المشاريع. ولا غرو في ذلك، لأنها قادرة على استيعاب كل ما يستوعبه الرجل. وان كنا استغربنا من 50 سنة رؤية البنات وهن يقدن الموتوسيكلات الضخمة، فاننا لا نسغرب اليوم السيدة اللواء الفرنسية التي تقود قاذفات القنابل أو الكابتن عائشة القائد الطيار في الخطوط الاماراتية. كنا نستغرب لحداثة الأمور، ثم اكتشفنا في النهاية أن المسألة مسألة تعلم واتقان، لا فرق فيها بين الرجل والمرأة.
والتعلم والتدرب والاتقان وامكانيات العمل مفتوحة للمرأة في الغرب والشرق، والفرق هو أن المرأة الغربية سبقت العربية في الزمن فقط، بمعنى أنها حصلت الدراسة الرسمية في عهد سابق للمرأة العربية، وهكذا جمعت خبرة أكبر أهلتها للمساواة بالرجال. وعاشت في وسط شجعها على هذه المساواة.
وكانت المرأة الغربية تذهب الى العمل في الخمسينات وعلى رأسها ايشارب (مثل خمار اليوغوسلافيات)، وما كان لزيها أن يحول دون العمل.
لكن وضع المرأة العربية يختلف. لأن البيئة التي تعيش فيها مختلفة. ففي عهد مضى كانت المرأة العربية المحتاجة (لدواعي الفقر بدون حروب) تعمل مربية أو مرضعا أو خادمة أو طباخة. ولم يستهجن عالمنا العربي ذلك.
وما أن نالت المرأة حق التعلم الأساسي والعالي في عهد قريب نسبيا (أول مدرسة بنات كانت المدرسة الخديوية التي افتتحت على ما أذكر في عام 1907 ) اضطرت الى كفاح مرير لتخرج من بيتها للدراسة والعمل. والمجتمع العربي يقول لها *عيب* ويلقنها دروسا في العادات والتقاليد الطالبانية، وينسى (أو يتناسى) كيف كان حال المرأة في عهد الرسول (صلعم) عندما كانت المرأة تجاهد الى جنب الرجل في الحروب وتداوي الجرحى، ولم يكن ذلك عيبا.
أقصد أن المرأة العربية تتمتع بالصفات الذهنية التي تتمتع بها الغربية، والفرق الوحيد بينهما يكمن في الضوابط والقيود المحلية التي تسهم في تخلف المرأة وعزلها.
وان كان المجتمع الغربي يشجع الابداع بصرف النظر عن جنس المبدع، فان المجتمع العربي ينشغل أكثر فأكثر بحبس المرأة باسم الدين، ولا يبدع بل يكتفي بابداع غيره ، حتى لم يعد هناك أي وجه مقارنة بين حالة المسلمة اليوم وحالها في صدر الاسلام، ولا بين ادعاءات المتنطعين الراغبين في الهيمنة وتعاليم الاسلام الحق.
ومخرج المرأة الوحيد هو أن تتمتع بحب الرجل وتقديره. فمن منا يحب ابنته ولا يرضى لها التعليم؟ وان كنا مجتمعا اسلاميا يحترم تعاليم الدين فلماذا لا نأتمن هذا المجتمع على المرأة العاملة؟؟

 





 
 

SEO by vBSEO 3.3.0