عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2008, 05:30 AM رقم المشاركة : 49 (permalink)
خليل المويلحي
نائب المدير العام






خليل المويلحي غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

آخر كلام يا معالينا والقهوة بردت!
الحب شعور يجعل الانسان ميالا الى شيء (مساكن‘ تجارة، يخت (!) ، مال، الخ) أو الى انسان مثله. وهذا الميل يطغى على المشاغل الأخرى لأنه مركز (بتشديد الكاف). وهكذا يفكر الانسان في المحبوب - رجلا كان أو امرأة - معظم الوقت ، ويرى المحب محبوبه منزها عن الأخطاء، ويكثر من الحديث عنه لأن كثرة الحديث عوض عن غياب المحبوب ويثلج صدر المحب ويصبره على البعد (والهجر أيضا).
كل حب يقترن بسلوك ذهني اسمه *التسامي* ومعناه وضع المحبوب في أعلى مكانة من حيث الأخلاق والجمال والسيرة والأداء والولاء والوفاء. وهذا التسامي في الواقع نوع من اقناع الذات بأن المحبوب لا عيوب فيه. واقناع الذات يكون أحيانا بالكذب.
وما أن تظهر في المحبوب عيوب يبدأ احباط المحب. ومقدار الاحباط والتعامل معه يختلف من الرجل الى المرأة. فالمرأة قادرة على غض الطرف عن العيوب بما أوتيت من رحمة وعطف وصبر وقوة استيعاب الصدمات في داخل نفسها. أما الرجل فما أن يصاب بهذا الاحباط تسود الدنيا في وجهه ويميل الى القرارات الدرامية أو العنفوانية، بل وقد يصل به الأمر الى الغاء الحب الذي طالما ترعرع في صدره. وعندئذ تصبح المحبوبة مذمومة أو مكروهة. أو قد يتحمل الرجل الصدمة ويفرج عن نفسه بأن يذل المحبوبة طوال حياتها ويعايرها . وهذا ضرب من الانتقام. والانتقام ليس دليلا على القوة بل دليلا على ضعف نفساني اسمه العلمي *هشاشة الأنا*. وكلنا نعلم أن الطرف الأقوى هو الصابر حين البأس، لا المستكين لليأس.
والحب في اتجاه واحد مؤلم. والأفضل أن يترعرع في الاتجاهين. ولكي يحدث التقابل الروحي لا بد من عملية مستثقلة أحيانا اسمها المصارحة بالحب بأكثر العبارات وضوحا وبدون خجل، فالحب شعور نبيل..
وسأختتم هذا الحديث باذن الله في الرسالة المقبلة.

 





 
 

SEO by vBSEO 3.3.0