عرض مشاركة واحدة
قديم 11-16-2008, 05:10 PM رقم المشاركة : 15 (permalink)
خليل المويلحي
نائب المدير العام






خليل المويلحي غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

أختي الفاضلة أسماء، لك أطيب تحياتي وشكري على اهتمامك بموضوع الدين.
لم يكن الدين مهنة للرزق في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ، ولم يكن للدين مؤسسة تحتكره مثلما نرى الآن. وعندما توالت العهود وكثر الناس وقل اهتمامهم بدراسة دينهم اعتمدوا على العالمين به. وكان العالمون لهم مهن أخرى غير الدين. ثم بدأ الخلفاء العباسيون يقربون اليهم حفظة القرءان والسنة بعد أن اتسعت رقعة العالم الاسلامي وكثر عدد الأعجميين. وبدأ النزاع على المذاهب، وانتهى الأمر بتعيين مفتي لكل مذهب. وفي الدولة العثمانية كان الحكام أتراك وأحرص ما يكونون على احترام الدين الذي لا يعرفون قراءة كتبه بالعربية، ولم يكن عندهم وقت ليسمعوا جدل المذاهب الأربعة ففتحوا وظيفة جديدة اسمها *شيخ الاسلام* مهمته البت في هذا الجدل ورفع رأي واحد للسلطان. وهكذا أصبح الدين مهنة (لقلة من الناس).
وفي سياق الحديث عن المؤسسات لا ننسى أن الأزهر كان منشأة شيعية، لأن الفاطميين هم الذين أنشأوه.
ولا ننسى أن الزي الأزهري أشبه بزي أحبار اليهود، ولم يعرف الاسلام فكرة *رجال الدين* التي أوجدها اليهود والمسيحيون. وهذا الزي نوع من الزهو والتمييز، لأن من يلبسه يريد أن يظهر للجميع أنه ينتمي الى طبقة معينة.
والأفضل أن يكون العالم مشهورا بعلمه وكياسته، لا بزيه وانتمائه الى مؤسسة دون غيرها. ولعلي أتساءل ماذا يضير العلماء أن يلبسوا مثل غيرهم. ألم يكن الرسول عليه الصلاة والسلام يلبس كما يلبس أبو لهب؟
ونعود الى مسألة امتهان الدين. المطلوب من كل مسلم أن ينشر الاسلام بالموعظة الحسنة والقدوة ايمانا واحتسابا حتى تكتب له الحسنات ليوم القيامة لأنه شكر ربه بذلك على نعمه لا ليجد قوت يومه.
وتوجد طبقة من الناس أصابتهم عاهات أقعدتهم عن العمل، وهم وحدهم الذين يحق لهم الارتزاق من تلاوة القرءان أو شرح أحكام الشريعة بشرط أن يكونوا من الحفظة المؤتمنين.
وحري بالشيوخ ألا يأخذوا أجرا على نصحهم الناس بأمور الدين، ولكن كيف لهم ذلك ولم يدرسوا أي علم آخر يتكسبون منه؟ للأسف الجامعات الاسلامية مفتوحة لكل من يريد أن يمتهن الدين عمدا، لا للعلماء والمهنيين والحرفيين الذين يريدون الاستزادة من علوم الدين.
وسؤالي المحرج: ما هو الفرق اذن بين كلية أصول الدين في الأزهر ومعاهد اللاهوت الأجنبية؟؟
وما دمنا في سبيل المقارنة فالقسيسين لهم عادة مهنة، فمنهم النجارون والحدادون ومدرسو اللغات القديمة أو الحديثة، بل ان بعض فئاتهم تخصصت في العلوم وأذكر منها الرهبان الدومينيكان الذين تخصصوا في الكيمياء والفيزياء والرياضيات، والأدهى من ذلك أنهم الوحيدون في مصر الذين يرممون الكتب القديمة وينقذونها من الفطريات ويستكملون ما أكلته الفئران من صفحاتها. وهم يؤدون هذا العمل بدون مقابل سوى تصوير الكتب النادرة على حسابهم جمعا للمزيد من العلم.
فمن من شيوخنا يجيدون مهنة عملية أو نظرية يتكسبون منها؟
ولماذا سميناهم شيوخا وهم في نضرة شبابهم؟
انني أعلم أن كلماتي هذه قد تقابل بالاستنكار، وهذا من حق كل فرد، لكن الاستنكار يجب أن يقوم على أسس متينة لا على مشاعر اللحظة.
واذا كان في كلامي تطاول بلا أساس فأرجو من ادارة المنتدى أن تحذف ما تراه غير مناسب لهذا المقام. ولن أعتبر ذلك نوعا من الرقابة بل نوعا من تهدئة النفوس.
أشكرك أختي الكريمة مرة أخرى وأرجو من القراء أن يردوا على أسئلتي فيزيدوني علما..

 





 
 

SEO by vBSEO 3.3.0