عرض مشاركة واحدة
قديم 03-16-2008, 12:33 PM رقم المشاركة : 2 (permalink)
volunteer
نائب المشرف العام
 
الصورة الرمزية volunteer





volunteer غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

[align=center]كلمة الرياض


الملك المؤمن.. الناقد لنفسه
[/align]




[align=justify]يوسف الكويليت
عندما يتجاوز الإنسان ذاته من أجل الآخرين، فإنه يصحح مفاهيم السلوك العام للسمو بالأخلاق في بنائها الأعلى والأشمل، وعندما يتحدث خادم الحرمين الشريفين في خطابه بمجلس الشورى ويُشهد الله أنه "لم يتردد في توجيه النقد الصادق لنفسه إلى حد القسوة المرهقة خشية من أمانة - يقول - هي قدري وهي مسؤوليتي أمام الله" فإنه يضعنا على قدر هائل من التواضع في شخصه، وما يُشعرنا به من اتجاه رفيع في المبادئ والقيم الصادقة..

في الخطاب كان باستطاعته مد الزمن لساعات طويلة يستعرض من خلالها الإمكانات والمشاريع، وما أنجز، وما هو في الطريق للتنفيذ، لكنه آثر أن يرينا صورتنا في شخصه وصورته في نفوسنا، وهذا التبادل الودي العميق، لا يُشترى ولا يُمنح، لأنه شعور يتلاقى ويتوالد من خلاله فيضٌ هائل من حب غير مصطنع أو مبتور العلاقة بين رجل بهذا التواضع والحجم، وبين شعب أصيل يرى فيه آماله وتطلعاته..

ثم حين يركز على الحرية وأنها "حق لكل النفوس الطاهرة" وأنه "لا مكان للضعفاء والمترددين" فإنه يعطينا بطولة جديدة غير متهورة، لأن الحرية مسؤولية لا يرقى لحملها إلا أصحابُ الإرادات العظيمة والنفوس الكبيرة، لكنه بإيمانه بالله والوطن والإنسان، وتفاؤله بالمستقبل البعيد يؤكد أن البدايات العسيرة والصعبة، هي التي تؤدي للنهايات السعيدة في مسيرة وطن يملك كل شيء، ويريد الخروج من القوقعة إلى الفضاء الرحب بقدرة قادته ومواطنيه..

منبر مجلس الشورى جزء من صورتنا العامة، حين يناقش، ويسائل ويوجّه، ويلوم، أو يعطي شهادة ما لمن يستحقها بكفاءة عمله ودوره الخاص، وحين يكون صاحب الخطاب هوخادم الحرمين الشريفين الذي أوجز وأخرجنا من فقه البلاغة، إلى الواقعية وبكلمات لها دلالاتها وقوتها، فإن المجلس يعمق الصلة بينه وبين مختلف التيارات الاجتماعية ورتم العمل الذي تسير به أجهزة الدولة وقنواتها المختلفة..

نحن شعبٌ لدينا حصيلة من التجارب، وعندنا كفاءات متطورة، وأخرى في طريقها للصعود، وتجاوُز الزمن لسد فراغات احتياجاتنا من مختلف الاختصاصات ولا يقتصر ذلك على جنس دون آخر، حين نرى الفتاة أستاذة وطبيبة ومهندسة، وقائدة سرب من المتعاملات في الشؤون العامة، وقطاعات الاقتصاد والتنمية، ومن هذا الغرس الكبير نريد أن يصبح المشتل مساحة كبيرة لنباتات مختلفة ومتفرعة..

آمال الملك عبدالله عريضة، وتفاؤله أكبر، ولديه الكثير الذي يريد أن يوسع به دائرة العمل والمكاسب، وينمي الطاقات الوطنية من خلال أحدث الجامعات والكليات والمعاهد، يكتسب هذا الفعل من ثقة بالنفس، وعطاء متواصل يعبر عن نفسه بدون خطابات وأحاديث، لأن من يعمل لا تهمه الجمل والأصوات المرفوعة، وإنما الأداء الذي تحدِّد قيمته حقيقةُ وجوده، وتلك هي فلسفة الملك الكبير في كل شيء..[/align]

 





التوقيع :
ان تحسن الظن..وتندم..خير من..ان تسيء الظن..وتندم
  رد مع اقتباس
 

SEO by vBSEO 3.3.0