الموضوع: حجرف
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-2007, 11:15 PM رقم المشاركة : 1 (permalink)
ابو فايز

 
الصورة الرمزية ابو فايز





ابو فايز غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي حجرف

حجرف الذويبي الحربي كان حجرف مشهوراً بالكرم , فقد كان ينفق كل ما يملك ولا يهتم إكراماً لضيفه أو لشخص يطلب منه العون . . . وإذا لم يجد شيئاً يذبح شاة أولاده التي يشربون حليبها أو يذبح مطاياه التي يرتحل عليها , وفي كل مرة كان بنو قومه يجمعون له من إبلاً ويعطونه إياها عوضاً لما انفقه بالكرم . . . وكلما جمعوا له من إبل أو غنم انفقه بين ذبيح لصاحب حق من الضيفان وعطية لطالب المعروف من العربان ولا يزال هذا من فعله حتى يخرج من جميع ماله , وهكذا . . . وفي أحد الأيام كان حجرف وقبيلته نازلين بالقرب من الماء بالصيف وقد انفق حجرف حلاله كله بالكرم , وأرادت القبيلة أن تجمع له كالعادة فقال بعضهم . . . لِمَ لا نعطي حجرف درساً قبل أن نعطيه الإبل لعله أن يمسك على الأقل مطاياه التي يتنقل عليها ؟ . . واتفقت القبيلة كلها على هذا الرأي . . . فقد قرروا أن يرحلوا ويتركوه , حتى يعرف مدى حاجته إلى الرواحل التي تحمله , فإذا مرت مدة صالحة للاعتبار , أرسلوا له من الإبل ما يحمله وأهله . . . حتى إذا ما أحس بحاجته إلى الإبل وبعد مرور أيام يرسلون له الإبل التي يتنقل عليها
وبالفعل رحلوا وتركوه وهو ينظر لهم فلم يلتفت إليه أحد حتى بقي في مكانه عند الماء وحيداً . . . وبالمساء أخذت زوجته تكثر عليه الكلام واللوم , وتحاول أن تنصحه بأنه لو كانت لديه مطاياه لعانق قبيلته ولحق بها . . . وهكذا
لم ينم حجرف ليلته تلك فهم يريدون منه أن يتخلى عن طبع اشتهر به وعرف نفسه من خلاله وهو لا يستطيع
وفي الصباح الباكر خرج حجرف من بيته يملأ قلبه الحزن والهم , وقصد إلى مكان مرتع كعادة البدو في ضيقهم يبحثون عن المكان العالي ويبثون حزنهم من خلاله حتى تذهب الهموم فيعود
وبعد أن وقف في هذا المكان وتلفت فإذا داب أعمى يقف أمام باب جحره فاتحاً فمه ولا يتحرك وإذا بعصفور يقع على فم الداب ظناً منه أنه غصن شجرة فيلتهمه الداب ويدخل جحره . . . و حجرف يراقبه ولم يبارح مكان حتى جاء وقت العصر , فإذا بالداب يخرج ثانية ويفتح فمه كالمرة السابقة ويأتي طير آخر ويقع في فمه فيلتهمه ويعود لجحره . . . أدرك حجرف أن الذي يرزق هذا الداب لن يتركه أبداً . . . فأنشد يقول

يقـول ابـن عيـاد وإن بـات ليلـه

مانـي بمسكيـن همومـه تشـايلـه

أنـا اليـا ضاقـت عليـه تفرجـت

يرزقنـي اللـي ما تعـدد فضايلـه

يرزقنـي رزاق الحيـايـا بحجرهـا

لا خايلـت برقـن ولا هـي بحايلـه

ترى رزق غيـري يا ملا ما ينولنـي

ورزقي يجـي لو كل حـي يحايلـه

جميـع ما حشنـا نـدور بـه الثـنا

وما راح منـا عارضنـا الله بدايلـه

نوب نحوش الفود من ديـرة العـدا

ونخـزز اللـي ذاهبـاتـن عدايلـه

خزن بالأيدي ما دفعنـا بـه الثمـن

ثمنها الدما بمطـارد الخيـل سايلـه

مع لابتن فرسان ننطـح بهـا العـدا

كم طامعـن جانـا غنمنـا زمايلـه

نكسـب بهم وننـزل بهـم خطـر

والله مـن قفـرن رعينـا مسايلـه

ويوم اشرف على بيوته وهو راجع شاف الركاب عند البيت ضن انهم ضيوف قال اللي رزق الداب يرزقنا وكانو جماعته مرسلين ركاب لنقله الى دارهم الجديد وبقي ابن عياد على عهده القديم

 





  رد مع اقتباس
 

SEO by vBSEO 3.3.0