السلام عليكم
الاخ الكريم وكيل المويلح .... شكرا" لمداخلتك ..... والله لقد اتعبت من جاء بعدك ......فرغم انني صاحب فكرة الموضوع الا انني اصبحت حائرا" بعد مداخلتك و لا ادري مالذي بقي لي لاكتبه .......
ولكنني ساحاول (I will do my best) .......

رجال الدين

لايستطيع احد ان ينكر دور الدين في تنظيم حياة الشعوب وقوة تاثيره على معتنقيه لانه في نظرهم هو المخلص لهم وبما ان الدين هو مجموعه من القيم والمباديء والافكار التي لايستطيع الكل التقيد بها او التمكن من فهم جميع محتواها او تفسيرها لذا انعكف مجموعة من الناس وتفرغوا لهذا العلم وتمكنوا من ايصاله للبقيه مما جعل لهم منزلة" ومكانه بين اصحاب هذا المعتقد تميزهم عن غيرهم ومع الزمن اصبحت مكانتهم في نفوس اتبعاهم كمكانة الدين نفسه .. ولان السياسي يرغب بتطويع العامة لذا غالبا" مايلجاء لهؤلاء لكي يمكنوه من اتباعهم لان للدين تاثيرا" غالبا" مايكون اكثر من اي شيء اخر .. ........
وبالمقابل فان هؤلاء ايظا" ادركوا ان للسياسي تأثيرا"و دورا" لايمكن انكارة في تعظيم مكانتهم وفي تمكينهم من تحقيق مأربهم لذا فانهم قبلوا ان يدخلوا هذا الحلف طواعيتا" .. واكبر مثال على ذلك ماحدث بعد اعتناق الامبراطورية الرومانيه للديانه المسيحيه حيث قسمت المجتمع الى سياسي ورجل دين وعامي ......
ورغم انه من الظلم ان يقاس حال المسيحيه بالاسلام الا انه بداء يقل الفارق تدريجيا" في هذه النقطه بالتحديد بعد ان اصبحت الخلافه ملكا" عظود ... فرغم انه في بداية الدوله الامويه لم يكن مصطلح رجال الدين مقبولا" بين الناس بحكم العهد القريب بالرسول صلى الله عليه وسلم وكراهية الناس لمبداء التقسيم الطبقي بين الاحرار (رغم وجود العبوديه) الا ان هذا التقسيم الذي اعتمدته المسيحيه بداء يدخل تدريجيا" الى واقع المسلمين رغم عدم الاعتراف به الى هذه اللحظه ... كما ان تقسم المسلمين الى مذاهب وفرق كلاميه ادخلت الى الدين مصطلحات ومفردات واراء جديده لايستطيع المسلم العادي التمكن منها جعلت من وجود رجال الدين واقعا" مقبولا" بل وملزما"..... كما ان التشدد والتنافس والعداء بين هذه الفرق جعل لكل فرقتا" اناس يتصدرون بكتبهم واراءاهم " ليكي ينصروا مذهبهم على مخالفيهم .. وبحكم التشدد وانتشار الجهل بين العامه فانه اصبح لهولاء المتصدرين مكانة" عاليه في نفوسهم ومنزلة" توازي منزلة الدين نفسه .كما واصبح نقدهم كنقد الدين والاعتراض علي اراءهم كالاعتراض على شرع الله ...
ولان الايام دول لذا فان حال رجال الدين كان متغيرا" الا ان مكانتهم في نفوس اتباعهم لم تتغير فعندما تقوم دوله فانها تقيم معها سياسيون ورجال دين وعندما تسقط يسقط السياسيون وحدهم ويبقى رجال الدين ففي الدولة العباسيه عندما تولى المامون واعتنق فكر المعتزله فانه استبدل السلفيين بالمعتزله عندها سقط دور رجال الدين السلفيين في الدولة ولكنه لم يسقط في نفوس اتباعهم كما ان تمسك السلفيين وبالاخص الامام احمد بن حنبل في مسالة خلق القران زاد من مكانتهم ... بعد ذلك صحح المتوكل خطاء عمه بان قرب السلفيين واسقط دور رجال الدين المعتزله من الدوله ولكنه لم يسقطه من نفوس اتباعهم ....
ورغم انه قد تدور الدوائر على رجال الدين الا انهم يبقون مؤثرين على اتباعهم فهم عندما يكونوا من حلفاء السلطه فان مكانتهم تزيد بقربهم من السلطه وبمدى تاثيرهم وتأثرهم بها كما انه ايظا" لاتتغير هذه المكانه عندما ينتقلون الى المعارضه... فكلما اشتددت معارظتهم اشتدد تمسك اتباعهم بهم لانهم يعتقدون ان ذلك دليل على صدقهم واكبردليل على ذلك مكانة علماء السنه والشيعه عند اتباعهم رغم تبادل المراكز احيانا".......

مما سبق ولان التاريخ عبر لذا فان كل طرف من السياسين ورجال الدين ادرك انه لانجاة له الا بالطرف الاخر ..فالسياسي يحتاج رجل الدين ليطوع له العامه الذين هم تلقائيا" مبرمجين لقبول ما يطرحه عليهم فالعصمة بداءت تحل فيهم بدون شعور منهم او من اتباعهم .. كما ان رجال الدين ادركوا انهم رغم تاثيرهم على اتباعهم الا ان للسياسي القوة والمال الكافي لاستبدالهم باخرين يحققون له مأربه والمكافاءة غالبا" ما تكون مجزيه ومن الصعب ان يمسك الانسان لعابه من ان يسل امامها .....

ولان التاريخ ايظا" يكرر نفسه فحال المسلمين اليوم اشبه بالبارحه فالجهل مازال منتشرا" والتعصب قائما" والسياسي ورجال الدين قد تعلموا الدرس جيدا" والمثل المصري يقول ( اللي تلعبوه تكسبوه)....لذا فان تمسك رجال الدين ورغبتهم بالحفاظ على مكانتهم ودورهم الذي قد يلعبوه عندما يقربهم منه جعلهم يقومون بنشر ثقافة دينيه تسخر لهم العامه فتارة" يرغبوهم وتارة" يرهبونهم بالفتاوي التي تمنعهم من التفكير او التسأؤل او الاعتراض حتى لا يسقط دورهم ومكانتهم ويبقون دائما" مؤثرين متى مارغب السياسي ........
والناظر الى حالنا اليوم يجد انه رغم الادعاء المتكرر انه كل" يؤخذ من قوله ويرد الا صاحب هذا القبر الا انه اصبح هناك الكثيرين اللذين مكانتهم كصاحب ذلك القبر .. ففتاويهم نص رباني واراءهم حق جلي والاعتراض عليهم كفر" مخرج من المله واذا لم تستطع فهمهم او الاقتناع باراءهم وتلون جلودهم فهذا دليل على نقص ايمانك وبعدك عن الدين واذا صرخت بصوت عالى ياناس اريد ان افهم قيل لك ومن انت واذا قلت هذا خطاء قيل اقطع عنقه ياغلام ....

وبعد ذلك يقولون ليس لدينا رجال دين ..................... فهل تصدقون .. اترك هذا لكم .....



اسف جدا" على الاطاله رغم الاختصار .........