اخر عشرة مواضيع :         :: لقاؤنا بالمويلحيين " الحلقة الثانية " (آخر رد :القلعة)       :: من وثائق الأشراف الوكلاء المويلحيين بالمويلح (آخر رد :القلعة)       :: الهوى غلاب (آخر رد :ابو فايز)       :: لها فز قلبي فزة الطير ابو جنحان (آخر رد :ابو فايز)       :: البقاء لله في فقيد المويلحيين (آخر رد :القلعة)       :: لمن يهمه الأمر(الأصل الأصيل في زرعات الوكيل) (آخر رد :الشريف مصعب بن علي الوكيل)       :: أهل المويلح مكملين المواجيب (آخر رد :وكيل المويلح)       :: سيرته مثل ريح البخور (آخر رد :وكيل المويلح)       :: عبدالله من سلاطين الرجال (آخر رد :وكيل المويلح)       :: حيّ الوكيل (آخر رد :وكيل المويلح)      
العودة   منتدى المويلح - Al-Muwaylih > الساحـــــــــات العامة > ساحة المطوٌع الدينية
اسم العضو
كلمة المرور
الإهداءات

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-08-2005, 08:29 AM رقم المشاركة : 1 (permalink)
المويلحي الصغير
المشرف العام
 
الصورة الرمزية المويلحي الصغير





المويلحي الصغير غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي قـواعـد فـي المحن



القاعدة الأولى: سنة التغيير والانتقال وتبدل الحال: وذلك أن الله قدر وجود الضدين،


فإذا وصل الضد إلى حده انقلب إلى ضده، فالليل إذا أخذ مقداره، وأنهى مشواره عقبه الفجر، سنة ماضية، وقاعدة دائمة ثابتة، والنهار إذا قضى وقته المحدود، وعمره المعدود دهمه الليل واستولى عليه، لأن لكل منهما أجلا مسمى، وهذا عام في الساعات والأيام والشهور والأعوام، وفصول السنة، ومواقيت الثمار، والحصاد، والحمل، والصحة، والمرض، والملك، والغنى والفقر، والعسر واليسر، والسرور والحزن، والاجتماع والفرقة، والحب والبغض، والعزة والذلة، والكثرة والقلة، والنصر والهزيمة، والظفر والإخفاق، وغير ذلك من الصفات والأحوال، لأن هذا ما أراده الله لهذه الدار وما كتبه على أهلها من التقلب في الأطوار على طيلة الأعمار.

فمن هذه السنة الماضية، والحكمة القاضية نستفيد نتيجة عدم دوام الشدة وأنها سريعة الزوال، وأنه لا بد من تغيرها إلى الرخاء، وعسرها إلى يسر، لأنه لو لم يحدث ذلك لكان في هذا نقص لحبل التقدير، ومعاكسة لسنة اللطيف الخبير، وهذا لا يمكن أن يحصل أبدا، ولا يقع هذا مطلقا، لأن سنة الله لن تجد لها تبديلا ولا تحويلا.


ولولا أني التزمت في هذه السنن أن لا أذكر أثرا ولا دليلا من الكتاب والسنة وكلام الحكماء والأدباء والشعراء لبرهنت على صحة هذه السنة، ولكن خوف الإطالة والإثقال، ولأن من بحث عن هذه الأدلة وجدها وحصلها فلا معنى للإكثار من نقلها هنا.
القاعدة الثانية: إن الشدائد تبدأ كبيرة ثم تصغر، وأن هولها لا يستمر مع عمرها، بل لها صدمة مفجعة، موجعة في أولها، ثم تبدأ بالضمور والاضمحلال والانحسار كالجرح ينفجر ثم يبدأ في الالتئام حتى يبرأ، فما على العبد إلى الصبر عند الصدمة الأولى، فعندها يكون الاحتساب والأجر، أما ما سوى ذلك فإن السلو يغلب النسيان والذهول وورود الواردات وانشغال القلب فكأن العبد ليس له كسب إلا في الصبر عند اللحظة الأولى، وهي التي يتميز فيها الرجال، ويشرف فيها الأحوال، فمن وقعت به مصيبة فلا يظن أنه سوف يبقى في هذه المصيبة، قبل أن ينجلي ذلك الهول الذي ولف عليه عند حدوثها، وذلك الكرب الذي ألم به وقت نزولها، هذا لا يكون أبدا، فإن المحنة مثل الضيف يغادر المنزل فيختفي شخصه شيئا فشيئا إلى أن يغيب، فمن لطف الله وكرمه سبحانه أن وطن النفوس على التعامل مع الشدائد ولو بشيء من المشقة والتعايش معها ولو بكثير من العنت، وإنما نزلت تمحيصا واختبارا وتهذيبا وتصفية وكفارة وتأديبا.
القاعدة الثالثة: أنه لولا الشدائد ما عرفت قيمة النعم ولا ذوق الراحة، وطعم العافية، فإن أحلى وأغلى ما تكون النعمة بعدما يصاب العبد بشدة، ولو لم يصب بهذه الشدة لما شعر بما هو فيه من النعيم، ولقضي عليه الملل والسأم والضجر، وذهل عما عنده من الخير، وغفل عما لديه من النعم، ولكنه يوم يصدم بمحنة يستفيق فيذكر أيام الراحة وساعات السعود، فيقدرها حق قدرها، ويعض عليها بالنواجذ، ويحدث لها شكرا، ويقيدها بالطاعة، وهذا لمن عرف سنن ربه في المصائب.

ولو أن العبد لم تمر به الشدائد لرأيت عيشه مشوبا بالقلق منغصا بالهموم، لأنه في رتابة دائمة مملة، وفي هيئة واحدة ثقيلة، فالتبدل من حال إلى حال يعقب لذة وفرحة ونشوة لا يجدها إلى صاحب المحنة، يقول أبو تمام:

والحادثات وإن أصابك بؤسها
فهو الذي أنباك كيف نعيمها

فالصحيح لا يعرف قيمة الصحة حتى يصاب، والمطلق الحر في الأرض لا يقدر الحرية حتى يسجن، مثلما أن الشبعان لا يجد للطعام مساغا حتى يجوع، وكذلك الريان لا يحس بالحاجة إلى الماء حتى يظمأ، والله المستعان.

القاعدة الرابعة: أن مما يخفف على المصاب أن كل يوم يمر به يلقي عن كاهله بعض هذه المحنة ويقربه من الفرج، لأن زمن المحنة محدود بزمن مؤقت لأجل مسمى فكلما مر بالمصاب ساعة فقد سقط عنه تبعة لأنه في طريقه إلى اليسر، فلا يتطاول المنكوب الزمن، فإن الفلك يدور لصالحه، وعقارب الساعة تعلن دنو فرجه، والليل لا بقاء له مع النهار، وقد ذكروا أن يحيى بن خالد البرمكي كتب لهارون الرشيد من السجن: أعلن أن كل ساعة تمر تأخذ بحقها من عذابي وبحقها من نعيمك حتى نلقى الله عز وجل أنا وأنت. وهذا كلام شريف يدل على حصافة العقل، فصاحب المصيبة كلما غربت عليه شمس يوم فعليه أن يفرح لأنه ذهب بجزء من الألم والعذاب، وقد قال عمارة بن عقيل:

ترى كل يوم مر من سوء حالنا
يمر بيوم من نعيمك يسلب

القاعدة الخامسة: أن لله الخيار فيما حدث، وله سبحانه الحكمة المطلقة فيما حل، فإن كل ما قدر على المسلم من خير وشر فهو خير له حتى ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن ذلك يعم ما قدره الله على العباد من المعاصي بشرط التوبة والندم والاستغفار والانكسار، فما دام أن كل ما يصيب العبد خير له فكيف يكره العبد الخير ويفر من المصلحة، وليعلم أنه ليس كل محنة تصيبه سوف يطلع على سر الخير فيها، ونكتة المصلحة، لأن هذا ليس من شأنه، إنما هذا من شأن اللطيف الخبير، وعليه القبول والتسليم، فليس الخير هو الذي يظنه العبد دائما خيرا، وليس الشر هو الذي يتوهمه العبد شرا، ولو كان ذلك كذلك لكان العبد عالما بالغيب، كاشفا لأسرار القدر، عارفا بمواقع القضاء، وليس هذا إلا لله الواحد الأحد (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون).

القاعدة السادسة: أنه إذا اشتد الكرب وبلغ غايته ووصل ذروته، جاء الفرج، سنة ماضية وحكمة قاضية، وكانوا يقولون: اشتدي أزمة تتفرجي. والعرب تقول: إذا استوفى مقداره واكتمل آذن بالرحيل، لتنقلب الحال كما سبق في القاعدة الأولى، فعندما يرى المصاب ازدحام الكرب، وتكاتف الظلمة وشدة المحنة فسوف يفاجأ بزوالها لا محالة، لأن الله ما ابتلى بالمحنة ليديمها، وكل شيء يقبل التحول والزوال إلا الواحد المعبود بحق سبحانه، ومن استقرأ التاريخ ودرس العبر وطالع المثلات علم ان اكتمال الشيء نقصانه، نهايته خاتمته، سواء كان نعيما أو شقاء كما قال الشاعر:
لكل شيء إذا ما تم نقصان.

وقول الآخر:
إذا تم شيء بدا نقصه
ترقب زوالا إذا قيل تم

وكانوا يقولون: إذا أراد الله إهلاك نملة خلق لها ريشا فإذا طارت هلكت، لأن طيران النمل غاية الكمال، فإذا وصلت إلى هذه الغاية بدت سنة الله في كل من استوفى حقه بتغير حاله، وتبدل مقامه، لتبقى السنة الإلهية في الكون محكمة ثابتة دائما، فإذا اشتد ظلام الليل عقبه الفجر، وإذا اكتمل البدر أصابه النقص وإذا تم ضوء الشمس في الظهيرة أدركها الزوال، وكذلك المصيبة إذا تعاظمت وتفاقمت فهي بشرى بزوالها وارتحالها.

القاعدة السابعة: أن العبد إذا أصابه اليأس وانقطعت به السبل، وأظلمت في وجهه الحيل، جاء الفرج (حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا) لأن العبد إذا انقطع أمله في الناس وتكاثف ليل اليأس في قلبه، ابنعثت فطرة الله في قلبه بالرجاء في الله ضرورة، والرجوع إليه حتما، والانطراح على عتبات ربوبيته، وسجود القلب في مصلى عبوديته (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) حينها يفرد العبد ربه وإلهه بالرجاء والسؤال والأمل. وهذا سر التوحيد، فيغيثه الله بالفرج، ويتداركه بالعون، ولذلك قال الشاعر:

فأقرب ما يكون المرء من فرج إذا يئسا

لأن سنة الله الماضية أن لا يخيب من رجاه، ولا يرد من دعاه، ولكن من أشرك معه في المسألة والتوجه لم يحصل على مطلوبه ولم ينل مرغوبه، فإذا أخفق العبد في طلبه من الناس، وأحبط من جهتهم وجد الرغبة في ربه، وأفرد المسألة لمولاه، وعند هذه اللحظة يستجيب الأحد الصمد، فيكشف السوء عن عبده ويزيح الغمة عنه، ويبدله مكان العسر يسرا، ومكان الكرب فرجا، ومكان الغم سرورا، فإذا بدأت تيأس من تحقق أمر، ومن حصول مطلوب فاعلم أنه قد دنا الفرج وحصل اليسر، ونزل الغوث، والله أعلم.

الدكتور عائض القرني
 





التوقيع :



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الأعضاء الذين قرأو الموضوع :- 0
عفوا !!! , ولكن لا يوجد أسماء للعرض.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قلعة الأزنم وكيل المويلح ساحة قرية المويلح 5 06-07-2008 11:03 AM
قصائد الوطن .. في يوم الوطن volunteer ساحة الساقية العامة 1 09-22-2006 01:34 AM


الساعة الآن 06:19 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
 
:+:مجموعة ترايدنت للتصميم والتطوير والاستضافه:+:

:+:جميع الحقوق محفوظه لمنتدى المويلح :+: