اخر عشرة مواضيع :         :: لقاؤنا بالمويلحيين " الحلقة الثانية " (آخر رد :القلعة)       :: من وثائق الأشراف الوكلاء المويلحيين بالمويلح (آخر رد :القلعة)       :: الهوى غلاب (آخر رد :ابو فايز)       :: لها فز قلبي فزة الطير ابو جنحان (آخر رد :ابو فايز)       :: البقاء لله في فقيد المويلحيين (آخر رد :القلعة)       :: لمن يهمه الأمر(الأصل الأصيل في زرعات الوكيل) (آخر رد :الشريف مصعب بن علي الوكيل)       :: أهل المويلح مكملين المواجيب (آخر رد :وكيل المويلح)       :: سيرته مثل ريح البخور (آخر رد :وكيل المويلح)       :: عبدالله من سلاطين الرجال (آخر رد :وكيل المويلح)       :: حيّ الوكيل (آخر رد :وكيل المويلح)      
العودة   منتدى المويلح - Al-Muwaylih > الساحـــــــــات العامة > وراق المويلح
اسم العضو
كلمة المرور
الإهداءات

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-07-2010, 10:10 PM رقم المشاركة : 1 (permalink)
القلعة
المدير العام
 
الصورة الرمزية القلعة





القلعة غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي كتاب اسرار السلطان عبدالحميد

لا تنهض الدول علي الأباطيل ولا تشيد صروحها علي الأكاذيب ...النظام البوليسي يبعد الأكف

بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص عن كتاب (( أسرار بلاط السلطان عبدالحميد )) للكاتب / أبراهيم المويلحي
تقديم / مصطفي نبيل

ما هناك !
كيف تتداعي وتنهار الدول ؟
لا تنهض الدول علي الأباطيل ولا تشيد صروحها علي الأكاذيب ...
النظام البوليسي يبعد الأكفاء ويقرب بطانة السوء .!


تعود السلطان أن يسمع من جواسيسه كل يوم خبراً ، إذا لم يأته وقع ما يخشاه . ويبقي متكدراً حتي تأتي له التقارير بشئ فيشتغل بتحقيقه .. فإذا ظهر زيفه إستراح .
وماذا يبقي من الوقت للدولة وتشييدها والشريعة وتأييدها ، والجنود وترتيبها , والأحكام وتقويمها , والمالية وتنظيمها , والمعارف وتعميمها , وعلائق الدول وتوثيقها , والسياسة وتنسيقها , والسفن وتعميرها , والمنافع العامة وتكثيرها , لا يبقي من الوقت سوي ما يكفي ليأخذ زيد مكان عمرو , وينال بكر منزلة خالد ...
لقد بالغوا في إشغال السلطان وقلب الحقائق حتي صاروا يقدمون لجلالته في اليوم ما ينيف علي مائة وخمسين تقريراً كلها كذب وإفك ...
فيا كساد العلم ورواج الجهل , ويا شقاء الحق وسعادة الباطل وياخيبة الصادق ونجح المنافق ...
ويا بكاء الأمين وضحك الخائن , بعد أن أصبحت دار السلطنة التي كانت عريناً للأسود خلايا تطن فيها زنابير الجواسيس ، وأصبح العالم من شر الجهلاء بدعاً علي قواعد العلم يكتبها من تأليفه , وأصبح الجاسوس الذي يظلم العلماء يمشي مرحاً ويختال تكبراً , وأصبح يصدر عشرات القرارات كل يوم ٍ لتفتيش بيت زيد أو إستنطاق عمرو أو إبعاد خالد أو سجن خالد ، وأصبحت الإستانة طبقاً من الفضة مملوء بالعقارب والأفاعي ...

لقد إهتم الغرب طويلاً بأسباب سقوط الدولة الرومانية , وصدر حولها عشرات الدراسات والإبحاث , حتي يتجنب السقوط ويحمي حضارته من الإنهيار , وكان ينبغي أن يشغل الشرق أسباب سقوط أطول دولة في تأريخه وهي الدولة العثمانية ..

يقول أحد كبار المؤرخين : إن أكبر معضلات التأريخ قضيتان ، الأولي : تفسير قيام الدول والإمبراطوريات . والثانية : تفسير سقوطها . وإذا كان قيام الدول وصعودها قد حظي بإهتمام مؤرخيها الذين عاشوا في ظلها ، إلا أن عملية السقوط لم تلقي نفس الإهتمام لما في هذا الحديث من أسي ، والسقوط ليس حادثاً واحداً ، بل تداعي مجموعة من العوامل تمتد لعدة آجيال ، وعدم إهتمام المؤرخين بها يخفي الكثير من الدروس والعبر .

معروف أن أي قوة خارجية لا تستطيع أن تنفذ إلي دولة أو إمبراطورية قوية وذات سيادة ما لم تجد دعماً من داخل مؤسسات تلك الدولة أو الإمبراطورية ، فلذا علينا أولاً أن ندرس العوامل الداخلية لعملية السقوط .
اسباب سقوط الإمبراطورية العثمانية :-
بعد أن عجزت الإمبراطورية في مواجهة التحديات الخارجية والمضي قدما نحو الأمام وعجزت الإمبراطورية عن تحديث مؤسساتها ونظم الإدارة فيها واصبح الضعف والوهن ينخر في كيان الدولة ..
وأمام هذا العجز الفاضح ، لجأت الدولة إلي اسهل الحلول وأكذبها لزيادة مدة الإحتضار ، وإعتمدت علي النظام البوليسي تعد علي الناس أنفاسهم وتلتقط كلماتهم وتقوم بتحليل أعمالهم ، يتصور سدنة هذا النظام ، أنه يقدم أداة طيعة تحمي الدولة من الإنهيار . والحقيقة أنه يعجل بإنهيارها ، بما يساهم بها من إخفاء للحقائق وستر جوانب الخلل ، فيقود إلي الهاوية بسرعة تسابق الزمن ...
وهذا النظام البوليسي يخلق الوظائف لكل سفيه ويسهل طريق الثراء الحرام ويقصر السبل لضعاف النفوس للوصول لغايات لم يكونوا يحلموا بها . فيكفي أن تكتب تقريراً سرياً عن أحد الشرفاء أو أي مواطن وتنال أنت الشرف والسمو والدرجة العالية الرفيعة في بلاط السلطان وتكون من المقربين وذو الحظوة عنده ..
ولا حساب ولا عقاب لمن يقدم فرية يثبت التحقيق كذبها في ظل النظام البوليسي (الأمن الذي يهتم بأمن القصور أكثر من إهتمامه بأمن الوطن والمواطن ) ، ولذا يتنافس الجميع علي الكذب والتلفيق ويصل حال المجتمع أن يدس الإبن علي ابيه والإخت علي أخيها وكل علي الآخر حتي ينال حظوة أو مقاماً محمودا عند السلطان ، وهكذا تتلاحق الفتن القاتلة لتقضي علي الدولة .. (( فلا تنهض دولة علي الأباطيل ، ولا تشيد صروحها علي الأكاذيب .. ))...








ويرد السلطان عبد الحميد بعد خلعه في مذكراته أسباب إهتمامه بجهاز الأمن ـ تحقيق الدكتور / محمد حرب . (( يقول السلطان : كنت أعلم أن السر عسكر ‘‘ عوني باشا ‘‘ قد أخذ أموالاً من دولة أخري ، إن رجلاً من رجال الدولة يأخذ مالاً من دولة أخري لا بد وأن يكون قدم لها خدمات ، كان حسين عوني يعمل كل ما في وسعه دون أن يطلع أحداً فيما ينتويه ، وعندما سافر إلي أوربا طرق أبواب رجال الحكم هناك ، وخلال سفره إلي فرنسا وإنجلترا إرتمي في أحضان الإنجليز .. وأخبرني سفيرنا في لندن موسوريس باشا تسلم حسين عوني نقوداً من الإنجليز ، إن الصدر الأعظم وهو يحكم البلاد بإسم السلطان يخون دولته ، لذلك تكدرت وتأثرت ، ومسألة أن قائداً عثمانياً يقبل نقوداً من دولة أجنبية لم يكن عملاً يستهان به .. فوقفت طويلاً أمام هذه المسألة .. فلا يمكن لدولة أن تكون آمنة إذا تمكنت الدول الكبري أن تجند لخدمة أهدافها أشخاصاً في درجة وزير أعظم ، وعلي هذا قررت إنشاء جهاز مخابرات يرتبط بشخصي مباشرة .. وكان ضروررياً أن أعرف أن بجوار هؤلاء لا بد أن يوجد إشخاصٌ مفترون .. لكني لم أصدق ولم أخذ أي شئ يأتي من هذا الجهاز دون تحقيق دقيق ..
ويفسر بعض المؤرخين إنتشار هذه الظاهرة السرطانية . بالهزائم العسكرية التي إقترنت بالسنتين الأولتين من حكم السلطان . وأن عبدالحميد رأي بعينه عمه السلطان عبدالعزيز وهو يخلع ثم يقتل .. ووقعت محاولة لخلعه قبل مضي عامين علي حكمه ..
ويظل النظام البوليسي محاولة يائسة لمنع الإنهيار والأخذ بشكل القوة دون حقيقتها ..
ولننظر ماذا كانت نتيجة النظام البوليسي .. .؟ قامت الرقابة علي المطبوعات ومنعت وصول الحقائق والأفكار للمواطن . حتي حجبت المعلومات عن المنوط بهم إتخاذ القرارات السياسية .. فتخبطت الدولة في الظلام ..
ويروي المويلحي ، كيف تجمع الكتب وتحرق مثل كتاب في الفقه تضمن شروط الإمامة ، وتلق الصحف تعليمات بعدم ذكر جمهورية أمريكا وإستبدالها بمجتمع أمريكا .. ولم تكن صحيفة تستطيع أن تكتب ولي عهد روسيا خشية أن يحدث لفظ ولي العهد إنقلاباً في السلطة ..








الإغـــــــــــــوات والحــــــــــــريم :-
وهناك نتيجة واحدة للحكم البوليسي وهو ظهور بطانة السوء وإبتعاد الأكفاء من العناصر القديرة .. فالحكومة إذا غلب عليها الجبن وأحاط بها الخوف وتولي الأدنياء أمورها وساس الأغبياء جمهورها وإنتشر في جسمها ميكروب التجسس فبشر حكامها بالخراب القريب والدمار الوشيك ...
ورأي السلطان أن الكون لا يستتب وأن النظام لايحفظ ، وأنه لا يأمن علي ملكه ونفسه إلا إذا قبض بيده القوية علي زمام كل الأمور كبيرها وصغيرها .. وطاف حول العرش زمرة مختلفة الأجناس والأنواع من نزاع الأفاق .. رأوا أن أغراضهم لا تنال ومراكزهم لا تحفظ وراحتهم لا تدوم إلا بمضاعفة مخاوف السلطان ، فتشتت أهل الفضائل الذين كانت الدولة تنتفع بهم في حل مشاكلها .. ولم يبقي منهم إلا من تغابي أو تجاهل أو أفرط في إظهار الجبن حفظاً لوظيفته أو طمعاً في وظيفة .. وأصبح التعيين في وظائف الدولة هو مجرد مزاح سلطاني .. حتي لقد عزل والي الحجاز عبدالحميد باشا عثمان لأن أهل الحجاز أحبوه ...
وأصبح الصدر الأعظم لا يعلم بتوظيف زيد وعزل عمرو إلا بعد وقوعه .. وصار الباب العالي ديواناً للقيد والتسجيل وإنحصرت أمور الدولة في رجال المابين (( الحاشية وهي تعبير يعني الحجرة التي لها بابان ، باب إلي جهة الحريم ، وباب إلي جهة الخدم )) فإختلطت الوظائف وتقلدها غير أربابها . وأصبح الشيخ سفيراً . وطباخ الشاي والياً .. ولاعب التياترو مبعوثاً .. حتي أمست الوظائف كخرزات مختلفة الألوان وضعها واضع في جعبة ثم جلجلها ما إستطاع وفتحها فإنكب عليها شبان القصر يفرقون ماوقع في أيديهم علي أصحابهم .. وكانت نتيجة هذا ما تراه من حال الدولة في نصفها الثاني بعد ضياع النصف الأول ..
ووصل أمر السقوط إلي الوزارة في اليوم الثاني من تشكليها لوشاية أو دسيسة ، دخل أبو الهدي علي السلطان في اليوم الثاني من صدارة أحمد وفيق باشا مضطرباً ، ويقول : يا افندينا إن عثمان بك مع الصدر وبعض الوكلاء يكتبون ورقة في السر بخلع جلالتـــك بناء علي فتوي من عرياني ذاده شيخ الإسلام ، فأمر السلطان بإحضار عثمان بك تحت حراب البنادق ، وأمر بتفتيشه لإخراج الورقة ، ففتشوه ولم يجدوا معه شيئاً ، ورغم هذا عزلت الوزارة يعد يوم وليلة من تأليفها ..

..








من رجلي إلي يدي :-
وأخذ المويحلي يروي الحكايات في عبارات نافذة عن سيطرة بطانة السوء ، فمثلاً ارادت الدولة أن تبعث زكي باشا قائداً علي عساكرها في طرابلس الغرب ، فوقف بين يدي الآغا وقال : مولاي إن الدولة عينت عبدكم قائداً علي عساكرها في طرابلس الغرب ولي أمنية هي تقبيل يدكم الشريفة ..
قال الآغا : متي وصل قدركم أن يتعدي رجلي إلي يدي !!!!
وإنقلب الهرم في الدولة العثمانية وأصبح أسافلها في أعلي الهرم الإجتماعي ، وأصبح عدد المشيرين حول السلطان ستون مشيراً ، ويعلن المويلحي قائلاً ليس في الدولة البريطانية سوي ستة مشيرين ، والدولة الفرنسية عندها أربعة وبعد حربها مع ألمانيا لم يخلفهم احد بعد وفاتهم .
وفي الدولة البوليسية يتواري القضاء وتهتز مكانته ، فكان علي الآباء أن يدعو الله لأبنائهم ألا يحكم عليهم بدعوي ، فالدعوي قصامة الظهور لإبطاء الحكم وإهمال الفصل فيها أو لمصيبة الحفظ لأوراقها ، وربما ورث الإبن دعوي أبيه أو جده ..
مر عبدالله باشا فكري في أحد أسواق الآستانة فوجد رجلاً يبيع المناديل ، فوقف يشتري منه وخلال حديثه تبين طيب اصله فسأله عن بلده . فقال : من بغداد ، كنت من علية قومي فرماني القضاء والقدر في البلد لدعوي بيني وبين جماعة من اهل بغداد ، فجئت إلي دار الخلافة لأنال عدل الحكومة فبقيت ثلاثاً وعشرين سنة ، ودعواي واقفة لا يحكم لخصومي فأستريح باليأس ، ولا يحكم لي فأحصل علي حقوقي ، وبعت جميع ما أملك ، وإنتهي بي الحال إلي ما تري !!!








الرشــــــــوة والبذخ :-
وبدلاً من أن تنفق الدولة التي في طريقها للإنهيار أموالها علي حل مشاكلها والخروج من مأزقها ، تعيش حالة من البذخ المدمر وتنتشر فيها الرشوة والفساد ، ولقد فاقت السلطنة العثمانية وهي في ذروة ضعفها جميع الدول الأوربية في الأبهة والفخار بأعظم مقتنيات الزينة ، ويصف المويلحي موكب السلطان بأنه ليس مثثل قيصر في موكب إنتصاره ولا الإسكندر في يوم إفتخاره ، ففي يوم الجمعة ترد عشرة الآف من العساكر إلي ساحة المسجد أمام باب السراي ، وتصطف صفوف مضاعفة بعضها وراء بعض ، وتتسابق مركبات المشيرين والوزراء والمشـــــــــايخ والأجانب من السفراء في قاعة الجيب الهمايوني المطلة علي تلك الساحة .. أما المراقبة والمحافظة علي المسجد ، فتري علي كل نافذة من نوافذ المسجد محافظين غليظين يمنعان كل قاصد للنظر ، وعلي سطح المسجد عشرات من العيون الأرصاد ولا يدخل المسجد مصلٍ إلا فتشه المراقبون تفتيش اللص سرق فص خاتم ، فإذا دخل المسجد دخل وعن يمينه جاسوس وعن شماله آخر ومن خلفه إثنان ..
وفي شهر رمضان يفطر السلطان في سراي كابي ، ويأتي الخدم من سراي يلديز بالآواني الذهبية المرصعة والموائد الفضية وما يتبعها من أنواع الزخارف والزينة التي لا توجد عند جميع ملوك الأرض . لإفطار جلالته ، وأفطر مرة إلي جانب المخلفات النبوية التي بقيت ثلاثة عشر قرناً ، وماهي بذهب ولا بحجر كريم ، إنما هي صوف خشن من لباس خاتم المرسلين ..
ويحكي عن الفساد الذي ضرب أطنابه في الدولة ويقول : (( يأتي المعزولون من المأمورين إلي دار السلطنة ، فيدخلون وعبابهم مملوءة بالمال ورءوسهم بالأحلام يطوفون علي بيوت الكبراء والوزراء والكتاب والحجاب ، ويقدمون الهدايا والتحف للناظر والوكيل والكاتب والحاجب والنديم ، وعندما يعودون إلي وظائفهم لا تري الرعية منهم إلا نموراً تمزق الأعضاء وأسوداً تفرق الأشلاء وأفاعي ناهشات وعقارب قاتلات ، وعرفوا أن لا عقاب علي الرشوة ولا مواخذة في إستعمال القسوة .. ولا جناح علي الكاذب ولا عيب علي الخائن ، ولا صحة علي منافق








رابسوتين العثماني :-
وشاع في اعلي درجات المجتمع والإدارة العثمانية الخرافة بدلاً من العلم وتفسير الأحلام والتنجيم ، ولعل قصة ابوالهدي الصيادي خير دليل علي نوعية الشيوخ الذين أحاطوا السلطان ، ويروي هذه القصة إبراهيم المويلحي ويكملها الدكتور عبدالعزيز الشناوي في كتابه القيم عن الدولة العثمانية .
قدم الشيخ ابوالهدي الصيادي إلي الآستانة من حلب في آخر حكم السلطان عبدالزيز في زي أهل الطريق ، وأخذ ينشد الذكر ويضرب علي الدف في إحدي التكايا الرفاعية ، وعاد وهو يحمل لقب نقيب الأشراف في حلب ، ورجع إلي الآستانة بعد تولي السلطان عبدالحميد بشهرين ، ورأي السلطان عبدالحميد رؤيا ففسرها له الشيخ ابوالهدي تفسيراً راق له .. ويعد أيام أبلغ الشيخ رجال المابين أن النبي صلي قد جاءه في الرؤيا وأبلغه رسالة إلي السلطان عليه أن يبلغها من غير واسطة ، وقيل له إن السلطان لا يعرف العربية وأنت لا تعرف التركية ولا بد من وسيط ، وعاد الشيخ في اليوم التالي وقال : لقد علمني النبي اللغة التركية !!! فبحثوا إن كان الشيخ يعرف اللغة التركية ، وتأكد عدم معرفته بها من قبل ، فدخل علي السلطان ، ونال الحظوة لديه لم ينلها أحد قبله ..
وهو بحق راسبوتين الدولة العثمانية ، فإذا كان راسبوتين أحد أسباب سقوط القيصرية في روسيا فابوالهدي أحد أسباب سقوط الدولة العثمانية بنفس الوسائل والأساليب .. فقد كان آفاقاً دفعته المقادير إلي السلطان . ماهراً ذكياً قادراً علي التغلغل في أعماق النفس البشرية ومعرفة مواطن الضعف والقوة في كل منهم ، إستحوذ علي السلطان ولا يطيق أن ينافسه أحد ، وإنتزع نقابة الأشراف في حلب من اسرة عبدالرحمن الكواكبي ، ولم يقف نفوذه عند الأمور الدينية والتكايا بل إمتد إلي الأمور السياسية والقصور وحمل العديد من الألقاب فهو مستشار السلطان وحامي العثمانيين وسيد العرب وشيخ الشيوخ ، ويقف خلف كل القرارات التي أدت إلي سقوط السلطان وإنهيار الدولة ..
تعرض لسائسه جمال الدين الأفغاني ، وعبداله النديم فبعد أن عفي عبدالحميد عن عبدالله النديم وسمح له بالسفر إلي إستانبول وعينه مفتشاً للمطبوعات بالباب العالي ، إستقبله الصيادي بالعداء ، ونازله النديم بلسانه اللاذع وفضح دسائسه وشغفه بوضع تقارير ملفقة للسلطان ، ووضع كتاباً إسمه (( المسامير )) أطلق فيه علي أبي الهدي أبا الضلال ، وصور الشيطان في كتابه مكتئباً حزيناً لأنه وجد منافساً له من بني الإنسان هو الصيادي ، ورد الصيادي بإستعداء السلطان ومحاولة مصادرة الكتاب ، ولكن النديم إستطاع أن يصدره في مصر ، ورد عليه الصيادي بكتاب أسماه (( صوت الهزار ونعيق العذار )) قال فيه عن مصر (( إنها دار الفاسدين ، ودار الفجور ، وموضع فن غير مستور ، ومقر فضائح تضيق لها الصدور .... )) !!!
وعرف عن (( أبوالهدي )) عداءه لكل إصلاح وخصومته لكل رجل حر ، ويكفي أنه أفتي للسلطان أن إهلاك الثلث في إصلاح ثلثي الرعية جائز ...









اليـــــــأس ... اليـــــــــــأس :-
ومن الطبيعي أن تصيب الناس أمام تلك الهزائم ونتيجة هذه الأوضاع جرثومة اليأس التي تفضي إلي موت الأمم والأفراد ، وينقل المويلحي عن أسعد باشا سفير الدولة العثمانية في باريس قوله لأحد الذين يعملون من أجل نصح الدولة وإيقاظها بكتاباته وخطبه (( أيها السيد الفاضل أن الله أراد موت هذه الدولة فكيف تقدر علي إحيائها ... ؟؟؟ ))) .
بقيت كلمة أخيرة تتناول الشاهد وشهادته ، لقد كان إبراهيم المويلحي من أهم كتاب النثر الأدبي في نهاية القرن التاسع عشر ، وعاش مرحلة كثرت فيها الحوادث والخطوب ، وشهد التدخل الأجنبي من خلال صندوق الدين ، وخلع الخديو إسماعيل وقيام الثورة العرابية وأخيراً الإحتلال الإنجليزي لمصر ..
وكان قريباً من هذه الأحداث ، وعمل سكرتيراً للخديو إسماعيل خلال وجوده في نابولي ، يحرر رسائله ويعلم أولاده ..
ومن العسير أن تجد أحد الكتاب في المسائل السياسية في هذه الحقبة ، يثبت علي موقف واحد ، فنلاحظ إنتقال المويلحي بين المعارضة والتأييد للسلطان عبدالحميد ، ولعله كان متأثراً لبعض الوقت بالفرمان السلطاني بخلع الخديو بأمر الدول الكبري ، فهاجم السلطان ودولته في الصحف التي أصدرها في أوربا مثل صحيفة الخلافة 1879 . وصحيفة الإتحاد ثم عاد وأصدر جريدة (( عين زبيدة )) . يدافع فيها عن السلطان والدولة العثمانية ، ويهاجم الإنجليز ، ثم إنضم إلي جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده في تحرير العروة الوثقي في باريس ..
ووصل إستانبول عام 1885 وعينه السلطان في (( إنجمن المعارف )) وبقي بها عشر سنوات ، ثم عاد إلي مصر وأصدر صحيفة (( مصباح الشرق )) عام 1898 يدافع خلالها عن الدولة العثماينة ..
وأخيراً نشر هذه السلسلة من المقالات عن الدولة العثمانية في صحيفة المقطم الموالية للإنجليز ، فهل كانت المقطم مجرد منبراً يعبر فيه عن أرائه ؟؟؟ أم كانت هذه الكتابات جزءاً من حملة منظمة علي الدولة العثمانية في مصر ؟؟؟ ..
والأرجح انه كان مدافعاً صادقاً عن الدولة العثمانية ، مثل كل أبناء جيله ، فكانت بالنسبة إليهم رمز وحدة الشرق وحاميته ، تعلق بالأحلام طويلاً بأن تخرج من مأزقها وأن تصحح أخطاءها ، وأن تتمكن من الإنتصار علي اعدائها وخذلته وأحبطته ..
وكان هذا الكتــــــــــــاب

 





  رد مع اقتباس
قديم 07-08-2010, 05:04 AM رقم المشاركة : 2 (permalink)
غموض
عضو مميز
 
الصورة الرمزية غموض





غموض غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

الدولة العثمانية تعد إحدى الدول الإسلامية الكبرى التي تركت بصماتها الواضحةفي تاريخ العالم بصفة عامة والإسلام بصفة خاصة..
ويبلغ عدد سلاطينها43سلطانا,ومن بينهم السلطان عبدالحميد الثاني الذي تعرض لحملة شديدة من الدعاية اليهودية التي شوهت صورته وسمعته,واطلقت عليه ظلما لقب "السلطان الأحمر"ولفقت عنه قصصا كاذبة عن عمليات إغتيال مزعومة أمر بها ضد رجال المعارضة.وكان الهدف من هذه المعارضة التخلص من السلطان حيث رفض توطين اليهود في فلسطين.

 





التوقيع :
يارَبْ عَلمّنْي أنْ أحبّ النَاسْ كَما أحبّ نَفسْي
وَعَلّمني أنْ أحَاسِبْ نَفسْي كَما أحَاسِبْ النَاسْ
وَعَلّمنْي أنْ التسَامح هَو أكْبَر مَراتب القوّة
وَأنّ حبّ الانتقام هَو أولْ مَظاهِر الضعْفَ
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الأعضاء الذين قرأو الموضوع :- 9
ملاذ الطير, الشريف العذبي, الوافي, القلعة, ابوراكان, حسونة, غموض, volunteer, وكيل المويلح

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:11 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
 
:+:مجموعة ترايدنت للتصميم والتطوير والاستضافه:+:

:+:جميع الحقوق محفوظه لمنتدى المويلح :+: