[align=right]بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الانبياء والمرسلين.. سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظه الله، أصحاب السمو الملكي الأمراء أصحاب الفضيلة والمعالي أيها الحفل الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. تحية إكبار واعتزاز وإجلال.. تحية من تبوك الأرض والانسان، تحية يا سيدي من تبوك العطاء والعراقة والتاريخ فها هنا في تبوك وقبل أكثر من ألف وأربعمائة عام في السنة التاسعة من الهجرة تشرفت هذه المنطقة بقدوم سيد البشر نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في غزوة تبوك، يومها كانت تبوك ارضاً جرداء فجاءت البشرى على لسانه صلى الله عليه وسلم لصاحبه معاذ بن جبل حين قال يوشك يامعاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جناناً. وما إن قيض لهذه البلاد موحدها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله الذي جمع شتاتها وهيأها لتحقيق المستحيل حتى بدأت ملامح بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأفق، وها نحن اليوم نشكر الله على نعمه وأولها نعمة الإيمان ونعمة العدل ونعمة المحبة التي جمعتك سيدي برعيتك بمثل ما جمعت قادة هذه البلاد الذين شرفوا تبوك بزياراتهم. ففي عام 1373هـ كان الملك سعود رحمه الله يتفقد أحوال المنطقة ويلتقي بأهلها وعم خيره عليها ثم الملك فيصل التي شهدت زيارته عام 1393هـ انطلاقة المدينة العسكرية كصرح وطني عملاق ثم زيارة الملك خالد رحمه الله 1400هـ التي حظيت خلالها المنطقة بمزيد من المشروعات المهمة إلى ان كانت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله 1408هـ، تلك الزيارة التي شكلت منعطفاً تاريخياً أهلت المنطقة لمواكبة النقلة الحضارية وأسست لمرحلة تنموية شاملة كانت لكم سيدي رعاكم الله البصمات الواضحة فيها من خلال دعمكم وتوجيهكم ومتابعتكم لها في جميع مراحلها من خلال دوركم المشهود في تلك المسيرة المباركة، كما كان لزيارة سيدي ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز السنوية التفقدية أثرها الملموس في نمو وازدهار المنطقة. ولتبوك مع سموه صلة مميزة مليئة بالذكريات فلا زال الجميع يتذكر ما جرى عام 1383هـ في مأدبة الغداء التي أقيمت على شرفه حفظه الله في ذلك اليوم العاصف، عندما أخذ سموه في إزاحة الغبار عن الطعام وتناوله وكأنه بذلك يزيح الغبار عن كل جزء من تبوك لتنهض وتبدأ انطلاقتها نحو النمو والتطور. وها هي زيارتكم سيدي تعيد صدى التاريخ وتتوج كل ذلك بانطلاقة مباركة واعدة تجدد العطاء وترسم مستقبلاً جديداً وبعداً استراتيجياً يحاكي المعطيات الحضارية في هذا العصر وتحمل الخير الذي أجراه الله على يمينك. يمينك يا سيدي التي تعهدت الحرمين الشريفين بالرعاية والعناية كما تعهدت العلم والعلماء وطلاب العلم. يمينك التي نعرفها سيدي مبسوطة للخير مساندة للضعفاء حانية على أبنائك وبناتك المواطنين والمواطنات يمين الخير التي عرفت المملكة العربية السعودية معها أعلى دخل شهدته في تاريخها يمينك التي دشنت مشاريع النماء في كل مناطق المملكة يمينك التي صافحت الفقراء في بيوتهم وبنت مساكن لهم وأغنتهم عن الحاجة يمينك التي بذلت العفو والصفح حتى المسيئين إلى أنفسهم ووقفت بقوة وحزم ضد من يريد السوء بديننا وأمتنا ووطننا ومكتسباتنا فحاربت الإرهاب ووقفت سداً منيعاً في وجه كل من ينوي بوطننا شراً. يمينك التي يستمد منها بعد الله رجالكم رجال الأمن الأشاوس وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية العون والدعم. يمينك التي امتدت إلى العرب والمسلمين بالخير في كل مكان فجمعتهم في أطهر البقاع لتحقن دماء اخواننا الفلسطينيين وتواصلت هذه الجهود لتحقق المصالحة السودانية التشادية إلى جانب قيادتكم الحكيمة لمؤتمر القمة العربية وما اسفرت عنه من نتائج ايجابية في تقريب وجهات النظر وحل القضايا ومنها قضية دارفور. يمينك التي ساهمت في صنع السلام العادل والتسامح والوفاق في العام كله دون تمييز. فهذه يمينك سيدي التي امتدت إلى الجميع فشملت أبناءكم في تبوك الذين نالتهم سحائب خيركم وكريم رعايتكم فأصروا أن يأتوك على قلب رجل واحد متجاوزين حدود الانتماء إلى المكان أو القبيلة التي هي محل فخرنا جميعا أن يفدوا إليك كتلة وفاء واحدة وجسداً سعودياً واحداً تحت راية التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله حاملين انقى معاني الوفاء والولاء أن يأتوك جميعاً متكاتفين يداً بيدا مجسدين أصالة إنسان هذا الوطن أن يقفوا بين يديك ليعبروا عن عظيم بهجتهم وينثروا سرورهم عطراً على هذا الجزء من أرض بلادنا الطاهرة التي كانوا هم دائماً الأساس في بناء حضارتها وسيظلون بعون الله السند والرجال الذين يشد بهم الأزر للذود عنها واستمرار نموها وازدهارها. هؤلاء هم اهالي تبوك الذين كانوا دائماً الدعم الحقيقي لكل من شرف بتولي إمارة المنطقة من أصحاب السمو الملكي الامراء واصحاب المعالي والسعادة وكل المسؤولين والعاملين في الاجهزة المختلفة الذين من حقهم علينا أيضاً أن نشيد بهم ونشكر جهودهم في هذا المقام.
وبالتأكيد يأتي في المقدمة الفقيد الغالي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله العم والصديق الذي فقدنا بوفاته رجلاً خدم دينه ومليكه ووطنه في عدة مواقع بدءا بهذه المنطقة التي كان مصاب أهلها فيه كبيراً فهو من بادلهم الحب والوفاء فكان الأب لصغيرهم والأخ لكبيرهم ولكن عزاءنا أنه نال شرف خدمة أطهر بقاع الأرض مكة والمدينة سائلين المولى عز وجل أن يتغمده الله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. ثم المصاب برحيل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز الذي فقدنا برحيله رجل من رجالات البلاد البارزين الذين خدموا وطنهم في مجالات شتى ومن أعلام الفكر والأدب ورائدا من رواد الرياضة فله من صادق الدعاء لله تعالى بالرحمة والرضا والغفران. سيدي تعجز الكلمات مهما كانت بلاغتها ان تحصي عطاءكم أو تجازي إحسانكم ولكن حسبنا قول الله تعالى في كتابه الحكيم {فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ}، فسلمت وسلمت يمينك سيدي ولك منا كما من كل أبنائك السعوديين الحب والولاء والدعاء ان يبقيك الله وولي عهدك الامين ذخراً لوطننا الذي نفاخر به الاوطان وامتنا التي هي خير أمة اخرجت للناس عشت ياسيدي وعاشت المملكة العربية السعوية.. [/align]
كلمة الأمير فهد بن سلطان 
العرض المتطور
