يعنون الكاتب مقاله بــ ((لا داعي لهذه الساعة فلا إحساس بالزمن!))
اقترحت منذ وقت طويل ان ننزع عقرب الثواني من ساعاتنا لأننا لسنا دقيقين الى هذه
الدرجة..واقترحت بعد ذلك ان ننزع عقرب الدقائق أيضا..فنحن لا نعرف الا الساعات..
بل إننا لا نعرف الساعة الواحدة.. "إقتراح منطقي جداً"
وفى حياتنا العادية نقول مثلا: سوف انتظرك ساعتين أو ثلاثا..ونقول: أرجوك ان تمر علي في
السابعة أو في الثامنة فسوف تجدني في الساعة التاسعة وسوف انتظرك حتى العاشرة والربع..
والذي يفكر في مثل هذه العبارات وغيرها يجد ان الزمن لا معنى له عندنا..كأننا لا نشعر
به..فنحن أحفاد هؤلاء الفراعنة الذين لا يحسبون أعمار آثارهم بالسنين ولكن بعشرات
القرون.. "نالنا من الحب جانب"
وقد حدث ان اتفق ثلاثة من الأصدقاء على أن نلتقي.. واخترنا الساعة الواحدة..
أحدنا يمر على صديق في مكتبه..ثم يأتي الى حيث نجلس في نصف ساعة على الأقل..
وفى الساعة الواحدة لم يحضر أحد..وظللنا جالسين حتى الثانية..ثم نهضنا..والتقينا في
اليوم التالي..ودار الحديث كالعادة وانصرفنا.. والذي أدهشني أن أحدا منا لم يسأل الصديق
لماذا لم يحضر في موعده ولا هو اعتذر..ولا نحن سألناه..
" الحقيقة هذا يدل على إن حالتكم "مستعصية" ولازم تشوفون حل جذري"
ومعنى ذلك أننا اتفقنا على موعد..ونحن غير جادين في الاتفاق..وغير مقتنعين بحرصه على
الموعد..أو حرصنا على الموعد..ومن الغريب اننا كل يوم نتفق..وكل يوم لا أحد يجيء في
موعده..ويبدو أن ضرورة الاتفاق على شيء ما مجرد عادة..
عدم احترام هذا الاتفاق عادة أيضا..وعدم مناقشة احترام الاتفاق عادة ثالثة..فلماذا يحمل الناس
ساعات في أيديهم؟ انها شيء للزينة..أو انها مبرر لأن نسخر من أي انسان يفي بوعده فيجيء
في موعده!! ولذلك أعود فأقترح نزع عقرب الساعات أيضا..أما الساعة نفسها فأقترح ان تبقى
في مكانها لأننا اعتدنا ان نراها هناك!
"حل مناسب جداً! وتكون المواعيد بواسطة الظل نهاراً والنجوم ليلاً "
مقال للكاتب .. أنيس منصور
[align=right]ماكتب بالأحمر من تعليقي[/align]