من أجمل ماقرأت للشاعرةالدكتورة سعاد الصباح "كن صديقي " تلميذة نجيبة للشاعرالكبير نزارقباني
كن صديقي
كم جميلا لو بقينا أصدقاء
إن كل امرأة تحتاج أحيانا إلى
صديق
و كلام طيب تسمعه
و إلى خيمة دفء صنعت من كلمات
لا إلى عاصفة من قبلات
فلماذا يا صديقي ؟
لست تهتم بأشيائي الصغيرة
و لماذا .. لست تهتم بما يرضي
النساء ؟
*
*
كن صديقي
كن صديقي
إني احتاج أحيانا لأن أمشي على
العشب معك
و أنا احتاج أحيانا لأن أقرأ ديوانا من
شعر معك
و أنا كامرأة يسعدني أن اسمعك
فلماذا أيها الشرقي- تهتم بشكلي؟
و لماذا تبصر الكحل بعيني
و لا تبصر عقلي؟
إني احتاج كالأرض إلى ماء الحوار
فلماذا لا ترى في معصمي إلا السوار ؟
و لماذا فيك شيء من بقايا شهريار
*
*
كن صديقي
كن صديقي
ليس في الأمر انتقاص للرجولة
غير أن الرجل الشرقي لا يرضى بدور
غير أدوار البطولة
فلماذا تخلط الأشياء و ما أنت
العشيق
إن كل أمراة في الأرض تحتاج إلى
صوت ذكي
و عميق
و إلى النوم على صدر بيانو أو كتاب
فلماذا تهمل البعد الثقافي
و تعني بتفاصيل الثياب
*
*
كن صديقي
كن صديقي
انا لا أطلب أن تعشقني العشق الكبير
لا و لا أطلب أن تبتاع لي يختا
و تهديني قصورا
لا و لا أطلب تمطرني عطرا فرنسيا
و تعطيني مفاتيح القمر
هذه الأشياء لا تسعدني
فاهتماماتي صغيرة
و هواياتي صغيرة
و طموحاتي هو أن أمشي ساعات
و ساعات معك
تحت موسيقى المطر
و طموحي هو أن أسمع في الهاتف
صوتك
عندما يسكنني الحزن
و يضنيني الضجر
*
*
كن صديقي
كن صديقي
فأنا محتاجة جدا لميناء سلام
و أنا متعبة من قصص العشق
و الغرام
و أنا متعبة من ذلك العصر الذي
يعتبر المرأة تمثال رخام
فتكلم حين تلقاني
لماذا الرجل الشرقي ينسى
حين يلقى امرأة نصف الكلام؟
و لماذا لا يرى فيها سوى قطعة حلوى
و زغاليل حمام
و لماذا يقطف التفاح من أشجارها
ثم ينام….
ملل من الوحدة القاتلة وعرض مغري بالصداقة للخلاص ولكن بشرط عدم تجاوز حدود العقل الى الجسد .
وفي النهاية تفقد الأمل وكأنها تقول لاتكن صديقي أيها الرجل الشرقي الذكوري الثقافة