عرض مشاركة واحدة
قديم 07-05-2006, 03:15 PM رقم المشاركة : 1 (permalink)
وكيل المويلح
ـــــــــــ
 
الصورة الرمزية وكيل المويلح






وكيل المويلح غير متواجد حاليآ بالمنتدى

29 4 15[1] قلعة "الوجه" الزريب

قلعة الوجـــه
يذكر كبريت'1' حول سبب تسمية هذا المنزل من منازل الحاج المصري بأسم " الوجه" (لأن به تكون مواجهة الركب وكانت أولاً بالأزلم ) ، وكانت العامة تطلق على هذا المنزل أسم "الوش" بالشين وهي لغة بعض أهل مصر الدارجة.'2'
ومدينة "الوجه" الحالية التي تشرف على البحر الأحمر ، مدينة حديثة بالنسبة لمحطة "الوجه" التي كان ينزل بها ركب الحاج المصري ، وهذا المنزل يقع على بعد ثمانية كيلومترات الى الشرق من مدينة "الوجه "الحالية ، وتعرف المحطة القديمة الآن بـ"الزريب"'3' لوقوعها في وادي " الزريب" الذي يصب في البحر الأحمر . ومن هنا يتضح أن المدينة الحديثة التي نشأت على ساحل البحر الأحمر أكتسبت أسم "الوجه"، كما يتضح أن طريق الحاج المصري كان يمر بوادي "الزريب" الى الشرق من المدين الحالية ,
وتقع قلعة " الوجه" في وادي " الزريب" ، لذا يطلق عليها أهالي "الوجه" أسم قلعة "الزريب"، ولكن اللوحة الحجرية المثبتة فوق القلعة ورد عليها، أسم قلعة الوجه ، كما أن رحلات الحج أجمعت على أن قلعة "الوجه" تقع في وادي كبير به آبار.
ومن معاينة الوادي يظهر أنه واد فسيح به عدة تلال متناثرة وبنيت القلعة تحت سفح جبل ، وخارج القلعة عدة آبار بنيت بالحجر المنحوت وفي الوادي أشجار الأثل والدوم ، كما سبق ذكره.
وهذا الوادي أختير منزلا لأستراحة الحاج المصري لتوفر الماء به ولكثرة أشجاره ، ولكن رحلات الحج تصف سنوات الجفاف التي كان الحاج المصري يعاني منها أشد العناء ، كما تصف أيضا سنوات الخصب وتوفر المياه ، وقد تبارى الشعراء في وصف منزل "الوجه" في الحالتين : فقد أنشد الحافظ بن حجر العسقلاني عند مروره بمنزل "الوجه" وكان شحيح الماء:

[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أتينا الى الوجه المرجّى نواله = فشحّ ولم بطيب نداه
وأسفرعن وجه ومافيه من حيا= فقلت دعوه ما أقل حياه[/poem]
ولما عاد اليه ووجد المطر قد نزل ، وصفا الماء وأخضر الوادي قال :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أرانا جميل الوجه معتذرا لنا=فأوليته شكرا ومازلت مثنيا
وأطرقت نحو الأرض رأسيي خجلة=وما أسطعت رفع الرأس من كثرة الحيا.[/poem]
تاريخ بناء قلعة الوجه:
أن القلعة القائمة حاليا في وادي" الزريب" المعروفة بأسم قلعة "الوجه" ثبت فوق بوابتها لوحة حجرية حفرعليها خمس أبيات من الشعر.
وتضمنت تلك اللوحة أسم القلعة في مطلع البيت الخامس منها(قلعة الوجه) ، كما تضمن البيت الثاني منها تاريخاً كتب بحساب الجمّل كالأتي :
عمر القلعة في الوجه وأبها
310+236+90+45+15
والحج نفع صفا
48+200+171= 1115 هـ"4"
وهذا التاريخ كان يظن أنه تاريخ أنشاء القلعة ، ولكن أتضح بالدراسة أن هناك نصوصا تاريخية تثبت وجود قلعة في محطة "الوجه" قبل هذا التاريخ 1115هـ (1703م ) ، منها ماسجله كبريت في رحلته للحج سنة 1309هـ (1629م) بقوله ( والوجه هذا شعب فيه قلعة لطيفة فيها بئر) .
كما يذكر العياشي"5" سنة 1074 هـ ( 1663م) ، أن في "الوجه" (حصن حصين، في جوف واد كبير........وداخل البندر بئر تسقى بالبقر وتصب في ثلاث برك خارج البندر لصق حائطه) ويسجل النابلسي"6" في رحلته للحج سنة 1105 هـ (1693م) مانصه ( وصلنا قبل الظهر بساعتين الى قلعة الوجه...وهي قلعة عامرة بين جبال بها أربعة آبراج وفيها منارة .....ولها بركة كبيرة تمتلئ أيام الحاج) ، ولا شك فى أن النصوص السابقة تعني قلعة "الوجه" القائمة حاليا في وادي" الزريب" موضوع الدراسة كما تفيد النصوص السابقة بأن قلعة "الوجه" أنشئت قبل 1039هـ (1629م) ، أما النص المثبت عليها حاليا ماهو إلا نص ترميم كبير حدث للقلعة سنة 1115هـ ( 1703م) ،حيث عبر عن النص تعبيرا دقيقا في مطلع البيت الثاني منه بعبارة (عمر القلعة) أي أجريت على القلعة عمارة كانت من الأهمية والضخامة بحيث استدعت وضع نص يخلد تلك المناسبة سنة 1115هـ أما عن تحديد التاريخ الذي أنشئت فيه قلعة" الوجه"، فلم تحدد المصادر التاريخية – التي أطعلت عليها- السنة التي أنشئت فيها القلعة والأرجح أنها أنشأت سنة 968هـ (1659م) للأسباب الأتية :
الأول: يذكر الجزيري أن (بالوجه محرس) ، لكنه لم يحدد السنة التي أنشئ فيها المحرس.الثاني : أن هذا التاريخ 968 هـ ، يقع في الفترة التي كان يتردد فيها الجزيري على طريق الحاج المصري بدون انقطاع من سنة 968هـ -976هـ (1519م – 1568م )، ومسجل فيها ملاحظاته عن الطريق .
الثالث: أنه في هذه السنة 968 هـ (1659م) ، كانت للسلطان العثماني "سليمان القانوني " عدة أعمال معمارية حربية ، أهمها انشاء قلعة "العريش""7" وأنشاء قلعة "المويلح" ، ولا يستبعد أن يكون أمر بأنشاء قلعة في "الوجه" تكون مركزا لخدمة الحاج المصري بعد خراب قلعة"الأزنم" من جهه ، ولحماية الساحل الشرقي للبحرالأحمر نظرا لأزدياد نشاط البرتغاليين فيه من جهة أخرى.
هذا وتذكر أحدى الوثائق"8" المؤرخة سنة 1275 هـ ( 1858م) مانصه ( أجراء مقايسة قلعة الوجه وتعيين مبلغ وقدرة 136227قرش) ، وبالرجوع الى وثائق نظارة المالية بدار الوثائق القومية بالقاهرة في نفس التاريخ ،
أتضح أن محافظ "مصر" لم يوافق على أجراء الترميم بقلعة "الوجه" حتى سنة 1280هـ ( 1863م) ، حيث اصدر أمرا"9" الى نظارة المالية مؤرخا بالسابع من جماد الأول عام 1280هـ ( 1868م) بـ( الموافقة على المقايسة واعتماد المبلغ المقرر سابقا).
وبهذا تكون قلعة "الوجه" قد اجرى عليها ترميمان .
الأول في عهد السلطان العثماني احمد الثالث 1115هـ والثاني سنة 1280هـ (1859م).
والجدير ذكره أن احدى الوثائق"10"المؤرخة سنة 1276هـ (1859م)، تتضمن ( الأمر ببناء برج على ساحل الوجه) ، وهذه الوثيقة تفسر عدة أمور :

الأول: أن تأخر اجراء الترميم بقلعة "الوجه" سنة 1275هـ ، كان بسبب الشروع في بناء برج"11" على ساحل ميناء "الوجه"، والذي صدر الأمر ببنائه سنة 1276هـ (1859م) كما سبق بيانه.
الثاني : أن الموافقة على ترميم قلعة "الوجه" – الصادر سنة 1280هـ كان بعد صدور الأمر ببناء برج "الوجه" الساحلي سنة 1276هـ (1859م) .
والواقع أن الأمر بترميم قلعة "الوجه" سنة 1280هـ صدر بعد أن هدمت معظم التقسيمات الداخلية لحجرات قلعة "الوجه" والتي استعملت أحجار جدرانها في بناء برج الساحل كما يؤكد ذلك بعض أهالي "الوجه""12" ، وهذا بدوره يفسر استخدام الحجر الدبش في بناء التقسيمات الداخلية لقلعة "الوجه" في الوقت الذي كان يبنى فيه برج "الوجه" الساحلي ، الذي يحتاج الى كمية كبيرة من الأحجار المنحته لبنائه .
أما عن تاريخ الأستغناء عن خدمات القلعة ، فأن الدفاتر الخاصة بقلعة "الوجهه"13" بدار الوثائق القومية بالقاهرة يفيد مضمونها على وجه العموم ، أن القلعة لم تفقد أهميتها بعد بناء برج ميناء ساحل "الوجه""12" سنة 1280هـ كما سبق بيانه ، حيث أوردت هذه الدفاتر بعض المخصصات من رواتب وخلافه لكل من قلعة "الوجه" وبرج الساحل حتى سنة 1303هـ (1885م).
ويذكر فلبي أنه زار هذه القلعة سنة 1337هـ (1918م) ألا أنه لم يذكر أن بها حامية أم لا ، ولكن الوثائق المؤرخة في كل من السنوات 1334و 1340 و1344 هـ ، تفيد بأنه كانت هناك مراسلات بين قائم مقام "الوجه" ومدير ثغر "المويلح" وقاضي القضاة بمكة المكرمة في عهد الأشراف.
وصف بناء قلعة الوجه:-
يعتمد وصف أجزاء القلعه ومشتملاتها، من حجرات وعناصر معمارية على الدراسة الميدانية ، بفحص جدران القلعة القائمة حاليا ، ومقارنة نوع الحجر وشكلة في كل ترميم ، اضافة لدراسة الوثائق الخاصة بالقلعة وبناء على ذلك يمكن الفصل بين الترميم الأول والذي تم في عهد اللسلطان العثماني أحمد الثالث سنة 1115هـ ،والترميم الثاني سنة 1280هـ ، وبالتالي معرفة الأجزاء الأصلية المتبقية في البناء الحالي ، والتي ترجع الى سنة 968هـ ( 1650م).
هذا وقد أسفرت الملاحظة الميدانية لمبنى قلعة الوجه وكذلك دراسة الوثائق الخاصة بها ، الى وضع مميزات للبناء الأصلي ، ومميزات الترميم السلطان احمد الثالث وكذلك ترميم سنة 1280هـ 01863م).
فالبناء الأصلي لقلعة "الوجه" تحدد معالمه من خلال شكل الحجر المستخدم في بناء مداميك الجدرا ، فالجر المستخدم أقدم أنواع الأحجار ، حيث تأكلت بعض أطرافه وسطحة الخارجي ،ولونه أصفر قاتم وقد أستدل على ذلك من قاعدة أسوار القلعة الأربعة ومئذنة القلعة.
أما الترميم الذي تم في عهد السلطان احمد الثالث ، فيتميز بأستخدام الحجر المنحوت الأحدث شكلا من شكل الحجر في البناء الأصلي فالنحت مازال سليما، ولونه أصفرفاتح يميزة الناظر لأول وهلة عند مشاهدة الأجزاء العلياء من الأسوار.
أما ترميم سنة 1280هـ(1863م) ، فيتميز بأستخدام الحجر الدبش في بناء الجدران الداخلية للقلعة ، بعد أن نزعت بعض الأحجار المنحوتة من مداميك أسوار القلعة الداخلية ، كذلك الجدران المكونة للتقسيمات الداخلية للقلعة ، وأستفيد منها في بناء برج"الوجه" الساحلي كما سبق بيانه.
فتخطيط قلعة "الوجه" بأخذ الشكل المائل للأستطالة ، حيث تتساوى كل ضلعين متقابلين في الطول من الخارج ، فطول كل من ضلعيها الشرقي والغربي (55،30م) وطول كل من الضلعين الشمالي والجنوبي (51،3ك) ، وفي أركان القلعة أربعة أبراج تلأخذ شكل ثلاثة أرباع الدائرة وتقع بوابة القلعة في الضلع الغربي ، وتميل قليلاً ناحية الشمال .
والجدار الخارجي لمدخل القلعة بعقديه الموتورين وحتى المداماك الأول فوق العقد الموتور الكبير ، يرجع بناءه الى سنة 968هـ ،ويظهر فوق مدخل القلعة من الخارج ، اربع بدنات مربعة ، بنيت بالحجر الدبش ترجع الى ترميم 1280هـ.
وتفضى بوابة المدخل ، الى دهليز مساحته (4،80م×6،30م )، رصفت ارضيتة بالحجر المنحوت ، وسقفه متهدم حاليا ، ويضظهر من الجدران أن هليز القلعة كان تسقيفه في البناء الأصلي قبو ضحل مازال بعضه باقيا ، ثم أزيل في ترميم سنة 1280هـ وبني على هيئة مسطحة.
وفي مواجهة الداخل لدهليز القلعة ، مسطبة مرتفعة عن مستوى أرضية الدهليز بمقدار (75سم) ، يصعد اليها بسلمين في طرفي المسطبه،كل منهما بثلاث درجات بنيت بالحجر المنحوت ،وللمسطبه نافذة تطل على فناء القلعة أتساعها (2م).
ويلتفت الداخل الى اليمين من دهليز القلعة للدخول الى الفناء وينفذ من بوابة عرضها(2،50م) ، وعقد بعقد موتور ، وبنيت بوابة الدخزل الثانية بحجر منحوت ، يرجع الى الترميم الذي تم في عهد السلطان احمد الثالث سنة 1115هـ ، أما بقية جدران المدخل فبنيت بحجر دبش ويشاهد الداخل الى فناء القلعة عدة مجموعات من الحجرات ليست منتظمة ، ترتكز معظمها على أسوار القلعة الداخلية .
وجميع التقسيمات الداخلية لحجرات القلعة ، ترجع الى ترميم سنة 1280هـ ، فقد بنيت بالحجر الدبش ولها سمك واحد (50سم) ، ماعدا مدخل الحجرة المرتكزة على الجدار الداخلي للسور الجنوبي ، وبعض مداميك الجدار الشرقي لمسجد القلعة ، فهي ترجع الى البناء الأصلي 968هـ ، فقد بنيت بمداميك الحجر المنحوت .
وأول حجرات الضلع الغربي ، حجرة تقع في الركن الجنوبي الغربي للقلعة ، مساحتها (11،20م × 6م) ، بها دعامتان بنيت بالحجر المنحوت لحمل سقف الحجرة المسطح ، وهومتهدم حاليا ، وتضم هذه الحجرة في ركنها الجنوبي الغربي، مدخل الطابق السفلي للبرج الجنوبي الغربي ، وباب هذه الحجرة في ركنها الشمالي الشرقي ، يتسع بمقدار (1م) وجدارها الشمالي متهدم حاليا.
وتلاصق الحجرة السابقة حجرة ثانية تستند على سور القلعة الجنوبي مساحتها (9،20م× 13،40م)، تتوسطها ثلاث دعامات مربعة (60×60 سم) ، بنيت بالحجر المنحوت لحمل سقفها المسطح المتهدم حاليا وبابها يفتح على فناء القلعة بمقدار (1،40م) عقد بعقد موتور .
والى الشمال من الحجرة الثانية ، حجرة ثالثة جدارها الغربي متهدم حاليا، مساحتها (5،50م × 8،20م) ، لها باب اتساعه (2م) ن يجاور باب الحجرة الثانية ، ويظهر من جدران هذه الحجرة أنها كانت مسقفة بسقف مسطح متهدم حاليا.
ومن اتساع مساحات الحجرات الثلاث السابق وصفها ، يستدل على أنها أستخدمت مخازن لحفظ محمل الحج وودائع الحجاج والغلال المعدة لهم ، وعرفت في الوثائق بأسم "الشونه""13" والشونه في مصر هي المبني الذي يخزن به الغلال.
والى الشرق من الحجرة الثانية ، حجرة مساحتها (6،40م × 4،40م) في جدارها الجنوبي تجويف يدل على أن هذه الحجرة كانت تستعمل مسجداً، وخارج الجدار الشمالي لهذه الحجرة تجويف ايضا ، يدل على أن محراب وهو في أتجاه القبلة .
وفي الركن الجنوبي الشرقي من القلعة ، حجرة مساحتها (15،80×13،30م ) ، توزعت داخلها ست دعامات مربعة (60سم ×60سم) لحمل السقف المسطح المتهدم حاليا، وباب هذه الحجرة في ركنها الشمالي الغربي ، اتساعه (1،70م) ، ويقع مدخل البرج الجنوبي الشرقي داخل هذه الحجرة .
ومن مساحة هذه الحجرة يستشف أنها استخدمت مجلسا لحاكم القلعة ، كما يتضح من بعض الوثائق الت تذكر أن في كل قلعة من قلاع طريق الحج المصري مجلسا لحاكمها .
وفي الضلع الشرقي داخل القلعة ، ردم تدل بعض بقايا الجدران القائمة وبقايا بعض الجدران ، أنه كانت به عدة مجموعات من الحجرات ، الأولى من جهة الجنوب الشرقي ، حجرة مدخلها من فناء القلعة ، اتساعع (1م) ومساحتها (2،70م×4،30م) ، وتفضي هذه الحجرة الي حجرة داخلية مساحتها 04،30م× 4،30م) ، ومن موقع هاتين الحجرتين يستدل على أنها كانت سكنا لكاتب وقباني القلعة ، كما تدل احدى الوثائق على وجود هذه الوظيفة ضمن وظائف قلعة"الوجه"
وتلاصق هذه المجموعة ، حجرة منفردة ، مساحتها (2،50 × 7،50م)، بجوارها مجموعة أخرى من الحجرات تدل على بعض بقايا جدرانها أنها مجموعة منفصلة ، وتتكون من أربع حجرات ، الأولى مساحتها (5م × 7،40م) مدخلها من فناء القلعة ، وتفضى الى حجرة ثانية مساحتها (4م× 3،40م) ومن تقسيمات هذه المجموعة واتساعها ، يستدل على أنها كانت مسكنا لناظر قلعة "الوجه" كما يتضح من بهض الوثائق.
ويلاصق هذه المجموعة من الحجرات ، مجموعة الحمامات التي بنيت داخل مايشبه الحجرة ، ومدخلها من فناء القلعة اتساعه (60سم) ويفضى هذا الباب الى رحبة مساحتها (3،50م× 4،20م) وترتكز ثلاث حمامات على جدار السور ومساحة كل حمام 2،20م × 1،30م) وعلى يسار الداخل الى الرحبة بقايا "فرن" ، يرتفع عن الأرض بمقدار (1م) ، وبه بعض بقايا الفحم .
بعد هذه المجموعة من الحجرات ، تصل الى السلم الصاعد الى ممر السور الذي بني بالحجر المنحوت ، ويرجع بناؤه الى سنة 968 هـ، وعرض السلم (1،10م) ، ويتكون من صفين من الدرج ، كل صف سبع درجات ويحمل هذا السلم قوس عمقة (50سم) ، يرتكز على بروز مدخل البرج الشمالي الشرقي .وبعد مدخل البرج الشمالي الشرقي ، مسافة خالية طولها (9،80م) ،وتضم الرحبة التي أمام مدخل البرج الشمالي الشرقي بئر القلعة الدائري وغرب البئر على بعد (1،70م) منه ، يقع مسجد القلعة الرئيسي ، ومساحة (10،20× 8،90م) ، وبه ثلاث دعامات مربعة (70سم× 770سم) لحمل السقف المسطح المتهدم حاليا، وللمسجد باب –مسدود حاليا-في جداره الغربي ، ومحرابه المجوف الذي بني بحجر منحوت في جداره الجنوبي ، وفي ركن المسجد الجنوبي الغربي منبر المسجد ويتكون من ثلاث درجات وجلسه ، بنيت بالحجر المنحوت.
ويلاصق الجدار الغربي للمسجد من الهارج حجرتان ، تفتح على فناء القلعة موازيتان للسور ، الأولى من جهة الجنوب تبرز عن مستوى جدار المسجد الجنوبي ، ومساحتها (2،10م × 4،70م) والثانية مساحتها (2م×2،60م) ، وشمال الحجرة الثانية ممر ضيق ، عرضه (1،80م) ، وتفتح عليه حجرتان ترتكز على السور الشمالي للقلعة ، الأولى مساحتها(2م×3،20م)، والثانية مساحتها (3م× 3،20م) ،جدارها الجنوبي متهدم ايضا ، ويظهر من ردم الجدار الجنوبي لهذه الحجرة أ بابها يفتح على ممر ضيق عرصه (1،80م)، وتفتح على هذا المر حجرتان ، الأولى مساحتها (2،70م× 3،20م) ، جدارها الجنوبي متهدم حاليا ، تلاصقها حجرة ثانية فى ركنها الشمالي الغربي مدخل البرج الشمالي الغربي ومساحتها (2،70م × 3،50م(.
أما عن مجموعة حجرات الضلع الغربي والتي بنيت شمال بوابة القلعة فثلاث حجرات ، الأولى مساحتها (9م × 4،80م)، مدخلها من دهليز القلعة ، عقد بعقد موتور وبني بحجر مهذب ، وتفتح هذه الحجرة في جدارها الشمالي على حجرة ثانية مساحتها(5،70م × 3،60م) ، كماتفتح هذه الحجرة في جدارها الشرقي علىحجرة ثالثة مساحتها (5م × 5،80م) ، وفي الجدار الشرقي لهذه الحجرة باب يفتح على فناء القلعة ، وهذه الحجرات مضافة في البناء الثاني لأنها بنيت بحجر دبش .
ولاشك في أن مجموعة حجرات الضلع الشمالي والبالغ عددها سبع حجرات اضافة للحجرات الثلاثة التي ترتكز على الضلع الغربي للقلعة أستخدمت لأقامة الجنود ، فقد أشارات احدى الوثائق “15”أن عدد الجنود بقلعة"الوجه" سنة 1289هـ (1872م) كانو تسعة على وظيفة "طوبجي" وثلاثون على وظيفة "مشاه"أوبيادة ،أضافة الى أن أحدى الحجرات في المجموعة السابقة استخدمت سجنا للقلعة ، كما دلت احدى الوثائق"”16”ايضا على وجود سجن داخل القلعة ،ولا يمكن تحديد حجرة السجن نظرا لتهدم معظم جدران الحجرات السابق وصفها.

أسوار قلعة "الوجه":-

تصل أسوار قلعة "الوجه" بين أبراجها الأربعة ،والأجزاء الأصلية منها التي ترجع الى 968هـ ، هي الأجزاء السفلية التي تكّون قاعدة الأسوار وكذلك المداميك التي تعلو تلك القواعد حتى المزاغل أما المداميك الخمسة التي تعلوها ، فيرجعبنأوها الى ترميم السلطان العثماني احمد الثالث سنة 1115هـ.
وقد اختلف عدد المداميك الأسوار الأصلية في جهاتها الأربعة، نظرا لأختلاف مستويات الأرض ، ففي السور الشمالي من الخارج سبعة عشر مدماكا وفي السور الغربي من الخارج عشرون مدماكا ، وفي السور الجنوبي من الخارج ستة عشر مدماكا ، وفي السور الشرقي من الخارج ثمانية عشر مدماكا أما من الداخل فقد كسبت معظم أجزاء الأسوار بطبقة من الملاط أزالت معالم التقسيمات الصلية لحجرات القلعة.
وأما بصمات ترميم سنة 1280هـ ففي الأسوار ن فتظهر في نزع الأحجار التي كانت ترصف ممرات الأسوار، كماتدل بقايا ممرات الأسوار على ذلك ويظهر هذا جليا في ممر السور عند مدخل الطابق العلوي للبرج الشمالي الغربي ، وممر السور عند مدخل الطابق العلوي للبرج الجنوبي الغربي ، كما نزعت بعض الأحجار المنحوتة التي كانت تمثل المداميك الداخلية للجدار الساتر لممرات الأسوار ، كما أن الأجزاء المضافة في الجدار الساتر لممرات الأسوار لا تلتحم مع جدران الأبراج.

أبراج قلعة "الوجه":-
سبق القول بأن قلعة"الوجه" يدعمهافي أركانهاالأربعة أربعة أبراج، وتخطيط هذه الأبراج الأربعة يأخذ شكل ثلاثة أرباع الدائرة ويتكون كل برج من طابقين ، طابق سفلي مدخله منفناء القلعة أو حجراته ، وطابق علوي مدخله من ممر السور.
أما أشكال هذه الأبراج من الالخارج فهي متماثلة ، فقد بنيت جميعها بمداميك الحجر المنحوت ، ويظهر التحام مداميك الأبراج بمداميك السور من الخارج ، ممايدل على أنها أصلية بنيت مع البناء الأصلي .
وكما تتماثل أبراج القلعة من الخارج ، فهي متماثلة أيضا من الداحل من ناحية مادة البناء ، والمساحة ، وتوزيع العناصر المعمارية ، فكل برج من أبراج القلعة بني من الداخل بمداميك الحجر المنحوت ، ولكن نحت الحجر أقل جودة من مداميك الأحجار الخارجية .
أما من ناحية المساحة ، فيبلغ نصف قطر الطابق السفلي من الداخل في كل برج (2،70م) ، أما الطابق العلوي فنصف قطره من الداخل( 02،50م) ، كما يبلغ سمك جدران الأبراج (1م) ، وفي هذا دلالة على أن هناك ميلا طفيفا في جدران الأبراج الى الداخل ، ويظهر هذا الميل من الخارج.
وأما من حيث توزيع العناصر المعمارية ، فكل برج من أبراج القلعة يسقف الطابق السفلي منه قبة ضحلة ، كما يحتوي كل برج من الأبراج في جدران طابقة السفلى على فتحة واحدة للتهوية.
أما الطابق العلوي لكل برج من الأبراج ،فقد توزعت في جداره الساتر ثلاث فتحات للمداف ، وبين فتحات المدافع فتحت أربع مزاغل للرمي بالبندق ماعداء البرج الشمالي الغربي ، حيث فتحت به ثلاث فتحات للمدافع وثلاث مزاغل .
هذا ويستدل من جدران الأبراج القائمة حاليا، أن الطوابق الأرضية للأبراج الأربعة أصلية بكافة عناصرها ، من مداخل وجدران داخلية وخارجية وقبابها الضحلة، كما أحتفظت الأجزاء العليا من المداميك الخارجية التي تكون بدن البرج الجنوبي الغربي بشكل الشرفات الأصلية التي كانت تتوج البرج ، وقد أزيلت من بقية الأبراج ،وبنيت بدلها فتحات المدافع ، كما أضيفت مزاغل بين فتحات وفتحة ميزاب في الترميم الذي تم في عهد السلطان احمد الثالث، كما شمل ترميم سنة 1280هـ هذا البرج ، حيث أضيفت في أجزاءه العليا من الجدار الساتر ، جدار بني بحجر دبش ارتفاعه (1،20م) أما من الداخل فنزعت الأحجار المنحوتة من الجدار الساتر للطابق العلوي منه.
وأما البرج الجنوبي الشرقي ، فقد أضيفت عليه خمسة مداميك في الترميم الذي تم في عهد السلطان احمد الثالث ،في الجدار الساتر للبرج ، بينت بحجر منحوت من الخارج ، وأضيفت على نهاية العليا من جداره الساتر سنة 1280هـ جدار بني بحجر دبش ارتفاعه1،10م) ، أما من الداخل فنزعت معظم االأحجار المنحوتة من الجدار الساتر للطابق العلوى منه .
والبرج الشمالي الغربي أضيف على جداره الساتر خمسة مداميك منحوتة في الترميم الذي تم في عهد السلطان احمد الثالث سنة 1115هـ،
كما أضيفت عليه في ترميم سنة 1280هـ جدار بني بحجر دبش ارتفاعه(75سم) أما من الداخل فنزعت معظم الأحجار المنحوتة من جداره الساتر في الطابق العلوي منه.
والجدران الساترة للطوابق العليا في كل برج من البرج الشمالي الشرقي والبرج الشمالي الغربي والبرج الجنوبي الغربي يصل أرتفاعها الى (2،50م) والسبب في ذلك يرجع الى أن هذه الأبراج لم تردم أرضيتها الأصلية التي رصفت بحجارة منحوته في البناء الأصلي للقلعة كماي ظهر من أرضية البرج الجنوبي الشرقي ،يستدل على ذلك من شكل الطابق العلوي للبرج الجنوبي الغربي ، حيث ردمت أرضية طابقه العلوي بالرمل والحجارة لذا كان أرتفاع جدارة الساتر (1،10م) ، وردم أرضية هذا الطابق فرض على المهندس رفع مدخله بمقدار دبجتين عن مستوى ممر السور.

مئذنة قلعة"الوجه":-
ذكر النابلسي في رحلته للحج سنة 1105هـ وجود منارة في قلعة"الوجه" مازال جزء كبير منها قائما حاليا، وتدل الأحجار المستخدمة في بناء جدرانها أنها بنيت في البناء الأصلي للقلعة سنة 968 هـ وقد بنيت المئذنة بمداميك الحجر المنحوت داخل القلعة على بعد 10،30م) من بوابة المدخل على ييمن الداخل الى فناء القلعة وهي ترتكز على سور الجدار الغربي وقاعدتها مربعة (3م×3م) ، وترتفع بمقدار (6،30م) ثم يتحول هذا التربيع الى شكل مثمن ويرتفع هذا المثمن بمقدار ( 2،10م) ، ثم تاخذ المداميك العليا من هذا المثمن في البروز الى خارج جسم المثمن فتكون دائرة نصف قطرها ( 3م) ، وبهذا يكون أرتفاع المئذنة القائم حاليا( 48م) ، ويظهر من بقايا الدائرة العليا للمئذنة أنه كان لها جدار ساتر فتكون شرفة المنارة ، أما الجزء العلوي المتهدم حاليا فيمكن تصوره على هيئة مأذن المساجد العثمانية التي تنتهي بشكل مدبب في أعلاها، ويصعد الى المئذنة بسلم خارج عن قاعدتها المربعة ظهر بعد أزالة الردم ، ويصل هذا السلم الى مدخل المئذنة الذي يتسع بمقدار (75سم) ، ودرج سلم المئذنة الداخلي حلزوني الشكل ، ويتكون الدرج المكون من السلم من وحدة معمارية واحدة ، وهي قطعة من الحجر دائرية الشكل ، قطرها (20سم) ، سطحها العلوي به تجويف أنثى ، وسطحها السفلي به بروز ذكر ، ويخرج من محيط هذه الدائرة بروز من نفس الحجر يضيق من ناحية الدائرة ويأخذ في العرض كلما بعد منها، وطول هذا البروز (85سم) ، ونهايتة يدخل في جدار المئذنة الدائري من الداخل ، وعندما توضع حافات هذه الوحدات المتماثلة والمتكرر على بعضها فيتكون السلم ويظهر على أجزاء من جدران المئذنة الخارجية طبقة من الملاط ، كما كسيت جدران المئذنة الداخلية بالملاط ايضا،ماعدا درج السلم الصاعد اليها الذي مازال بشكله الأصلي .
بئر قلعة"الوجه":-
تقع في الركن الشمالي الشرقي للقلعة بين المسجد ومدخل البرج الشمالي الشرقي والبئر دائرية الشكل نصف قطرها(1م) ، بنيت بمداميك الحجر المنحوت ، على هيئة دائرية ، عمق البئر الحالي (37م) ، الى من البئر حوض للماء مردوم حاليا، محفور في قطعة من الحجر كان يوضع فيه الماء بعد أخراجه من البئر، بواسطة البقر ، ويصب هذا الحوض الماء في بركة القلعة الخارجية بواسطة فتحة أسفل الحوض وفتحة في السور.بركة قلعة"الوجه":-
تقع بركة القلعة ملاصقة لسور الضلع الشمالي من الخارج وبنيت بالطوب الأحمر المحروق ، وكسيت من الدخل والخارج بطبقة من الملاط، كمارصفت سطوح جدرانها العلي ابالحجر المنحوت وتتوزع في بعض اركان البركة الداخلية سلالم تتكون من درجتين، وترتفع البركة عن مستوى الأرض بمقدار (2،50م) ، ويصعد الى أطراف البركة بواسطة سلمين ، الأول في جدارها الشمالي ويتسع بمقدار ( 6،80م) ، ويتكون من سبع درجات ، بنيت بالحجر المنحوت وهي متهدمة حاليا، والسلم الثاني من جهة البرج الشمالي الغربي للقلعة يتكون من سبع درجات ايضا، ويتسع بمقدار (2،80م) ، ومعظمة متهدم حاليا، وهذان السلمان يكونان سواند لجدران البركة أضافة الى السواند الهرمية التي بنيت على جانبي السلم الكبير ،وتبرز البركة عن مستوى السور بمقدار (16،30م) ، وطولها (39،40م) ، وسمك جدرانها (2م)، وتنقسم البركة الى ثلاث أحواض أقدمها الحوض الأوسط كما أشار بذلك العياشي وهو من بناء أمير الحاج المصري "رضوان بك الفقاري""17" أما الحوضان الأخران ، فمساحة الأول من جهة البرج الشمالي الغربي (13م × 7م) ، والثاني من جهة البرج الشمالي الشرقي فمساحة (13م×6،80م)، وهذا الحوضان من بناء الحاج المصري "غيطاس بك الفقاري""18" سنة 1068هـ (1657م) ، كما اشار بذلك العياشي .. [/[/size][/I]color]:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::
الحواشي :-
المرجع:بحث لنيل درجة الدكتوراة في قلاع الأزنم وضباء والوجه وتبوك للدكتور هشام العجيمي
1-كبريت
2-الجاسر"ملخص رحلتي الدرعي /ص 78
3-"الزريب" واد تهامي لقبيلة "بلي" يسيل من السويداء ويصب على مدينة الوجه
4-هذا التاريخ يوافق جلوس السلطان العثماني احمد الثالث محمد الرابع 1115هـ - 1143هـ الذي ورد أسمه في البيتين الأول والثاني .
5-العياشي
6-النابلسي
7-عبدالرحمن زكي
8-وثيقة بديوان الداخلية / دار الوثائق القومية بالقاهرة.
9-وثيقة بنظارة المالية/ دار الوثائق القومية بالقاهرة .
10-وثيقة بديوان الداخلية / دار الوثائق القومية بالقاهرة
11-لايزال هذا البرج قائم حاليا في ساحل ميناء "الوجه" ويعرف بين الأهالي بأسم" قلعة الوجه" ، بينما القلعة موضوع الدراسة تعرف بين الأهالي بأسم بقلعة "الزريب" على أسم الوادي الذي بنيت فيه.
12-يذكر بعض أهالي "الوجه" أن الأحجار المستخدمة في بناء البرج الساحلي جلبت من قلعة "الزريب"(الوجه) ،وبزيارة برج الوجه الساحلي وفحص جدرانه الداخلية والخارجية لوحظ تماثل نوع الحجر المستخدم في بناء البرج مع نوع الحجر المستخدم في بناء الجدران الخارجية في قلعة الوجه بوادي الزريب
13-دفتر رقم 216 ، ودفتر رقم 217 للسنوات 1300-1302هـ دار الوثائق القومية بالقاهرة.
14-محفظة رقم 7 محفظ بحر برا / دار الوثائق القومية بالقاهرة.
15-محفظة 11 / محافظ بحر برا/ مجموعة 11 حؤبية دار الوثائق
16-صادر قلعة الوجه لسنة 1296هـ / دفتر رقم 216 ص 10 دار الوثائق القومية بالقاهرة.
17-رضوان بك القفاري أشتهر بلقب أمير الحاج المصري ، تولى لأمرة الحج في الفترة من 1050 -1066هـ أنظر الرشيدي جدول أمراء الحج .
18-غيطاس بك الفقاري ، أمير الحاج المصري سنة 1068هـ وهو من مماليك رضوان بك الفقاري أنظر الرشيدي جدول أمراء الحج [/size].

 





  رد مع اقتباس
 

SEO by vBSEO 3.3.0