عرض مشاركة واحدة
قديم 03-28-2005, 12:00 AM رقم المشاركة : 1 (permalink)
المويلحي الصغير
المشرف العام
 
الصورة الرمزية المويلحي الصغير





المويلحي الصغير غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي حياة المويلحي الصغير

[frame="1 80"]حياة المويلحي الصغير


هو السيد محمد المويلحي بن إبراهيم بن السيد عبد الخالق بن إبراهيم بن أحمد (اول من نزح الى مصرمن المويلح)بن الشريف مصطفى بن الشريف محمد المويلحي وكيل بندرالمويلح في شمال الحجاز، ولد في القاهرة في سنة 1858م، ونشأ فيها، تلقى علومه الأولية بمدرسة الخرنفوش، وكانت تسمى إذ ذاك «بالمدرسة الكبيرة» ثم تلقى علومه العالية بمنزل والده، الذي اختار له الشيخ أحمد قطة العدوى، رئيس مصححي المطبعة الأميرية في ذلك الوقت، ومن كبار رجال الأزهر، لتعليمه علوم اللغة العربية، وآدابها، وأحمد بك إسماعيل ناظر مدرسة الألسن، دار المعلمين العليا لتلقينه علوم الفرنسية وآدابها، واطلعت على وثائق بتوقيع وخط هذا الأديب في وثائق المويلحي في المويلح.


ولما سافر إبراهيم المويلحي إلى إيطاليا في سنة 1879م ظل محمد المويلحي في رعاية عمه عبد السلام، الذي وكل إلى إمام الأدب في ذلك الوقت إبراهيم بك اللقاني مصاحبته ، وإتمام علومه الأدبية.
وفي سنة 1882م أدخله عمه في خدمة الحكومة المصرية في منصب بوزارة الحقانية، وقبيل اندلاع الثورة سافر السيد عبد السلام المويلحي إلى الشام فانضم محمد إلى الثوار مع السيد حسن موسى العقاد ، وإبراهيم اللقاني، ثم قبض عليه ، وفصل من الوظيفة ، فسافر إلى أوربا ليلحق بوالده في إيطاليا.
سافر محمد المويلحي في سنة 1883م إلى إيطاليا، حيث لحق بوالده الذي كان يقيم في مدينة «ليفورنو» إحدى مدن إيطاليا مع الخديوي المخلوع إسماعيل، وهناك زار فرنسا وانجلترا، وتسنى له مصادقة إسكندر دوماس الابن، وكثير من أدباء وعظمائهم ذلك الوقت ولقى في باريس السيد جمال الدين الأفغاني واشترك معه في تحرير جريدة «مرآة الشرق».
ب- محمد المويلحي في مصر:
عاد المويلحي إلى مصر في سنة 1887م واشترك مع عارف المرديني في تحرير جريدة «القاهرة الحرة» اليومية وظل يكتب فيها حتى أوقفها صاحبها بسبب سفره إلى الأستانة بناء على دعوة من السلطان عبد الحميد الثاني، وتابع المويلحي مقالاته بعد ذلك في المقطم، والمؤيد والأهرام، وغيرها من الصحف العربية في مصر.
وفي سنة 1895م أقرت وزارة الداخلية تعيين المويلحي معاوناً لمديرية القليوبية ثم عين بعد ذلك مأموراً لمركز البرلس، لكنه مل الخدمة الحكومية فاعتزلها في أوائل سنة 1898م حيث اشترك مع والده في تحرير جريدة «مصباح الشرق» وعلى صفحاتها نشر في السابع من نوفمبر سنة 1898م «حديث عيسى بن هشام» أو فترة من الزمن ثم ظل يوالي نشره حتى سافر في العاشر من يونيو 1900م إلى انجلترا في معية الخديوي عباس حلمي الثاني ، ومن هناك أرسل إلى والده وصف هذه الزيارة، فنشرها في مصباح الشرق بتاريخ السابع عشر من أغسطس سنة 1900م.
يقول حافظ إبراهيم وهو يودعه عند سفره إلى معرض باريس:

يا كاتب الشرق ويا خير من
تتلو بنو الشرق مقاماته

سافر وعد يحفظك رب الورى وابعث لنا عيسى بآياته


ويقول وهو يستقبله عند عودته من هذا المعرض.

من لم ير المعرض في اتساع
وفاته ما فيه من إبداع

فعرض القوم بلا نزاع
في نفثة من ذلك اليراع


وفي يوم 27 من شهر نوفمبر 190م1 سافر إلى مدينة أسوان لينتظر الخديوي عباس الثاني ثم يقوم في معيته إلى الأقطار السودانية نائباً عن الجرائد العربية في مصر.
ومن الخرطوم أرسل أول رسالة في السادس من ديسمبر سنة 1901م وصف فيها رحلة الخديوي إلى السودان ثم نشر سلسلة من المقالات في جريدة «مصباح الشرق» تناول فيها وصف الأقطار السودانية وأحوالها، وظل يكتب في هذه الجريدة حتى الخامس عشر من أغسطس سنة 1903م حيث توقفت مصباح الشرق عن الصدور وتوقف المويلحي عن الكتابة.
يقول حافظ إبراهيم وهو يخاطب كاتب الشرق ، ويستغيث به ويرجوه مواصلة الكتابة ، في قصيدة نشرتها له جريدة الظاهر في أول يونيو سنة 1904م وهذه أبياتها:

أين أين المصباح يا كاتب

الشرق فقد أظلم النهى ذنوب

وتخطى إلى الكتابة قوم
حسنات البيان فيهم ذنوب

أغث النثر وارحم النظم واكتب وانتقد واحتكم فأنت الأديب

كيف يمشي سواك ينطق بالنقد ولو شئت أسكتته العيوب

سكت البلبل المغرد في
الشرق ونام الحمام والعندليب


وعاد المويلحي إلى الكتابة مرة أخرى، فنشر في جريدة « المؤيد» في فبراير سنة 1908م مقالاً يستصرخ فيه المسلمين، ضد القرار الذي أصدره مجلس بلدية الإسكندرية، لإقامة تمثال دانتي الجيري، ثم سافر في سبتمبر 1908م إلى الأراضي الحجازية مع وفد من رجال الصحافة والأدب بدعوة من الحكومة لحضور حفل افتتاح السكك الحديدية في الحجاز، وقد زار قبر الرسول -?-، وكتب وصفاً رائعاً للروضة الشريفة، والحجرة النبوية، نشر في جريدة «المؤيد» في السابع من سبتمبر 1908م.
وفي هذه السنة أنعم عليه الخديوي عباس حلمي الثاني برتبة المتمايز ، يقول حافظ إبراهيم:

بالأمس قد شرفت بالإعجاز قدر الأدب
واليوم قد شرفت بالممتاز قدر الرتب


ثم اشتغل محرراً في جريدة « المقطم» حتى سنة 1910م حيث عين مديراً لإدارة الأوقاف وظل في هذه الوظيفة حتى سنة 1915م .

جـ- محمد المويلحي في ديوان الأوقاف:
بدأ محمد المويلحي في ديوان الأوقاف وكانت اللغة العربية فيه، وفي غيره من الدوواين في تدهور مستمر، فاتجه إلى رفع مستواها واستعان في ذلك بعدد من رجال الأدب والبيان تخيرهم من بين تلاميذه، عاونوه أصدق المعاونة على رفع شأن هذه اللغة نذكر من بينهم: أحمد الأزهري صاحب مجلة الأزهر، وأحمد الكاشف وعبد الحليم المصري، وعبد العزيز البشري، وحسين الجمل، وحسن الدرس، وعلي شوقي، ومحمود عماد، ومصطفى الماحي، وعباس محمود العقاد وغيرهم.
يقول العقاد: « كانت كتابتي الأدبية -السياسية- طريقي إلى وظائف الديوان والفضل في ذلك لخصلة من خصال الفضول المحمود، صديقنا عبدالرحمن البرقوقي صاحب مجلة « البيان».
كان من دأبه أن يطمئن إلى تحرير مجلته بإهدائها إلى شيوخ الأدب والصحافة، وسؤالهم عن موضوعهاتها كلما زارهم أو زاروه في مكتب المجلة، وكان ممن يسألهم في ذلك حافظ عوض ومصطفى صادق الرافعي ومحمد المويلحي.
قال الشيخ: بلاشئ.
قال : أتراه يعيش على شيء من ميراث جده العقاد.
فأفهمه الشيخ أنني لا أنتمي إلى السيد حسن موسى العقاد المشهور، وأنني أعيش بالقليل مما يردني عن أهلي، وبالقليل من أجور المقالات، وفصول الكتب المترجمة، فقال المويلحي مبتسماً: إنه أولى بالوظيفة من أكثر « التنابلة» عندنا فشجعني ما سمعت على طلب الوظيفة في الديوان فطلبتها فأجيب طلبي لساعته، بغير امتحان وبدأت العمل فيه مساعداً لكاتب المجلس الأعلى بقلم السكرتارية.
وفي مكان آخر من كتابه « رجال عرفتهم» يقول العقاد: وتتابعت المناسبات التي كانت تدعوني إلى مراجعة المدير في بعض الأوراق، فلا أذكر أنني سمعت منه حديثاً غير الذي يصدر من مدير الإدارة إلا مرة واحدة كان الحديث فيها دائراً بينه وبين زواره حول مسألة تتصل بالسياسة وطلب الدستور فجرى ذكر الفيلسوف هربرت سبنسر وعلمت الوجيزة إليه أنه كان على إلمام بكتاب الإنسان والدولة على أن الأحاديث التي تتعاقب عن مسائل فنية، تتعلق بتحرير المذكرات وإملاء التوقيعات لا تخلو بطبيعتها من دلالة على مبلغ اقتدار الرئيس الإداري في فن الكتابة الأدبية، وكمل ما استحضره اليوم من إشارات المدير المجملة وتصحيحاته العاجلة، وتوقيعاته المبرمة، وأنها من إيحاء معلم في صناعة القلم على هينة فلا توقف ولا مشقة ... فكان على أناته في الحديث.
ومما رجع إليه في حكمه الفني -والديواني معاً- كلمة طال عليها الخلاف بين أنصار العرف الديواني والابتكار في أساليب الموظفين - فقد كان المألوف بعد إقرار المذكرة أن تذيل بكلمات قليلة لا تتغير لتوقيع المدير عليها ، وهي: محول على مجلس الإدارة أو «محول على المجلس الأعلى».
وخطر لأديب من أدباء السكرتارية أن يخرج على هذه الوتيرة حبا للتصرف الذي يليق بأمثاله ، وأنفةً من التقليد، الذي يلتزم الموظف العتيق. فذيل المذكرات المعروضة على الجلسة كلها بكلمة «محال على المجلس» ولم يذكر صفته اكتفاء بعنوان الديباجة . واحتكم المختلفون إلى المدير فكانت إحدى الفتاوى التي ظهر فيها صاحب، «عيسى بن هشام» من وراء صاحب العزة البيك المدير.
قال المويلحي: الحق بدلاً من صيغة «التحويل» فهي صحيحة مليحة. ولكن يخشى إذ قيل « محال على المجلس» أن يفهم المجلس أنها مستحيلة عليه. وتبتعد هذه الشبهة وذكرت محولجي الرصيف.
ثم سأل: ولماذا لا يذكر اسم المجلس الذي تحال إليه.
فقال صاحب التعديل: لأنه معروف من ديباجة العنوان.
فحكمت النكتة حكمها على صاحب عيسى بن هشام وقال الأديب المتحذلق .. هل نكتب على ظرف الجواب، ملق بما تقدم بدلاً من العنوان السابق فيما تقدم من الجوابات؟ أن الوثائق الرسمية لا تعرف الملل من التكرار، فاكتبوا اسم المجلس كاملا في ذيل كل مذكرة ولا تدشونا بمشكلة محول ومحال في جلسة أخرى فلا حرج من تكرار صحيح في أمثال هذه الأوراق.
هذا، ومن الطرائف التي يرويها محمد مصطفى الماحي، أنه عهد إليه تدوين محاضر جلسات مجلس الأوقاف الأعلى في سجل عام . فقام بهذا العمل غير أنه كان يشطب ويمحو فيه ما يشاء، فلما حضر الشيخ عبد العزيز البشري قدم إليه هذا السجل، وفيه ما فيه من مسح وتشوه فغضب الشيخ لذلك ثم حرر مذكرة ، ختمها بطلب فصل الماحي من الوظيفة ورفعها إلى رئيس القسم، فقال له المويلحي بعد أن اطلع على الصحف المشوهة: هل تعلم يا أستاذ من المخطئ فأجابه في دهشة: ومن غير هذا الفتى الذي لا يقدر المسئولية؟ فأجابه وعلى وجهه سمة الجد الممزوج بالسخرية، لا يا أستاذ لا مسئول غيرك، فقال متعجباً: كيف هذا وسوء عمله واضح، فأجابه بقوله: هذا شاب قريب العهد جداً بالمدرسة، ولا يدرك قيمة هذا السجل ، وأنت على الأقل لم تكلفه العمل أمامك لترشده ، أما هو فقد بذل أقصى جهده ليرضيك ثم قال ضاحكاً إنك انت الذي تستحق أن يخصم من راتبك خمسة عشر يوماً.
وعاد الشيخ عبد العزيز يقول له : وهو يدرك أنه إنما يقصد المزاح منه، وما الذي تشيرون به في علا ج الموقف؟ وهل هناك علاج سوى أن تعيد أنت بخطك الجميل نسخ جميع المحاضر في سجل جديد، ويكفي أن نرجو الباشا المدير أن يعيد التوقيع، ثم أردف قوله ضاحكا متهكماً، وفي هذا عقوبة كافية لك يا شيخ عبدالعزيز.
وأعاد الشيخ عبد العزيز البشري تسجيل المحاضر بخطة الجميل، ثم أراد أن يعاقب الماحي أدبيا بعد أن عجز عن عقوبته ماديا فقال:

يا ماحيا في الدفتر
ولا حسا للأسطر

أحسيت بيض صحائف
مزجت بذوب السكر

فلعقت منها جاهدا
في لهفة وتجبر

حتى غدت مشنوءة
وبدت بأسوأ منظر


فرد عليه الماحي بأبيات جاء فيها:

عذرا صديق إنني
عند الحقيقة مفتر

ما كان طعم الحبر يوما
سائغاً كالسكر

أين السواد من البياض
ولو بدا كالعنبر

ولقد تهيأ لي الرضى
فيما جرى من أسطر

فكتبتها متعجلا
يا ليتها لم تظهر

غلب النشاط رويتي
ولقد صدقتك فاعذر

يليه حلقه اخرى انشالله تعالى , والسلام عليكم[/frame]

 





  رد مع اقتباس
 

SEO by vBSEO 3.3.0