عرض مشاركة واحدة
قديم 05-16-2008, 01:56 PM رقم المشاركة : 8 (permalink)
خليل المويلحي
نائب المدير العام






خليل المويلحي غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي الأديب إبراهيم المويلحي "سيرة ذاتية "

الأديب والسياسي والصحفي والناشر إبراهيم المويلحي (أصغر باشا في تاريخ مصر)، ‏سليل
وكلاء المويلح الأشراف، كثيرا ما لقبته المصادر العامة برتبة "بك" التي حصل ‏عليها
من‏ ‏ مصر وأصبح بموجبها "صاحب السعادة" بالعربية و "سعادتلو" ‏بالتركية. لكن رتبته
تجاوزت هذا المستوى، فقد منحه السلطان العثماني عبد الحميد ‏الثاني في 5 محرم 1311
(سنة 1869ميلادية) رتبة "باشا" (مثله كمثل حاكم مصر) ‏وكان لقبه بموجبها "صاحب
المعالي"، وكان بذلك أصغر من حصل على هذه الرتبة، إذ ‏كان عمره آنذاك 25 سنة ( أما
مصطفى كامل باشا، الوطني المصري الذي تدعي ‏كتب التاريخ أنه أصغر باشا في تاريخ مصر،
فقد حصل على هذه الرتبة وهو في ‏الثلاثين من عمره، بل وحصل عليها من مصر، لا من السلطنة
العثمانية). وفي عام ‏‏1900 حصل إبراهيم المويلحي من السلطان العثماني نفسه على أعلى
رتبة مدنية وهي ‏‏"بك أفندي" وكان يلقب بموجبها "صاحب العطوفة" بالعربية و"عطوفتلو"
بالتركية.‏

وتذكر بعض المصادر العامة أن إبراهيم ولد في عام 1846. وهذا التاريخ ينافي ‏الحقيقة،
لأن إبراهيم رزق بابنه الأول محمد في عام 1858 ولا يعقل أن يكون إبراهيم ‏‏ قد تزوج
وهو في الحادية عشرة من عمره وأنجب وهو في الثانية عشرة.‏

وبعض الأدباء والنقاد يسمونه إبراهيم المويلحي "الكبير" مع أن إبراهيم الكبير هو جده
‏الذي كان أول مولود في مصر من أفراد أسرة وكيل المويلح، و"سار تجار" مصر، ‏ووارث وكالة
الحرير التي أنشأها والده أحمد، ومورد كسوة الكعبة. وللتفرقة بين ‏الابراهيمين في
أسرتنا نسمي الأول "الكبير" والثاني "الباشا". بل ولدينا إبراهيم ثالث ‏أيضا (هو والدي،
حفيد الباشا) ويعرف بأنه إبراهيم "الحفيد". أما رابع ابراهيم فهو ابني ‏الأول.‏

في ما يخص التعليم ذكر بعض الكتاب أن إبراهيم (باشا) تلقى تعليمه في الأزهر، وهذا ‏خطأ
شائع لأن أخاه عبد السلام (باشا) المويلحي هو الذي نال قسطا من التعليم ‏المدرسي، أما
إبراهيم فما درس في مدرسة قط، بل تعلم النحو والصرف والشعر وهو ‏طفل في السادسة على يد
عطار كان له حانوت قبالة وكالة الحرير التي كان يملكها والده ‏عبد الخالق المويلحي.
وكانت رغبة هذا الوالد أن يشتغل إبراهيم بالتجارة (بوصفه ‏الابن الأكبر) وأن يحترف عبد
السلام الأدب ، ولم تتحقق هذه الرغبة.‏

‏ وقد حفظ إبراهيم القرءان والتفسير إلى درجة استأهل معها عضوية مجلس الاستئناف ‏المصري
في عام 1865 وأتقن البلاغة بما مكنه من إصدار عدة جرائد بالعربية في ‏مصر وايطاليا
وفرنسا وبلجيكا وانجلترا. وكان يناهض الخلافة العثمانية تارة لتمسكه ‏بالأصل العربي،
ويقف بجانبها تارة أخرى لمناصرتها ضد الاستعمار البريطاني وحفاظا ‏على الأمة الإسلامية.
وقد زلزل إبراهيم عرش السلطان عبد الحميد بمقالات نشرها في ‏جريدته "الاتحاد" التي
أصدرها في ايطاليا ثم في فرنسا في أوائل ثمانينات القرن التاسع ‏عشر حتى ان السلطان عبد
الحميد الثاني طلب من سفيره في باريس التدخل لدى وزير ‏الداخلية الفرنسي لطرد إبراهيم
من فرنسا. وقد لبى الوزير الفرنسي هذا الطلب وأرسل ‏الشرطة لتصاحب إبراهيم إلى أن عبر
الحدود البلجيكية، ونشرت جريدة "فيجارو" ‏الباريسية مقالا طويلا دفاعا عن إبراهيم في
عددها الصادر في 26 نوفمبر 1884.‏

هذه بعض الحقائق، وأرجو أن تتاح لي الفرصة للحديث بإسهاب عن هذا الكاتب ‏والسياسي
والصحفي والناشر الذي نادى بوحدة الأمة وتعاون مع جمال الدين الأفغاني ‏ومع الشيخ محمد
عبده في منفيهما، وعلم الملك أحمد فؤاد الأول العربية، وأنقذ الخديوي ‏إسماعيل باشا من
البقاء في منفاه . وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يوفقني في رسالات لاحقة إلى شرح
تسلسل المويلحيين في مصر بالتواريخ الهجرية والميلادية حسب ‏توافرها، والى شرح المزيد
عن طباع إبراهيم المويلحي وعن مناصبه ومواقفه وأبنائه، ‏والى الرد على أي استفسارات.
خليل المويلحي
جينيف
16/5/2008

 





  رد مع اقتباس
 

SEO by vBSEO 3.3.0