اخر عشرة مواضيع :         :: لقاؤنا بالمويلحيين " الحلقة الثانية " (آخر رد :القلعة)       :: من وثائق الأشراف الوكلاء المويلحيين بالمويلح (آخر رد :القلعة)       :: الهوى غلاب (آخر رد :ابو فايز)       :: لها فز قلبي فزة الطير ابو جنحان (آخر رد :ابو فايز)       :: البقاء لله في فقيد المويلحيين (آخر رد :القلعة)       :: لمن يهمه الأمر(الأصل الأصيل في زرعات الوكيل) (آخر رد :الشريف مصعب بن علي الوكيل)       :: أهل المويلح مكملين المواجيب (آخر رد :وكيل المويلح)       :: سيرته مثل ريح البخور (آخر رد :وكيل المويلح)       :: عبدالله من سلاطين الرجال (آخر رد :وكيل المويلح)       :: حيّ الوكيل (آخر رد :وكيل المويلح)      
العودة   منتدى المويلح - Al-Muwaylih > الساحـــــــــات العامة > وراق المويلح
اسم العضو
كلمة المرور
الإهداءات

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-28-2011, 07:15 AM رقم المشاركة : 1 (permalink)
القلعة
المدير العام
 
الصورة الرمزية القلعة





القلعة غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي من كتاب اسرار بلاط السلطان عبدالحميد للمويلحي

لا تنهض الدول علي الأباطيل ولا تشيد صروحها علي الأكاذيب ...النظام البوليسي يبعد الأكف

بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص عن كتاب (( أسرار بلاط السلطان عبدالحميد )) للكاتب / أبراهيم المويلحي
تقديم / مصطفي نبيل

ما هناك !
كيف تتداعي وتنهار الدول ؟
لا تنهض الدول علي الأباطيل ولا تشيد صروحها علي الأكاذيب ...
النظام البوليسي يبعد الأكفاء ويقرب بطانة السوء .!


تعود السلطان أن يسمع من جواسيسه كل يوم خبراً ، إذا لم يأته وقع ما يخشاه . ويبقي متكدراً حتي تأتي له التقارير بشئ فيشتغل بتحقيقه .. فإذا ظهر زيفه إستراح .
وماذا يبقي من الوقت للدولة وتشييدها والشريعة وتأييدها ، والجنود وترتيبها , والأحكام وتقويمها , والمالية وتنظيمها , والمعارف وتعميمها , وعلائق الدول وتوثيقها , والسياسة وتنسيقها , والسفن وتعميرها , والمنافع العامة وتكثيرها , لا يبقي من الوقت سوي ما يكفي ليأخذ زيد مكان عمرو , وينال بكر منزلة خالد ...
لقد بالغوا في إشغال السلطان وقلب الحقائق حتي صاروا يقدمون لجلالته في اليوم ما ينيف علي مائة وخمسين تقريراً كلها كذب وإفك ...
فيا كساد العلم ورواج الجهل , ويا شقاء الحق وسعادة الباطل وياخيبة الصادق ونجح المنافق ...
ويا بكاء الأمين وضحك الخائن , بعد أن أصبحت دار السلطنة التي كانت عريناً للأسود خلايا تطن فيها زنابير الجواسيس ، وأصبح العالم من شر الجهلاء بدعاً علي قواعد العلم يكتبها من تأليفه , وأصبح الجاسوس الذي يظلم العلماء يمشي مرحاً ويختال تكبراً , وأصبح يصدر عشرات القرارات كل يوم ٍ لتفتيش بيت زيد أو إستنطاق عمرو أو إبعاد خالد أو سجن خالد ، وأصبحت الإستانة طبقاً من الفضة مملوء بالعقارب والأفاعي ...

لقد إهتم الغرب طويلاً بأسباب سقوط الدولة الرومانية , وصدر حولها عشرات الدراسات والإبحاث , حتي يتجنب السقوط ويحمي حضارته من الإنهيار , وكان ينبغي أن يشغل الشرق أسباب سقوط أطول دولة في تأريخه وهي الدولة العثمانية ..

يقول أحد كبار المؤرخين : إن أكبر معضلات التأريخ قضيتان ، الأولي : تفسير قيام الدول والإمبراطوريات . والثانية : تفسير سقوطها . وإذا كان قيام الدول وصعودها قد حظي بإهتمام مؤرخيها الذين عاشوا في ظلها ، إلا أن عملية السقوط لم تلقي نفس الإهتمام لما في هذا الحديث من أسي ، والسقوط ليس حادثاً واحداً ، بل تداعي مجموعة من العوامل تمتد لعدة آجيال ، وعدم إهتمام المؤرخين بها يخفي الكثير من الدروس والعبر .

معروف أن أي قوة خارجية لا تستطيع أن تنفذ إلي دولة أو إمبراطورية قوية وذات سيادة ما لم تجد دعماً من داخل مؤسسات تلك الدولة أو الإمبراطورية ، فلذا علينا أولاً أن ندرس العوامل الداخلية لعملية السقوط .
اسباب سقوط الإمبراطورية العثمانية :-
بعد أن عجزت الإمبراطورية في مواجهة التحديات الخارجية والمضي قدما نحو الأمام وعجزت الإمبراطورية عن تحديث مؤسساتها ونظم الإدارة فيها واصبح الضعف والوهن ينخر في كيان الدولة ..
وأمام هذا العجز الفاضح ، لجأت الدولة إلي اسهل الحلول وأكذبها لزيادة مدة الإحتضار ، وإعتمدت علي النظام البوليسي تعد علي الناس أنفاسهم وتلتقط كلماتهم وتقوم بتحليل أعمالهم ، يتصور سدنة هذا النظام ، أنه يقدم أداة طيعة تحمي الدولة من الإنهيار . والحقيقة أنه يعجل بإنهيارها ، بما يساهم بها من إخفاء للحقائق وستر جوانب الخلل ، فيقود إلي الهاوية بسرعة تسابق الزمن ...
وهذا النظام البوليسي يخلق الوظائف لكل سفيه ويسهل طريق الثراء الحرام ويقصر السبل لضعاف النفوس للوصول لغايات لم يكونوا يحلموا بها . فيكفي أن تكتب تقريراً سرياً عن أحد الشرفاء أو أي مواطن وتنال أنت الشرف والسمو والدرجة العالية الرفيعة في بلاط السلطان وتكون من المقربين وذو الحظوة عنده ..
ولا حساب ولا عقاب لمن يقدم فرية يثبت التحقيق كذبها في ظل النظام البوليسي (الأمن الذي يهتم بأمن القصور أكثر من إهتمامه بأمن الوطن والمواطن ) ، ولذا يتنافس الجميع علي الكذب والتلفيق ويصل حال المجتمع أن يدس الإبن علي ابيه والإخت علي أخيها وكل علي الآخر حتي ينال حظوة أو مقاماً محمودا عند السلطان ، وهكذا تتلاحق الفتن القاتلة لتقضي علي الدولة .. (( فلا تنهض دولة علي الأباطيل ، ولا تشيد صروحها علي الأكاذيب .. ))...

الحلقة الاولى.

 





  رد مع اقتباس
قديم 06-28-2011, 08:13 AM رقم المشاركة : 2 (permalink)
القلعة
المدير العام
 
الصورة الرمزية القلعة





القلعة غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

الحلقة الثانية .ويرد السلطان عبد الحميد بعد خلعه في مذكراته أسباب إهتمامه بجهاز الأمن
ويرد السلطان عبد الحميد بعد خلعه في مذكراته أسباب إهتمامه بجهاز الأمن ـ تحقيق الدكتور / محمد حرب . (( يقول السلطان : كنت أعلم أن السر عسكر ‘‘ عوني باشا ‘‘ قد أخذ أموالاً من دولة أخري ، إن رجلاً من رجال الدولة يأخذ مالاً من دولة أخري لا بد وأن يكون قدم لها خدمات ، كان حسين عوني يعمل كل ما في وسعه دون أن يطلع أحداً فيما ينتويه ، وعندما سافر إلي أوربا طرق أبواب رجال الحكم هناك ، وخلال سفره إلي فرنسا وإنجلترا إرتمي في أحضان الإنجليز .. وأخبرني سفيرنا في لندن موسوريس باشا تسلم حسين عوني نقوداً من الإنجليز ، إن الصدر الأعظم وهو يحكم البلاد بإسم السلطان يخون دولته ، لذلك تكدرت وتأثرت ، ومسألة أن قائداً عثمانياً يقبل نقوداً من دولة أجنبية لم يكن عملاً يستهان به .. فوقفت طويلاً أمام هذه المسألة .. فلا يمكن لدولة أن تكون آمنة إذا تمكنت الدول الكبري أن تجند لخدمة أهدافها أشخاصاً في درجة وزير أعظم ، وعلي هذا قررت إنشاء جهاز مخابرات يرتبط بشخصي مباشرة .. وكان ضروررياً أن أعرف أن بجوار هؤلاء لا بد أن يوجد إشخاصٌ مفترون .. لكني لم أصدق ولم أخذ أي شئ يأتي من هذا الجهاز دون تحقيق دقيق ..
ويفسر بعض المؤرخين إنتشار هذه الظاهرة السرطانية . بالهزائم العسكرية التي إقترنت بالسنتين الأولتين من حكم السلطان . وأن عبدالحميد رأي بعينه عمه السلطان عبدالعزيز وهو يخلع ثم يقتل .. ووقعت محاولة لخلعه قبل مضي عامين علي حكمه ..
ويظل النظام البوليسي محاولة يائسة لمنع الإنهيار والأخذ بشكل القوة دون حقيقتها ..
ولننظر ماذا كانت نتيجة النظام البوليسي .. .؟ قامت الرقابة علي المطبوعات ومنعت وصول الحقائق والأفكار للمواطن . حتي حجبت المعلومات عن المنوط بهم إتخاذ القرارات السياسية .. فتخبطت الدولة في الظلام ..
ويروي المويلحي ، كيف تجمع الكتب وتحرق مثل كتاب في الفقه تضمن شروط الإمامة ، وتلق الصحف تعليمات بعدم ذكر جمهورية أمريكا وإستبدالها بمجتمع أمريكا .. ولم تكن صحيفة تستطيع أن تكتب ولي عهد روسيا خشية أن يحدث لفظ ولي العهد إنقلاباً في السلطة ..

 





  رد مع اقتباس
قديم 06-28-2011, 08:17 AM رقم المشاركة : 3 (permalink)
القلعة
المدير العام
 
الصورة الرمزية القلعة





القلعة غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

الحلقة الثالثة
الإغـــــــــــــوات والحــــــــــــريم :-
وهناك نتيجة واحدة للحكم البوليسي وهو ظهور بطانة السوء وإبتعاد الأكفاء من العناصر القديرة .. فالحكومة إذا غلب عليها الجبن وأحاط بها الخوف وتولي الأدنياء أمورها وساس الأغبياء جمهورها وإنتشر في جسمها ميكروب التجسس فبشر حكامها بالخراب القريب والدمار الوشيك ...
ورأي السلطان أن الكون لا يستتب وأن النظام لايحفظ ، وأنه لا يأمن علي ملكه ونفسه إلا إذا قبض بيده القوية علي زمام كل الأمور كبيرها وصغيرها .. وطاف حول العرش زمرة مختلفة الأجناس والأنواع من نزاع الأفاق .. رأوا أن أغراضهم لا تنال ومراكزهم لا تحفظ وراحتهم لا تدوم إلا بمضاعفة مخاوف السلطان ، فتشتت أهل الفضائل الذين كانت الدولة تنتفع بهم في حل مشاكلها .. ولم يبقي منهم إلا من تغابي أو تجاهل أو أفرط في إظهار الجبن حفظاً لوظيفته أو طمعاً في وظيفة .. وأصبح التعيين في وظائف الدولة هو مجرد مزاح سلطاني .. حتي لقد عزل والي الحجاز عبدالحميد باشا عثمان لأن أهل الحجاز أحبوه ...
وأصبح الصدر الأعظم لا يعلم بتوظيف زيد وعزل عمرو إلا بعد وقوعه .. وصار الباب العالي ديواناً للقيد والتسجيل وإنحصرت أمور الدولة في رجال المابين (( الحاشية وهي تعبير يعني الحجرة التي لها بابان ، باب إلي جهة الحريم ، وباب إلي جهة الخدم )) فإختلطت الوظائف وتقلدها غير أربابها . وأصبح الشيخ سفيراً . وطباخ الشاي والياً .. ولاعب التياترو مبعوثاً .. حتي أمست الوظائف كخرزات مختلفة الألوان وضعها واضع في جعبة ثم جلجلها ما إستطاع وفتحها فإنكب عليها شبان القصر يفرقون ماوقع في أيديهم علي أصحابهم .. وكانت نتيجة هذا ما تراه من حال الدولة في نصفها الثاني بعد ضياع النصف الأول ..
ووصل أمر السقوط إلي الوزارة في اليوم الثاني من تشكليها لوشاية أو دسيسة ، دخل أبو الهدي علي السلطان في اليوم الثاني من صدارة أحمد وفيق باشا مضطرباً ، ويقول : يا افندينا إن عثمان بك مع الصدر وبعض الوكلاء يكتبون ورقة في السر بخلع جلالتـــك بناء علي فتوي من عرياني ذاده شيخ الإسلام ، فأمر السلطان بإحضار عثمان بك تحت حراب البنادق ، وأمر بتفتيشه لإخراج الورقة ، ففتشوه ولم يجدوا معه شيئاً ، ورغم هذا عزلت الوزارة يعد يوم وليلة من تأليفها ..

 





  رد مع اقتباس
قديم 06-28-2011, 08:25 AM رقم المشاركة : 4 (permalink)
القلعة
المدير العام
 
الصورة الرمزية القلعة





القلعة غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

الحلقة الرابعة.من رجلي إلي يدي :-
من رجلي إلي يدي :-
وأخذ المويحلي يروي الحكايات في عبارات نافذة عن سيطرة بطانة السوء ، فمثلاً ارادت الدولة أن تبعث زكي باشا قائداً علي عساكرها في طرابلس الغرب ، فوقف بين يدي الآغا وقال : مولاي إن الدولة عينت عبدكم قائداً علي عساكرها في طرابلس الغرب ولي أمنية هي تقبيل يدكم الشريفة ..
قال الآغا : متي وصل قدركم أن يتعدي رجلي إلي يدي !!!!
وإنقلب الهرم في الدولة العثمانية وأصبح أسافلها في أعلي الهرم الإجتماعي ، وأصبح عدد المشيرين حول السلطان ستون مشيراً ، ويعلن المويلحي قائلاً ليس في الدولة البريطانية سوي ستة مشيرين ، والدولة الفرنسية عندها أربعة وبعد حربها مع ألمانيا لم يخلفهم احد بعد وفاتهم .
وفي الدولة البوليسية يتواري القضاء وتهتز مكانته ، فكان علي الآباء أن يدعو الله لأبنائهم ألا يحكم عليهم بدعوي ، فالدعوي قصامة الظهور لإبطاء الحكم وإهمال الفصل فيها أو لمصيبة الحفظ لأوراقها ، وربما ورث الإبن دعوي أبيه أو جده ..
مر عبدالله باشا فكري في أحد أسواق الآستانة فوجد رجلاً يبيع المناديل ، فوقف يشتري منه وخلال حديثه تبين طيب اصله فسأله عن بلده . فقال : من بغداد ، كنت من علية قومي فرماني القضاء والقدر في البلد لدعوي بيني وبين جماعة من اهل بغداد ، فجئت إلي دار الخلافة لأنال عدل الحكومة فبقيت ثلاثاً وعشرين سنة ، ودعواي واقفة لا يحكم لخصومي فأستريح باليأس ، ولا يحكم لي فأحصل علي حقوقي ، وبعت جميع ما أملك ، وإنتهي بي الحال إلي ما تري !!!

 





  رد مع اقتباس
قديم 06-28-2011, 08:28 AM رقم المشاركة : 5 (permalink)
القلعة
المدير العام
 
الصورة الرمزية القلعة





القلعة غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

الحلقة الخامسة.الرشــــــــوة والبذخ :-
الرشــــــــوة والبذخ :-
وبدلاً من أن تنفق الدولة التي في طريقها للإنهيار أموالها علي حل مشاكلها والخروج من مأزقها ، تعيش حالة من البذخ المدمر وتنتشر فيها الرشوة والفساد ، ولقد فاقت السلطنة العثمانية وهي في ذروة ضعفها جميع الدول الأوربية في الأبهة والفخار بأعظم مقتنيات الزينة ، ويصف المويلحي موكب السلطان بأنه ليس مثثل قيصر في موكب إنتصاره ولا الإسكندر في يوم إفتخاره ، ففي يوم الجمعة ترد عشرة الآف من العساكر إلي ساحة المسجد أمام باب السراي ، وتصطف صفوف مضاعفة بعضها وراء بعض ، وتتسابق مركبات المشيرين والوزراء والمشـــــــــايخ والأجانب من السفراء في قاعة الجيب الهمايوني المطلة علي تلك الساحة .. أما المراقبة والمحافظة علي المسجد ، فتري علي كل نافذة من نوافذ المسجد محافظين غليظين يمنعان كل قاصد للنظر ، وعلي سطح المسجد عشرات من العيون الأرصاد ولا يدخل المسجد مصلٍ إلا فتشه المراقبون تفتيش اللص سرق فص خاتم ، فإذا دخل المسجد دخل وعن يمينه جاسوس وعن شماله آخر ومن خلفه إثنان ..
وفي شهر رمضان يفطر السلطان في سراي كابي ، ويأتي الخدم من سراي يلديز بالآواني الذهبية المرصعة والموائد الفضية وما يتبعها من أنواع الزخارف والزينة التي لا توجد عند جميع ملوك الأرض . لإفطار جلالته ، وأفطر مرة إلي جانب المخلفات النبوية التي بقيت ثلاثة عشر قرناً ، وماهي بذهب ولا بحجر كريم ، إنما هي صوف خشن من لباس خاتم المرسلين ..
ويحكي عن الفساد الذي ضرب أطنابه في الدولة ويقول : (( يأتي المعزولون من المأمورين إلي دار السلطنة ، فيدخلون وعبابهم مملوءة بالمال ورءوسهم بالأحلام يطوفون علي بيوت الكبراء والوزراء والكتاب والحجاب ، ويقدمون الهدايا والتحف للناظر والوكيل والكاتب والحاجب والنديم ، وعندما يعودون إلي وظائفهم لا تري الرعية منهم إلا نموراً تمزق الأعضاء وأسوداً تفرق الأشلاء وأفاعي ناهشات وعقارب قاتلات ، وعرفوا أن لا عقاب علي الرشوة ولا مواخذة في إستعمال القسوة .. ولا جناح علي الكاذب ولا عيب علي الخائن ، ولا صحة علي منافق

 





  رد مع اقتباس
قديم 06-28-2011, 08:30 AM رقم المشاركة : 6 (permalink)
القلعة
المدير العام
 
الصورة الرمزية القلعة





القلعة غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

الحلقة السادسة.رابسوتين العثماني :-
رابسوتين العثماني :-
وشاع في اعلي درجات المجتمع والإدارة العثمانية الخرافة بدلاً من العلم وتفسير الأحلام والتنجيم ، ولعل قصة ابوالهدي الصيادي خير دليل علي نوعية الشيوخ الذين أحاطوا السلطان ، ويروي هذه القصة إبراهيم المويلحي ويكملها الدكتور عبدالعزيز الشناوي في كتابه القيم عن الدولة العثمانية .
قدم الشيخ ابوالهدي الصيادي إلي الآستانة من حلب في آخر حكم السلطان عبدالزيز في زي أهل الطريق ، وأخذ ينشد الذكر ويضرب علي الدف في إحدي التكايا الرفاعية ، وعاد وهو يحمل لقب نقيب الأشراف في حلب ، ورجع إلي الآستانة بعد تولي السلطان عبدالحميد بشهرين ، ورأي السلطان عبدالحميد رؤيا ففسرها له الشيخ ابوالهدي تفسيراً راق له .. ويعد أيام أبلغ الشيخ رجال المابين أن النبي صلي قد جاءه في الرؤيا وأبلغه رسالة إلي السلطان عليه أن يبلغها من غير واسطة ، وقيل له إن السلطان لا يعرف العربية وأنت لا تعرف التركية ولا بد من وسيط ، وعاد الشيخ في اليوم التالي وقال : لقد علمني النبي اللغة التركية !!! فبحثوا إن كان الشيخ يعرف اللغة التركية ، وتأكد عدم معرفته بها من قبل ، فدخل علي السلطان ، ونال الحظوة لديه لم ينلها أحد قبله ..
وهو بحق راسبوتين الدولة العثمانية ، فإذا كان راسبوتين أحد أسباب سقوط القيصرية في روسيا فابوالهدي أحد أسباب سقوط الدولة العثمانية بنفس الوسائل والأساليب .. فقد كان آفاقاً دفعته المقادير إلي السلطان . ماهراً ذكياً قادراً علي التغلغل في أعماق النفس البشرية ومعرفة مواطن الضعف والقوة في كل منهم ، إستحوذ علي السلطان ولا يطيق أن ينافسه أحد ، وإنتزع نقابة الأشراف في حلب من اسرة عبدالرحمن الكواكبي ، ولم يقف نفوذه عند الأمور الدينية والتكايا بل إمتد إلي الأمور السياسية والقصور وحمل العديد من الألقاب فهو مستشار السلطان وحامي العثمانيين وسيد العرب وشيخ الشيوخ ، ويقف خلف كل القرارات التي أدت إلي سقوط السلطان وإنهيار الدولة ..
تعرض لسائسه جمال الدين الأفغاني ، وعبداله النديم فبعد أن عفي عبدالحميد عن عبدالله النديم وسمح له بالسفر إلي إستانبول وعينه مفتشاً للمطبوعات بالباب العالي ، إستقبله الصيادي بالعداء ، ونازله النديم بلسانه اللاذع وفضح دسائسه وشغفه بوضع تقارير ملفقة للسلطان ، ووضع كتاباً إسمه (( المسامير )) أطلق فيه علي أبي الهدي أبا الضلال ، وصور الشيطان في كتابه مكتئباً حزيناً لأنه وجد منافساً له من بني الإنسان هو الصيادي ، ورد الصيادي بإستعداء السلطان ومحاولة مصادرة الكتاب ، ولكن النديم إستطاع أن يصدره في مصر ، ورد عليه الصيادي بكتاب أسماه (( صوت الهزار ونعيق العذار )) قال فيه عن مصر (( إنها دار الفاسدين ، ودار الفجور ، وموضع فن غير مستور ، ومقر فضائح تضيق لها الصدور .... )) !!!
وعرف عن (( أبوالهدي )) عداءه لكل إصلاح وخصومته لكل رجل حر ، ويكفي أنه أفتي للسلطان أن إهلاك الثلث في إصلاح ثلثي الرعية جائز
...

 





  رد مع اقتباس
قديم 06-28-2011, 08:33 AM رقم المشاركة : 7 (permalink)
القلعة
المدير العام
 
الصورة الرمزية القلعة





القلعة غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

الحلقة السابعة.اليـــــــأس ... اليـــــــــــأس :-
اليـــــــأس ... اليـــــــــــأس :-
ومن الطبيعي أن تصيب الناس أمام تلك الهزائم ونتيجة هذه الأوضاع جرثومة اليأس التي تفضي إلي موت الأمم والأفراد ، وينقل المويلحي عن أسعد باشا سفير الدولة العثمانية في باريس قوله لأحد الذين يعملون من أجل نصح الدولة وإيقاظها بكتاباته وخطبه (( أيها السيد الفاضل أن الله أراد موت هذه الدولة فكيف تقدر علي إحيائها ... ؟؟؟ ))) .
بقيت كلمة أخيرة تتناول الشاهد وشهادته ، لقد كان إبراهيم المويلحي من أهم كتاب النثر الأدبي في نهاية القرن التاسع عشر ، وعاش مرحلة كثرت فيها الحوادث والخطوب ، وشهد التدخل الأجنبي من خلال صندوق الدين ، وخلع الخديو إسماعيل وقيام الثورة العرابية وأخيراً الإحتلال الإنجليزي لمصر ..
وكان قريباً من هذه الأحداث ، وعمل سكرتيراً للخديو إسماعيل خلال وجوده في نابولي ، يحرر رسائله ويعلم أولاده ..
ومن العسير أن تجد أحد الكتاب في المسائل السياسية في هذه الحقبة ، يثبت علي موقف واحد ، فنلاحظ إنتقال المويلحي بين المعارضة والتأييد للسلطان عبدالحميد ، ولعله كان متأثراً لبعض الوقت بالفرمان السلطاني بخلع الخديو بأمر الدول الكبري ، فهاجم السلطان ودولته في الصحف التي أصدرها في أوربا مثل صحيفة الخلافة 1879 . وصحيفة الإتحاد ثم عاد وأصدر جريدة (( عين زبيدة )) . يدافع فيها عن السلطان والدولة العثمانية ، ويهاجم الإنجليز ، ثم إنضم إلي جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده في تحرير العروة الوثقي في باريس ..
ووصل إستانبول عام 1885 وعينه السلطان في (( إنجمن المعارف )) وبقي بها عشر سنوات ، ثم عاد إلي مصر وأصدر صحيفة (( مصباح الشرق )) عام 1898 يدافع خلالها عن الدولة العثماينة ..
وأخيراً نشر هذه السلسلة من المقالات عن الدولة العثمانية في صحيفة المقطم الموالية للإنجليز ، فهل كانت المقطم مجرد منبراً يعبر فيه عن أرائه ؟؟؟ أم كانت هذه الكتابات جزءاً من حملة منظمة علي الدولة العثمانية في مصر ؟؟؟ ..
والأرجح انه كان مدافعاً صادقاً عن الدولة العثمانية ، مثل كل أبناء جيله ، فكانت بالنسبة إليهم رمز وحدة الشرق وحاميته ، تعلق بالأحلام طويلاً بأن تخرج من مأزقها وأن تصحح أخطاءها ، وأن تتمكن من الإنتصار علي اعدائها وخذلته وأحبطته ..
وكان هذا الكتــــــــــــاب

 





  رد مع اقتباس
قديم 06-28-2011, 01:02 PM رقم المشاركة : 8 (permalink)
خليل المويلحي
نائب المدير العام






خليل المويلحي غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

أخي العزيز القلعة، لك جزيل الشكر على نشر هذا التقديم الوافي. جميع البحاثة حاولوا شرح تصرفات الأديب ابراهيم (باشا) المويلحي من واقع كتاباته لا من واقع تركيبة شخصيته ونشأته ومعتقداته الشخصية.
لقد كان مناصرا للدولة العثمانية بوصفها حامية الاسلام. ولم يكن يقبل أن ينازله أحد، حتى لو كان السلطان العثماني نفسه، وكان بين ابراهيم وعبد الحميد الثاني صولات وجولات تميزت بالكر والفر استعمل فيها السلطان قواه السياسية واستعمل فيها ابراهيم قواه الاعلامية والتي لم تخل من الهجاء.
ومفتاح شخصية ابراهيم هو عزة النفس وإتقان التاريخ السياسي. ومن هذا المنطلق كتب *ما هنالك* مثلما كتب ماكيافيللي كتابه *الأمير*، والأصل في الكتابين إسداء النصح للحاكم ليتبين الأخطاء ويتفاداها وليتبين الصحيح ويتمسك به.

 





  رد مع اقتباس
قديم 07-02-2011, 01:46 AM رقم المشاركة : 9 (permalink)
العطيات
عضو نشيط





العطيات غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

تاريخ يستحق القراءة لاديب وسياسي مخضرم لسليل اسرة عربية هاشمية تركت
بصمتهاللاجيال في الحجاز ومصر وخارجها .

 





  رد مع اقتباس
قديم 03-25-2013, 02:17 AM رقم المشاركة : 10 (permalink)
القلعة
المدير العام
 
الصورة الرمزية القلعة





القلعة غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

حين كشف المويلحي أسرار انهيار السلطنة العثمانية
القاهرة - صلاح حسن رشيد
السبت ٩ مارس ٢٠١٣
بعد اختفائه لأكثر من قرن من الزمان؛ ظهر كتاب «ما هنالك من أسرار بلاط السلطان عبد الحميد»، لإبراهيم المويلحي، ذلك الكتاب الذي صودر في عام 1896. وخطورة هذا الكتاب تكمن في أنه يميط اللثام عن أحداث سياسية بارزة، منها دور السلطان في عزل الخديوي إسماعيل، ودور تركيا في احتلال بريطانيا لمصر، والتحريض العثماني ضد الزعيم أحمد عرابي، وصدور فرمان عصيانه.
يرى المؤلف أن السلطان عبد الحميد الثاني كان يحكم على طريقة سلاطين القرون الوسطى، فكل شيء كان في يده، وكل عمل كان يتم بأمره، من دون النظر إلى التطورات التي مرت بها نُظُم الحكم في العالم الحديث، أو الأخذ في الاعتبار ميول الشعب؛ فهو في موقع السيادة، وأي شخص آخر يعارضه في مهب الريح؛ لذلك كانت دولته تنطوي على أسباب انحلالها واضمحلالها.
يقول الباحث أحمد حسين الطماوي في تقديمه لطبعة جديدة من الكتاب صدرت أخيراً عن مكتبة «جزيرة الورد»، في القاهرة: «إن موضوع هذا الكتاب لا يتناول سيرة السلطان وفقاً لمنهج السيرة المعروف، وإنما يقدم عنه صوراً جزئية، تكون في مجموعها صورة عامةً تترك انطباعاً في ذهن القارئ، وفي هذه الصور يحاول المويلحي التغلغل في عوالم نفسِ السلطان، لاستبطان ما استترَ فيها، وإنارة مساربها لاستشفافها، وتبيُّن دخائلها، والبحث في مكنوناتها، ولا أعني أن الكتاب صورٌ نفسية محضة، وإنما هو إلى جانب ذلك صور تاريخية واجتماعية، وأخرى إنسانية، وأخلاقية لأتباع السلطان من دسّاسين، وجواسيس، وفضوليين، ومُتملِّقين، ووُصوليين، مع إظهار خفاياهم، وإبراز أغراضهم، وكل هذا يُسهِم بقدر وافر في إيضاح شخصية السلطان، وهذا يجعلنا نقول: إن المويلحي في كتابه هذا ليس مؤرخاً خالصاً، تتلاحق في كتابه الوثائق والتواريخ والنصوص، وإنما ميدانه الواسع شخصية السلطان، ومدى تأثُّرها بالسائس، والإشاعات، والوشايات، والأكاذيب، وكل ما يرجف، وتأصُّل هذا فيه، وما ينجم عنه من حوادث ومواقف، وجفاء لأناس؛ مما جعله يعيش في صراع، وقلق، وشك، وخوف، ووهم».
ونظراً إلى قرب المويلحي من قصر السلطان، ودوائره، ومعرفته بما يدور فيه، وإلمامه بأحوال تلك الفترة، ونفاذ بصيرته، يأتي كتابه عن الافتراضات الوهمية والتكهنات، كما جاءت فيه الأحداث موافقة لروح الزمن الذي وقعت فيه، ومجريات الأحوال السائدة. والمويلحي مُوْلَع بجمع الحكايات الغريبة، والأسرار الخفية؛ لإقامة الحُجَّة على فساد رجال البلاط، وانزعاج السلطان لأتفه الأسباب، خوفاً على حياته، ونعجب من كثرة ما جمعه، واستشهد به، وكأنه جاسوسٌ على السلطان وحاشيته، أو كأن له عيوناً ترقب وتُبلِّغه. والكتاب يعرض قسماً كبيراً من هذه القصص النادرة، كأن يقول: «إن السلطان وصلته ثلاثة تقارير من الجواسيس في مسافة نقض الوضوء». ومن حكاياته العجيبة في هذا المجال، قوله: «إنَّ تَرِكةً شُهِرَ مَبِيعُها، فحضر فريقٌ عسكريٌّ، ليشتري منها ما يُعجِبه، فأعجبه جملة من الكراسي، فاشترى منها خمسةً وثلاثين كرسياً، فكتب الجاسوس تقريراً، يقول فيه: إن فلاناً الفريق قد حضر إلى التَّرِكة الفلانية، واشترى منها خمسةً وثلاثين كرسياً، ولولا أنه عزم أن يعقد جمعيةً، ما اشترى هذه العدد الكثير من الكراسي، فصَدَرَ الأمرُ بعزل الفريق».
ونتيجة لإلغاء السلطان عبد الحميد مجلس النواب، أو(المبعوثان) الذي منحه للأمة، بعد توليه السلطنة عام 1876، يكون عطَّل السلطة التشريعية، واستمرَّ في حكم الدولة بقوانين العصور الوسطى التي كانت تلائم الماضي، وقد دانه عدد من المؤرخين، ووصفوه بالحاكم المستبد، يقول الدكتور كمال بكديللي: «أصبح الاستبداد هو الصفة الغالبة في الحكم، على عهد السلطان عبد الحميد، واستمرت مرحلة الانهيار والتفكك في أوصال الإمبراطورية، خلال المدة التي بدأت منذ نهاية الحرب الروسية الكبرى عام 1878، وامتدَّتْ حتى خلع السلطان عبد الحميد الثاني عن العرش عام 1909».
ويقول إحسان حقِّي: «عبد الحميد لم يكن ملِكاً ديموقراطياً مثل ملك إنكلترا أو السويد مثلاً، بل كان ملكاً أتوقراطياً يملك ويحكم، وإذا كان قد ظهر منه شيء من الاستبداد، فذلك شيمة الملوك في ذلك الزمان».
ويرى حسين الطماوي أن السلطان عبد الحميد الثاني كان جامداً متصلباً، فلم تكن لديه القدرة على التشكُّل بأشكال مختلفة مع القوى المناوئة له في الخارج، أو اتباع أسلوب الملاينة مع مناهضيه في الداخل، الذين لم يكونوا أقل خطورة من أعدائه الأوروبيين في الخارج، وإنما كان يرغب في أن يظهر بمظهر السلطان الغلاّب التيّاه الجهير الصوت، الذي يطلب المجد بالقوة والقهر، فقد كان عليه أن يخالط الأحرار الدستوريين بالقانون الأساسي أو الدستور، ويدخل ساحاتهم، ويحاورهم، ويلين شوكتهم، لا أن ينصِب لهم الشِّراك، ويرصد حركاتهم، ويتعقبهم، فيطيرون منه، ويحطون في باريس، ويتخذون منها منطلقاً لمحاربته، وتأليب الشعب والعسكر عليه. ويؤكد الطماوي أن تجارب السلطان عبد الحميد في الحكم كانت ناقصة، وأن معرفته بالتواء السياسة كانت قاصرة، فلا يعرف كيف يتصرف إذا داهمته الخطوب، ونزلت به النوازل، لذلك استغلت أوروبا وروسيا ذلك، فاستولت على ممتلكات الدولة العلية في البلقان.
يذكر أن الطبعة الأولى من هذا الكتاب صدرت عام 1896 فأمر السلطان عبد الحميد بمصادرتها على الفور، وأمر المويلحي بجمع النسخ وإرسالها إليه، فامتثل بسرعة، ولم تبقَ إلاَّ اثنتا عشرة نسخة فقط أفلتتْ من هذا الكتاب، وكانت وُزِّعتْ على الأقارب والأصدقاء كهدايا.
الحياة 25 مارس 2013

 





  رد مع اقتباس
قديم 05-08-2013, 10:56 AM رقم المشاركة : 11 (permalink)
n_almowaileh
عضو مميز






n_almowaileh غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

معلومات قيمة تحتاج للقراءة مرة اخرى على رواءة............................................. ..........................................

 





  رد مع اقتباس
قديم 04-08-2014, 02:12 AM رقم المشاركة : 12 (permalink)
القلعة
المدير العام
 
الصورة الرمزية القلعة





القلعة غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

السلطان عبد الحميد.......وسنينه

  • كتاب ممنوع يفرج عنه بعد90 سنة
    الاربعة الكبار الذين كانوا يشاركون السلطان غي الحكم من وراء الستار

    سنتابع مقتطفات من كتاب (ماهنالك......من اسرار بلاط السلطان عبدالحميد). وهو ايام ماكانت عليه الىستانه في عهد ذلك السلطان الذي اشتهر بالطغيان والاستبداد فاليكم ملامح الصورة كما رسمها المويلحي بقلمه الرشيق الساخر لحاشية السلطان وشخصيته المتقلبة العجيبة.
    ويمضي المويلحي باسلوبه الساخر الذي تعلم منه عبدالعزيز البشري وعبدالقادر المازني فيصور في فصل كامل طريقة التقاضي في عاصمة الدولة العثمانية ويقول في اول صفحة من الفصل بعنوان"الدعاوي في الآستانه"ان الادباء والامهات كان يجب" ان يدخلوا في جمل الدعاء لابنائهم ان لايحكم الله عليهم بدعوي في الآستانه فان الدعوة فيها قصامة الظهور لابطاء الحكم واهمال الفصل فيها او لمصيبة الحفظ لاوراقها وربما ورث الابن دعوة ابيه وجده.
    يروي المويلحي حكاية من حكايات التقاضي العجيبة نقلا عن عبدالله فكري باشا الذي كان وزيرا للمعارف في مصر قبل صدور هذا الكتاب لاول مرة. يقول:مر المرحوم عبدالله باشا فكري في اسواق الآستانه فوجد رجلا في حانوت يبيع اصنافا من المناديل فوقف عليه ليشتري منها. وفي اثناء حديثه مع الرجل راي عليه مخائل طيب الاصل.فسأله عن بلده فقال الرجل من بغداد يامولاي وكنت في بلدي من علية القوم فرماني القضاء والقدر في هذا البلد لدعوي بيني وبين جماعة من اهل بغداد فجئت الي دار الخلافة لانال من عدل الحكومة انصافي فبقيت ثلاث وعشرون سنة. ودعواي واقفة لايحكم لخصومي فاستريح باليأس ولايحكم لي فاحصل علي حقوقي وقد بعت جميع ما املك وانتهي بي الاحتياج الي ماتري(لاقدرالله عليك بدعوي في الآستانه),
    ويشير المويلحي الي اسوأ مايتعرض له المتقاضون ومعظمهم من الولايات العثمانية مثل صاحبنا البغدادي. هو ان تكتب علي الدعوي كلمة" دورسون " اي يحفظ التي صارت من النواميس الطبيعية ويعلق علي مايرويه من حكايات ونوادر عديدة في هذا المجال بقوله
    "هذا حال ارباب الدعاوي في دار الخلافة ومما يحبب مفارقة الحياة ان يسمع المسلمون ان الدولةتأمر دولة الاسلام باجراء العدل بين رعاياها. وكان اللائق بمقام الاسلام ان تأمر دولته دول العالم بما يأمرنها به الان(سنة 1896) من اجراء العدل بين رعاياها وهل كانت وظيفة الخلافة في الاسلام غير رفع الظلم عن المظلومين في انحاء العالم؟ وهل فتحت الممالك الا بهذا..ولهذا؟"
    بهذه الكلمات ينتهي فصل الدعاوي في الآستانه ثم يبدأ فصل ىخر اطول واظرف بعنوان " المشايخ"
    الاربعة الكبار
    من هم هؤلاء المشايخ الذين يقصدهم المويلحي؟
    يجيب في مستهل الفصل بقوله هم حملة عرش الخلافة وعددهم اربعة وهم الشيخ السيد ابو الهدي الخاننشيخوني الحلبي , والشيخ السيد احمد اسعد القيصرلي المدني , والشيخ السيد فضل باشا المليباري المكي, والشيخ محمد ظافر المدني المغربي وقد اختلف الناس اختلافا عظيما وتعددت اراءهم بسبب قربه من حضرة مولانا الخليفة والتصاقهم ببساطه وهم من الامة العربية وما وضع عربي مهما كان حسبه ونسبه جبهته منذ تاسست السلطنة العثمانية حيث تطأ الان اقدامهم. ومامد عربي بصره حيث يمدون ايديهم وماحدث عربي نفسه قبلهم ان يحدث جلالة الخليفة في نجواه , ويدخل معه في شئون السلطة فيعزل الصدور ويوليهم ويبعدهم ويدنيهم بنصحه "ثم بدأ في بحث اسباب قرب هؤلاء الاربعه الكبار من السلطان فيعرض لما يقال في عاصمة الخلافة فمن قائل ان السلطان له ميل الي معرفة الطالع والغيب وهؤلاء لهم مزاعم ودعاوي عريضة في هذا الباب ومن قائل انهم افهموا السلطان واقنعوه بان "سكون الامة العربية وحركتها في ايديهم اي ان عندهم صمام الامان بالنسبة للبلاد العربية الواقعة تحت سيطرة امبراطورية آل عثمان, ومن قائل ايضا ان تدهور اوضاع الدولة العثمانية وسقوط الكثير من ولاياتها الاوربية في الحرب مع روسيا قد اضطرها للسعي وراء المحافظة علي رمز الخلافة من جهة والتقرب من العرب من جهة اخري وسنلاحظ في هذا السياق كيف استخدم المويلحي تعبير"الامة العربية" بشكل مبكر في تراثنا الحديث فهذا الكلام نشره عام 1895 في " المقطم " ثم نشره في الكتاب في السنة الثانية.
    غير ان المويلحي يبدأ بعد ذلك في شرح احوال هؤلاء الاربعة الكبار واحدا وراء الاخر مع ذكر الكثير من الحكايات والنوادر عن كل منهم, واول هؤلاء هو السيد ابوالهدي(ويلاحظ ان كلمة "سيد" تسبق اسماء ثلاثة منهم دليلا علي انهم من نسل الحسن والحسين). وقد وفد ابو الهدي علي الاستآنه يسبقه لقب الشيخ لا السيد في اخر حكم السلطان عبد العزيز وكان وفوده اليها في صورة اهل الطريق اي انه كان من اتباع الطرق الصوفية علي الطريقة الرفاعية وقد اطلق شعره علي طريقتهم وراح يجوب التكايا منشدا في الاذكار وضاربا علي الدف.فجذب اليه بعض الامراء المتصوفيين ثم عاد الي موطنه في حلب مع وظيفة نقيب الاشراف هناك ولكن حين تغير الوضع واعتلي عبد الحميد عرش اسرته عاد ابو الهدي الي الآستانه وعند ذاك رأي السلطان رؤية معينة في منامه وقصها علي احد باشوات القصر فلم يجد لتفسيرها احكم من الشيخ ابو الهدي.فامر السلطان باحضاره ففسر الرؤيا بطريقة اعجبت الرائي فاحسن اليه كثيرا وبعد ايام عاد الشيخ الي القصر محملا ببشري هذه المرة فقد قال لرجال البلاط انه راي النبي عليه السلام ليلة امس فامره بابلاغ السلطان رسالة معينة دون واسطة,فاخذوه بعد التحري الي السلطان الذي كان يعد نفسه للحرب مع روسيا ولا يدري احد ماذا قال له ابو الهدي ولكن المحيطين به لاحظوا سعادته الغامره بعدها ومن الطريف ان رجال البلاط اعترضوا في البداية علي اساس ان السلطان لايعرف العربية والشيخ لايعرف التركية ولابد من مترجم ولكن الشيخ رفض ومضي غاضبا.ثم عاد بعد ايام وزعم انه يتكلم التركية وان النبي عليه السلام "تفل في فمه " فنطق بالتركية وحاول رجال البلاط ان يحققوا مدي معرفته في السابق للتركية فجاء الشهود وشهدوا بانه لم يكن يعرف منها حرفا قبل ذلك وكان ذلك مؤهلا لمزيد من نجاحه وتقلربه من السلطان ومع ذلك غضب عليه السلطان ذات مرة بعد ذلك ونفاه الي حلب ولكنه سرعان ماعاد بعد بضعه اشهر مدعوا هذه المرة من السلطان نفسه بالتلغراف ولما عاد هذه المرة بدأ يتخصص في السياسة داخل القصر ويتدخل في كل ما لايعنيه.
    الشيخ الثاني في سلسلة الاربعة الكبار السيد احمد اسعد تركي الاصل من اهل قيصرية هاجر اجدادع الي المدينة المنورة وعاشوا في خدمة الروضة الشريفة ثم وفد الشيخ علي الآستانة بضع مرات حتي نال الحظوة عند عبد الحميد وصارت له دائرة خاصة في المابين ويطلقون عليه اسم سيد افندي وله الحق في الدخول علي السلطان بلا استئذان ولجلالة السلطان به ثقة فاذا مرضت في السراي السلطانية احدي الجواري فجلالته يامر بنقلها الي بيته فان ابلّت من مرضها عادت الي السراي واذا ماتت خرجت من بيته ولكنه عامي يوقر نفسه بالاطراق ومداومة الصمت ولو قلنا عنه انه امي لايكتب ولايقرأ لكان امدح له من ان نصف كتابته " نال هو واولاده ارفع رتب الدولة واوسمتها وقد اقنع السلطان ان العرب جميعهم لايعصون له امرا ومن هنا نال الحظوة التي جعلته يدخن النارجيله في حضرة السلطان وبالاضافة الي هذه الاهمية فهو مبعوث السلطان في المهمات السياسية ارسله الي سفير انكلترا في الآستانه فاخذ يسعل طوال الجلسه حتي اشفق عليه السفير واجاب طلبه من خلال المترجم طبعا.
    والشيخ الثالث هوالسيد فضل باشا المليباري المكي اصله من مليبار في اسيا كان اهلها قد اختاروه اميرا عليهم في ظفار ولكنه استبد بهم فاستنجدوا بالانجليز الذين اخرجوه من بلاده فجاء الي السلطانيصرخ ويستنجد من اجل قوة عسكرية تعيده الي قواعده ولكن طلبه لم يتحقق فبقي في الآستانه ولما تولي عبد الحميد انعم عليه برتبة وزير وع ذلك ظل يطالب بامارته وهو امي ايضا ولكن له كتبا كثيره منسوبة اليه ومشحونه بكرامات ابيه واجداده وهو يبشر السلطان بسلطنة الهند وباسلام اهل امريكا واذا وردت اليه رسائل من بعض اصحابه في الهند بني عليها تحقيق الامل فيما يبشر به وعرضها علي السلطان
    الشيخ الرابع والاخير محمد ظافر المغربي المدني الوحيد منهم الذي لاينتسب الي السدة النبوية وهو منطرابلس الغرب(ليبيا) عاش في المدينة المنورة فانتسب اليها وله طريقة صوفية متفرعة من الطريقة الشاذلية وهو رجل متواضع لين الاخلاق معترف بعاميته متظاهر بالخمول جاء الي الآستانة نتيجة توصية من اخيه الذي زكاه عند السلطان بانه ممن لهم علم بظهر الغيب والمستقبل فجاء وتنبأ لعبد الحميد بانه سيجلس علي العرش في سنة كذا فلما حدث ذلك مصادفة عظم قدره عند السلطان وهؤلاء الشيوخ الاربعة الكبار مهمتهم الاولي قراءة طالع السلطان وتامينه ضد الشرور والاشارة عليه بما يجب ان يفعل طبقا للغيب الذي يظهرونه له فضلا عن كتابة التقارير ضد غيرهم وضد بعضهم البعض وتوجيه السلطان فيما يعن له من مشكلات ومهمات سياسية واخيرا فهم شديدوا التنافس فيما بينهم كثيروا الصراع يطعن كل منهم الاخر فمثلا يقول الشيخ ابو الهدي عن الشيخ ظافر ان جده يهودي من سلانيك اسلم وقتله السلطان محمود لزندقته ..وهكذا ومع ذلك فلهم مريدون واحباء. الف بعضهم رسائل عنهم وعن ورعهم وطيبة قلوبهم وبالمثل لهم خصوم الفوا ضدهم ولكن لم يسمح بنشر شي من تأليفهم فاكتفوا بالتشنييع عليهم مثلا حدث مع ابي الهدي الصيادي الذي يقولون عنه انه وراء كل ضرر لحق بالدولة العثمانية او رعاياها وهم في النهاية من اصحاب الطرق الصوفية. وهواة الشعوذة وكتابة الاحجبة للسلطان وقد كان جمال الدين الافغاني يسمي الصيادي " البغل المزركش " لكثرة النياشين والاوسمة التي يضعها علي صدره كلما ظهر علي الناس بشكل رسمي.
    الدين النصيحة
    لم ينس المويلحي وهو ينهي ذلك الفصل المطول عن الشيوخ الاربعة الكبارعن غرضه من تاليف كتابه وهو غرض مركب من غرضين هما تنبيه اول الامر العثمانيين فيما هم فيه من وشك السقوط, وتنبيه الامة الي الحال التي وضعها اولي الامر فيها ويضيف بانه يائس من الغرض الاول ولكنه نجح في اداء الغرض الثاني ومع ذلك يقدم للسلطان مايشبه النداء في نهاية الفصل او مايسميه النصيحة التي بادرت بها جماعة من فضلاء المصريين وركزتها في المطالبه باعادة العمل بالدستور الذي عطله عبد الحميد كما عطل مجلس النواب في اول عهده فازداد الظلم والعسف وتنتهي هذه النصيحة التي تستغرق بضع صفحات بتذكير السلطان بعظمة اجداده وسء عاقبة المشورة من امثال ابي الهدي الصيادي وتستند في اولها واخرها علي ان الدين النصيحة
    التفوق علي ماكيافيللي
    ياتي الفصل الاخير من الكتاب وقد خصصه المويلحي للحديث عن السلطان نفسه وكانما كانت كل الفصول السابقة تمهيدا لهذا الفصل الذي بذل فيه جهدا كبيرا في الاستقصاء والتحري التاريخي فيقول ان عبد الحميد هو السلطان رقم 34 في سلسلة سلاطين آل عثمان جلس علي سرير السلطنة" بالارث والاستحقاق "كما تقول العبارة الرسمية فالارث يعني ان جلوسه وسلطنته بالميراث والاستحقاق يعني حقه في الخلافة علي المسلمين. ويقول المويلحي : ان السلطان سليم لمافتح مصر والشام بايعه الخليفة العباسي بالخلافة ولكنه لقب نفسه بلقب( خادم الحرمين الشريفين) اما اول من تلقب بالخليفة فكان السلطان سليمان الملقب ايضا بلقب " القانوني" وبقيت الخلافة بعد ذلك لاتذكر الا مع الالقاب التي تضاف الي اسماء السلاطين
    ولما اراد اهل الحل والعقد خلع السلطان عبد العزيز وتولية السلطان مراد نقلوا الاخير ليلا الي ديوان السر عسكر(قائد الجيش او وزير الحرب) واتفقوا علي ان يبايعوه البيعة الشرعية يقول المويلحي في تصوير شخصية عبد الحميد" نحيف الجسم ربعة او تحت الربعة في الرجال عصبي المزاج قوي العرضة متوقد الذكاء شديد الذر علي نفسه كانه يري انه نصب له في كل خطوة مكيدة وقد بذل جميع اوقاته وجزءا عظيما من امواله في المحافظة علي نفسه بما لم يسمع بمثله واستعمل لذلك ما يبعد ان يخطر علي البال من أفانين التفرقة بين الناس حتي صار جمعهم لديه مفردا واستحال ان تقع عليهم صيغة الجموع فالكل هو والواحد هم وقد بلغ بذكائه في اساليب التفرقة الي مالم يحط ماكيافيللي به علما فابعد من الاستانه من اهل الحل والعقد من يزدوج وابقي فيها من يعلم انه ينفرد وماكافيللي هذا الذي كتبه المويلحي بطريقته في كتابة الاسماء الاوربية وهو الفيلسوف الايطالي في عصرالنهضة الذي فلسف طريقة الحكم الفردي في كتابه الامير
    ويروي المويلحي حكاية عن طريقة معاملته للصدور العظام فيقول:
    استدعي في احدي الليالي المرحوم خير الدين باشا الي المابين ودخل به حجرة بعد اخري وامر الحاشية ان يغلقوا جميع الابواب فاخذ الصدر المعزول يعظم في نفسه ماسيلقيه عليه جلالة السلطان من الاسرار المهمة فجلس معه مدة طويلة والحديث كله في الطيولادر والعصافير وخرج وهو لايدري علي اي شيء بني جلالته هذه الخلوة بتلك الصورة العجيبة الحقيقة ان هذه ليست صورة عجيبة بعد روي المويلحي عن السلطان انه كان شدي الذر وشدة الحذر توقع احيانا في غرابة الاطوار
    ويضيف جانبا اخر عن السلطان قائلا:
    هو قليل العناية بالمطاعم والمشارب والملذات وليس في حياته ومعيشته شيء شعري علي قول الافرنج(اي شيء رومانتيكي او شاعري كما يقال اليوم) بل كل افعاله واقواله جد في جد وقد ذكراحد الوزراء في حضرته نكته لطيفه ليضحكه بها فحول وجهه عنه ولم يخاطبه مدة بقائه في المجلس ولايشرب الخمر ولاينام جلالته في حجرة واحدة مرتين متواليتين ولجلالته ###### عظيم الجسم يحرسه في الحجرة التي يقع عليها اختياره للنوم فيها هو يصب الاء البارد علي جسده ثلاث مرات في اليوم لايستغرق في النوم وربما لايتجاوز نومه 4 ساعات في الليل وكان للجلالته جارية شركسية اسمها " ملك " وعمرها تسع سنوات تباشر خدمة جلالته فوقف يصلي بعض الاوقات وكانت امامه مرآم فراي فيها ان الجارية خطت خطوة من مكانها وكان جلالته قبل الدخول في الصلاة قد وضع المسدس الذي تعود حمله في موضع من الحجرة فخرج من الصلاة ورتب علي تلك الخطوة التي خطتها الجاريه اخر مايراد من المسدس وامر باستنطاقها. فقامت السراي وقعدت , وانتهي الامر بنفي الجارية وخمسين من الجواري. والسراي لاتخلوا داخلا في اكثر الاوقات من هذه الحركات واذا تعطلت الاشغال في المابين ايام عرف الناس انه في الداخل مايشغل عن الخارج وقد قال احد عقلاء الوزراء ان جلالة السلطان وقف حياته علي حفظ حياته. فلم يبق له ولا للرعية شيئا منها.
    ويستمر المويلحي في رسم صورة السطان فيضيف انه لايعرف لغة غير التركية وبعض الفاظ العربية بلهجة اهل الحجاز اخذها من افواه الخصيان ويفهم جملا من الفرنسية وهو من اغني ملوك الارض ( وقتها) كثير التردد شديد التاثير علي من يحادثه ويرجع حذره الي معاملة عمه السلطان عبد العزيز له ولاخيه مراد معاملة قاسية ووضعه اياهما تحت المراقبة بسبب ملاطفة نابليون الثالث امبراطور فرنسا لعبد الحميد بكلمات فرنسية لميفهمها عمه فخشي ان تكون ضده فضلا عن ان عبد الحميد نفسه راي بعين راسه خلع عمه ثم اخيه وهو صغير فقويت اسباب الخوف في نفسه ومع ذلك كله فله نوادر عجيبه في الاحسان علي الناس ولم يمنع هذا من خوفه الاخر من الكوليرا فقد تنبأت له في صغره احدي الغجريات بانه سيتولي الملك وقد يمرض بالكوليرا" فلما وقعت بعض الاصابات في الاستانه واشتبه الاطباء بها نفي الذين نفوها واحسن علي الذين اثبتوها لان نفيها يدعوا الي اهمال التوقي ولايخفي مافيه من سؤ النية هكذا يقال وهي لاتزول من الاستانة لانها اصبحت من اسباب الزلفي والقربي"
    يختتم المويلحي هذا الفصل الاخير بصفحات عن خلع السلاطين ويقدم لهذا باشارات اخري الي عبد الحميد وكرهة للكهرباء والتلفون وسعيه لحصر الوراثة في اكبر انجاله ثم يروي قصص خلع 11 سلطانا قبل عبد الحميد وتنازل ثلاث سلاطين عن السلطنة لابنائهم وكان سبب معظم حالات الخلع والتنازل هو " اختلال الشعور " حسب تعبير المويلحي او نقص الاهلية مثل البلاهة والتبذير وغيرهما واذا عدد سلاطين آل عثمان يبلغون علي مدي300 سنة نحو 34 سلطانا فقد مات علي فراش الملك منهم كما يقول المويلحي 19 سلطانا ومات الباقون بين مخلوع ومقتول وشهيد والاخير وهو مراد الاول مات شهيدا في احدي وقعات الحرب مع الصرب وكان موقف الاتراك منتصرا في تلك الوقعة فخرج السلطان مراد هذا ليتفقد القتلي فاذا باسير صربي يطعنه بالسيف
    المخلوع رقم 12
    وبهذا ينتهي كتاب ماهنالك للمويلحي وتنتهي رحلتنا بداخله ومن الواضح ان المويلحي طوال السنوات العشر التي اقامها في عاصمة الخلافة شهر جميع اسلحته الصحفية في جمع المعلومات وتحري الحقيقة حول مرحلة الانهيار التي اصابت الدولة العثمانية في عهد عبد الحميد وقد تنبأ المويلحي في اكثر من موضع بقرب سقوط الامبراطورية بعد ان ضاع نصف اراضيها في الحروب والثورات مالم يتداركها الاصلاح
    يقول الدكتور علي شلش في تقديمه للكتاب وقد كان عنوان الكتاب متواضعا متخفيا وكان بودي ان يوضع له عنوان اخر يشير الي موضوعه فتم اختيار محققه لهذا العنوان(من اسرار بلاط السلطان عبد الحميد) ولكن العنوان الذي شغلني بعد الفراغ من قراءته اول مرة هو " سقوط الخلافة " لان الويلحي يصور غصلا بعد فصل تهاوي الخلافة العثمانية وسقوطها كانه بتصويره هذا كان يتنبأ بما حدث بعد سنيين من وفاته علي الرقم من انه لم يبد اي شعور بالعداء للسلطان او الخليفة وان كان تراكم تصوير الحياة حول السلطان وبيان فسادها يصبح بالضرورة عداء لرأس ذلك النظام لقد سقطت الخلافة علي اي حال يوم اعلن اتاتورك النظام الجمهوري في تركيا ولكن عبد الحميد نفسه خلع عام 1909 علي ايدي المتمردين من انصار جمعية الاتحاد والترقي التي قامت بانقلابها المشهور في ذلك العام واصبح السلطان رقم 12 في سلسلة المخلوعين من اسرته وعاش بعد ذلك منفيا في احدي القصورالنائية حتي توفي في فبراير 1918 وبعدها شغل الناس والمؤلفين بحياته وطول عهده وغرابة اطواره مثلما شغلهم وهو سلطان متسلطن علي عرش آل عثمان
    بهذا الكتاب يضيف ابراهيم المويلحي نفسه رصيدا جديدا الي اعماله ومؤلفاته ومقاماته المتناثرة في الصحف وهو رصيد يجعله اديبا صاحب قلم تربي في مدرسته اقرب الناس اليه وهو ابنه محمد الذي مد في شهرة الاسرة بكتابه المشهور او مقاماته المسماة " حديث عيسي بن هشام "
 





  رد مع اقتباس
قديم 06-21-2014, 03:03 AM رقم المشاركة : 13 (permalink)
القلعة
المدير العام
 
الصورة الرمزية القلعة





القلعة غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

دولة الجواسيس
كتاب مجهول للمويلحي يكشف العمليات السرية في عهد السلطان عبدالحميد


صدر كتاب إبراهيم المويلحي «ما هنالك» عام 1896، وهو في انتقاد سياسات بلاط السلطان عبدالحميد.. وأهمية الكتاب في وقت صدوره وفي كاتبه الذي وضع كتابه بناء على ما شاهده وسمعه بنفسه، فقد عاش سنوات في العاصمة العثمانية، الآستانة، وكان مقرباً من سراي يلدز مقر حكم السلطان، وكان عبدالحميد قلقاً من اهتزاز صورته، خاصة في مصر، منذ أن تخلى عن أحمد عرابي أثناء مواجهته مع الإنجليز، كان السلطان قد أصدر بياناً بعصيان عرابي وكفره بدعوى أنه لا يحترم آل البيت، فضعضع موقف عرابي، وقدم سنداً لخصومه وللإنجليز، ما سهل أمام الإنجليز احتلال مصر وهزيمة عرابي، وأدى هذا الموقف إلى نمو عداء حقيقي للسلطان في مصر.
قرر عبدالحميد مصادرة الكتاب فأرسل إلى مؤلفه يطلب إليه أن يجمع كل نسخ الكتاب ويرسلها إليه في مقر حكمه، وهكذا فعل المويلحي، وحدث أن المويلحي كان قد وزع عدداً من النسخ بلغت 12 نسخة هدايا على أصدقائه وأقاربه، وآلت نسخة من هذه النسخ بعد مرور قرابة قرن من الزمان إلى الباحث الدؤوب أحمد حسين الطماوي، فقام بإعدادها للنشر بمقدمة ودراسة تاريخية، وأصدر الكتاب سنة 1985، ثم نفدت تلك الطبعة فأصدر طبعة جديدة منه مؤخراً مع التوسع في الدراسة التاريخية حوله، قبل إعادة اكتشاف هذا الكتاب تصور بعض الدارسين أنه لم يصدر نهائياً وأنه كان مجرد مشروع لدى المويلحي تحدث عنه وتحدثت عنه صحف ذلك الزمان من دون أن يصدر، هكذا تصور ناقد في وزن الراحل د. علي شلش.
لا يقدم الكتاب تأريخاً للدولة العثمانية ولا للسلطان عبدالحميد، لكنه يقدم شهادة على ما يمكن أن يحدثه الاستبداد، وسيطرة الهواجس الأمنية على الحاكم، وهذا هو المعنى الذي لا يدركه الكثيرون، وهو أنه مع شدة الاستبداد وتحويل كل قضية إلى موضوع أمني، فإن ذلك يكون مؤشراً على قرب سقوط الحاكم وانهيار حكمه، وقد وصل السلطان عبدالحميد في هذا المجال إلى أقصى حد، رغم أن أحداً لا ينكر قيامه ببعض الإصلاحات داخل الدولة من بناء المدارس والاهتمام بالتعليم عموماً وإصلاح الاقتصاد، لكنه أفسد ذلك بخوفه المبالغ فيه من أي رأي أو تفكير لا يوافق هواه وشكه البالغ في الجميع بمن فيهم المقربون منه وكبار مساعديه ومعاونيه.
توسع عبدالحميد في استخدام الجواسيس في أنحاء الدولة، وعلى المقربين منه والأخطر من ذلك أنه كان ينصت جيداً لهؤلاء الجواسيس ويصدق ترهاتهم وحدث أن عرضت محتويات إحدى التركات للبيع في مزاد علني فذهب رجل في الجيش العثماني برتبة فريق، واشترى من هذا المزاد (35 مقعداً) كان معجباً بها، وعلى الفور نقل أحد الجواسيس الواقعة إلى السلطان، وزاد عليها استنتاجه التآمري بأن شراء هذا العدد من المقاعد يعني أنه يدير تنظيماً سرياً ويعقد اجتماعات في بيته ضد السلطان وأنه لا يمكن أن يحتاج إلى هذا العدد لغير ذلك وعلى الفور تمت الإطاحة بهذا الرجل من الجيش، رغم كفاءته العسكرية وتميزه في القيادة.
ويقدم المويلحي العديد من الوقائع المشابهة حول تقارير جواسيس عبدالحميد وفهمهم للأمور حتى أن عارف باشا ناظر المعارف الشهير عزل من منصبه لأنه ألف كتاباً تحدث فيه عن حشرة الحباحب التي يضيء ذيلها في الليل كالنجم واسمها «يلديز» أي النجم، لكن كتبة التقارير فهموا أنه تحدث عن هذه الحشرة واسمها للتهكم على قصر السلطان. وقد أدت أفعال هؤلاء الجواسيس وتقاريرهم إلى كسر هيبة السلطان والسلطنة بنظر الكثيرين، وأثارت الحقد لدى عامة الناس وخاصتهم أيضاً على السلطان وملأت نفس السلطان قلقاً وغضباً من الآخرين وحتى المقربين منه.

 





  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الأعضاء الذين قرأو الموضوع :- 19
أبو يوسف, مـلاك, أنفاس, الدبر, الشريف مصعب بن علي الوكيل, العطيات, القلعة, القصير, ابوراكان, خليل المويلحي, حسونة, جودي, n_almowaileh, صاحب الخير, Target, volunteer, نجم البحر, وكيل المويلح, قارقوش

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:03 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
 
:+:مجموعة ترايدنت للتصميم والتطوير والاستضافه:+:

:+:جميع الحقوق محفوظه لمنتدى المويلح :+: