اخر عشرة مواضيع :         :: لقاؤنا بالمويلحيين " الحلقة الثانية " (آخر رد :القلعة)       :: من وثائق الأشراف الوكلاء المويلحيين بالمويلح (آخر رد :القلعة)       :: الهوى غلاب (آخر رد :ابو فايز)       :: لها فز قلبي فزة الطير ابو جنحان (آخر رد :ابو فايز)       :: البقاء لله في فقيد المويلحيين (آخر رد :القلعة)       :: لمن يهمه الأمر(الأصل الأصيل في زرعات الوكيل) (آخر رد :الشريف مصعب بن علي الوكيل)       :: أهل المويلح مكملين المواجيب (آخر رد :وكيل المويلح)       :: سيرته مثل ريح البخور (آخر رد :وكيل المويلح)       :: عبدالله من سلاطين الرجال (آخر رد :وكيل المويلح)       :: حيّ الوكيل (آخر رد :وكيل المويلح)      
العودة   منتدى المويلح - Al-Muwaylih > الساحـــــــــات العامة > ساحة المويلحي الأدبية
اسم العضو
كلمة المرور
الإهداءات

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-28-2005, 12:49 AM رقم المشاركة : 1 (permalink)
وكيل المويلح
ـــــــــــ
 
الصورة الرمزية وكيل المويلح






وكيل المويلح غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي إبراهيم المويلحي ((أديب من المويلح عاش في أرض الكنانة))

إبراهيم المويلحي

أديب من جزيرة العرب عاش في أرض الكنانة

كان إبراهيم المويلح من أعلام القرن التاسع عشر البارزين ومن أصحاب الألباب النافذة والبصائر الناقدة وهو عصامي قوي الإرادة واسع الحيلة أستطاع أن يعلم نفسه بنفسه لأنة لم يتلق أي قدر من التعليم المنظم في الكتاتيب أو في المدارس ومع ذلك عرف طرائق الكتابة ومناهج الدراسة. ينظم موضوعة ويحسن عرضة ويستنبط من كل فعل دلالة ويقدم لكل قول شهادة وهذا من علائم الفطنة الظاهرة الغالبة بالحجة المدركة .أصدر عددا كبيرا من الصحف السياسية والأدبية في مصر وايطاليا وفرنسا وانجلترا ووصل به الأمر ان يحسب السلطان عبدالحميد حسابه ويسعي لوداده اتقاء لقلمه وكان الخديوي عباس حلمي الثاني يقربه منة ويجعله سفيرة إلى قصر الأليزية في الأستانة وحسبة هذى المكانة الأجتماعية إما عن مكانتة الأدبية فأقل ما يقال عنة انة جاحظ عصرة وكان جمال الدين الأفغاني يثق في علمة ويستكتبة في مجلة (( العروة الوثقى))
مولدة ونشأته :-
هو السيد أبراهيم بن السيد عبدالخالق بن السيد أبراهيم بن السيد أحمد بن السيد الشريف مصطفى وكيل المويلح ينسب الى المويلح احد ثغور الحجاز على البحر الأحمر التي تقع بمنطقة تبوك في شمال غرب المملكة العربية السعودية وكان يوم هاجر يحمل لقب الوكيل وهو اللقب الذي تحمله الأسرة في المملكة العربية السعودية حتى اليوم ويرجع إلى زمن السلطان سليم الأول العثماني الذي عين رجلاً من الأسرة وكيلاً له بالمنطقة أي ناظراً عليها وعلى قلعتها الأثرية من طرف الدولة العثمانية وما زالت أسرة الوكيل (1) هذه موجودة في السعودية وعلى صله بفرعها المويلحي بمصر وهي أسرة من الأشراف سليلي العتره النبوية الشريفة ويمتد نسبة الى الحسن من جهة ابيه والى الحسين من جهة امه نزحت اسرته قديما من قلب الجزيرة العربية الى المويلح وقد هاجر أحد افراد هذة الأسرة في عهد محمد علي الى مصر وعمل بالتجارة في القاهرة وكان جدة شاعرا ومسامرا لأدباء عصرة ولة صلة وثيقة بمحمد علي والى مصر حيث أدى خدمة جليلة حفظها لة البيت الحاكم . أما والدة المترجم السيد عبدالخالق فقد عمل بالتجارة وأنجب ولدين أبراهيم وعبدالسلام .ولد ابراهيم المويلحي نحو عام 1844م ولما أشتد عودة ألحقة ابوه بمتجره لأنة كان يعدة للتجارة ولكن ابراهيم المحب للعلم بحث عمن يعلمة وكان هذا المعلم عطارا ملما بالعلوم الأزهرية ويقع محلة بجوار محل ابية فأخذ العلم علي يدية حتى تمكن من علوم اللغة وآدابها دون علم والدة ولما مات أبوه وهو في سن العشرين صار المتصرف في التجارة بل أصبح عضوا في مجلس التجارة وفي مجلس مصر الأبتدائي
عطاؤه الصحافي والإداري:-
ولكن التجارة لم تؤثر على شغفة بالأدب فجاهد حتى لايبورمسعاه ولايخيب رجاه وكان من بواكير اعمالة تأسيس(( جمعية المعارف))مع(( عارف باشا )) وقد نهضت هذة الجمعية بطبع عددمن كتب التراث مثل ((تاج العروس)) و((أسد الغابة )) وغيرهما من الكتب القديمة ثم أصدر مع ((محمد عثمان )) جريدة 0نزهة الأفكار) ولكنها احتجبت بعد تدخل السلطة وفي أعقاب سقوط وزارة نوبار باشا وتولي شريف باشا الوزارة الجديدة أسند الى أبراهيم المويلحي وعلي البكري وضع اللأئحة الوطنية لتاسيس مبادئ الحكومة مما يؤكد لنا قدرراتة الفكرية العالية التي تخطت الأدب الى السياسة وصياغة انصوص والبنود الي يستند اليها الحكم في مصر ويبين هذا ايضا مدى ثقة الحكام في علمة وسداد رأية ثم عين بعد ذلك ناظرا للقلم العربي في وزارة المالية التي كان يتولاها راغب باشا وحين أنشئ مجلس تسديد ديون مصر السائرة عين ابراهيم عضوا فيه وعندما أزيح الخديوي اسماعيل عن أريكة الخديوية في مصر عام 1879م ونفي الى ايطاليا استقدم ابراهيم الية فعمل سكرتيرة العربي وقام بتعليم ابنة احمد فؤاد مليك مصر فيما بعد . وفي نابولي أصدر صحيفة(( الخلافة)) باللغتين العربية والتركية وأظهر فيها ((ان مقام الخلافة عند المسلمين يتسلسل من أصل عربي وانة أنتقل بلا حق الى ال عثمان سلاطين الأتراك)) . وأزعج هذا الكلام السلطان عبدالحميد فعمد الى أيقافها . ولكن ابراهيم جدد الهجوم على الدولة العلية في جريدة جديدة أنشائها تحت أسم (( الأتحاد )) فكان مصيرها الأحتجاب . وأخذيتنقل من ايطاليا الى فرنسا الى بلجيكا ويصدر صحفا مثل ((الأنباء)) و((الرجاء)) ولكنها لا تلبث ان تتوقف نتيجة مساعي السلطان ثم أستدعاه جمال الدين الأفغاني الى لندن وهناك أصدر صحيفة(( عين زبيدة)) التي أظهر فيها ولاء للسلطان عبدالحميد وهاجم فيها سياسة ((جلاد ستون)) وربما يكون السبب في تغيير معتقداتة السياسية هوتضامنة مع السلطان ضد الاحتلال الانجليزي لمصر عام 1882م ثم أرسل الى السلطان خطابا يلتمس فية الصفح عنة فاستجاب عبدالحميد وطلبة الى دار الخلافة وعينة عضو ا في ((انجمن معارف))عام 1885م وظل في الأستانة عشرة أعوام ثعادالى أرض الكنانة وأصدر صحيفتي ((مصباح الشرق)) و((المشكاة))
بعض أثارة:-
يعد المويلحي احد الأعلام في عصر النهضة والإحياء وكان لكتاباتة اكبر الاثر في تطوير النثر العربي الحديث فقد أعاد الى الأسلوب ديباجتة الصافية ورصانتة الأولى وفخامتة القديمة مع تخليصة من التعقيد والمعظلات وهومدرسة متكاملة في فن الكتابة الأدبية والأجتماعية في عصرة حتى قال عنة المنفلوطي (لا أكون مبالغا ان قلت ان ابراهيم المويلحي هو شيخ الكتابة العربية في هذا العصر وانة هو الذي علم الكتاب كيف يرقون بلغتهم الى المنزلة التي صلت اليها اليوم ومن آثاره كتاباتة في تلك الصحف التى أشرنا اليها وفي جريدتي ((مصر)) و((ابوزيد)) وله رسالة ((الفرج بعد الشدة)) في رياض باشا. و((حديث موسى ابن عصام)) في نقد الأخلاق و((ماهنا)) في المعية السنية و((ماهنالك)) في الدولة العلية . عدا مجموعة من القصائد نظمها في مناسبات تاريخية او اجتماعية على أن أهم اعمالة الأدبية والتاريخية كتاب ((ماهنالك))(2) في انتقاد الدولة العثمانية . وتتمثل أهميتة في أنة يجيب على السؤال الحائر في أذهاننا : لماذا سقطت الدولة العلية الكبرى بعد ان قاومت أربعة قرون متوالية ؟ علل المويلحي أسباب السقوط إلى استشراء الفساد وتفشيه في أوصال الدولة ومن مظاهر الأضمحلال التي كشف عنها في كتابة : عدم التزام السلطان العثماني بمبادئ الشرع الشريف وكثرة الجواسيس فى دولته وتضارب تقاريرهم وعدم معاقبة الكاذب منهم وتعدد دوائر المأمورين والحكام وامتلائها برجال كبار لا ينهضون بأعمال جليلة فضلا عن دس بعضهم لبعض بغية عطية او جاه ومن مظاهر فساد السياسة الخارجية إطلاق يد فرنسا في تونس مقابل تسلم فرنسا مدحت باشا الى الدولة العثمانية لمحاكمتة وان القتال في الميادين لايتم بخطط مدروسة وانما يعتمد على التنجيم ورؤيا الأحلام وغير هذا مما فصلة المويلحي في اسباب سقوط الخلافة العثمانية ولأجل هذه الأنتقادات الحادة امرو السلطان عبدالحميد بجمع نسخ الكتاب وارسالها الى الأستانة لحرقها فأمتثل . اما النسخ التي أفلتت فقد صارت ماجع تاريخية للباحثين ولم يرجع المويلحي في كتابة هذا الى مصادر مكتوبة وانما روى بصفتة شهد عيان لما دار امامة . واقام في الأستانة عشرة أعوام التقى فيها بكبار القوم وأستنصت لهم وذاكرهم فيما جرى من أحداث وأفعال وأسلوب المويلحي في ((ماهنالك)) يدل على بلاغته وتمكنة من لغته وتحررة من التكلف قدر الأمكان وادراكة لدور اللفظ في تحقيق المعنى ويطيب لي أمتاع القارئ بتعبير المويلحي في وصف اخلاق الجواسيس يقول :جهنمية البطون لهضم السحت .مبسوطة الأيدي لحصاد الإثم ،باسمة الثغور لفوادح الظلم ،مقبوضة النفوس عن فعل الخير ،كمة العيون عن رؤية الحق ،مزورة الجوانب عن قول الصدق،محصور المساعي في أفانين الشر،مشرئبة الأعناق لهتك الأعراض سابقة
الأقدام لمورد الأفك ، طائرة الصيت في عداوة العدل، مطوية الجوانح على مخزيات الغش ....فهذه الفقرة تتصف بجزالة الصياغة ، وكفاية التعبير ، مع حسن تقسيم وربط الكلام دون استخدام ادوات الربط وهذة الزيادة في الوصف جاءت بغرض الأنابة وتقريب الموصوف مع البعد عما استعجم من ألفاظ حتى يصل الكلام الى مرتبة عالية في البيان
مصباح الشرق وفي ابريل 1898م أصدر المويلحي صحيقتة الأسبوعية ((مصباح الشرق )) في القاهرة لتعمل على تمسك المسلمين بدينهم والبقاء على محاسن آدابهم والدفاع عنهم والرقي بالأدب وأساليبة وقد أهتمت الصحيفة بالنقد الأجتماعي والبحث عن الأمراض التي تنخر في الهيئة الأجتماعية وتعيين مواطن الضعف والخلل واعتنت بالنقد الأدبي وجعلت صفحاتها معرضا لمختلف الأراء ومسرحا للعراك الأدبي وهي من أوائل الصحف التي انتقدت شعر شوقي وأظهرت بعض عيوبة وناقشت نثرحافظ وابرزت مضمونة وسجلت جدلا حولة أثرى الحركة الأدبية .وتعتبر ((مصباح الشرق )) اول صحيفة تعنى بشعر ابن الرومي في العصر الحديث فقد كانت تخصص الصفحة الأخيرة من العدد لنشر مختارات من شعرة مع تقديم ترجمة له وتيسير ماغمض على القارئ من صعب الكلام وضلت على هذة الحال عدة أشهر حتى رسخ ابن الرومي في الأذها وتناولتة بعد ذلك لدراسات.وقد حفلت الصحيفة بالأدب القصصي او الحكائي الذي تمثل في شكل ماظرات او في شكل مقامات ومن اشهر ما قدمتة في ها المجال ((حديث عيسى بن هشام )) لمحمد المويلحي و((حديث موى بن عصام )) لأبراهيم المويلحي
لذلك يم القول ان ((مصباح الشرق )) من أهم الصحف الأدبية في تلك الفترة ابداعا ونقدا وظلت تقدم الأدب وتنتقد الفنون وتتابع الأحداث حتى توقفت عام 1903م وقد قال عنها العقاد قي كتابة ((رجال عرفتهم )) : ((اصبحت <أي مصباح الشرق> لسانا للحركة الأدبية مسموع القول في نقد الكتابة والشعراء وكان قولاها منتظرا مرموقا في أندية الأدب والثقافة )).وفي مصباح الشرق نشر المويلحي مجموعات كثيرة من المقالات كل مجموعة منها تسري فيها نغمة معينة وفكرة محددة ويطرد فيها الكلام والأحكام ويمكن جمها في كتاب علية عنوان ولة غرض واتجاه ومن هذا مجموعة يمكن وضعها في تحت عنوان (( الشرق والغرب))تتناول اوضاع غريبة في اوروبا ومجموعة أخرى جاءت تحت أسم ((كلام في المطبوعات)) قسمها بمايناسب الموضوع ورتبها بما يناسب الزمن وتؤرخ للصحافة الشرقية في القرن التاسع عشر مع موازنة بالصحافة الغربية وتعد من اقدم البحوث في هذا المجال وغيرها من فلسفة التاريخ ومناهج كتابتة وتطور تدوينة ونقد رواياتة وتحقيق حوادثة ووثائقة الى آخر مجموعات مقالات المويلحي في مصباحة والتي لو جمعت ونسقت تنسيقا موضوعيا لتكون منه تراث هام
حديث موسى بن عصام:-
نشر المويلحي((حديث موسى بن عصام )) منجما في مصباح الشرق وهو من ادب المقامات وعلى غرار((حديث عيسى بن هشام))لابنة محمد .واذا كان حديث ابن هشام يقدم صورا اجتماعية فان حديث ابن عصام يقدم صورا اخلاقية فكلاهما يكمل الأخر .جعل ابراهيم لمقاماتة راويا هو موسى بن عصام وبطلا هو الشيخ ابن عصام يسأل عن احوال الناس وطباعهم والشيخ يجيب ومن خلال الحوار بينهما يعرض المويلحي نماذج من الشخصيات العاملة في المجتمع ويحدد ملامحها ويبين نوازعها وطبائعها . ولأنةكتاب يتناول الأخلاق في المجتمع فقد دار الكلام فية على البخل والكذب والتملق والتكبر والطمع ويعرض لأناس يحسمون الخداع ويتمسكون بالرياء ويماكسون في أتفة الأشياء ..وقد كانت وسيلة المويلحي في علاج النفوس البائرة الزجر حينا والوعظ والنصح حينا أخر وتنفير الناس من الرذائل والأعمال الخسيسة والتحذير من عوافب الأفعال الشائنة ويأتي منة هذا في صور أدبية لامعة وأسلوب موسيقي تتصادح فية الأنغام .
ومن جملة مواقف المويلحي دعوتة للجامعة الأسلامية ودفاعة عن اللغة العربية الفصحى ضد ((وليمور)) الذي ذهب الى ضرورة استخدام اللهجات العامية في الكتابة وقد رأى المويلحي ان العامية تباعد بين المسلمين وكتابهم الكريم وتضعف ايمانهم وتقيم سدا بينهم وبين تراثهم .كما وقف في وجة ((هانوتو)) الذي ذهب دعوتة الى فصل السلطة الدينية عن السلطة الدنيوية وردعلية المويلحي وأفحمة وبين له ان الخليفة في الأسلام هو الذي يطبق الشريعة ودعا الى ترجمة الأصول الدينية السلامية لغير المسلمين ليتبصروا حقائق الأسلام ويدركوا معانية السامية
وهكذا كان المويلحي يعمل على رقي الأدب وتطوير اساليبة ويقاوم الفساد ويدافع عن الأسلام ويناهض المتطاولين على الفصحى ووسائلة في هذا تأليف الكتب وأصدار الصحف وأنشاء الرسائل وتدبيج المقالات تعينه تجارب مربها ولغات اجنبية أتقنها مثل الأنجليزية والفرنسية والأيطالية والتركية علاوة على معارفه الغزيرة وذكائئة ودهائة وألمعيته
وفي سنيه الأخيرة اعتلت صحتة ولزم دارة حتى فاضت روحة الى بارئها في 29من يناير 1906م وشيعه عارفو فضله الى مثواة الأخير*
الهوامش:-
(1):بعد سقوط الدولة العثمانية أستمرت اسرة الوكيل في إدارة قرية المويلح وإمارتها ببماركة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وابنائة البررة من بعدة
_______________
(2):صدر عن دار المقطم عام 1896م

المصدر :
(1)مجلة القافلة عدد مايو يونية 1990م بقلم الأستاذ / أحمد حسين الطماوي / القاهرة
(2) جريدة الشرق الاوسط العدد 4810 تاريخ 29/1/1992م بقلم الدكتور على شلش
 





  رد مع اقتباس
قديم 03-29-2005, 04:14 PM رقم المشاركة : 2 (permalink)
* * السنافي * *
عضو جديد
 
الصورة الرمزية * * السنافي * *





* * السنافي * * غير متواجد حاليآ بالمنتدى

Cool





اخي العزيز

وكيل المويلح



يسلمووو & مشكوووور

على هذه المعلومات الرائعه والجميله

عن الاديب المويلحي

ولا تحرمنى من جديدك

ولك كل الشكر والتقدير






اخوك

* * السنافي * *

 





  رد مع اقتباس
قديم 03-29-2005, 06:11 PM رقم المشاركة : 3 (permalink)
وكيل المويلح
ـــــــــــ
 
الصورة الرمزية وكيل المويلح






وكيل المويلح غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

شكرا يالسنافي على تفاعلك وردودك وننتظر طروحاتك ومشاركاتك
تحياتي لك

 





  رد مع اقتباس
قديم 04-08-2006, 01:57 AM رقم المشاركة : 4 (permalink)
القلعة
المدير العام
 
الصورة الرمزية القلعة





القلعة غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

سوف يتم عرض وثائق بخط السيد ابراهيم المويلحي0 وقصائد له وماقيل فيه من مراثي

 





  رد مع اقتباس
قديم 04-09-2006, 03:06 PM رقم المشاركة : 5 (permalink)
وكيل المويلح
ـــــــــــ
 
الصورة الرمزية وكيل المويلح






وكيل المويلح غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

[align=center]لأبراهيم المويلحي قصيدة يتشوق فيها إلى الصديقين : الشيخ محمد عبده والشيخ بيرم التونسي وكان الأول في الشام والثاني في تونس : يقول فيها : [/align][poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/4.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سقى الله أرض الشام الحيا = وأخضل قيعانها والربى
رياض كأنها نجوم السماء =خيال لأزهارها في السما
وماء على جانبيه الزهور =كسيف على صفحيته الدما
وأقدام خمر عليها الحباب= كورد على غصنه قد زها
وشمس عليها الغمام الرقيق= كدينار تبر علاه الصدا
إلى الله أشكو جوى فرقة =بتونس ألقته أيدى النوى
يشقان قلبي شق النواة = فشق لهذا وشق لذا
فطورا أهيم بريح الجنوب = وطورا أهيم بريح الصبا
حللت أخا الفضل أرض الشام =فحل السناء بها والهنا
وخليت مصر فخليتها = كمثل مطلقة عن قلى
فللوجد حر بأحشائها = شديد الضرام شديد اللظى
وقد كنت في مصر ريحانة =فحيت بها مصر ذلك الحمى
وغبت فلم تغن عنك رجال = كثير العديد رزين الحجا
كذ لك لم تغن زهر النجوم = إذاغاب عنهن بدر الدجى [/poem]
[align=center]وكان الشيخ محمد بيرم التونسي صديق وفيا لإبراهيم [/align][align=center]المويلحي وعندما مات في ديسمبر سنة 1899م رثاه المويلحي بقصيدة قال فيها [/align]:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/1.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
زهرة غصة تفتح عنها المجد في منبت أنيق الجناب =
خلق كالمدام أو كرضاب المسك أو كالعنبر أو كالملاب =
وحياء ناهيك في غير عى وصبا مشرق بغير نصاب =
أنزلتة الأيام عن ظهرها من بعد إثبات رجله في الركاب =
حين سامي الشباب واغتدت الدنيا عليه مفتوحة الأبواب =[/poem]
[align=center]ومن الشعراء الذين أشتركوا في مع أحمد فؤاد في رثاء المويلحي على صفحات جريدة "الصاعقة " حسن حمدى ويسف حمدي يكن
[align=center]يقول الأول قي قصيدة طويلة مطلعها[/align]
: [/align]
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/1.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تمت بموتك صرعة الأدب = ومضى رداك بصولة الكتب
هيهات ليس لهن بعدك من= أمر ولانهى ولا أرب [/poem]
[align=center]ومنها هذه الأبيات :[/align]
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/1.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عجبى لدهر صرفة أبدا = يأتى على الأيام بالعجب
من كانت الأملاك تصحبه = أمسى من الأشلاء فى صحب
مازلت تمرح فى قصورهم= حتى ثويت ببلقع خرب
مازالت تحسو من كئوسهم= حتى شرقت بأنكر النغب
مازلت ترفل فى ثيابهم = حتى التحفت بخرقة العطب
مازلت بهجة كل مقترب =منهم وسلوة كل مغترب
حتى أطاف بك الحمام فما= أغنوا بسمرهم ولا الغضب [/poem]

[align=center]ويقول الثاني في قصيدة مطلعها :[/align]
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/1.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أيا دهر ما أبقيت خلا ولا إلفا =تهاجمنى ألفا أتحسبني ألفا
فلئن أخفيت يد الموت شخصه = فما كتبت تلك الأنامل لن يخفى
لقد كان في الأمجاد أعقل ماجد =وفي ظرفاء القوم أحسنهم ظرفا
يقولون لى صف فضله أنت شاعر=وهل بعده من شاعر يحسن الوصفا
وقفنا له صفا نقابل نعشه = كما كمان يلقانا وقوفا له صفا [/poem]

 





  رد مع اقتباس
قديم 04-16-2006, 12:00 AM رقم المشاركة : 6 (permalink)
ابوفالح
عضو مميز





ابوفالح غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

[align=center] المُوَيْلِحي (1262 - 1323 ه 1846 - 1906 م) إبراهيم بن عبد الخالق بن إبراهيم بن أحمد المويلحي: كاتب مصري، رشيق الاسلوب، قويه، نقاد. أصله من (مويلح الحجاز) واول من انتقل الى مصر من أسلافه جده احمد. ولد إبراهيم وتوفي في القاهرة. اشتغل في التجارة ثم كان عضواً في مجلس الاستئناف، واستقال فأنشأ مطبعة، وعمل في الصحافة ودعاه الخديوي اسماعيل الى ايطاليا فأقام معه بضع سنوات. وأصدر في اوروبا جريدة (الاتحاد) وجريدة (الأنباء) وسافر الى الأستانة سنة 1303 ه فجعل عضواً في مجلس المعارف وأقام نحو عشر سنوات، وعاد الى مصر فكتب كتابه (ما هنالك - ط) يصف به ما رآه في عاصمة العثمانيين، ونشره غفلاً من اسمه، وأنشأ جريدة (مصباح الشرق) أسبوعية.
المصدر:الاعلام للزركلي
[/align]

 





  رد مع اقتباس
قديم 01-20-2008, 07:09 PM رقم المشاركة : 7 (permalink)
حفيد الشيوخ
عضو جديد
 
الصورة الرمزية حفيد الشيوخ





حفيد الشيوخ غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

إبراهيم المُوَيلحي
(1262هـ ـ 1323هـ) (1846م ـ 1906م) إبراهيم بن عبد الخالق بن أحمد. المويلحي، كاتب، سياسي، ومنشىء صحفي. ولد وتوفي ب القاهرة في 29 كانون الثاني. سافر إلى القسطنطينية فجعل عضواً في مجلس المعارف. له مقالات جمعت تحت عنوان: ما هنالك، وأنشأ جرائد، آخرها مصباح الشرق

 





  رد مع اقتباس
قديم 05-16-2008, 01:56 PM رقم المشاركة : 8 (permalink)
خليل المويلحي
نائب المدير العام






خليل المويلحي غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي الأديب إبراهيم المويلحي "سيرة ذاتية "

الأديب والسياسي والصحفي والناشر إبراهيم المويلحي (أصغر باشا في تاريخ مصر)، ‏سليل
وكلاء المويلح الأشراف، كثيرا ما لقبته المصادر العامة برتبة "بك" التي حصل ‏عليها
من‏ ‏ مصر وأصبح بموجبها "صاحب السعادة" بالعربية و "سعادتلو" ‏بالتركية. لكن رتبته
تجاوزت هذا المستوى، فقد منحه السلطان العثماني عبد الحميد ‏الثاني في 5 محرم 1311
(سنة 1869ميلادية) رتبة "باشا" (مثله كمثل حاكم مصر) ‏وكان لقبه بموجبها "صاحب
المعالي"، وكان بذلك أصغر من حصل على هذه الرتبة، إذ ‏كان عمره آنذاك 25 سنة ( أما
مصطفى كامل باشا، الوطني المصري الذي تدعي ‏كتب التاريخ أنه أصغر باشا في تاريخ مصر،
فقد حصل على هذه الرتبة وهو في ‏الثلاثين من عمره، بل وحصل عليها من مصر، لا من السلطنة
العثمانية). وفي عام ‏‏1900 حصل إبراهيم المويلحي من السلطان العثماني نفسه على أعلى
رتبة مدنية وهي ‏‏"بك أفندي" وكان يلقب بموجبها "صاحب العطوفة" بالعربية و"عطوفتلو"
بالتركية.‏

وتذكر بعض المصادر العامة أن إبراهيم ولد في عام 1846. وهذا التاريخ ينافي ‏الحقيقة،
لأن إبراهيم رزق بابنه الأول محمد في عام 1858 ولا يعقل أن يكون إبراهيم ‏‏ قد تزوج
وهو في الحادية عشرة من عمره وأنجب وهو في الثانية عشرة.‏

وبعض الأدباء والنقاد يسمونه إبراهيم المويلحي "الكبير" مع أن إبراهيم الكبير هو جده
‏الذي كان أول مولود في مصر من أفراد أسرة وكيل المويلح، و"سار تجار" مصر، ‏ووارث وكالة
الحرير التي أنشأها والده أحمد، ومورد كسوة الكعبة. وللتفرقة بين ‏الابراهيمين في
أسرتنا نسمي الأول "الكبير" والثاني "الباشا". بل ولدينا إبراهيم ثالث ‏أيضا (هو والدي،
حفيد الباشا) ويعرف بأنه إبراهيم "الحفيد". أما رابع ابراهيم فهو ابني ‏الأول.‏

في ما يخص التعليم ذكر بعض الكتاب أن إبراهيم (باشا) تلقى تعليمه في الأزهر، وهذا ‏خطأ
شائع لأن أخاه عبد السلام (باشا) المويلحي هو الذي نال قسطا من التعليم ‏المدرسي، أما
إبراهيم فما درس في مدرسة قط، بل تعلم النحو والصرف والشعر وهو ‏طفل في السادسة على يد
عطار كان له حانوت قبالة وكالة الحرير التي كان يملكها والده ‏عبد الخالق المويلحي.
وكانت رغبة هذا الوالد أن يشتغل إبراهيم بالتجارة (بوصفه ‏الابن الأكبر) وأن يحترف عبد
السلام الأدب ، ولم تتحقق هذه الرغبة.‏

‏ وقد حفظ إبراهيم القرءان والتفسير إلى درجة استأهل معها عضوية مجلس الاستئناف ‏المصري
في عام 1865 وأتقن البلاغة بما مكنه من إصدار عدة جرائد بالعربية في ‏مصر وايطاليا
وفرنسا وبلجيكا وانجلترا. وكان يناهض الخلافة العثمانية تارة لتمسكه ‏بالأصل العربي،
ويقف بجانبها تارة أخرى لمناصرتها ضد الاستعمار البريطاني وحفاظا ‏على الأمة الإسلامية.
وقد زلزل إبراهيم عرش السلطان عبد الحميد بمقالات نشرها في ‏جريدته "الاتحاد" التي
أصدرها في ايطاليا ثم في فرنسا في أوائل ثمانينات القرن التاسع ‏عشر حتى ان السلطان عبد
الحميد الثاني طلب من سفيره في باريس التدخل لدى وزير ‏الداخلية الفرنسي لطرد إبراهيم
من فرنسا. وقد لبى الوزير الفرنسي هذا الطلب وأرسل ‏الشرطة لتصاحب إبراهيم إلى أن عبر
الحدود البلجيكية، ونشرت جريدة "فيجارو" ‏الباريسية مقالا طويلا دفاعا عن إبراهيم في
عددها الصادر في 26 نوفمبر 1884.‏

هذه بعض الحقائق، وأرجو أن تتاح لي الفرصة للحديث بإسهاب عن هذا الكاتب ‏والسياسي
والصحفي والناشر الذي نادى بوحدة الأمة وتعاون مع جمال الدين الأفغاني ‏ومع الشيخ محمد
عبده في منفيهما، وعلم الملك أحمد فؤاد الأول العربية، وأنقذ الخديوي ‏إسماعيل باشا من
البقاء في منفاه . وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يوفقني في رسالات لاحقة إلى شرح
تسلسل المويلحيين في مصر بالتواريخ الهجرية والميلادية حسب ‏توافرها، والى شرح المزيد
عن طباع إبراهيم المويلحي وعن مناصبه ومواقفه وأبنائه، ‏والى الرد على أي استفسارات.
خليل المويلحي
جينيف
16/5/2008

 





  رد مع اقتباس
قديم 05-20-2008, 12:17 PM رقم المشاركة : 9 (permalink)
خليل المويلحي
نائب المدير العام






خليل المويلحي غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

ما كان لابراهيم أن يولد في عام 1846 وينجب ابنه محمد في عام 1858 لأن الفرق 12 سنة. وأود أن أصوب خطأ مطبعيا في عنوانين: كتاب ابراهيم اسمه *ما هنالك* (وليس*ما هناك*) والجريدة التي أسسها مع محمد عثمان جلال اسمها *نزهة الأفكار* (لا *نزاهة الأفكار*).
تجميع ما قيل وكتب في ابراهيم مجهود عظيم تشكرون عليه

 





  رد مع اقتباس
قديم 05-11-2009, 01:41 AM رقم المشاركة : 10 (permalink)
القلعة
المدير العام
 
الصورة الرمزية القلعة





القلعة غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

ارى ان ينقل مايخص الاديب السيد ابراهيم باشا المويلحي من ساحة المويلح
الى ساحة الاديب المويلحي لتوحيد وتجميع مكتب عنه رحمه الله ولسهولة
الوصول لها0
كمااشكر الاخ خليل على الاظافه المميزه والموثقه 0 وامل من اخي وكيل المويلح
ان ينزل بعض من الوثايق التي بخط وتوقيع الاديب ابراهيم المويلحي 0



من اسرار بلاط السلطان عبد الحميد
التاريخ: الأثنين 11 أكتوبر 2010
الموضوع: PHP-Nuke


توفيق حنا

بقلم الناقد الكبير توفيق حنا - الولايات المتحدة
aupbc@yahoo.com
من واجبنا ان نستمع، إن للمتهم حق الدفاع .. يقول السلطان: "لو كنت عدو للعقل والعلم فهل كنت افتح الجامعه؟ وهل كنت انشئ المدارس التى تعد للدوله الانسان المثقف؟.. لو كنت هكذا عدوا للعقل والعلم فهل كنت لانشئ لفتياتنا اللواتى لايختلطن بالرجال دار المعلمات؟ لو كنت عدوا للعقل والعلم حقيقه افكنت اجعل (سراى سلطانيس) فى مستوى الجامعات الاوربيه وافرض على الطلاب فيها دروس الحقوق؟ هل يمكن ان يكون عدوا للعلم والعقل سلطان بذل كل مافى وسعه قرابة ثلاثين عاما لكل يرى فى كل قريه مسجدا وبجانب المسجد مدرسه؟ كما انى ارسلت البعثات الى اوربا للدراسه"


من تحقيقات الصديق الدكتور على شلش
ماهنالك (من اسرار بلاط السلطان عبد الحميد) تأليف: ابراهيم المويلحى مقدمه: احمد حسين الغماوى
هذا هو الكتاب الاول الذى صدر عن المركز العربى للاعلام والنشر عام 1985، وهو من تقديم الدكتور على شلش الذى يرجع اليه الفضل فى نشر هذه الوثيقه التاريخيه الهامه. ويلى تقديم على شلش دراسة تاريخيه للاستاذ حسين الطماوى.
ويوضح لنا على شلش مهمة المركز العربى والهدف من قيامه: "نرجو ان يكون نشر هذا الكتاب مقدمه لمهمة نشر بقية تراث المويلحى المبعثر فى الصحف، وكذلك نشر تراث غيره، وهى المهمة التى اخذها على عاتقه المركز العربى للاعلام والنشر".
ويبرر لنا على شلش اسباب اختيار هذا الكتاب يقول: "الكتاب وثيقه مهمه من وثائق العصر، ومرجع لاغنى عنه فى دراسة اسباب سقوط الخلافه العثمانيه، فضلا عن انه وثيقه منسيه من وثائق الحكم على المويلحى نفسه كأديب صاحب قلم واسلوب متميز"
ويحدثنا على شلش فى تقديمه عن ابراهيم المويلحى مؤلف الكتاب "ماهنالك": "ينتمى ابراهيم المويلحى الى اسره كان لها دور بارز فى حياة مصر السياسيه والاقتصاديه والثقافيه خلال الثلث الاخير من القرن الماضى والربع الاول من هذا القرن، وقد ساهم فى هذا الدور ثلاثه مويلحين هم بترتيب تسلسلهم فى الحياه: ابراهيم نفسه وشقيقه الاصغر عبد السلام وابنه الاكبر محمد، ومع ذلك لم ينل هذا الدور البارز –فى تقديرنا- مايجب ان يناله من عناية الدارسين واهتمامهم"
ويحدثنا على شلش عن هذه الوثيقه المنسيه:
"الكتاب فى الاصل مجموعة مقالات نشرها فى المقطم، وقد ندر وجوده حتى اننى حاولت العثور عليه فى دار الكتب المصريه فلم اوفق، ثم وجدت عنوانه ضمن فهارس مدرسة الدراسات الشرقيه الافريقيه بجامعة لندن، فطلبت الاطلاع عليه، ولكن موظفى المكتبه لم يعثروا له على اثر، بل اكتشفوا وقتها اختفاء نسخه اخرى منه مصوره على "ميكروفيلم" وعولت فى معرفتى به على مانشره منه عبد اللطيف حمزه، واخيرا فاجأنى الصديق الاستاذ احمد حسين الطماوى بان لديه نسخه من الكتاب، فاستعرتها منه، وبعدها اقترحت عليه تحقيقها ونشرها فوافق مشكورا".
كان عنوان الكتاب الذى نشره ابراهيم المويلحى بتوقيع "لأديب فاضل من المصريين" هو "ماهنالك" ويقول على شلش: "وقد كان عنوان الكتاب متواضعا متخفيا، وكان بودى ان يوضع له عنوان يشير الى موضوعه، فتم اختيار محققه لهذا العنوان، ولكن العنوان الذى شغلنى، بعد الفراغ من قراءته، اول مره، هو "سقوط الخلافه العثمانيه" لان المويلحى يصور فصلا بعد فصل، تهاوى الخلافه العثمانيه وسقوطها، وكأنه بتصويره هذا كان يتنبأ بما حدث بعد سنين من وفاته"
والقارئ لهذه الوثيقه الهامه "ماهنالك" يتفق مع على شلش ان عنوان "سقوط الخلافه العثمانيه" هو العنوان الذى كان المويلحى يريده عنوانا لكتابه لولا خوفه من السلطان.. وهو عنوان ادق واوضح من "من اسرار بلاط السلطان عبد الحميد" ويقول ابراهيم المويلحى حفيد صاحب الكتاب فى مقالته تحت هذا العنوان "المويلحين فى مصر " التى نشرها بالفرنسيه فى مجلة "كراسات تاريخ مصر" يقول عن جده: "ولما كان ابراهيم بك مشغوفا بالتحرير اخذ ينشر فى المقطم من وقت الى آخر مقالاته الانتقاديه فيما رآه فى الاساتذه العليه مدة اقامته فيما تحت عنوان "ماهنالك" ثم جمعها وطبعها كتابا سنة 1896 ميلاديه، فبعث السلطان عبد الحميد يأمره بارسال جميع النسخ التى فى حيازته الى "المايين" فخضع ابراهيم لامر جلالته وارسلها جميعا اليه ماعدا بضع نسخ كان قد وزعها على عائلته واصدقائه، لذلك يندر وجوده"
ولعل السلطان عبد الحميد قد احرقها عند وصولها الى الاستانه!.
ويقول على شلش: "كان المويلحى قد قضى فى الاستانه نحو عشر سنين (1885-1895).. فكتاباته اذن كتابة شاهد عيان، وتصويره الساخر فى احيان كثيره لايمكن ان يكون كله مبالغا فيه، لان ماصوره جاء تقريبا جدا مما جاء فى تصويره كثيرين سواه"
ويقول على شلش: "لقد بدأ المويلحى فصوله بوصف القصر السلطانى دائره بعد دائره وحاشيه بعد حاشيه، والسلطان داخل هذا كله اشبه بالسر الغامض"
والواقع انى بعد ان قرأت "ماهنالك" تذكرت روايات فرانز كافكا ونجاحه فى روايته "القصر".. ولا ادرى لماذا لم يحاول اديب مصرى ان يستلهم هذا الكتاب "ماهنالك" فى رواية او فى مسرحيه.. تقدم لنا فينا عصر السلطان عبد الحميد.
ويقول على شلش "كان الخليفه الذى يتربع على عرش الخلافه وقت نشر محتويات الكتاب هو السلطان عبد الحميد، وهو من اطول سلاطين آل عثمان عهدا بالحكم، وقد بدأ عهده عام 1876 بمشكلات وقضايا سياسيه وعسكريه لم تنته الا بخلعه عام 1909، ولم يكن قد مر عليه اكثر من عام حتى نشبت بينه وبين روسيا حرب اثخنت امبراطوريته بالجروح التى لن تشف منها، وكانت ايضا تمهيدا لزوالها فى النهايه."
وعن السلطان عبد الحميد يقول على شلش "..وبالرغم من ان المويلحى يصف السلطان بالذكاء والدهاء فان وصفه للحاشيه يشعر القارئ بان هذا السلطان كان العوبه فى ايدى حلقه من الخبثاء، وانه رجل متردد لايستقر على حال"
ويؤكد هذا الرأى احمد حسين الطماوى فى دراسته التاريخيه القيمه والشامله الى حد كبير: "وقد افاض المويلحى فى الحديث عن بلاط السلطان وحاشيته، ورأى انهم قوم خبثاء لئام لاتعنهيم مصلحة الامه بمقدر ماتعنيهم المصالح الذاتيه وماتعلق منها بالماده والجاه، وقد حدث للدولة من جراء هؤلاء الافاقين ماحدث، والعيب فى هذا لايقع على الماكرين المخادعين وحدهم، وانما على السلطان او على الحاكم الذى يتيح لهم فرصة الوقيعه والدس."
ويقول احمد حسين الطماوى: "ان عصر عبد الحميد حافل بالاخطاء الجسام والمعايب الكبار التى تجر الاخطار" ومن مظاهر هذه الاخطاء ان عبد الحميد كان لايفرق بين نفسه وبين الدوله، فهو الدوله والدوله هو .. يقول "ان العمل ضدى معناه العمل ضد الوطن"
ولكن حرص احمد حسين الطماوى ان يقدم فى دراسته التاريخيه الصوره الكامله للسلطان عبد الحميد ولعصره، بسيئاتها وبحسناتها ايضا وحتى تأتى هذه الدراسه فى شكلها العملى الموضوعى الصادق فقد سجل دفاع عبد الحميد عن نفسه فى مذكراته – يقول احمد حسن الطماوى: "لقد تحدث السلطان عبد الحميد عن نفسه فى مذكراته نشرت اخيرا، ومن حقه ان يتكلم، ومن واجبنا ان نسمع، ان للمتهم حق الدفاع .. يقول السلطان فى ص 22 من مذكراته: "لو كنت عدو للعقل والعلم فهل كنت افتح الجامعه؟ وهل كنت انشئ المدارس التى تعد للدوله الانسان المثقف؟.. لو كنت هكذا عدوا للعقل والعلم فهل كنت لانشئ لفتياتنا اللواتى لايختلطن بالرجال دار المعلمات؟ لو كنت عدوا للعقل والعلم حقيقه افكنت اجعل من (سراى سلطانيس) فى مستوى الجامعات الاوربيه وافرض على الطلاب فيها دروس الحقوق؟ هل يمكن ان يكون عدوا للعلم والعقل سلطان بذل كل مافى وسعه قرابة ثلاثين عاما لكل يرى فى كل قريه مسجدا وبجانب المسجد مدرسه؟ كما انى ارسلت البعثات الى اوربا للدراسه"
واكاد ارى صورة عثمانيه لرواية دكتور جيكل ومستر هايد- ولعل سخط المويلحى جعله يتوقف فى كتابه "ماهنالك" على حياة وسلوك مستر هايد اى على مساوئ شخصية السلطان عبد الحميد.
ودفاع السلطان عبد الحميد حق- وعلينا ان نصدقه- كما ان كثيرا مما ذكره المويلحى ضد السلطان وحاشيته وجواسسه صادق الى حد كبير.
ويقول احمد حسين الطماوى "هذا بعض ماقاله السلطان عن اصلاحاته وهو صحيح، فقد ايدته مصادر معتدله كثيره، لاترجو من السلطان نفعا ولاتخشى منه بأسا" ويذكر احمد حسين الطماوى حسنه اخرى للسلطان عبد الحميد.. "ومن حسنات السلطان المعروفه رفضه لمشروع هو نزل بأقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين، رغم ماعرضه هذا الصهيونى الماكر من ملايين الدولارات الذهبيه على جلالة السلطان"
وهكذا ارضى احمد حسين الطماوى ضميره التاريخى فذكر لنا حسنات السلطان عبد الحميد بعد ان سجل لنا المويلحى سيئات واخطاء السلطان فى عريضة الاتهام "ماهنالك".
لماذا كتب المويلحى "ماهنالك"
يسجل لنا المويلحى الاجابه على هذا السؤال فى ص 292 من الكتاب (يقع الكتاب فى 325 صفحه من القطع المتوسط) يقول: "كان لنا فى نشر "ماهنالك" مقصدان احداهما ان ينتبه اولى الامر فيتداركوا الدوله العثمانيه ان يقع نصفها الثانى ماوقع على نصفها الاول من انفصال بعضه واضافته الى الدوله واستقلال البعض الآخر، خشيه ان تزول دوله كان لها المكان الارفع بين الدول، والدرجه العليا بين المماليك، والقول المسموع فى مشاكل السياسه، فان اصابها رزء بعد الذى مضى منذ عشرين سنه.. فعن خيانة شرذمه من الجواسيس حولوا همة جلالة السلطان عن مصالح الدوله العامه التى جعلنا اهمالها تحت رحمة الدول اليوم، الى مسألة خاصه وهى القاء الخوف والرعب فى قلب جلالته من كل فرد من افراد الرعيه، فكدروا عليه صفاءه وشغلوا باله ولفتوه عن كل مصلحه للدولة حتى جعلوا تقرير جاسوس واحد لديه اهم من معاهدة اوربيه فاخذ بناء الدوله يتداعى.. اما المقصد الثانى فهو ان يعلم المصريون والعثمانيون حقائق الامور فى الاستانه وما وصلت اليه الدوله التى قاومت اوربا وحدها ستة قرون من الاضمحلال الذى ستره الساترون باوراق الصحف عن العيون، فيسعى المصريون العثمانيون الاحرار المعتصمون بالبلاد الحره الى استرحام جلالة السلطان فى انقاذ ارادته السنية بنشر القانون الاساسى (الدستور) واستدعاء مجلس المبعثان (مجلس النواب)"
والقانون الاساسى هو الدستور وقد ارتبط باسم مدحت باشا وكان قد اقره السلطان عبد الحميد فو توليه السلطه، الا انه كان يلغيه ويحكم بمشيئته، وقد هللت الولايات عند نشر القانون الاساسى وتطبيقه عام 1909 بعد خلع السلطان عبد الحميد (كما جاء فى "الهوامش" التى سجلها احمد حسين الطماوى)
ويقول على شلش "نلمس فى فصول الكتاب كيف كان القهر والاستبداد يتمكنان من رقاب الناس، وكيف كان كبراء الاستانه يكرهون العرب، بل نلمس كيف قامت الرقابه على المطبوعات بدور رهيب فى توجيه الناس وغسل ادمغتهم بطرق عجيبه منكره، فقد جمع رجال الرقابه نسخ كتاب ذات يوم ثم احرقوها عن آخرها لان الكتاب تضمن ذكر قول الرسول "الائمة من قريش"، وكانت الجرائد لاتستطيع ذكر "جمهورية امريكا" وتستعيض عنها بعبارة "مجتمعة امريكا" حتى لاتثير الناس بلفظ "جمهورية"
ويقول احمد حسين الطماوى "ثمة صفح فى ماهنالك" سخر فيها المويلحى من ضياع معظم ممتلكات الدوله العثمانيه على ايدى الاوروبين، فاخرج راشد باشا وصاحبيه غالى باشا وفؤاد باشا (من الصدور العظام) من قبورهم واجرى على السنتهم حوارا دار بينهم وبين رجل فى طريقهم عما جرى فى الدوله بعدهم، واخبرهم هذا الرجل مما فقد من اصقاع مملكة آل عثمان، فعادوا مهرولين الى قبورهم" ويعلق احمد حسين الطماوى قائلا "فقد تكون هذه الخاطره هى التى اوحت الى محمد المويلحى (الابن) بفكرة كتابه "حديث عيسى بن هشام"
ويقول احمد حسين الطماوى موضحا مدى قدرة الحاشيه الفاسده من التأثير على فكر وارادة وسلوك السلطان عبد الحميد "لقد كان الانجليز على وشك الرحيل عن مصر بناء على اتفاق بين بريطانيا والدولة العليه وقعت عليه لتدخل هذه البطانه واقناعها لجلالته بضرر بنود الاتفاق، وهكذا ضاعت جهود رجل حكيم مثل كامل باشا الذى اعد الاتفاق ونسق نصوصه مع السير درمندولف على جلاء الانجليز عن مصر"
ومن بين من ترجم لهم احمد حسين الطماوى فى هوامشه واحد من هؤلاء الشيوخ الذين كاد لهم تأثير كبير على قرارات وتصرفات السلطان عبد الحميد.. وهو ابو الهدى الصيادى "وكان احد الشيوخ الذين يثق فيهم السلطان عبد الحميد.. اطلق عليه عبد الله النديم "ابو الضلال" والف عنه كتاب "المسامير" اوسعه فيها ذما وقدحا. ووضع عنه ولى الدين يكن مؤلفا هو "الخافى والبادى من فضائح الصيادى" قال فيه عن ابى الهدى ماقال مالك فى الخمر، وكان من المتصوفه الرفاعيه".. وقد افرد له المويلحى فى "ماهنالك" صفحات كثيره عرضه فيها لمن مدحه ولمن ذمه..
ويقول احمد حسين الطماوى فى دراسته التاريخيه التى اهداها لمحمد سيد الكيلانى "اماط المويلحى النقاب عن احداث سياسيه بارزه منها، انه عندما تولى خير الدين باشا – الذى عزله الصادق باى تونس –الصداره العظمى فى دولة الخلافه اراد ان يهدد الباى فساعد على خلع الخديو اسماعيل ليبين للباى مدى نفوذه، ويفهمه انه سوف يعمل على عزله مثلما فعل مع خديو مصر.. ويبين لنا المويلحى ماكان من امر صدور فرمان عصيان عرابى فيذكر ان السيد اسعد (مندوب السلطان) عندما التقى بعرابى ولم يسترح له لقلة كرم عرابى، ارسل السيد اسعد الى السلطان ان عرابى يحقر آل البيت وريهتم بهم، فاصدر السلطان فرمانه الشهير بعضيان عرابى"
ويقول احمد حسين الطماوى منوها باهميته هذه الوثيقه: "اعتمد جرجى زيدان على كتاب "ماهنالك" فيما نشره عن السلطان عبد الحميد وعصره، وذكر المويلحى بالاسم واورد من كتابه صفحات كثيره" ويقول ايضا "عقد الدكتور عبد اللطيف ضمره لكتاب "ماهنالك" فصضلا فى الجزء الثالث من "ادب المقاله الصحفيه فى مصر" استغرق ثلاثين صفحه عرض فيها الكتاب ونبه على اهميته"
يقول المويلحى "قلنا اننا كنا نرمى الى غرضين فى مقالاتنا .. الغرض الاول تنبيه اولى الامر الى ماهم فيه من وشك السقوط فى الخطر والدوله معهم،والغرض الثانى تنبيه الامه الى الحال التى وضعها اولو الامر فيها، فيئسنا من الغرض الاول بما نسمعه اليوم ونراه واما الغرض الثانى فقد نجحنا فيه ومن بوادره ان جماعة من فضلاء المصريين دفعهم الاشفاق على الدوله والمله الى طلب عرض هو المنقذ الوحيد لها الآن مما الم بها وهو نشر القانون الاساسى واستدعاء مجلس المبعوثان وشرعوا فى تحرير ذلك بصورة نصيحه اسلاميه"
ويقول المويلحى عن نشاط العلماء المصريين ضد الفساد حاشية السلطان وبطانته وبخاصة ضد "ابو الهدى الصيادى" يقول: "قد افتى واحد وعشرون عالما من علماء مصر بتكفيره (ابو الهدى الصيادى) وزندقته فهو يريد اليوم ان تخسف الارض بمصر، وقد سود صحيفة المصريين قاطبه امام جلالة السلطان بغشه وتدليسه، ولو كان الشيخ (ابو الهدى الصيادى) كالناس لعذر العلماء لان الجواب فى الفتوى على قدر السؤال، والعلماء افتوا على سؤال فيه يقول السائل "ماقولكم فيمن اعظم القريه وكفر القطب الربانى والغوت الصمد الى الامام الاوحد والسيد الامجد محى الدين عبد القادر الكيلانى رضى الله عنه"
فافتوا بكفر من يرتكب هذا الذنب العظم، وكان يلزم ان يغضب الشيخ على محرر السؤال لا على معطى الجواب. ولكن الله قضى ان ينجو احد من ضرره واصاب علماء الازهر بشؤبوب شره"
وفى افتتاحية المقاله الثانيه "التى كتبها فاضل كان بمعنى مقالاته بحرف الياء فى جريدة المقطم (يقول الطماوى ان هذا الفاضل هو المويلحى نفسه) يقول: "هذا غرضنا الذى نرمى اليه ونسعى له..اما ان يأمر الحكام بالعدل، واما ان يمثلوا امر الامه فى اجرائه، ولانبغى بالامه العثمانيه الا احدى الحسنيين، ولسنا نبالى بقول من يقول من ارباب الافك والبهتان ان ما نكتبه عن الدوله العليه ناشئ عن عداوه لها ومحبه فى الانتقام والتشفى، وتفريق الجامعه العثمانيه التى لايدركون لها معنى، ولو كان ذلك كذلك لكنا اليوم فى صف اولئك المنافقين نرمى دلونا بين دلاتهم، نحسن القبيح ونطرى الظالم ونخفى على الامه سوء احوالها"
وعقب وفاة المويلحى ابنته جريدة المقطم بهذه الكلمات: "مات يوم 29 يناير سنة 1906 ابراهيم بك المويلحى وهو شقيق عبد السلام المويلحى سر تجار مصر ووالد حضرة الكاتب اللوذعى محمد بك المويلحى، وهو مؤلف كتاب "ماهنالك" وشيعت جنازته من منزله بشارع محمد على فى مشهد عظيم، ودفن بمقابر السادات البكريه بالامام الشافعى"
اما بعد فقد اردت ان انبه الى اهمية هذه الوثيقه السياسيه والتاريخيه والادبيه وان ادعوا الى قراءة هذا الكتاب الذى اهدانيه الصديق على شلش فى 12/7/87.




 





  رد مع اقتباس
قديم 06-30-2010, 03:53 PM رقم المشاركة : 11 (permalink)
نديم الليل
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية نديم الليل





نديم الليل غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

شكرا

 





  رد مع اقتباس
قديم 10-22-2013, 02:30 AM رقم المشاركة : 12 (permalink)
القلعة
المدير العام
 
الصورة الرمزية القلعة





القلعة غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

  • كتاب ممنوع يفرج عنه بعد90 سنة
    الاربعة الكبار الذين كانوا يشاركون السلطان غي الحكم من وراء الستار

    سنتابع مقتطفات من كتاب (ماهنالك......من اسرار بلاط السلطان عبدالحميد). وهو ايام ماكانت عليه الىستانه في عهد ذلك السلطان الذي اشتهر بالطغيان والاستبداد فاليكم ملامح الصورة كما رسمها المويلحي بقلمه الرشيق الساخر لحاشية السلطان وشخصيته المتقلبة العجيبة.
    ويمضي المويلحي باسلوبه الساخر الذي تعلم منه عبدالعزيز البشري وعبدالقادر المازني فيصور في فصل كامل طريقة التقاضي في عاصمة الدولة العثمانية ويقول في اول صفحة من الفصل بعنوان"الدعاوي في الآستانه"ان الادباء والامهات كان يجب" ان يدخلوا في جمل الدعاء لابنائهم ان لايحكم الله عليهم بدعوي في الآستانه فان الدعوة فيها قصامة الظهور لابطاء الحكم واهمال الفصل فيها او لمصيبة الحفظ لاوراقها وربما ورث الابن دعوة ابيه وجده.
    يروي المويلحي حكاية من حكايات التقاضي العجيبة نقلا عن عبدالله فكري باشا الذي كان وزيرا للمعارف في مصر قبل صدور هذا الكتاب لاول مرة. يقول:مر المرحوم عبدالله باشا فكري في اسواق الآستانه فوجد رجلا في حانوت يبيع اصنافا من المناديل فوقف عليه ليشتري منها. وفي اثناء حديثه مع الرجل راي عليه مخائل طيب الاصل.فسأله عن بلده فقال الرجل من بغداد يامولاي وكنت في بلدي من علية القوم فرماني القضاء والقدر في هذا البلد لدعوي بيني وبين جماعة من اهل بغداد فجئت الي دار الخلافة لانال من عدل الحكومة انصافي فبقيت ثلاث وعشرون سنة. ودعواي واقفة لايحكم لخصومي فاستريح باليأس ولايحكم لي فاحصل علي حقوقي وقد بعت جميع ما املك وانتهي بي الاحتياج الي ماتري(لاقدرالله عليك بدعوي في الآستانه),
    ويشير المويلحي الي اسوأ مايتعرض له المتقاضون ومعظمهم من الولايات العثمانية مثل صاحبنا البغدادي. هو ان تكتب علي الدعوي كلمة" دورسون " اي يحفظ التي صارت من النواميس الطبيعية ويعلق علي مايرويه من حكايات ونوادر عديدة في هذا المجال بقوله
    "هذا حال ارباب الدعاوي في دار الخلافة ومما يحبب مفارقة الحياة ان يسمع المسلمون ان الدولةتأمر دولة الاسلام باجراء العدل بين رعاياها. وكان اللائق بمقام الاسلام ان تأمر دولته دول العالم بما يأمرنها به الان(سنة 1896) من اجراء العدل بين رعاياها وهل كانت وظيفة الخلافة في الاسلام غير رفع الظلم عن المظلومين في انحاء العالم؟ وهل فتحت الممالك الا بهذا..ولهذا؟"
    بهذه الكلمات ينتهي فصل الدعاوي في الآستانه ثم يبدأ فصل ىخر اطول واظرف بعنوان " المشايخ"
    الاربعة الكبار
    من هم هؤلاء المشايخ الذين يقصدهم المويلحي؟
    يجيب في مستهل الفصل بقوله هم حملة عرش الخلافة وعددهم اربعة وهم الشيخ السيد ابو الهدي الخاننشيخوني الحلبي , والشيخ السيد احمد اسعد القيصرلي المدني , والشيخ السيد فضل باشا المليباري المكي, والشيخ محمد ظافر المدني المغربي وقد اختلف الناس اختلافا عظيما وتعددت اراءهم بسبب قربه من حضرة مولانا الخليفة والتصاقهم ببساطه وهم من الامة العربية وما وضع عربي مهما كان حسبه ونسبه جبهته منذ تاسست السلطنة العثمانية حيث تطأ الان اقدامهم. ومامد عربي بصره حيث يمدون ايديهم وماحدث عربي نفسه قبلهم ان يحدث جلالة الخليفة في نجواه , ويدخل معه في شئون السلطة فيعزل الصدور ويوليهم ويبعدهم ويدنيهم بنصحه "ثم بدأ في بحث اسباب قرب هؤلاء الاربعه الكبار من السلطان فيعرض لما يقال في عاصمة الخلافة فمن قائل ان السلطان له ميل الي معرفة الطالع والغيب وهؤلاء لهم مزاعم ودعاوي عريضة في هذا الباب ومن قائل انهم افهموا السلطان واقنعوه بان "سكون الامة العربية وحركتها في ايديهم اي ان عندهم صمام الامان بالنسبة للبلاد العربية الواقعة تحت سيطرة امبراطورية آل عثمان, ومن قائل ايضا ان تدهور اوضاع الدولة العثمانية وسقوط الكثير من ولاياتها الاوربية في الحرب مع روسيا قد اضطرها للسعي وراء المحافظة علي رمز الخلافة من جهة والتقرب من العرب من جهة اخري وسنلاحظ في هذا السياق كيف استخدم المويلحي تعبير"الامة العربية" بشكل مبكر في تراثنا الحديث فهذا الكلام نشره عام 1895 في " المقطم " ثم نشره في الكتاب في السنة الثانية.
    غير ان المويلحي يبدأ بعد ذلك في شرح احوال هؤلاء الاربعة الكبار واحدا وراء الاخر مع ذكر الكثير من الحكايات والنوادر عن كل منهم, واول هؤلاء هو السيد ابوالهدي(ويلاحظ ان كلمة "سيد" تسبق اسماء ثلاثة منهم دليلا علي انهم من نسل الحسن والحسين). وقد وفد ابو الهدي علي الاستآنه يسبقه لقب الشيخ لا السيد في اخر حكم السلطان عبد العزيز وكان وفوده اليها في صورة اهل الطريق اي انه كان من اتباع الطرق الصوفية علي الطريقة الرفاعية وقد اطلق شعره علي طريقتهم وراح يجوب التكايا منشدا في الاذكار وضاربا علي الدف.فجذب اليه بعض الامراء المتصوفيين ثم عاد الي موطنه في حلب مع وظيفة نقيب الاشراف هناك ولكن حين تغير الوضع واعتلي عبد الحميد عرش اسرته عاد ابو الهدي الي الآستانه وعند ذاك رأي السلطان رؤية معينة في منامه وقصها علي احد باشوات القصر فلم يجد لتفسيرها احكم من الشيخ ابو الهدي.فامر السلطان باحضاره ففسر الرؤيا بطريقة اعجبت الرائي فاحسن اليه كثيرا وبعد ايام عاد الشيخ الي القصر محملا ببشري هذه المرة فقد قال لرجال البلاط انه راي النبي عليه السلام ليلة امس فامره بابلاغ السلطان رسالة معينة دون واسطة,فاخذوه بعد التحري الي السلطان الذي كان يعد نفسه للحرب مع روسيا ولا يدري احد ماذا قال له ابو الهدي ولكن المحيطين به لاحظوا سعادته الغامره بعدها ومن الطريف ان رجال البلاط اعترضوا في البداية علي اساس ان السلطان لايعرف العربية والشيخ لايعرف التركية ولابد من مترجم ولكن الشيخ رفض ومضي غاضبا.ثم عاد بعد ايام وزعم انه يتكلم التركية وان النبي عليه السلام "تفل في فمه " فنطق بالتركية وحاول رجال البلاط ان يحققوا مدي معرفته في السابق للتركية فجاء الشهود وشهدوا بانه لم يكن يعرف منها حرفا قبل ذلك وكان ذلك مؤهلا لمزيد من نجاحه وتقلربه من السلطان ومع ذلك غضب عليه السلطان ذات مرة بعد ذلك ونفاه الي حلب ولكنه سرعان ماعاد بعد بضعه اشهر مدعوا هذه المرة من السلطان نفسه بالتلغراف ولما عاد هذه المرة بدأ يتخصص في السياسة داخل القصر ويتدخل في كل ما لايعنيه.
    الشيخ الثاني في سلسلة الاربعة الكبار السيد احمد اسعد تركي الاصل من اهل قيصرية هاجر اجدادع الي المدينة المنورة وعاشوا في خدمة الروضة الشريفة ثم وفد الشيخ علي الآستانة بضع مرات حتي نال الحظوة عند عبد الحميد وصارت له دائرة خاصة في المابين ويطلقون عليه اسم سيد افندي وله الحق في الدخول علي السلطان بلا استئذان ولجلالة السلطان به ثقة فاذا مرضت في السراي السلطانية احدي الجواري فجلالته يامر بنقلها الي بيته فان ابلّت من مرضها عادت الي السراي واذا ماتت خرجت من بيته ولكنه عامي يوقر نفسه بالاطراق ومداومة الصمت ولو قلنا عنه انه امي لايكتب ولايقرأ لكان امدح له من ان نصف كتابته " نال هو واولاده ارفع رتب الدولة واوسمتها وقد اقنع السلطان ان العرب جميعهم لايعصون له امرا ومن هنا نال الحظوة التي جعلته يدخن النارجيله في حضرة السلطان وبالاضافة الي هذه الاهمية فهو مبعوث السلطان في المهمات السياسية ارسله الي سفير انكلترا في الآستانه فاخذ يسعل طوال الجلسه حتي اشفق عليه السفير واجاب طلبه من خلال المترجم طبعا.
    والشيخ الثالث هوالسيد فضل باشا المليباري المكي اصله من مليبار في اسيا كان اهلها قد اختاروه اميرا عليهم في ظفار ولكنه استبد بهم فاستنجدوا بالانجليز الذين اخرجوه من بلاده فجاء الي السلطانيصرخ ويستنجد من اجل قوة عسكرية تعيده الي قواعده ولكن طلبه لم يتحقق فبقي في الآستانه ولما تولي عبد الحميد انعم عليه برتبة وزير وع ذلك ظل يطالب بامارته وهو امي ايضا ولكن له كتبا كثيره منسوبة اليه ومشحونه بكرامات ابيه واجداده وهو يبشر السلطان بسلطنة الهند وباسلام اهل امريكا واذا وردت اليه رسائل من بعض اصحابه في الهند بني عليها تحقيق الامل فيما يبشر به وعرضها علي السلطان
    الشيخ الرابع والاخير محمد ظافر المغربي المدني الوحيد منهم الذي لاينتسب الي السدة النبوية وهو منطرابلس الغرب(ليبيا) عاش في المدينة المنورة فانتسب اليها وله طريقة صوفية متفرعة من الطريقة الشاذلية وهو رجل متواضع لين الاخلاق معترف بعاميته متظاهر بالخمول جاء الي الآستانة نتيجة توصية من اخيه الذي زكاه عند السلطان بانه ممن لهم علم بظهر الغيب والمستقبل فجاء وتنبأ لعبد الحميد بانه سيجلس علي العرش في سنة كذا فلما حدث ذلك مصادفة عظم قدره عند السلطان وهؤلاء الشيوخ الاربعة الكبار مهمتهم الاولي قراءة طالع السلطان وتامينه ضد الشرور والاشارة عليه بما يجب ان يفعل طبقا للغيب الذي يظهرونه له فضلا عن كتابة التقارير ضد غيرهم وضد بعضهم البعض وتوجيه السلطان فيما يعن له من مشكلات ومهمات سياسية واخيرا فهم شديدوا التنافس فيما بينهم كثيروا الصراع يطعن كل منهم الاخر فمثلا يقول الشيخ ابو الهدي عن الشيخ ظافر ان جده يهودي من سلانيك اسلم وقتله السلطان محمود لزندقته ..وهكذا ومع ذلك فلهم مريدون واحباء. الف بعضهم رسائل عنهم وعن ورعهم وطيبة قلوبهم وبالمثل لهم خصوم الفوا ضدهم ولكن لم يسمح بنشر شي من تأليفهم فاكتفوا بالتشنييع عليهم مثلا حدث مع ابي الهدي الصيادي الذي يقولون عنه انه وراء كل ضرر لحق بالدولة العثمانية او رعاياها وهم في النهاية من اصحاب الطرق الصوفية. وهواة الشعوذة وكتابة الاحجبة للسلطان وقد كان جمال الدين الافغاني يسمي الصيادي " البغل المزركش " لكثرة النياشين والاوسمة التي يضعها علي صدره كلما ظهر علي الناس بشكل رسمي.
    الدين النصيحة
    لم ينس المويلحي وهو ينهي ذلك الفصل المطول عن الشيوخ الاربعة الكبارعن غرضه من تاليف كتابه وهو غرض مركب من غرضين هما تنبيه اول الامر العثمانيين فيما هم فيه من وشك السقوط, وتنبيه الامة الي الحال التي وضعها اولي الامر فيها ويضيف بانه يائس من الغرض الاول ولكنه نجح في اداء الغرض الثاني ومع ذلك يقدم للسلطان مايشبه النداء في نهاية الفصل او مايسميه النصيحة التي بادرت بها جماعة من فضلاء المصريين وركزتها في المطالبه باعادة العمل بالدستور الذي عطله عبد الحميد كما عطل مجلس النواب في اول عهده فازداد الظلم والعسف وتنتهي هذه النصيحة التي تستغرق بضع صفحات بتذكير السلطان بعظمة اجداده وسء عاقبة المشورة من امثال ابي الهدي الصيادي وتستند في اولها واخرها علي ان الدين النصيحة
    التفوق علي ماكيافيللي
    ياتي الفصل الاخير من الكتاب وقد خصصه المويلحي للحديث عن السلطان نفسه وكانما كانت كل الفصول السابقة تمهيدا لهذا الفصل الذي بذل فيه جهدا كبيرا في الاستقصاء والتحري التاريخي فيقول ان عبد الحميد هو السلطان رقم 34 في سلسلة سلاطين آل عثمان جلس علي سرير السلطنة" بالارث والاستحقاق "كما تقول العبارة الرسمية فالارث يعني ان جلوسه وسلطنته بالميراث والاستحقاق يعني حقه في الخلافة علي المسلمين. ويقول المويلحي : ان السلطان سليم لمافتح مصر والشام بايعه الخليفة العباسي بالخلافة ولكنه لقب نفسه بلقب( خادم الحرمين الشريفين) اما اول من تلقب بالخليفة فكان السلطان سليمان الملقب ايضا بلقب " القانوني" وبقيت الخلافة بعد ذلك لاتذكر الا مع الالقاب التي تضاف الي اسماء السلاطين
    ولما اراد اهل الحل والعقد خلع السلطان عبد العزيز وتولية السلطان مراد نقلوا الاخير ليلا الي ديوان السر عسكر(قائد الجيش او وزير الحرب) واتفقوا علي ان يبايعوه البيعة الشرعية يقول المويلحي في تصوير شخصية عبد الحميد" نحيف الجسم ربعة او تحت الربعة في الرجال عصبي المزاج قوي العرضة متوقد الذكاء شديد الذر علي نفسه كانه يري انه نصب له في كل خطوة مكيدة وقد بذل جميع اوقاته وجزءا عظيما من امواله في المحافظة علي نفسه بما لم يسمع بمثله واستعمل لذلك ما يبعد ان يخطر علي البال من أفانين التفرقة بين الناس حتي صار جمعهم لديه مفردا واستحال ان تقع عليهم صيغة الجموع فالكل هو والواحد هم وقد بلغ بذكائه في اساليب التفرقة الي مالم يحط ماكيافيللي به علما فابعد من الاستانه من اهل الحل والعقد من يزدوج وابقي فيها من يعلم انه ينفرد وماكافيللي هذا الذي كتبه المويلحي بطريقته في كتابة الاسماء الاوربية وهو الفيلسوف الايطالي في عصرالنهضة الذي فلسف طريقة الحكم الفردي في كتابه الامير
    ويروي المويلحي حكاية عن طريقة معاملته للصدور العظام فيقول:
    استدعي في احدي الليالي المرحوم خير الدين باشا الي المابين ودخل به حجرة بعد اخري وامر الحاشية ان يغلقوا جميع الابواب فاخذ الصدر المعزول يعظم في نفسه ماسيلقيه عليه جلالة السلطان من الاسرار المهمة فجلس معه مدة طويلة والحديث كله في الطيولادر والعصافير وخرج وهو لايدري علي اي شيء بني جلالته هذه الخلوة بتلك الصورة العجيبة الحقيقة ان هذه ليست صورة عجيبة بعد روي المويلحي عن السلطان انه كان شدي الذر وشدة الحذر توقع احيانا في غرابة الاطوار
    ويضيف جانبا اخر عن السلطان قائلا:
    هو قليل العناية بالمطاعم والمشارب والملذات وليس في حياته ومعيشته شيء شعري علي قول الافرنج(اي شيء رومانتيكي او شاعري كما يقال اليوم) بل كل افعاله واقواله جد في جد وقد ذكراحد الوزراء في حضرته نكته لطيفه ليضحكه بها فحول وجهه عنه ولم يخاطبه مدة بقائه في المجلس ولايشرب الخمر ولاينام جلالته في حجرة واحدة مرتين متواليتين ولجلالته ###### عظيم الجسم يحرسه في الحجرة التي يقع عليها اختياره للنوم فيها هو يصب الاء البارد علي جسده ثلاث مرات في اليوم لايستغرق في النوم وربما لايتجاوز نومه 4 ساعات في الليل وكان للجلالته جارية شركسية اسمها " ملك " وعمرها تسع سنوات تباشر خدمة جلالته فوقف يصلي بعض الاوقات وكانت امامه مرآم فراي فيها ان الجارية خطت خطوة من مكانها وكان جلالته قبل الدخول في الصلاة قد وضع المسدس الذي تعود حمله في موضع من الحجرة فخرج من الصلاة ورتب علي تلك الخطوة التي خطتها الجاريه اخر مايراد من المسدس وامر باستنطاقها. فقامت السراي وقعدت , وانتهي الامر بنفي الجارية وخمسين من الجواري. والسراي لاتخلوا داخلا في اكثر الاوقات من هذه الحركات واذا تعطلت الاشغال في المابين ايام عرف الناس انه في الداخل مايشغل عن الخارج وقد قال احد عقلاء الوزراء ان جلالة السلطان وقف حياته علي حفظ حياته. فلم يبق له ولا للرعية شيئا منها.
    ويستمر المويلحي في رسم صورة السطان فيضيف انه لايعرف لغة غير التركية وبعض الفاظ العربية بلهجة اهل الحجاز اخذها من افواه الخصيان ويفهم جملا من الفرنسية وهو من اغني ملوك الارض ( وقتها) كثير التردد شديد التاثير علي من يحادثه ويرجع حذره الي معاملة عمه السلطان عبد العزيز له ولاخيه مراد معاملة قاسية ووضعه اياهما تحت المراقبة بسبب ملاطفة نابليون الثالث امبراطور فرنسا لعبد الحميد بكلمات فرنسية لميفهمها عمه فخشي ان تكون ضده فضلا عن ان عبد الحميد نفسه راي بعين راسه خلع عمه ثم اخيه وهو صغير فقويت اسباب الخوف في نفسه ومع ذلك كله فله نوادر عجيبه في الاحسان علي الناس ولم يمنع هذا من خوفه الاخر من الكوليرا فقد تنبأت له في صغره احدي الغجريات بانه سيتولي الملك وقد يمرض بالكوليرا" فلما وقعت بعض الاصابات في الاستانه واشتبه الاطباء بها نفي الذين نفوها واحسن علي الذين اثبتوها لان نفيها يدعوا الي اهمال التوقي ولايخفي مافيه من سؤ النية هكذا يقال وهي لاتزول من الاستانة لانها اصبحت من اسباب الزلفي والقربي"
    يختتم المويلحي هذا الفصل الاخير بصفحات عن خلع السلاطين ويقدم لهذا باشارات اخري الي عبد الحميد وكرهة للكهرباء والتلفون وسعيه لحصر الوراثة في اكبر انجاله ثم يروي قصص خلع 11 سلطانا قبل عبد الحميد وتنازل ثلاث سلاطين عن السلطنة لابنائهم وكان سبب معظم حالات الخلع والتنازل هو " اختلال الشعور " حسب تعبير المويلحي او نقص الاهلية مثل البلاهة والتبذير وغيرهما واذا عدد سلاطين آل عثمان يبلغون علي مدي300 سنة نحو 34 سلطانا فقد مات علي فراش الملك منهم كما يقول المويلحي 19 سلطانا ومات الباقون بين مخلوع ومقتول وشهيد والاخير وهو مراد الاول مات شهيدا في احدي وقعات الحرب مع الصرب وكان موقف الاتراك منتصرا في تلك الوقعة فخرج السلطان مراد هذا ليتفقد القتلي فاذا باسير صربي يطعنه بالسيف
    المخلوع رقم 12
    وبهذا ينتهي كتاب ماهنالك للمويلحي وتنتهي رحلتنا بداخله ومن الواضح ان المويلحي طوال السنوات العشر التي اقامها في عاصمة الخلافة شهر جميع اسلحته الصحفية في جمع المعلومات وتحري الحقيقة حول مرحلة الانهيار التي اصابت الدولة العثمانية في عهد عبد الحميد وقد تنبأ المويلحي في اكثر من موضع بقرب سقوط الامبراطورية بعد ان ضاع نصف اراضيها في الحروب والثورات مالم يتداركها الاصلاح
    يقول الدكتور علي شلش في تقديمه للكتاب وقد كان عنوان الكتاب متواضعا متخفيا وكان بودي ان يوضع له عنوان اخر يشير الي موضوعه فتم اختيار محققه لهذا العنوان(من اسرار بلاط السلطان عبد الحميد) ولكن العنوان الذي شغلني بعد الفراغ من قراءته اول مرة هو " سقوط الخلافة " لان الويلحي يصور غصلا بعد فصل تهاوي الخلافة العثمانية وسقوطها كانه بتصويره هذا كان يتنبأ بما حدث بعد سنيين من وفاته علي الرقم من انه لم يبد اي شعور بالعداء للسلطان او الخليفة وان كان تراكم تصوير الحياة حول السلطان وبيان فسادها يصبح بالضرورة عداء لرأس ذلك النظام لقد سقطت الخلافة علي اي حال يوم اعلن اتاتورك النظام الجمهوري في تركيا ولكن عبد الحميد نفسه خلع عام 1909 علي ايدي المتمردين من انصار جمعية الاتحاد والترقي التي قامت بانقلابها المشهور في ذلك العام واصبح السلطان رقم 12 في سلسلة المخلوعين من اسرته وعاش بعد ذلك منفيا في احدي القصورالنائية حتي توفي في فبراير 1918 وبعدها شغل الناس والمؤلفين بحياته وطول عهده وغرابة اطواره مثلما شغلهم وهو سلطان متسلطن علي عرش آل عثمان
    بهذا الكتاب يضيف ابراهيم المويلحي نفسه رصيدا جديدا الي اعماله ومؤلفاته ومقاماته المتناثرة في الصحف وهو رصيد يجعله اديبا صاحب قلم تربي في مدرسته اقرب الناس اليه وهو ابنه محمد الذي مد في شهرة الاسرة بكتابه المشهور او مقاماته المسماة " حديث عيسي بن هشام "
 





  رد مع اقتباس
قديم 10-28-2013, 01:39 AM رقم المشاركة : 13 (permalink)
القلعة
المدير العام
 
الصورة الرمزية القلعة





القلعة غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

إبراهيم المويلحي الكبير <H5>( 1262 - 1324 هـ)
( 1845 - 1906 م) </H5>


سيرة الشاعر:

إبراهيم بن عبدالخالق بن إبراهيم المويلحي
ولد في القاهرة . وبها توفي.
شغل منصب «السكرتير العربي» للخديو «إسماعيل» - حفيد محمد علي باشا - ستة أعوام، طاف معه فيها أنحاء أوروبا وأمريكا، ومكث في الآستانة طويلاً، قبل أن يعود إلى وطنه.
كان والده من كبار تجار الحرير في مصر، وحرص على أن يعلم ابنه أصول تجارته، ولكن إبراهيم - بعد حفظه القرآن الكريم ودراسته للنحو والصرف والعروض والبلاغة على يد عطار كان يقيم بجوار محله التجاري - تحركت ميوله الأدبية، وعشق التراث، فانصرف إليه.
شغل عدة مناصب برعاية الخديو إسماعيل، إذ عينه عضواً في مجلس الاستئناف (1872) ثم ناظراً للقلم العربي في وزارة المالية (1879) ثم أحيلت إليه نظارة العرضحالات. وحين خلع إسماعيل عن حكم مصر صحبه في تجواله بأنحاء مختلفة. وفي إقامته الطويلة بالآستانة (عشر سنوات) كان عضواً بمجلس المعارف.
أنشأ عدداً من الصحف، والجمعيات: جريدة «نزهة الأفكار» بالاشتراك مع محمد عثمان جلال، و«مصباح الشرق»، وجمعية «المعارف لنشر الكتب» بالاشتراك مع عارف باشا.
وفي فترة نفي الخديو أنشأ صحفاً في إيطاليا وفرنسا للدفاع عن الخديو، والترويج لعودته لحكم مصر.

الإنتاج الشعري
- ليس له ديوان، نشر قصائده في الصحف، مثل: نزهة الأفكار، ومصباح الشرق، والجوائب، والصاعقة، وغيرها.

الأعمال الأخرى:
- وجه عدداً من الرسائل إلى مشاهير عصره عبر الصحف. منها: إلى أمير الشعراء أحمد شوقي - إلى السيد أبي الهدى الصيادي - إلى محمود سامي البارودي، وكتب مقامات «حديث موسى بن عصام» أو «مرآة العالم»، نشر في حلقات بجريدة
مصباح الشرق (يونيو 1899 - سبتمبر 1900)، و ترجم عن الإيطالية كتاباً عن المسرح سماه: «ألعاب التياترات» (1870) وكتاب «الفرج بعد الشدة» في وزارة رياض باشا، و«ماهنالك» في سياسة السلطان عبدالحميد الثاني، و«ماهنا» في معية خديو مصر.
أنعم عليه الخديو إسماعيل بنيشان من الرتبة الثانية، وآخر من الرتبة الأولى. ،نال رتبة البكوية من السلطان عبدالحميد الثاني.
سبق إلى مبادئ ومواقف وأفكار ذات بُعْدٍ قومي وحضاري، مثل: دعوته إلى جامعة عربية، ومناصرته للإمام محمد عبده في دعوته لإصلاح الأزهر، ودفاعه عن الإسلام في مواجهة جمعيات التبشير، ونظرته المتكاملة في الدفاع عن مصر والسودان في
مواجهة الاحتلال البريطاني.
أكثر قصائده استجابة لحياته الاجتماعية في الشكر والتهنئة والرثاء والتشوق. اهتم بالتأريخ الشعري وتفنن فيه، وانتشرت أشعاره في مقالاته ومقاماته، وحتى عناوين بعض المقالات.

مصادر الدراسة:
1 - عبداللطيف حمزة: أدب المقالة الصحفية في مصر (جـ3) - مطبعة الاعتماد 1959 .
2 - محمد زكي مجاهد: الأعلام الشرقية في المائة الرابعة عشرة الهجرية - دار الغرب الإسلامي - بيروت 1994.
3 - يوسف راميتش: أسرة المويلحي وأثرها في الأدب العربي الحديث - دار المعارف بمصر 1980 .
4 - الدوريات: - إبراهيم المويلحي (الحفيد): إبراهيم المويلحي - مجلة الرسالة (عددان) إبريل 1938 .
- جرجي زيدان: إبراهيم بك المويلحي الكاتب السياسي المنشئ الصحافي:عناوين القصائد:

سقى الله الشآم

سقى الله أرض الشآم الـحَيــــــــــــــا ___________________________________
وأخْضل قـيعـانَهـا والرُّبــــــــــــــــا ___________________________________
ريـاضٌ كأن نجـوم السمـــــــــــــــــاء ___________________________________
خـيـالٌ لأزهـارهـا فـي السمــــــــــــا ___________________________________
ومـاء عـلى جـانـبَيْه الزهـــــــــــــور ___________________________________
كـسـيْفٍ عـلى صـفحتـيـه الـدِّمـــــــــــا ___________________________________
وأقـدام خمـرٍ عـلـيـهـا الـحُبـــــــــاب ___________________________________
كـوردٍ يرفُّ عـلـيـــــــــــــــــه الندى ___________________________________
وسـاقٍ يـمـيسُ بكـاســــــــــــــــــاته ___________________________________
كـوَردٍ عـلى غصنه قـد زهــــــــــــــــا ___________________________________
وشمس عـلـيـهـا الغمـام الرقـيـــــــــق ___________________________________
كـديـنـار تِبْرٍ عـــــــــــــــلاه الصدا ___________________________________
إلى الله أشكـو جــــــــــــــــوى فُرقةٍ ___________________________________
أجـدَّتْ هـمـومـاً وهـاجت أســــــــــــــى ___________________________________
خلـيلٌ بـلـبنـان أمســـــــــــــــى وخِلٌّ ___________________________________
بتـونس ألقَتْه أيـدي النـــــــــــــــوى ___________________________________
يشقّان قـلـبـيَ شقَّ النــــــــــــــــواة ___________________________________
فشقٌ لهـذا، وشق لـــــــــــــــــــــذا ___________________________________
فطـوْراً أهـيـم بريح الجنــــــــــــــوب ___________________________________
وطـوراً أهـيـم بريح الصَّبـــــــــــــــا ___________________________________
حـللـتَ أخـــــــــــــا الفضل أرض الشآم ___________________________________
فحَلَّ السنـاء بـهـا والهـنــــــــــــــا ___________________________________
وخلَّيْتَ مـصرَ فخلَّيْتهـــــــــــــــــــــا ___________________________________
كـمـثل مُطلَّقةٍ عــــــــــــــــــــن قِلَى ___________________________________
فللـوجْدِ حَرٌّ بأحشـائهـــــــــــــــــــا ___________________________________
شديـد الضّرام شديــــــــــــــــد اللظى ___________________________________
وقـد كـنـتَ فـي مـصر ريحـــــــــــــانةً ___________________________________
فحـيَّتْ بـهـا مـصر ذاك الـحـمـــــــــــى ___________________________________
وغبت فلـم تُغْنِ عـنك رجــــــــــــــــال ___________________________________
كثـير العـديـد رزيـن الـحِجــــــــــــا ___________________________________
كذلك لـم تغنِ زُهْرُ النجــــــــــــــــوم ___________________________________
إذا غاب عـنهـنَّ بـدر الــــــــــــــدجى ___________________________________

كملَتْ محاسنه

الـحـمد حـيث سـوابـغُ الأفضـــــــــــالِ ___________________________________
والـمـجـد حـيث نـوابـغ الأعـمــــــــالِ ___________________________________
والـمدح أحسن مـا يكـون لســــــــــــيِّد ___________________________________
بـالفعـل أكبر صـادق الأقــــــــــــوال ___________________________________
لـوحـيـد دهـرٍ زيَّنـتْ هـامــــــــــــاتِه ___________________________________
فلكُ العـلا بثـواقب الأفعـــــــــــــال ___________________________________
كَمُلـتْ محـاسنه فأصـبح كـامــــــــــــلاً ___________________________________
فـي الـمـجـد والعـلـيـــــــاء والإجلال ___________________________________
الله أكبر إنَّ مـجـدك مشـــــــــــــــرقٌ ___________________________________
كـالشمس فـي فَلَك مـن الإقبــــــــــــال ___________________________________
فـي كل لفـظ مـن كلامك حكـــــــــــــمةٌ ___________________________________
مـنهـا تُصـاغ جـواهـر الأمـثــــــــــال ___________________________________
النـور أضعف سـرعةً مـن أن تُضـــــــــــا ___________________________________
هِيَهُ بنـافذ أمـــــــــــــــــرك الفعَّال ___________________________________
لـمـا عجَزتُ عـن الـوفـاء بـمدحكــــــــم ___________________________________
ورأيـت هـذا العجز فـي أمـثـالـــــــــي ___________________________________
قـال الزمـان لقـد عجزتـم فـاسلكــــــوا ___________________________________
سُبُل الـدعـاء لسـيـدٍ مِفْضــــــــــــــال ___________________________________

عظمت صنائعك

وضّاءةٌ أفكـــــــــــــــــــــــــــاره ___________________________________
نُور الـذكـاء بـهـا تــــــــــــــــوقَّدْ ___________________________________
جـازت معـالـيـه الــــــــــــــــــمدى ___________________________________
لاتـرتضـي غايــــــــــــــــــــاً تحدد ___________________________________
وعـلى كـــــــــــــــــــــــواهل عزمه ___________________________________
عبء الـمـروءة قـد تـــــــــــــــــوطَّد ___________________________________
أنـت الـذي بـــــــــــــــــــلغ النُّهى ___________________________________
ولِداتُه فـي حفـظ أبجـــــــــــــــــــد ___________________________________
قـد شـاب رأيك فـي الشبــــــــــــــــا ___________________________________
ب، ورَأْيُ شِيبٍ مـاتــــــــــــــــــــمهَّد ___________________________________
عـظـمتْ صنـائعك الـتـــــــــــــــــــي ___________________________________
أعـيـت رجـالاً أن تُقــــــــــــــــــلَّد ___________________________________
أبـدعتَ فـي العـلـيـاء أغْـــــــــــــــ ___________________________________
ـرَبَ مـاسمعـنـا أن يـــــــــــــــــخلَّد ___________________________________

ملاحظات القراء
 





  رد مع اقتباس
قديم 11-24-2013, 11:33 PM رقم المشاركة : 14 (permalink)
القلعة
المدير العام
 
الصورة الرمزية القلعة





القلعة غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

كلمات وإشارات-4-

عبد القادر زمامة

العدد 301 جمادى 1-جمادى 2 1414/ نونبر-دجنبر 1993



10- كتاب لا ينسى...
من الكتب والآثار والأدبية بالخصوصية مالها إشعاعات محدودة لا تعدو الجيل والجيلين، لأنها تصور واقعا، وتعالج قضية، وتؤدي رسالة، وتبعث روحا، ويومن صاحبها بمبدأ.
وكتاب «حديث عيسى بن هشام» من النوع الثاني الذي تستمر إشعاعاته عبر أجيال، وذلك لسببين:
الأول: إنه يكون شكلا ومضمونا الحلقة الوسطى بين «المقامة» و«المقالة» في الأدب العربي لحديث.
الثاني: أنه يكون المرآة الأولى التي انعكست على صفحتها نتائج ومظاهر زحف حضارة دخيلة على حضارة أصيلة، تحاول تهميشها وتمزيقها، وتزييف عناصر القوة والعطاء فيها، وجعل أهلها في شك من جدواها...!
ومؤلف الكتاب محمد المويلحي المتوفى سنة 1930م، أشهر من أن يعرف به، فقد شرق وغرب، وأعرب وأعجم، ومن أشهر تلامذته المعترفين بفضله: عباس محمود العقاد، وعبد العزيز البشري.
وقد كان هذا الكتاب عبارة عن مقالات ظهرت أولا في جريدة: «مصباح الشرق» التي كان والده يصدرها، ثم جمعها وأعطاها هذا الإسم: «حديث عيسى بن هشام» أو «فترة من الزمن»، وأهدى كتابه إلى الأقطاب الأربعة المشهورين في عصره:
- جمال الدين الأفغاني.
- محمد عبده.
- الشنقيطي اللغوي.
- الشاعر البارودي.
والمويلحي ذو أفكار إصلاحية متفتحة، ولكنها ملتزمة بالفضيلة، والأصالة، ومعطيات الحضارة الإسلامية.. مع الاستفادة من كل جديد لا يحجب مقومات المجتمع المسلم، والأخلاق والآداب الإسلامية، وقد جعل من فضول كتابه لقاء بين الحقيقة والخيال، والجديد والقديم والحق والباطل، والجواهر الثابتة، والأمراض الزائفة !.. وثقافته في اللغة العربية واللغات الأجنبية جعلته يطلع على نماذج شتى من النقد السياسي والاجتماعي، وعلى الأعاصر التي تحل بالمجتمعات البشرية حينما تتنازعها المبادئ والمصالح، وتختلط فيها الأوراق...
في هذا الإطار من المعرفة والتجربة تغلغل المويلحي في الموافق الاجتماعية لبلاده، وما حل بها من زيف، وتلاعب ونفاق وسوء تدبير، وتصور معكوس للثقافة والحضارة والرقي، وإهدار للحرمات والعادات.
والمويلحي يصور قبل أن ينتقد، ويحاول الإصلاح والبناء قبل الإفساد والهدم، ويخاطب العقل والوجدان قبل أن يخاطب المصالح الشخصية والأهواء البشرية.
والملاحظ أن المويلحي تلميذ وفي لأستاذه الشاعر المفكر أبي العلاء المعري يتفق معه في عدة أفكار فلسفية، واجتماعية، وانتقادية، ويظهر ذلك بأجلى وضوح في وفرة استشهاداته الشعرية بأبيات المعري، ولا سيما منها ما جاء في «اللزوميات» و«سقط الرند».
ولعل في هذه الصحبة بين المويلحي والشاعر أبي العلاء المعري ما يفسر لنا بعض الملابسات التي نجدها من حين لآخر في أحكام وأقوال وانتقادات صاحب «حديث عيسى بن هشام». كما نجدها في بعض تصرفاته وملابساته وملازمته الحذر والعزلة آخر حياته الحافلة.
وقد عاصر المويلحي حقبة حافلة من تاريخ مصر في العصر الحديث بتقلباتها وتناقضاتها أواخر القرن التاسع عشر، والثلث الأول من القرن العشرين، واتصل بعدة شخصيات داخل بلاده وخارجها، ورحل إلى عدة أقطار أوربية، وعرف من المعالم الحضارية ما جعله يقارن بين الأشياء التي تمر أمامه، ويعطي كلا منها ما يستحق من الاهتمام.
ولقد عرف الساهرون على التربية والتعليم لكتاب «حديث عيسى بن هشام» قيمته الأدبية واللغوية والتعليمية والاجتماعية، مع تربية ملكة النقد النافع، فجعلوه من الكتب المقررة في بعض مراحل التعليم الثانوي، ولمدة عقود من السنين، وترك ذلك أصداء في مجالات مختلفة وميادين متنوعة من الأقطار وإلى الأمس القريب.
وإذا كان المويلحي صديقا لأبي العلاء المعري، وفلسفته ومضامين أفكاره الواردة في شعره، فإنه إلى جانب ذلك صديق معجب ببديع الزمان الهمداني صاحب المقامات، لا سيما والمويلحي في عصره يكون – كما قلنا – بعمله في «حديث عيسى بن هشام» الحلقة الوسطى بين فن المقامة وفن المقالة.
وقد شاء المويلحي أن يجعل من رواية بديع الزمان في مقاماته «حديث عيسى بن هشام» رواية له أيضا في كتابه هذا، وينسب إليه كل ما جاء في كتابه: «حديث عيسى بن هشام»، الذي أودعه كل ما جاش به خاطره من تساؤلات وانتقادات.


 





  رد مع اقتباس
قديم 04-02-2014, 01:02 AM رقم المشاركة : 15 (permalink)
القلعة
المدير العام
 
الصورة الرمزية القلعة





القلعة غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

ما هنالك من أسرار بلاط السلطان عبد الحميد، إبراهيم المويلحي (مصر)، تاريخ

السبت 22 شباط (فبراير) 2014 بقلم محمد بكري


السبت ٩ مارس / آذار ٢٠١٣
جريدة الحياة
القاهرة - صلاح حسن رشيد





حين كشف المويلحي أسرار انهيار السلطنة العثمانية



بعد اختفائه لأكثر من قرن من الزمان؛ ظهر كتاب «ما هنالك من أسرار بلاط السلطان عبد الحميد»، لإبراهيم المويلحي، ذلك الكتاب الذي صودر في عام 1896. وخطورة هذا الكتاب تكمن في أنه يميط اللثام عن أحداث سياسية بارزة، منها دور السلطان في عزل الخديوي إسماعيل، ودور تركيا في احتلال بريطانيا لمصر، والتحريض العثماني ضد الزعيم أحمد عرابي، وصدور فرمان عصيانه.
يرى المؤلف أن السلطان عبد الحميد الثاني كان يحكم على طريقة سلاطين القرون الوسطى، فكل شيء كان في يده، وكل عمل كان يتم بأمره، من دون النظر إلى التطورات التي مرت بها نُظُم الحكم في العالم الحديث، أو الأخذ في الاعتبار ميول الشعب؛ فهو في موقع السيادة، وأي شخص آخر يعارضه في مهب الريح؛ لذلك كانت دولته تنطوي على أسباب انحلالها واضمحلالها.
يقول الباحث أحمد حسين الطماوي في تقديمه لطبعة جديدة من الكتاب صدرت أخيراً عن مكتبة «جزيرة الورد»، في القاهرة: «إن موضوع هذا الكتاب لا يتناول سيرة السلطان وفقاً لمنهج السيرة المعروف، وإنما يقدم عنه صوراً جزئية، تكون في مجموعها صورة عامةً تترك انطباعاً في ذهن القارئ، وفي هذه الصور يحاول المويلحي التغلغل في عوالم نفسِ السلطان، لاستبطان ما استترَ فيها، وإنارة مساربها لاستشفافها، وتبيُّن دخائلها، والبحث في مكنوناتها، ولا أعني أن الكتاب صورٌ نفسية محضة، وإنما هو إلى جانب ذلك صور تاريخية واجتماعية، وأخرى إنسانية، وأخلاقية لأتباع السلطان من دسّاسين، وجواسيس، وفضوليين، ومُتملِّقين، ووُصوليين، مع إظهار خفاياهم، وإبراز أغراضهم، وكل هذا يُسهِم بقدر وافر في إيضاح شخصية السلطان، وهذا يجعلنا نقول: إن المويلحي في كتابه هذا ليس مؤرخاً خالصاً، تتلاحق في كتابه الوثائق والتواريخ والنصوص، وإنما ميدانه الواسع شخصية السلطان، ومدى تأثُّرها بالسائس، والإشاعات، والوشايات، والأكاذيب، وكل ما يرجف، وتأصُّل هذا فيه، وما ينجم عنه من حوادث ومواقف، وجفاء لأناس؛ مما جعله يعيش في صراع، وقلق، وشك، وخوف، ووهم».
ونظراً إلى قرب المويلحي من قصر السلطان، ودوائره، ومعرفته بما يدور فيه، وإلمامه بأحوال تلك الفترة، ونفاذ بصيرته، يأتي كتابه عن الافتراضات الوهمية والتكهنات، كما جاءت فيه الأحداث موافقة لروح الزمن الذي وقعت فيه، ومجريات الأحوال السائدة. والمويلحي مُوْلَع بجمع الحكايات الغريبة، والأسرار الخفية؛ لإقامة الحُجَّة على فساد رجال البلاط، وانزعاج السلطان لأتفه الأسباب، خوفاً على حياته، ونعجب من كثرة ما جمعه، واستشهد به، وكأنه جاسوسٌ على السلطان وحاشيته، أو كأن له عيوناً ترقب وتُبلِّغه. والكتاب يعرض قسماً كبيراً من هذه القصص النادرة، كأن يقول: «إن السلطان وصلته ثلاثة تقارير من الجواسيس في مسافة نقض الوضوء». ومن حكاياته العجيبة في هذا المجال، قوله: «إنَّ تَرِكةً شُهِرَ مَبِيعُها، فحضر فريقٌ عسكريٌّ، ليشتري منها ما يُعجِبه، فأعجبه جملة من الكراسي، فاشترى منها خمسةً وثلاثين كرسياً، فكتب الجاسوس تقريراً، يقول فيه: إن فلاناً الفريق قد حضر إلى التَّرِكة الفلانية، واشترى منها خمسةً وثلاثين كرسياً، ولولا أنه عزم أن يعقد جمعيةً، ما اشترى هذه العدد الكثير من الكراسي، فصَدَرَ الأمرُ بعزل الفريق».
ونتيجة لإلغاء السلطان عبد الحميد مجلس النواب، أو(المبعوثان) الذي منحه للأمة، بعد توليه السلطنة عام 1876، يكون عطَّل السلطة التشريعية، واستمرَّ في حكم الدولة بقوانين العصور الوسطى التي كانت تلائم الماضي، وقد دانه عدد من المؤرخين، ووصفوه بالحاكم المستبد، يقول الدكتور كمال بكديللي: «أصبح الاستبداد هو الصفة الغالبة في الحكم، على عهد السلطان عبد الحميد، واستمرت مرحلة الانهيار والتفكك في أوصال الإمبراطورية، خلال المدة التي بدأت منذ نهاية الحرب الروسية الكبرى عام 1878، وامتدَّتْ حتى خلع السلطان عبد الحميد الثاني عن العرش عام 1909».
ويقول إحسان حقِّي: «عبد الحميد لم يكن ملِكاً ديموقراطياً مثل ملك إنكلترا أو السويد مثلاً، بل كان ملكاً أتوقراطياً يملك ويحكم، وإذا كان قد ظهر منه شيء من الاستبداد، فذلك شيمة الملوك في ذلك الزمان».
ويرى حسين الطماوي أن السلطان عبد الحميد الثاني كان جامداً متصلباً، فلم تكن لديه القدرة على التشكُّل بأشكال مختلفة مع القوى المناوئة له في الخارج، أو اتباع أسلوب الملاينة مع مناهضيه في الداخل، الذين لم يكونوا أقل خطورة من أعدائه الأوروبيين في الخارج، وإنما كان يرغب في أن يظهر بمظهر السلطان الغلاّب التيّاه الجهير الصوت، الذي يطلب المجد بالقوة والقهر، فقد كان عليه أن يخالط الأحرار الدستوريين بالقانون الأساسي أو الدستور، ويدخل ساحاتهم، ويحاورهم، ويلين شوكتهم، لا أن ينصِب لهم الشِّراك، ويرصد حركاتهم، ويتعقبهم، فيطيرون منه، ويحطون في باريس، ويتخذون منها منطلقاً لمحاربته، وتأليب الشعب والعسكر عليه. ويؤكد الطماوي أن تجارب السلطان عبد الحميد في الحكم كانت ناقصة، وأن معرفته بالتواء السياسة كانت قاصرة، فلا يعرف كيف يتصرف إذا داهمته الخطوب، ونزلت به النوازل، لذلك استغلت أوروبا وروسيا ذلك، فاستولت على ممتلكات الدولة العلية في البلقان.
يذكر أن الطبعة الأولى من هذا الكتاب صدرت عام 1896 فأمر السلطان عبد الحميد بمصادرتها على الفور، وأمر المويلحي بجمع النسخ وإرسالها إليه، فامتثل بسرعة، ولم تبقَ إلاَّ اثنتا عشرة نسخة فقط أفلتتْ من هذا الكتاب، وكانت وُزِّعتْ على الأقارب والأصدقاء كهدايا.
عن موقع جريدة الحياة
"الحياة" صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988.
منذ عهدها الأول كانت "الحياة" سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.
اختارت "الحياة" لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.
تميزت "الحياة" منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت "الحياة" وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل "الحياة" رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.
باختصار، تقدم "الحياة" نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.
سيرة حياة إبراهيم_المويلحي على موقع ويكيبيديا الموسوعة الحرة

 





  رد مع اقتباس
قديم 10-15-2014, 12:52 AM رقم المشاركة : 16 (permalink)
القلعة
المدير العام
 
الصورة الرمزية القلعة





القلعة غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

المويلحي لسان الأدب الذاتي ولغة التحرر التاريخي
المصدر: الديمقراطية موسسة الاهرام 2014
بقلم: د. ميثم الجنابي





عندما يتحول الأدب والإبداع الأدبي إلي شيء أوسع من البلاغة والاهتمام المفرط بالكلمة والعبارة حينذاك يأخذ البيان بالتحرر من البيان. فهي المقدمة الضرورية الملازمة لبداية امتلاك الأدب لسانه الذاتي. ولا يعني ذلك سوي تحول البيان البلاغي إلي بيان اجتماعي سياسي.
وهو تحول يعكس صيرورة الكلام في لغة تدرك قيمة المعني بالنسبة للفعل الاجتماعي. وذلك لأنها صيرورة تحول اللغة من وعاء للمفردات والعبارات إلي أسلوب للفكر والتفكير. مما يجعل منها كينونة متراكمة لوعي الذات الثقافي بأشكاله ومستوياته المتنوعة. والمسالة هنا ليست فقط في أن تحول الكلام إلي لغة، والبيان البلاغي إلي بيان فكري يؤدي بالضرورة إلي تحرير العبارة من قيودها الشكلية ويدمجها في كلية الفكرة فحسب، بل والي جعلها الفكرة محور وأسلوب الفعل الاجتماعي الهادف.
اتخذت هذه الصيرورة في مرحلة التحول العاصف للعالم العربي علي مشارف خروجه من دهليز العثمانية، صيغا ومستويات عديدة بالارتباط مع كيفية انكسار تقاليد المدارس الفكرية والسياسية والأدبية السابقة في ممارسات المدارس الجديدة وانهماكها الفعال في تحرير النفس والفكر. إذ بغض النظر عن اختلافاتها العديدة ساهمت هذه المدارس في رسم معالم الحرية وتحويلها إلي مرجعية في العلم والعمل. من هنا يمكن ملاحظة توافق المجري العام لاستمرار التقاليد الإصلاحية الإسلامية للأفغاني وعبده والكواكبي عند رشيد رضا، وتحولها "الليبرالي" (الحر) عند علي عبد الرازق. وكذلك استمرار تقاليد انعتاق الوجدان" و"تحصين الأركان" السابقة وتحولها "الليبرالي" (الحر) عند الريحاني وسلامة موسي لاحقا. وفيما بينهما تراوحت تقاليد المدرستين واستمرارها فيما يمكن دعوته بصيرورة لسان الأدب الذاتي، التي مثلها بصورة نموذجية المويلحي وجرجي زيدان. فهو التيار الذي تمثل بصورة واعية تقاليد الإصلاحية الإسلامية وتراث المدرسة اللغوية والأدبية بالشكل الذي جعل منها أسلوبا لتعميق النقد الذاتي وإرساء تقاليد الرؤية الأدبية التاريخية. وهي تقاليد ساهمت بصورة غير مباشرة في إرساء العناصر الأولية لوعي الذات التاريخي العربي المعاصر.
ففي (حديث عيسي بن هشام) نعثر علي هذا الجديد (الحديث) في الصورة والمعني. إذ يمثل بيانه الفكري الجديد نفيا لبيان اللغة التقليدية، مع أن السجع المليء في رواية المويلحي هو اقرب إلي سجع الروح الاجتماعي الجديد في تعامله مع الإشكاليات الاجتماعية الكبري لعصره. إننا نعثر فيه علي أصوات اليقظة الاجتماعية في هجائها للواقع. بمعني أن محاصرة السجع للفكرة لم يعرقل نطقها الوجداني. وهي الفكرة التي دفعها المويلحي نفسه إلي الأمام عندما أكد علي انه "ليس من كتّاب الحساب والديوان بل من كتّاب الإنشاء والبيان". وليست هذه المعارضة المعتزّة بتحزبها الصريح إلي جانب معسكر الإنشاء والبيان بالضد من معسكر الحساب والديوان، سوي النتاج الملازم لإدراك أهمية وقيمة الرؤية النقدية تجاه الواقع، باعتبارها تجليا أدبيا لليقظة الاجتماعية العامة. وهي يقظة تمثلت حقائق الإنجازات الفكرية والروحية التي بلورها الفكر العربي في مدارسه السابقة وميادينه علي امتداد أكثر من قرن من الزمن. لهذا نري المويلحي يشير في مقدمة كتابه إلي انه يهديه إلي "أديب يجد فيه طرفا من الأدب، وحكيم يري فيه لمحة من الحكمة، وعالم يبصر فيه شذرة من العلم، ولغوي يصادف فيه أثرا من الفصاحة، وشاعر يشعر فيه بمثل طيف الخيال من لطف الخيال"
لقد أراد المويلحي أن يجمع في "حديثه" خليطا من الأدب والحكمة والعلم والفصاحة والخيال يقدمه للأدباء والحكماء والعلماء واللغويين والشعراء، أي لكل الطيف الإبداعي الذي أخذ يستعيد مقومات وجوده الثقافي بعد غياب تاريخي طويل تحت غبار العثمانية. لقد أراد المويلحي أن يجدوا ويروا ويبصروا ويصادفوا ويشعروا فيما يريد قوله طرفة ولمحة وشذرة واثر وطيف من الأدب والحكمة والعلم والفصاحة والخيال، باعتبارها المكونات الضرورية لليقظة الاجتماعية. وهي مكونات شكلت في الواقع حافز إبداعه الفكري والأدبي بوصفه لسانا أدبيا ذاتيا للرؤية العربية المتراكمة في نقد الواقع التاريخي وإشكالاته الاجتماعية الكبري.
ووضع هذه الرؤية النقدية في منهجه الجديد، الذي زاوج بين الخيال والواقع باعتباره السبيكة العقلية الوجدانية أو الأدبية السياسية في نقد الواقع. حيث أكد علي إن "حديث هشام بن عيسي" وان كان في نفسه موضوعا علي نسق التخيل والتصوير فهو حقيقة في ثوب خيال لا انه خيال مسبوك في قالب حقيقة. وحاول أن يشرح فيه ما اسماه بأخلاق أهل العصر في مختلف طبقاتهم من النواقص. ذلك يعني أن الواقع هو مثار اهتمامه وليس الأحكام عنه، وانه يسعي لإظهار الحقيقة عبر الخيال لا بالعكس. لان ما يقوله هو حقيقة متبرجة في ثوب خيال لا خيال مسبوك في قالب حقيقة. وليس مصادفة أن يتخذ المويلحي من أبي العلاء المعري نموذجا لمحاكاته الروحية. فمن المعلوم أن المعري هو النموذج الخالد للروح العربي النقدي والنموذج المتسامي للروح النقدي الإنساني. وكما سبح المعري في خياله ليظهر الحقيقة كما هي، فان المويلحي سعي أيضا لمحاكاته التاريخية من خلال إبداع وجدان نقدي مواز لما أبدعه المعري قبل قرون. لكن إذا كان نقد المعري يجري ويسري في شرايين الخلافة الثقافية، فان نقد المويلحي يسير في اتجاه "تنقية" الدماء الملوثة للنهضة العربية الجديدة وتوجيهها صوب ضبط نبضات قلبها الآخذ في الحركة. وجعل من نقد التقليد الأجوف للغرب مقدمة نقده للواقع المصري (والعربي). وتتبع هذا التقليد في مختلف أشكاله بما في ذلك في اللغة. فإذا كان معني كلمة "السوابق" الجياد، فإنها تعني الآن "ديوان تقييد أوصاف المتهمين". وإذا كان معني كلمة "الشهادة" هو شهادة الجهاد، فإنها تعني الآن "ورقة يأخذها التلميذ". إضافة إلي هذا التغير يجري استعمال كومة من الكلمات والتطفل بها مثل الاوتيل واللوكانده والبوضة والكلوب والاكسبريس والمانيفيستو وغيرها. ولم يقف التقليد عند هذا الحد، بل تعداه إلي الملبس والمأكل والسلوك والتفكير أيضا. بحيث أدي ذلك إلي صنع سبائك من الشخصيات الاجتماعية العائمة بحد ذاتها وراء فضاء الغرب والشرق. لهذا نري المويلحي يتكلم عما اسماه بحركة الناس التي لا هي شرقية ولا هي غربية. بمعني دوران الجميع في حلقة مفرغة. وذلك لدوران الناس في تقليد لا يؤدي في نهاية المطاف إلا إلي تجميع الرذيلة وقولبتها في نمط وسلوك الدولة والمجتمع والأفراد. من هنا استنتاجه القائل، بان المصري في أخذه بالمدنية الغربية مثله مثل المنخل يحفظ الغث التافه ويفرط في الثمين النافع. لقد أدي ذلك إلي فساد وتحلل البنية الاجتماعية والسلوك الاجتماعي عند مختلف الفئات. ولم يكن ذلك نتاج أسباب خاصة بالثقافة الغربية كما هي، بل لأسباب مرتبطة بكيفية دخولها إلي الشرق. وعلي ذلك بني استنتاجه القائل بان سبب فساد الأحوال في الأمم الشرقية يعود إلي أن دخول المدنية الغربية إليها كان بغتة كما أن تقليد الشرقيين للغربيين في جميع أحوال معاشهم كالعميان لا يستنيرون ببحث ولا يأخذون بقياس ولا يتبصرون بحسن نظر ولا يلتفتون إلي ما هنالك من تنافر الطباع وتباين الأذواق واختلاف الأقاليم والعادات. وأدي ذلك بهم إلي أن يتركوا جميع ما كان لديهم من الأصول القويمة والعادات السليمة والآداب الظاهرة ونبذوا ما كان عليه أسلافهم من الحق، فانهدم الأساس.
إن انهدام الأسس المبنية علي "أصول الحق" المتراكمة في الثقافة العربية والإسلامية هو الذي استثار الرؤية النقدية السافرة والشديدة في مواقف المويلحي من الحياة الاجتماعية في مصر وتركيز حزمة الضوء النقدية علي كوامن الخمول الاجتماعي واستثارة اليقظة الاجتماعية عبر امتلاك لسان أدبها الذاتي. لهذا وجد المويلحي أسباب الاندفاع الأعمي وراء تقليد الغرب نتاج البطر والغفلة عن الماضي وضعف الهّمة وانعدام المعاناة والجهد وكراهة المشقة والتعب. إذ أصبح الرياء في الحياة الاجتماعية سلوكا عاديا وذلك بسبب انسلاخ الفئات الاجتماعية الجديدة عن تقاليدها القومية. فقد أدي تقليدها للغرب الأوربي إلي أن تتزي بزيه وتسلك سلوكا لا معني له في مصر. وأصبح الأخذ بالمظاهر الشغل الشاغل لهم. فحتي أفراحهم مجرد ديكور للأبهة الفارغة بسب خضوعها لتقاليد زائفة لا فرح حقيقي فيها.
وأصبح الفن مجرد أداة للابتزاز واللهو. فالغناء هو مجرد تفاهات وأداة للكسب وخال من الجمال والجلال. وتحول الجمهور إلي كتلة متخلفة وبليدة في أحاسيسها وأذواقها. وكل منهم مهتم بنفسه لا بالفن ما هو. وتحولت الجرائد إلي المصدر الأول والأخير لهؤلاء المتعلمين الجدد. وتحولت عندهم مطالعة الأخبار فيها إلي الشغل الشاغل، كما أصبحت الجرائد مصدر المعرفة والعلم. كما تحول "علم" هؤلاء إلي وسيلة للحصول علي وظيفة في الدولة. ولعل مفارقة الظاهرة تقوم في تلك النكتة الواقعية التي سجلها المويلحي علي لسان أحد أبطاله، الذين سمع بائعا أجش الصوت أنكر من صوت الحمير يصيح في شوارع القاهرة: "المؤيد! والمقطّم! والأهرام! ومصر! الأربعة بقرش! أي إذا كانت جرائد مصر الكبري حينذاك كلها بقرش واحد، فان ثمن مصر وأهراماتها وإبداعها الفكري الحديث لا يعادل من حيث نتيجته قرشا في "اكتساب" الحداثة المصرية. وهو حكم قاس إلا أن له ما يبرره من حيث دقته الثقافية وحدسه لرؤية الآفاق الفعلية للاغتراب والاستلاب الثقافي في مصر. وهو حكم يمكن تحسس وتلمس أبعاده في المفارقة غير المباشرة التي يقدمها المويلحي علي رسم شخصية محمد علي باشا وواقع مصر في بداية القرن العشرين. فقد كان محمد علي باشا "معجزة دهره وآية عصره في الدهاء وعلوّ الهمّة". حيث كان دقيقا في سياسة تربية الرجال في الإخلاص للوطن مع لطف في السياسة وعطف علي الأهالي. وأخيرا كان محمد علي محبا للعلم والعلماء وتعظيمهم وإكرامهم. بينما أصبحت السلطة الحالية مرتعا للفئات "الجديدة" الخالية من علو الهمّة والإخلاص للوطن والعطف علي الأهالي وحب العلم والعلماء.
إن هذا الاستلاب شبه الشامل في انحراف مصر عن مصادرها ومبدأ حركتها الجديدة التي أرساها محمد علي باشا، تكشف عن أن الدولة والمجتمع والأفراد يسيرون في حلقة مفرغة. وكل خطوة هي مراوحة في مكانها. فهي تشبه حركة الألعاب الدائرية لا تغير سرعتها من بقائها في فضائها التقليدي، ولا تنع في نهاية المطاف غير شهقة وفزعة وفرحة مرافقة لأوهام الحركة وسرعة الأفعال. أما في الواقع فإنها تدور علي كراسي معدة مسبقا لذلك. وهو أمر يؤدي بالضرورة إلي إعادة إنتاج ما كان. ولا يعني ذلك سوي إنتاج الفراغ واستلاب النفس الدائم. وبالتالي انعدام الحركة الذاتية، باعتبارها مصدر الأدب الذاتي ورؤية أبعاد الوجود التاريخي والثقافي للدولة والمجتمع والفرد.
وإذا كان هذا الاستلاب الثقافي هو سبب الخراب المميز للبنية الاجتماعية والسياسية للدولة والمجتمع، فان سر ذلك يكمن ليس في دخول الفرنسيين مصر، بل في "أننا أدخلنا أنفسنا في حكمهم فاخترنا قانونهم ليقوم عندنا مقام شرعنا" كما يقول المويلحي. مما أدي إلي انتزاع الفرد من منظومة القيم السائدة مما اجبره علي الدخول في نظام غريب عليه. وهو الأمر الذي جعل الفئات الرثة تتهافت علي مؤسسات السلطة كما لو أنها بقرة حلوب. مما جعل من مؤسسات الدولة أداة للعيش وليس لتنظيم الحياة. فالموظف يحصل فيها علي "رزق ثابت، شهريا نقدا ذهبا". وإذا كان الشرف فيما مضي يستمد رونقه من السطوة والمنعة ويقوم ركنه علي البأس والبطش، فان "الشرف اليوم في الاستكانة للأحكام والخضوع للقانون". ولم يقصد المويلحي بالاستكانة للأحكام والخضوع للقانون سوي العبودية للسلطة ومؤسساتها الجديدة. إذ ليس الجديد هنا سوي "ولي أمر جديد"، وهو مرتع الرشوة يستغلها "من اجل المحافظة علي النظام".
وتحولت أجهزة القمع المتزايدة من شرطة وأمن ومخابرات إلي مواقع تجمع "الدارسين" ذوي الأصول الفلاحية، مما أدي إلي إغراق الأجهزة القمعية بهم. فحيثما تنظر تري هؤلاء "العظماء الجدد" ذوي الأصول الفلاحية الذين أرسلوا إلي المدارس فنالوا الشهادة، فاستحق أحدهم تولي النيابة في الأمة وولاية الدماء والأعراض والأموال. واغرب ما في الأمر، كما يقول المويلحي، هو أن "يحكم فلاح وينوب عن الأمة حرّاث".
ولم يقصد المويلحي بذلك امتهان واحتقار الفلاحة والحراثة بقدر ما كان ينتقد ظاهرة سحق النظام وتشويهه من خلال قلب المفاهيم والقيم وقواعد السلوك والتقاليد الجيدة. أي كل ما أدي إلي تشوه بنية العلاقات الاجتماعية وطباع الفرد المنّظم في عالم لا نظام فيه. وينقل المويلحي لنا بصورة ساخرة إجابة وشكوي سائس يقول "لست ادري والله أسائس أنا أم حاضنة! ولست ادري والله أسائس أنا أم سّقا! والله ما ادري أبّواب أنا أم خصيّ! فما ادري والله أفرّاش أنا أم ابن صاحبها!؟
ورافق هذا التشوش في النظام تهشم قيم العمل والتربية. فقد وجه المويلحي نقدا لاذعا لنظام التربية والتعليم وغاياته العملية. فالتعليم لم يعد يخدم مهمات إرساء أسس متينة للتطور والتقدم، علي العكس انه أصبح وسيلة القلق الدائم للفرد لا وسيلة توحيد الهمّة الاجتماعية وفعلها الهادف. إذ وجد في سوء التربية والتعليم وانحطاطهما الآفة الكبري في انحطاط الأخلاق. ويعكس تتخلف التربية بنظره مجمل التخلف والانحطاط العام في الدولة والمجتمع مثل استيلاء الجبن والحذر علي القلوب وضعف العقول وفتور النفوس والكسل. بحيث أدي ذلك إلي أن تصبح البدعة سنّة والسنّة بدعة، والفضيلة نقيصة والنقيصة فضيلة.
أدي هذا الانهيار في القيم إلي صعود الطفيلية وسيادتها في مؤسسات الدولة وفي العلاقات الاجتماعية والسياسية والثقافية. وأصبح الحصول علي المال والثروة بكل الطرق والوسائل الامتياز المفضل لطبقة "الأعيان والنبلاء الجدد". وتحول الغش والخديعة إلي أسلوب الابتزاز واستلاب الحقوق وانتزاع الأقوات. بحيث أن مصافحة المحامي أصبحت تساوي عشرين جنيها! وليس مصادفة أن يتحول اليهود، كما يقول المويلحي، بين ليلة وضحاها في هذا الواقع إلي "أسياد جدد في مصر من خلال البورصة والمضاربات. ويورد المويلحي علي لسان أحدهم قوله "هذا صاحبنا الخواجة فلان اليهودي وفيكم من أدرك والدته تبيع الخبز في الحارةة أنا أردت أن أبين لكم أن هذا اليهودي دخل البورصة سمسارا لا يملك مالا فأصبح من كبار الأغنياء". بحيث أدي ذلك في نهاية المطاف إلي أن آل النظر والاستحقاق فيها لليهود واندثرت البيوت وذهبت أسماء أصحابها. ولم يقصد المويلحي بذلك سوي أن الاغتناء والإفلاس واستمرار التقاليد أو اندثارها تحول إلي جزء من مغامرة لا ترتبط بإنتاج ولا بعلم ولا بمعرفة ولا بعمل غير ذاك مغامرات البورصة والمضاربات. كما أصبحت مهمة الجرائد الإشارة لهذه الأخبار، التي أصبحت بدورها "معلف" "المثقفين الجدد" ونقاشاتهم، مثل أن تنشر إحدي الجرائد خبر موت نقيب الأشراف عن عمر يناهز ست وتسعين سنة "قضاها في عمل البر والإحسان، فكان نبأ موته أسف وحزن في قلوب بلده خصوصا والقطر المصري عموما". وأثار ذلك كالعادة نقاش "المثقفين الجدد"، بحيث علق أحدهم علي ذلك قائلا "لا حول ولا قوة إلا بالله. لابد أن تكون أسعار البورصة هبطت لهذا النبأ هبوطا فاحشا في القطر المصري خصوصا وفي الولايات المتحدة عموما".
أدي هذا الواقع الكسيح إلي صنع فئات اجتماعية كسيحة لا همّ لها إلا الإثراء السريع والقفز علي مراحل التاريخ والمحاكاة السطحية المباشرة للغرب. لهذا نري المويلحي يقسم المجتمع إلي ثلاث طبقات اجتماعية هي طبقة العامة، "وجبلوا علي التسليم لأحكام القضاء وتفويض الأمر لأقدار السماء"، وطبقة الخاصة، الذين يعتمدون أيضا "علي التسليم لأحكام القضاء والإيمان بأنه لن ينالهم إلا ما قدّر الله، ومع ذلك لا يرون ما يمنعهم عن الأخذ بأسباب التقية والحذر، ولا في العمل بمقتضي القوانين المندوب إليها في حفظ الأبدان". أما الطبقة الثالثة فهي طبقة "حديثة التربية" لا من الأولي ولا من الثانية "خلت صدورهم من آيات الله والحكمة"، اخذوا عن "بعض الفرنسيين عادة التهاون بالشرائع والازدراء بالإيمان، ولم يحيطوا بشيء من العلوم الموضوعة لتقويم وتطهير الطباع ومعرفة الحقائقة وأنهم اصغر خلق الله نفوسا، وأجبنهم قلوبا، وأكثرهم هوسا ووسواسا، وأشدهم قلقا".
لم تعن إشارة المويلحي لهذه "الطبقات" سوي الإشارة إلي الواقع الاجتماعي المتصير في ظل سقوط القيم القديمة وانحلال التقاليد الخاصة وضعف استبدالها بقيم وتقاليد تستند إلي المرجعيات الثقافية العربية والإسلامية. كما لم يقصد بهذه "الطبقة المثقفة الجديدة" سوي الفئة التي وصفها المويلحي نفسه بالفئة المصطنعة، التي لا همّ لأحدهم منها سوي البحث في كتب الفرنسيين وأدلتهم وشرائعهم وأسمائهم عن "دليل" لكل ما يريد قوله وفعله! بحيث تري القاضي "الجديد" والمحامي "الجديد" يطلب كتاب دللوز وجارو عوض عن ابن عابدين والهداية. وعندما لا يعثر فيها علي ما يريد يطلب كتب فوستين هيلي!. ولم يسع المويلحي من وراء ذلك إلي رفض أو تجاهل إبداع الغرب في ميدان الفقه، بقدر ما انه انتقد تجاهل وجهل القضاة والمحامين "الجدد" لتراثهم الفقهي الهائل وشريعة أسلافهم العظام. فالشريعة هي ليست وعاء رؤيتهم المتعالية والمقدسة، بل وميدان تجاربهم الاجتماعية والثقافية. وجهل أصولها هو تخريب لأركانها وفروعها. ومن ثم هي أداة تخريب الأدب الذاتي في التعامل مع النفس والآخرين علي السواء. فالقانون الإسلامي أو حصيلة الشريعة الإسلامية في مختلف علومها، كما يقول المويلحي، لم تنسخ ولم يرتفع حكمه، بل هو باق علي الدهر ما بقي في العالم إنصاف وفي الأمم عدل. إلا أن المشكلة تقوم في انه "كنز أهمله أهله، ودرة أغفلها تجارها، فلم يلتفتوا إلي وجوه تشيد وتمكينه، وتمسكوا بالفروع دون الأصول، وعكفوا علي الاشتغال بسفاسف الأمور وتعلقوا من الدين بالأغراض الحقيرة والأقوال الضعيفة، وتركوا الحقيقة إلي الخيال، وتعدوا الممكن إلي المحال، ولم ينتبهوا يوما إلي ما تجري به أحكام الزمن في دورته، ولم ينتهوا إلي أن لكل زمن حكما يوجب عليهم تطبيق أحكام الشرع علي ما تستقيم به المصلحة بين الناس".
أما الطبقة "الحديثة"، فانه لا حديث فيها وعندها سوي التقليد. ومن ثم فهي طبقة خالية من المعرفة وخاوية العقل ورخوة الضمير. أنها كتلة تحتوي علي أفراد صغار النفوس، جسدت وجودها الواقعي حصيلة الرذيلة التاريخية للمحاكاة الفجة للغرب الأوربي. لقد أخذت من الحضارة الغربية قشورها ورذائلها. فهي تتكون عادة من الشبان الذين تميزوا بالافتنان والأخذ بالمظاهر من بين أولئك الذين يذهبون إلي أوربا للنزهة والراحة، أو بين أرباب الوظائف الذي يفرون إلي هناك من قيود الخدمة، أو من بين الذين يقومون هناك لأسباب عقائدية وسياسية حيث يعملون كالأجير للأجنبي، حسب تقييم المويلحي.
لقد أراد المويلحي القول، بان هذه الفئات الاجتماعية التي تبلورت في ظل انكسار التقاليد والقيم، بفعل المحاكاة السطحية المباشرة للغرب الأوربي أدت إلي تشويه ذاتي شبه تام. ومن ثم فهي عاجزة عن تقديم إجابة سليمة للإشكاليات الواقعية الكبري التي تقف أمام مصر والعالم العربي آنذاك. فهي تنافي الرؤية الأوربية عن نفسها كما لو أنها حقيقة مطلقة. وصاغ ذلك علي لسان إحدي شخصيات روايته عندما قال "أننا لا نري في كتابات وأحاديث الغربيين عموما والفرنسيين خصوصا سوي تمجيدا لمدنيتهم ومباهاة الناس بنظام معيشتهم، وان هم الكبير منهم والصغير هو إخراج الناس من الظلمات إلي النور وتمدين الهمج والبرابرة وما شابه ذلك. وهي أحاديث وكلام ينبغي طرحها جانبا والنظر إلي الأمور في حقائقها والحكم عليها بحسب قيمتها في ذاتها لا حسب ما رسم الوهم وسوّله الخيال في النفوس".
وهي فكرة تمثلت من حيث دوافعها وغاياتها البعد الجوهري في التيار الذي مثله المويلحي والقائل، بان الإبداع الحقيقي يفترض معاناة ذاتية والسير في إشكالاتها. فهو الطريق الوحيد الذي يمكنه أن يبدع أدبا ذاتيا في القول والعمل. من هنا انتقاده اللاذع والعقلاني لدور السلطة التخريبي تجاه المصالح الوطنية الكبري وبالأخص تجاه تدمير الروح الوطني في الاقتصاد والاجتماع. فعوضا عن أن تكون منظما فاعلا للإنتاج والتبادل والرفاه الاجتماعي نراها تتحول إلي وسيلة لتفريغ المجتمع من قواه المنتجة، والي هراوة لقمع المجتمع نفسه. من هنا مواجهة المويلحي للفكرة الشائعة الانتشار آنذاك عن أن "العمل في الحكومة" موجه أساسا "لخدمة المواطن ونفع الأمة" بفكرة مضادة تقول بان من يريد خدمة "وطنه فليتخلص من قيود الحكومة ويخدمه وهو مطلق اليدين واسع التصرف"، وذلك لصعوبة التوفيق بين المحافظة علي البقاء في المنصب والاستقلال في الرأي الذي يقتضيه مصلحة الوطن، كما يقول المويلحي. ولا يعني ذلك في الواقع سوي دفع فكرة الحرية إلي نتيجتها المنطقية، التي تفترض جوهرية التحرر بالنسبة للمجتمع وأفراده ككل. فالخروج من أحضان السلطة يعني تحررها من نفسية الاستبداد والمملوكية، ورميها في أحضان المجتمع الحر. لان خدمة الوطن والدولة يفترضان تحرير الفرد والمجتمع علي السواء. لان الحكومة كانت آنذاك المالك "الحر" الوحيد، بينما تفترض الحرية إطلاق أيدي الأفراد والمجتمع، باعتباره الأسلوب الحقيقي لخدمة الوطن. وهي خدمة لا يمكن تحقيقها خارج الإبداع الحقيقي باعتباره حركة ذاتية تصنع أدبها الذاتي في التعامل مع النفس والآخرين. من هنا موقفه الجازم لصالح الانتماء للهوية العربية - الإسلامية لمصر مقابل الهوية المصرية - الفرعونية. فقد كانت فكرة المصرية - الفرعونية مبنية علي أساس مشاهد وذكريات مثل مشاهدة العزة والفخر عما في آثار المصريين القدماء وآثارهم الماضية، وأنها شهادة العالم اجمع علي ثمنها كما هو جلي في تهافت الغربيين علي اقتناء كل ما فيها. كما تكشف تماثيلها الباقية مثل تمثال "شيخ البلد" وهو قطعة واحدة من خشب الجميز عن دقة صنعه وإتقان العمل فيه وما شابه ذلك من أدلة. في حين كان رد أولئك الذين أكدوا علي الهوية العربية ذ الإسلامية لمصر من انهم لا يرون في هذه الآثار ما يفوق ما هو موجود في السوق من البضاعة الكاسدة. كما لا يجدون في هذه الأحجار والتماثيل أكثر من أنقاض بيوت عفا عليها الدهر. ثم أن أجدادنا ليس من هذه الرمم الفرعونية، بل من أولئك العرب أهل الدين والإسلام. وعوضا عن "شيخ البلد" يمكننا العثور يومي علي مائة شيخ من لحم ودم لا من خشب وحجر.
وعندما أورد المويلحي هذه المقارنة والمشاجرة الأدبية، فانه لم يقصد بذلك الانتقاص من تاريخ مصر القديم ولا التقليل منه، بقدر ما أراد التأكيد علي قيم الانتماء الواعي للمكونات الجوهرية في تاريخ مصر ووجودها المادي والمعنوي. انه أراد القول، بان آثار مصر القديمة هي آثار بائدة، لها قيمتها وفاعليتها المندثرة فيما صنعه وكوّنه التاريخ العربي - الإسلامي. فهو التاريخ الذي يحدد هوية مصر الحقيقية وطاقة وجودها المستقبلي. وهو استنتاج وضعه المويلحي علي لسان الصّديق، الذي رد علي مضمون الجدل الآنف الذكر بعبارة تقول "أي نفع وفائدة للأمة المصرية الإسلامية أن تنشر بين يديها رمم الفراعنة في الانتيكخانه (متحف العالم القديم) وتقبر أرواح العلماء والحكماء في الكتبخانه (المكتبة). وأي الأمرين أعظم نفعا وأكثر ربحا أن يعرض علي أعيننا تمثال ايبيس وصورة إيزيس وذراع رمسيس وفخذ امينوفيس، أو أن تتناول الأيدي كتاب للرازي ومقالة للفارابي وفصلا لابن رشد ورسالة للجاحظ وقصيدة لابن الرومي؟
لقد أراد المويلحي القول، بان الأبعاد الإنسانية والمعنوية العميقة في مصر تكمن فيما وضعته الحضارة الإسلامية علي لسان فلاسفتها ومتكلميها وأدبائها وشعرائها. فقد نطق هؤلاء بلسان أدبهم الذاتي. وهو السر الذي يمكنه أن يعيد لمصر عروبتها الإسلامية ويجدد وجودها، باعتباره الطريق الأمثل لتحررها الفعلي.
 





  رد مع اقتباس
قديم 11-03-2014, 01:33 AM رقم المشاركة : 17 (permalink)





حفيدة المويلحي غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

اشكركم ياابناء العم على التوثيق

 





  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الأعضاء الذين قرأو الموضوع :- 51
@marwan@, ملاذ الطير, محمد محمود صلاح, محمد ابوعمه, محمد رضوان, مجرد ذوق, أدهم, مصطفى عادل سلام عبيد, مسك, المدمر, الأصيل, المويلحي العائد, البد يوى, الحميدات, السرمدي, العزوني, الوافي, الوبري, القلعة, ابن الساحل, ابوفالح, ابوفوز, احمد عبد الخالق, برونزيه, بسمة فاروق محمد, خليل المويلحي, خالد, جاب الله, حسام حسين, حفيدة المويلحي, جودي, راعي جريسان, س المو يلحي, سليل المجد, سليمان محمد عبد الغنى, Target, عمرو الوكيل, غموض, عابرة سبيل, عز الرهيد, غوادي الشريف, V.I.P, volunteer, هاني ميلا, نجم البحر, نديم الليل, وكيل المويلح, ضيف المويلح, كارم
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بئر الورّادة وكيل المويلح ساحة قرية المويلح 12 12-20-2013 03:22 PM
قلعة المويلح المويلحي الصغير ساحة قرية المويلح 32 12-31-2012 11:15 AM
إبراهيم المويلحي ودور اسرته المجهول ابراهيـــم الحويطي ساحة المويلحي الأدبية 8 05-10-2009 07:41 PM
معنى إسم المويلح.. وشهرتها التاريخية معطف الدفء ساحة قرية المويلح 10 05-18-2008 09:05 AM
أعضاء منتديات المويلح (احتاجكم بكلمة رأس) ! محمدالقصير ساحة العماوي للشعر الشعبي 33 04-09-2006 05:27 PM


الساعة الآن 11:30 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
 
:+:مجموعة ترايدنت للتصميم والتطوير والاستضافه:+:

:+:جميع الحقوق محفوظه لمنتدى المويلح :+: