الموضوع: قلعة الأزنم
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-27-2006, 11:01 AM رقم المشاركة : 1 (permalink)
وكيل المويلح
ـــــــــــ
 
الصورة الرمزية وكيل المويلح






وكيل المويلح غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي قلعة الأزنم


قلعة "الأزنم"
اختلفت المصادر في ضبط الكلمة ورسمها ، فذكر ياقوت (1) أزنُم بالفتح ثم السكون ، وضم النون ، ثم ميم ، واستشهد بهذا البيت :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تأملت من آياتها بعد أهلها =بأطراف أعظام فأذناب أزنم [/poem]
كما أورد أبن إياس (2)، في حوادث سنة 925هـ ( 1519م ) ، هذا الموضع باسم " الأزنم " ، بدون ضبط ، وكذلك الجزيري (3). ما في رحلات الحج فقد وردت في معظمها باللام " الازلم " ، كرحلة كبريت (4) 1039هـ (1629م) وجاء في رحلة الخيارى (5) للحج سنة 1056هـ (1646م) قوله :
ولما قضى نهج السير وصولنا إلى الأزلم المشهر أدركت مغنما
وكذلك أوردها الزياني (6) 1149 هـ (1736م) باللام ، والزيادى (7) 1168 هـ ( 1574م) والنابلسي (8) 1105هـ (1693م) ، ومحمد باشا صادق (9) 1297هـ (1879م) ، وقد انفرد العياشي (10) 1074هـ ( 1663م) في رسم هذه الكلمة حيث أوردها " الازلام" وهو لفظ غريب إلا أنه يغني نفس الموقع موضوع الدراسة ، كما وردت في بعض المصادر الحديثة (10) باسم "الأظلم" بالظاء ، وهو لفظ غريب إلا أنه يعني نفس الموقع أيضاً .
والجدير ذكره أن البلادي (11) ، أورد أن موضع "الازنم" –بالنون –الذي ترجم له ياقوت يختلف عن موضع الأزنم موضوع الدراسة ، إلا أنه لم يدلل على ذلك بأدلة مقنعة ، ويضيف أنها وردت بالراء أرنم .
مما سبق نخلص إلى أن تسمية الموقع وردت بالنون "ازنم" وبالازم "ازلم" وهما التسميتان المشهورة ، والمهم أن هذا الاسم يلفظ حالياً عند أهالي المنطقة الشمالية الغربية من المملكة العربية السعودية "ازنم" همز بالفتح وزاي ساكنة ، ثم نون بالفتح ومسم ساكنة .
و "الازنم" أحد الاودية التي تصب ما بين "ضبا" "والجه" (12) ، ويتجه هذا الوادي من الشرق إلى الغرب ، ومن معاينة الوادي يظهر أنه وادي فسيح تحيط به الجبال من الشمال والجنوب ، ويتسع مصبه كلما أتجه إلى البحر الأحمر ، وفي الوادي بعض النباتات الصحراوية ، ذات الأوراق الابرية ، وبعض الشجيرات الصغيرة .
وتقع القلعة قرب دائرة عرض (27°) (13) ، وتبعد عن ساحل البحر الأحمر بمقدار (500م) ، وقد كانت محطة "الازنم" إحدى المحطات الهامة لركب الحاج المصري .
تاريخ البناء :
يذكر الجز يرى ، أن الأمير المقدم الكبير الحاج "آل ملك الجوكندار" بني خانا في "الازنم" وحفر بئرا ينتفع بها الناس ، ولم يحدد الجزيرى السنة التي بني فيها هذا الخان ، وعلى كلى فأن الحاج آل ملك الجوكندار ، الذي بني هذا الخان ، عاش في الفترة من سنة 676-747هـ (1277-1346م ) وكان من أمراء السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون في فترته الثالثة 709-741هـ ( 1309-1340م ) .
ويضيف الجزيرى ، - عند التكلم عن محطة الأزنم – أنه ( إن بها خان خراب للناصر محمد بن قلاوون ) ونستدل من هذه الرواية ، أن المبني الذي أنشيء "بوادي "الأزنم" كان خانا في بداية الأمر .
ويذكر أبن إياس في حوادث المحرم من عام 915هـ (1509م) أن السلطان قانصوه الغوري (انشأ بالأزنم برجا) ، كما أورد الجزيرى عند التكلم عن خان الأزنم – قوله ( فهدم في ولاية السلطان الغوري وأعيد جديدا في سنة 916هـ ) .
وهاتان الروايتان ، تدلان على أن السلطان الغوري بدأ في سنة 915هـ (1509م) في هدم الخان الذي أنشيء في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون ب الأزنم وأنشأ برجا انتهى من العمل به سنة 916هـ ( 1510م ) وهنا نتساءل أأنشأ السلطان الغوري البرج على أنقاض الخان ، وعلى نفس الموقع ، أم أقام البرج بجوار الخان ، في نفس وادي "الأزنم" ؟
يجيب على هذا التساؤل كبريت ، الذي قام برحلته للحج سنة 1039هـ (1629م) ، فيذكر – عند التكلم عن محطة الازنم – ما نصه ( وهو واد فيه قلعة يودع فيها ودائع الحجاج للرجعة وخان خراب كان قد بناه الناصر فهدمه الغورى (14) .
ومن هنا يتضح أنه كان بوادي "الأزنم" مبنيان : قلعة وخان ، وأن القلعة أو البرج ، الذي أنشأه السلطان الغوري ، بني إلى جوار الخان الذي كان قد أنشيء في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون وكما يتضح أيضا أن الخان السالف الذكر ، كانت بقاياه لا تزال موجودة حتى سنة 1039هـ ( 1629م ) .
ويدل وصف الجزيري لخان الناصر محمد بن قلاوون بأنه ( خراب ) على أن البنائين في عهد السلطان الغوري اعتمدوا في بناء قلعة الازنم على أحجار خان الناصر محمد مما ساعد في اندثار آثار الخان ، وسرعة بناء قلعة الأزنم التي استغرق بناؤها سنة واحدة 915-916هـ ، إضافة إلى أن الرحالة (15) الذين كتبوا ملاحظاتهم عن طريق الحج المصري ، بعد القرن العاشر الهجري ، لم يشيروا إلى وجود أي أثر لخان في وادي"الازنم" وفي هذا دلالة على أن خان "الازنم" ، الذي كان قد أنشأه السلطان الناصر محمد بن قلاوون اندثر معالمه ولم يتبقى في وادي "الأزنم" إلا القلعة التي أنشأها السلطان الأشرف قانصوه الغورى سنة 916هـ (1510م) .
ومن الملاحظ أن هذا التاريخ كان منقوشاً على لوحة حجرية ، وكانت مثبته على واجهة القلعة القائمة حالياً بوادي "الأزنم" كما سجل تاريخ بناء قلعة "الأزنم" على صخرة في بلدة "نخل" في طريق الحج المصري (16) ويتفق كل من احمد الرشيدي (17) واحمد شلبي عبدالغني (18) أن والي مصر من قبل العثمانيين " داود باشا (19) أنشأ قلعة الأزنم سنة 945هـ (1538م) (20) وبمعاينة وادي "الازنم" (21)، واتضح أنه لا يوجد أثر أي بناء في الوادي ما عدا القلعة القائمة حالياً موضوع الدراسة ، والتي كانت عليها اللوحة التذكارية المؤرخة بعام 916هـ السالفة الذكر .
وبهذا يتبين أن ما قصد به بكلمة (إنشاء) ما هو إلا ترميم وإصلاح لقلعة "الأزنم" قام به الوالي العثماني على "مصر" داود باشا سنة 945هـ كما أن هذا الترميم والإصلاح ، لم يسجل على جدران القلعة الأمر الذي يدل على أنه كان ترميماً طفيفاً لم يؤثر على تخطيط القلعة وتقسيماتها الداخلية ، بل أنه كان مجرد تكسيه بعض جدران القلعة بالملاط ، كما يظهر في جدران القلعة الخارجية ، وبعد الإضافات الطفيفة في الأبراج وسيتضح ذلك في فصل وصف قلعة الأزنم .
أما عن تاريخ الاستغناء عن قلعة "الأزنم" وهجرها ، فيذكر كبريت سنة 1039هـ (1629م) أن القلعة متهدمة ، كما يذكر النابلسي في رحلته للحج سنة 1105هـ (1693م) عن قلعة "الأزنم" ما نصه ( وهي قلعه واسعة كبيرة ولكنها غير معمورة وقد تهدم بعضها ) كما يؤكد كلى من ابن عبدالسلام الدرعي في رحلته للحج سنة 1211هـ (1796م) ومحمد باشا صادق 1297هـ (1879م) بأن قلعة "الأزنم" خربة ومهجورة .
وصف بناء قلعة الأزنم :
تبلغ أطول أضلاع قلعة "الأزنم" من الخارج ، شمالاً ( 45.70م ) وجنوباً (45.90م) وشرقاً (43.90 ) وغرباً (44م) (22)
ويقع مدخل القلعة في الضلع الشمالي، وفضي المدخل إلى دهليز القلعة الذي سقف بقبو متقاطع ، وإلى يسار الداخل ممر ثان يؤدي إلى فناء القلعة ، وسقف هذا الممر النصف الاسطواني وجدرانه أصلية ، شأنها شأن الممر الأول ، ولكن يظهر أثر الملاط المضاف إلى بعض أجزاء الجدران يعزى أضافته إلى ترميم سنة 945هـ .
وترتكز الحجرات حول فناء القلعة على كل من السور الشرقي والعربي الجنوبي ، وفي أركان الفناء تقع مداخل أبراج القلعة .
ومن الملاحظة الميدانية لحجرات قلعة "الأزنم" يتضح أن الضلع الغربي ترتكز عليه من الداخل ست حجرات ، في طول إجمالي قدره (26م) بعمق (6.50م) وعند مدخل البرج الشمالي الغربي ، مسافة طولها (1.10م) ، تبدأ بعدها حجرات الضلع الغربي وأولها حجرة متهدمة لم يبق منها إلا حدودها ، ويتضح من جدار السور أنها كانت سقفه بقبو نصف اسطواني تلاصقها الحجرة الثانية التي ما زال معظم سقفها النصف الاسطواني قائما ، وعرض هذه الحجرة (3م) بعمق (5.60م ) ، وارتفاع سقفها من أرضية الحجرة ، بعد إزالة الأنقاض وظهور الرصف الحجري لأرضية الحجرة (2.40م ) وتلاصق هذه الحجرة ، حجرة ثالثة محددة المعالم ، سقفت بقبو اسطواني أيضا ، ومعظمة ما زال قائما ومساحتها على نفس مساحة الحجرة الأولى والثانية .
وتلتحم جدران الحجرات الثلاث السابقة مع جدران سور الضلع الغربي مما يدل على أنها حجرات أصلية بنيت مع بناء القلعة الأصلي ولا يظهر على جدرانها أثر ترميم .
وبعد هذه الحجرات الثلاث رجم من الحجارة ، ويستشف من جدار السور أنه رجم للسلم الصاعد إلى ممر السور ، ورد لثلاث حجرات ، وبقياس مسافة الرجم (13.60م ) يتضح أن الحجرات الثلاث المتهدمة كانت على نفس مساحة الحجرات الأولى (3مx 5.6) ، وأن عرض السلم الصاعد إلى ممر السور ( 1.40م ) ، والجدار الفاصل لكل حجرة سمكه (80سم ) وبعد مجموعة الحجرات الست التي ترتكز على السور الغربي ، مسافة خالية طولها (5.80م) يليها مدخل البرج الجنوبي الغربي المتهدم يبدأ بعدها مشتملات الضلع الجنوبي .
وأوله مسافة خالية طولها (4.5م) تبدأ بعدها مجموعة حجرات الضلع الجنوبي في طول إجمالي قدره (25.80م)
ومجموعة حجرات الضلع الجنوبي تكون من إيوان مساحتها (13مx5م) سقف –كما تدل آثار جدرانه – بثلاث قبوات متقاطعة وهذا الإيوان يفتح على إيوان القلعة بثلاث فتحات أو مداخل ، عرض كل فتحة منها (3م) عقدت كل منها بعقد مدبب ما زال قائما ، ويظهر من جدران هذا الإيوان انه تعرض للترميم ، حيث تظهر بقايا الملاط في جدرانه ويعزى هذا إلى ترميم سنة 945هـ .
ويكتنف الايوان حجرتان عن اليمين واليسار عرض كل منها (3م) ويفصل كلا منها عن الايوان جدار سمكه (1.80م ) ويتضح من جدار السور الجنوبي للقلعة أن كلا منها كانت مسقفة بقبو نصف اسطواني كما يتضح أيضا من جدران الايوان والحجرتين ، أن جدرانها تلتحم مع السور الجنوبي للقلعة ، مما يدل على أنها بنيت مع البناء الأصلي .
وبعد مجموعة الحجرات مسافة خالية ، طولها (4.20م) يليها مدخل البرج الجنوبي الشرقي المتهدم تبدأ بعدها مشتملات الضلع الشرقي .
وأولها مسافة خالية طولها (5.70م) تليها حجرات الضلع الشرقي في طول إجمالي قدره (26م) وعمق (6.50م) .
والحجرة الأولى جهة البرج الجنوبي الشرقي متهدمة ويظهر من جدار السور أنها كانت مسقفة بقبو نصف اسطواني ، وتلاصق هذه الحجرة ، حجرة ثانية ما زالت جدرانها قائمة مسقفة بقبو نصف اسطواني أيضا والجزء المتقدم من سقفها يقطعه قبو يوازي السور فيتقاطع مع القبو المتعامد على السور ، فيحدث قبوا متقاطع مساحة هذه الحجرة (3مx5.60م ) وبابها متهدم وتلاصق الحجرة الثانية ، حجرة ثالثة بنفس الساحة ونوعية التسقيف .
وبعد هذه الحجرات الثلاث ، ردم للسلم الصاعد إلى ممر السور تلاصقه حجرتان ما زال نصف سقف كلى منها قائما ، أما الحجرة الثالثة فتهدمت وهذه الحجرة بنفس مساحة الحجرات الثلاث الأولى .
والحجرات الست في الضلع الشرقي ، تلتحم جدرانها الفاصلة بينها مع جدار السور مم يدل على أنها بنيت في البناء الأصلي .
وبعد هذه الحجرات الست مسافة خالية ، وطولها (1م) ، يليها مدخل البرج الشمالي الشرقي المتهدم ، تبدأ بعدها مشتملات الضلع الشمالي .
وأوله مسافة خالية طولها (9.30م ) تبدأ بعدها كتلة المدخل بطول (12.10م) بعدها باب في جدار السور الشمالي عرضة (60سم ) يفضي إلى ما يعتقد أنه برج يكتنف بوابة المدخل وبعد هذا الباب مسافة خالية طولها (12.30م ) نصل بعدها إلى مدخل البرج الشمالي الغربي ، وعرضه (1م) وعقد بعقد نصف دائري .
أبراج قلعة "الأزنم" :
سبق الإشارة إلى أن تخطيط قلعة "الأزنم" يحتوي على أربعة أبراج في أركان القلعة الأربعة .
ويتكون كل برج من الأبراج من الخارج ، من قاعدة ترتفع عن أرضية المبنى بمقدار تسعة مداميك وارتفاع المدماك الواحد (30سم) ، ثم يدخل بدن البرج عن مستوى القاعدة بمقدار (15سم) ويرتفع بدن البرج بمقدار احد عشر مد ماكا .
ومما تجدر ملاحظته أن بدن البرج يميل ميلا طفيفا إلى الداخل على الرغم من أن قطر الطابق العلوي للبرج مثل قطر طابقه السفلي (4.20 م ) وتفسير ذلك يتضح من سمك جدران الطابق السفلي (1م)بينما سمك الجدار الساتر للطابق العلوي (70سم ) وبهذا يكون مقدار ميل جدار البرج الى الداخل (30سم) .
وأبراج قلعة "الأزنم" من الخارج على شكل ثلاثة أرباع الدائرة المضلعة ويتكون كل برج من سبعة أضلاع والأضلاع التي تلتحم مع جدران الأسوار عرضها (1م) أما الأضلاع التي تبرز عن مستوى السور ، ويتكون شكل البرج الخارجي ، فعرض الواحدة منها (2.30م) ومعظم جدران الأبراج الداخلية والخارجية للقلعة متهدم ، إلا أنه يمكن معرفة معالم كل برج وحدوده الداخلية والخارجية ، فالبرج الشمالي الغربي جزؤه البارز عن مستوى جدران السور متهدم ، ويكشف الهدم طريقة تسقيف الطابق السفلي بقبة نصف كروية ، كما يبين الهدم أن مدخل الطابق الأرضي للبرج الشمالي الغربي عقد بعقد نصف دائري كما يوضح شكل فتحة التهوية به والأجزاء العليا منه متهدمة كذلك ، ألا أن أجزاء منها مازالت قائمة تبين تضليع البرج من الخارج .
هذا ويظهر أثر ترميم في مداميك القبة التي تسقف الطابق الأرضي من هذا البرج وهذا الترميم عبارة عن إضافة الملاط الأبيض بين أحجار المداميك المكونة للقبة أما المداميك السفلية فتظهر على شكلها الأصلي ، ويمكن نسبة هذا الترميم إلى سنة 945هـ أما البرج الجنوبي الغربي ، فجدرانه الخارجية متهدمة من الأعلى ومن الأسفل إلا أن الأجزاء الوسطى منه تبين تضليع البرج من الخارج أما الطابق العلوي منه فجداره الساتر متهدم تماماً .
ويحتفظ البرج الجنوبي الشرقي بشكله الخارجي والداخلي في الطابق العلوي سليماً ، حيث يمكن اعتباره نموذجا لأبراج قلعة "الأزنم" من ناحية المساحة والشكل الداخلي والخارجي وتوزيع فتحات المزاغل ، وشكل السقاطات ويظهر على بدن هذا البرج من الخارج أثر ترميم عبارة عن بعض الملاط المضاف على مداميك البرج من الخارج كما تظهر أعلى البرج ثلاثة مداميك مضافة على الجدار الساتر للطابق العلوي منه بنيت من الخارج بحجر منحوت ، ومن الداخل بحجر دبش غطى بملاط .
اما البرج الشمالي الشرقي فبعض اجزائة الشرقية متهدمة وأجزاؤه الشمالية ما زالت بحالة جيدة ويظهر في الأجزاء العليا من أضلاعه أحد الكوابيل الحجرية التي كانت تحمل السقاطة .
ومداخل الأبراج الأربعة في الطوابق السفلية منها مردومة وظهرت معالمها بعد إزالة بعض الردم فتحددت معالمها أما مداخل الطوابق العليا للأبراج من ممرات الأسوار فتهدمة تماماً .
ومن الاجزاء المتبقية من جدران الأبراج ومقارنتها مع بعضها وإزالة بعض الردم عن بعضها من الخارج ، أتضح أن الأبراج متشابهة من ناحية الشكل والساحة ، وتوزيع العناصر المعمارية بها من فتحات تهوية وسقاطات ومزاغل ، فكل برج من أبراج القلعة يتكون من طابقين طابق ارضي مدخله من فناء القلعة اتساعه (1م) عقد بعقد نصف دائري يتكون من أربع صنجات ومفتاح ويفضي هذا المدخل إلى الطابق الارضي للبرج وهو دائري الشكل من الدخل قطرة (4.20م) وفتحت في بدن البرج من الداخل ثلاث فتحات فتحة في مواجهة الداخل من مدخل البرج وفتحتان على يمين ويسار المدخل وتتسع كل فتحة من هذه الفتحات بمقدار (80سم ) ويحمل ثقل مداميك القبة فوق هذه الفتحات عقود عاتقة موتوره يتكون كل عقد منها من صنجتين ومفتاح وتأخذ هذه الفتحة في الضيق إلى الخارج مع الارتفاع إلى الأعلى ويصل أتساعها في الخارج (15سم) وتظهر على شكل شق طولي ارتفاعه (40سم) ومن شكل هذه الفتحة يتضح أنه فتحه تهويه . ويسقف الطابق السفلي لكل برج من أبراج القلعة قبه نصف كروية تتكون من تسعة عشر مدماكا دائريا ومفتاح بينهما عدد مداميك جدران البرج الداخلية من أرضية البرج بعد إزالة الردم وحتى بداية انحناء القبة عشرة مداميك .
أما الطابق العلوي لكل برج من أبراج القلعة فهو دائري الشكل كذلك نصف قطرة (2.10م) ومدخله من ممرات الأسوار وفي الجدار الساتر للطابق العلوي من كل برج تتعاقب فتحات السقاطات والمزاغل ، فكل برج يحتوي على سقاطتين وثلاثة مزاغل .
فناء قلعة "الأزنم" :
تطل حجرات القلعة على فناء مساحته (25.80مx26م ) وهذا الفناء يحتوي في ركنه الشمالي الغربي على بئر القلعة ، بين كتلة البوابة ومجموعة حجرات الضلع الغربي ، وتبعد البئر عن جدار السور الشمالي بمقدار (1م) وعن كتلة البوابة (2.80م ) وهي دائرة الشكل قطرها (1م) مبنية من مداميك الحجر المنحوت ، وهي مرجومة حالياً .
أسور قلعة الأزنم :
تصل بين أبراج القلعة أربعة أسوار ترتكز عليها الحجرات من الداخل كما سبق بيانه ، وسمك أسوار القلعة متساوي (1.20م ) وبنيت الأسوار من الداخل والخارج بمداميك الحجر المنحوت وحشيت بالحجر الدبش .
والأسوار في كل من الضلع الغربي والشرقي والجنوبي ما زالت في حالة جيدة من الداخل والخارج أما السور الشمالي فالجزء الواقع على يسار الداخل متهدم تمام ، وأما الجزء الواقع يمين الداخل الى القلعة فما زال معظمة قائما ، وهذا الجزء من السور تظهر على مداميكه السفليه أثر ترميم ، عبارة عن ملاط مضاف لتقوية المداميك كما يدل هذا الجزء من السور على وجود برج على يمين الداخل طوله (4م) ، الأمر الذي يدفع الى تصور وجود برج آخر على يسار الداخل إلى القلعة في الجزء المتهدم في نفس السور الشمالي نظار للتماثل الواضح على تخطيط القلع (23) وترتفع أسوار القلع عن مستوى أرضية الوادي بمقدار (19) مدماكا كما تدل بقايا أجزاء السور الشمالي أنها تنتهي في أعلاها بشرافات كما تظهر من الخارج فتحات المزاغل وفتحات تهوية الحجرات في كل من السور الشرقي والغربي ، وجزء من السور الشمالي .
كما تحتوي الأسوار من الدخل على ممرات في أجزائها العليا تصل بين الطوابق العليا للأبراج ولهذه الممرات جدار ساتر ترتفع بمقدار خمسة مداميك من أصل السور وممرات الأسوار الأربعة للقلعة يظهر عليها من الداخل أثر ترميم عبارة عن تكسيه جدارها بالملاط .
مواد بناء قلعة الأزنم :
استخدم في بناء القلعة الحجر الرملي السهل النحت والتشكيل ويميل لونه الى الاصفرار وهذا النوع من الحجرات غير متوفر في الجبال المحيطة بودي الأزنم ، وأٌرب مكان يوجد فيه هذا النوع من الحجر ، يبعد حوالي خمسة عشر كيلو متر من الأزنم في الطريق الموصل إلى محطة ضباء ويحتمل أن الأحجار الرملية المستخدمة في بناء القلعة ، جلبت الى الأزنم من ذلك المكان كما استخدم أيضا نوع آخر من الأحجار يشبه النوع الأول ولكنه أشد صلابه منه وهو متوفر في بعض الجبال القريبة من القلعة في وادي الأزنم ولونه رمادي داكن .
وقد استخدم هاذان النوعان من الأحجار في بناء أسوار القلعة وأبراجها من الداخل والخارج وذلك بواسطة نحت وتهذيب تلك الأحجار على ثلاث أحجام :
1-(50سمx30سم ) 2-( 40x30سم ) 3-( 15x30سم ) .
وطريقة تهذيب تلك الأحجار : سطح وجه الحجر ويجعل أملس ، ثم تسطح أطرافه الأربعة بمقدار (5سم) الى عمق الحجر ، أما بقية الحجر فيترك بدون تهذيب ثم ترص تلك الأحجار بطريقة السهل (50سمx30سم ) أو ( 4سمx30سم ) ، فتصبح مداميك متراصة ارتفاعها (30سم ) فيظهر الجدار من الداخل والخارج منحوتا نحتا جيدا أما المسافة المحصورة في سمك الجدار والبالة حوالي (80سم ) من سمك السور الكلي (1.20م) ، فتحش بالأحجار الصغيرة الناتجة عن تهذيب الأحجار السابقة (24) وخلطاها بالجص والرمل ، فتساعد على تماسك المداميك مع بعضها البعض . كما استخدمت تلك الأحجام من الأحجار ، في عمل التقسيمات الداخلية لحجرات وعناصر القلعة المعمارية حيث بينت تقسيمات الحجرات بجدران سمكها (80سم) بطريقة المداميك المنحوتة في حجرات الضلعين الشرقي والغربي أما الإيوان الجنوبي فقد بلغ سمك جران تقسيماته (1.80م ) وهذا راجع لطريقة التسقيف بقبوات نصف دائرية وقبوات متقاطعة والتي تحتاج الى هذا السمك من الجدران كي تتحمل قوة رفس التسقيف .
ويلاحظ أن الأحجار الرملية الصفراء هي الغالبة في بناء مداميك جدران القلعة بصفة عامة أما الأحجار الرمادية الداكنة والأشد صلابة فهي تتخلل المداميك وبهذا يستدل على أن استخدام هذه الأحجار كان يقصد به إكساب جدران القلعة المتانة والقوة .
تحقيق وظيفة بناء قلعة الأزنم :
عرفنا فيما سبق ، أن في وادي "الأزنم" بناء أنشئ لخدمة الحاج المصري من حيث خزن المؤن ومحطة لاستراحة الحاج ، زودت بالماء والكلاء وموظفون يقومون بخدمة الحاج وحراسته ولهذا أطلق الجزيري على المبنى الذي أنشيء في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون لفظة خان .
وعندما أنشأ السلطان الملوكي قانصوه الغوري القلعة ب الأزنم بجوار خان السلطان "الناصر" أطلق عليه ابن إياس لفظة "برج" وفي هذا دلالة على أن المبنى أنشيء نتيجة لظروف المنطقة التي ازداد بها نشاط البرتغاليين العواني ، الأمر الذي دفع السلطان الغوري الى القيام بعمل عدة أعمال معمارية لتحصين طريق الحاج المصري ، ومن ضمنها قلعة "الأزنم" التي أطلق عليها ابن إياس اسم "برج".
هذا وقد أطلق عليه بعض المصادر التاريخية (25) لفظة قلعة ، والحق أن تخطيط البناء القائم حالياً يحتوي على أربعة أسوار متعامدة في نهاياتها على بعضها ، تدور حول مساحة من الأرض ، وفي أركان البناء أربعة أبراج مضلعة من الخارج وكل برج من الأبراج الأربعة يتكون من طابقين ، طابق ارضي مدخله من الفناء وطابق علوي ومدخلة من ممر السور وترتكز الحجرات على الأسوار من الداخل وللأسوار ممر يوصل بين الأبراج فتحت في جداره الساتر مزاغل للدافع عن المبنى .
وهذا التخطيط تخطيط قلاع ، سار عليه المماليك في تحصين طريق الحج المصري ، مثل قلعة نخل (26) 916هـ (1510م ) كما نفذ هذا التخطيط أيضا في قلعة "المويلح" العثمانية 968هـ (1560م) في طريق الحج المصري (27) وعلى الرغم من ذلك من ذلك فقد ورد مقال عن "الأزنم" تسميتها بلفظ " خان وبرج " (28) وتخطيط الخان في العمارة الإسلامية يختلف تماما عن تخطيط القلعة فمن المعروف أن الخان وظيفته مدنية ، والغرض من انشائة إقامة التجار وعرض بضائعهم ، وهذه الوظيفة فرضت التخطيط المعروف للخان وهو فناء واسع تحيط به الحجرات ، ويتكون الخان عادة من طابقين طابق سفلي لعرض البضائع وطابق علوي لإقامة التجار .
كما أطلق على المنشآت التجارية داخل المدن والتي تخدم النواحي المدنية اسم وكالات ، مثل وكالة الغوري 912هـ (1506م) وتتألف من فناء محاط بحجرات بنيت بالحجر المنحوت وسقفت بقبوات تستخدم مخازن ومن فوقها طابق يشتمل على غرف تتم فيها المقايضة بين تجار الجملة الغرباء والمحليين ، تعلوها وحدات سكنية كل منها ذات طوابق ثلاثة قائمة بذاتها أعد الطابق العلوي لكل منها للنوم ، وبه المشربيات التي تطل على الفناء المكشوف (29)
وفي العصر العثماني أطلق على المنشآت التجارية داخل المدن "خانات" مثل خان الأمير بروسه (30) الذي يتكون من طابقين وتلتف الحجرات حول فناء مساحتها (25x26م) وتتقدم الحجرات سقيفة تتركز على دعامات مربعة تطل على الفناء المكشوف ، وفي نفس مدينة بروسه خان كابان (31) 792هـ (1389م) له نفس التخطيط أيضاً .
وهناك خانات أنشئت بين المدن أطلق عليها "خانات القوافل" كان القصد من إنشائها إيواء التجار المسافرين وحراستهم وفي بعض الأحيان يضطرون الى المبيت في الطريق بين مدينتين ، وتخطيط هذه الخانات صليبي الشكل ذو أربعة ايونات تطل على فناء فسيح وتتكون هذه الأيونات طابقين أوثلاثة تتوسطاها عدة ممرات مواجهة للفناء وأمام كل إيوان منها موقد ليطهو النزلاء طعامهم فيه وكانت هذه المباني مزود بالمرافق الضرورية كالحمامات والمسجد وحظائر عديدة لدواب الركوب بالقرب من مدخلها ، ومن أحسن الأمثلة على ذلك خان سلطان (32) الذي بناه السلطان علاء الدين كيقباد الأول سنة 627-628هـ (1129م) .
ومن هنا يتضح أن الخانات التي أنشئت بين المدن وداخلها لتقديم الخدمة يختلف تخطيطها عن تخطيط المبنى القائم حالياً في وادي "الأزنم" والذي يتخذ تخطيطه تخطيط القلاع وهذا لا يمنع من أن قلعة "الأزنم" كانت تقدم خدمات جليلة أهمها خدمة الحاج المصري وحراسته وهذه وظيفة فريدة تتميز بها قلاع طرق الحج المختلفة بصفة عامة .

[bdr][/bdr]
الحواشي
(1)ياقوت الحموي / معجم البلدان ( ج1 ص168-169 )
(2)ابن اياس (ج5 ص 321 )
(3)الجزيري (ص 450)
(4)كبريت ( رحلة الشتاء والصيف (ص10)
(5)مجلة العرب (ج4 ص 230)
(6)الزياني
(7)الزيادي
(8)النابلسي
(9)محمد باشا صادق
(10)العياشي / ماء الموائد ( ج2 ص299 )
(11)الكونت استيف / وصف مصر ( ج5 ص 344 ترجمة زهير الشايب
(12)عاتق البلادي / معجم معالم الحجاز (ج1 ص78 )
(13)عمر رضا كحالة / جغرافية شبة العرب (ص92)
(14)سيد عبدالمجيد
(15)لم يذكر رسلان هذا النص في دراسته عن الازنم ، ومن ثم بنى تحقيقة على أنها بنيت على بناء السلطان الناصر محمد بن قلاوون انظر د. رسلان / ازنم خانا وبرجا / مجلة البحث العلمي والتراث الإسلامي / العدد الرابع ( ص367 عام 1402هـ )
(16)منهم ابن عبدالسلام الدرعي الذي حج عام 1196هـ ورحلته المسماة "الرحلة الكبرى" وكذلك محمد باشا صادق وكتابه دليل الحج سنة 1313هـ
(17)عند زيارة الموقع سنة 1404هـ لوحظ أختفاء اللوحة من على جدار المبنى ، وقد التقطت صور فوتوغرافية للوحة عند زيارة الموقع مع طلاب قسم الحضارة والنظم الاسلامية الى المنطقة الشمالية الغربية من المملكة العربية السعودية عام 1401هـ
(18)اورد نعوم شقير في كتابة تاريخ سيناء ص 160 لنقش على ثلاث صخرات تقع على يمين المسافر الى نخل تذكر اعمال السلطان قانصوه الغوري في طريق الحاج المصري ومن ضمنها إنشاء قلعة الأزنم
(19)احمد الرشيدي
(20)احمد شلبي عبدالغني
(21)دواد باشا تولى ولاية مصر في العهد العثماني من سنة 945-956هـ (1538-1549م) انظر احمد شلبي عبدالغني .
(22)لم يورد د. رسلان في بحث السابق ذكره هذين النصين .
(23)قمت بمسح وادي "الأزنم" بمعاونة أحد أبناء المنطقة والمكلف من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك .
(24)كما تدل آثار بعض الجدران
(25)منها : كبريت / المرجع السابق (ص10) احمد الرشيدي ، احمد شلبي عبدالغني .
(26)د. عبدالرحمن زكي
(27)هشام عجيمي
(28)د. عبدالمنعم رسلان
(29)ثروة عكاشة / القيم الجمالية في العمار الإسلامية (ص69)
(30)أنشأة السلطان العثماني أور خان بن عثمان 727هـ - 762هـ
(31)أنشأة السلطان مراد الأول بن أور خان 762-792هـ
(32)ثروت عكاشة / المرجع السابق (ص70)

 





  رد مع اقتباس
 

SEO by vBSEO 3.3.0