ماهذا أبا ممدوح..؟!

أَدمعتَ العينَ وهي لمْ تجفْ، ومارستَ العزف على لحنِ شوقٍ لن يكفْ ، ونبشت الرماد عن جمراتٍ أخفيتها كي لا تُلحظ،
نزْفُ الأشواق يسهدني، والذكريات تملَؤني، وها أنت بها تشاركني ما خلتُ حبًا بهذا العمق وها أنت تسبقني .
توقفتُ بذاكرتي في زاوية علاقتكما فتيقنت من أسباب أعرفها وهي حبكما المتبادل فكلاكما يحمل صفات الهواشم بنبلها وتطرفها للأعلى فما خيرتما بين أمرين إلا وقد وقع خياركما على الطرف الأميز وحسبي أن ذلك لم يكن في مزيةٍ واحدة ولكن في أشملها.
إنّ قطرات دموعٍ ذرفْتَها بمهابتك ووقارك عندما ذكرت والدي الشريف عبدالعزيز بن عبدالمطلب "رحمه الله"في آخر لقاء تشرفت فيه بك ، لم تكن إلا رسائل وفاء وأشواق ترسلها إلى صديقك الذي لم يكن في استقبالك كما تعودت ولم يستطع الحضور والاحتفال بك كما هو.
أعترف لكم أبا ممدوح بعجزي عن ذلك رغم محاولتي محاكاته لقد بذلنا وأشقائي في مَحياه فكنا نحرص على التعلم في مدرسته وعندما نعتقد فِهمنا لدرسه .. نجد الدرس أعمق مما تفتقت عنه أذهاننا فكم حرصنا على لزوم مجلسه وكم من الدروس لازلنا نحتاج فيها دروس ..وحتى بعد وفاته طاب حيًا وطاب ميتًا .. نريد أن نكون مثله في كرمه.. في بشاشته في حبه لضيوفه.. نريد أن يكون مجلسه كما كان في حضوره.. نريد أن نتميز بخصاله.. ولكن هيهات فهناك فرق بين من يغرف من بحر وبين من يغرف من نهر.
أخي الأكبر لا فُضَّ فوك فيما سطرت فالوفاء ديدن الأوفياء ولا خوف علينا ما دمتم فينا مدارس نتعلم منها نُبل الخصال وأدومها.. متعنا بك الإله وبصحتك ولا دمعت عليك أعيننا..