عرض مشاركة واحدة
قديم 10-22-2013, 02:30 AM رقم المشاركة : 12 (permalink)
القلعة
المدير العام
 
الصورة الرمزية القلعة





القلعة غير متواجد حاليآ بالمنتدى

افتراضي

  • كتاب ممنوع يفرج عنه بعد90 سنة
    الاربعة الكبار الذين كانوا يشاركون السلطان غي الحكم من وراء الستار

    سنتابع مقتطفات من كتاب (ماهنالك......من اسرار بلاط السلطان عبدالحميد). وهو ايام ماكانت عليه الىستانه في عهد ذلك السلطان الذي اشتهر بالطغيان والاستبداد فاليكم ملامح الصورة كما رسمها المويلحي بقلمه الرشيق الساخر لحاشية السلطان وشخصيته المتقلبة العجيبة.
    ويمضي المويلحي باسلوبه الساخر الذي تعلم منه عبدالعزيز البشري وعبدالقادر المازني فيصور في فصل كامل طريقة التقاضي في عاصمة الدولة العثمانية ويقول في اول صفحة من الفصل بعنوان"الدعاوي في الآستانه"ان الادباء والامهات كان يجب" ان يدخلوا في جمل الدعاء لابنائهم ان لايحكم الله عليهم بدعوي في الآستانه فان الدعوة فيها قصامة الظهور لابطاء الحكم واهمال الفصل فيها او لمصيبة الحفظ لاوراقها وربما ورث الابن دعوة ابيه وجده.
    يروي المويلحي حكاية من حكايات التقاضي العجيبة نقلا عن عبدالله فكري باشا الذي كان وزيرا للمعارف في مصر قبل صدور هذا الكتاب لاول مرة. يقول:مر المرحوم عبدالله باشا فكري في اسواق الآستانه فوجد رجلا في حانوت يبيع اصنافا من المناديل فوقف عليه ليشتري منها. وفي اثناء حديثه مع الرجل راي عليه مخائل طيب الاصل.فسأله عن بلده فقال الرجل من بغداد يامولاي وكنت في بلدي من علية القوم فرماني القضاء والقدر في هذا البلد لدعوي بيني وبين جماعة من اهل بغداد فجئت الي دار الخلافة لانال من عدل الحكومة انصافي فبقيت ثلاث وعشرون سنة. ودعواي واقفة لايحكم لخصومي فاستريح باليأس ولايحكم لي فاحصل علي حقوقي وقد بعت جميع ما املك وانتهي بي الاحتياج الي ماتري(لاقدرالله عليك بدعوي في الآستانه),
    ويشير المويلحي الي اسوأ مايتعرض له المتقاضون ومعظمهم من الولايات العثمانية مثل صاحبنا البغدادي. هو ان تكتب علي الدعوي كلمة" دورسون " اي يحفظ التي صارت من النواميس الطبيعية ويعلق علي مايرويه من حكايات ونوادر عديدة في هذا المجال بقوله
    "هذا حال ارباب الدعاوي في دار الخلافة ومما يحبب مفارقة الحياة ان يسمع المسلمون ان الدولةتأمر دولة الاسلام باجراء العدل بين رعاياها. وكان اللائق بمقام الاسلام ان تأمر دولته دول العالم بما يأمرنها به الان(سنة 1896) من اجراء العدل بين رعاياها وهل كانت وظيفة الخلافة في الاسلام غير رفع الظلم عن المظلومين في انحاء العالم؟ وهل فتحت الممالك الا بهذا..ولهذا؟"
    بهذه الكلمات ينتهي فصل الدعاوي في الآستانه ثم يبدأ فصل ىخر اطول واظرف بعنوان " المشايخ"
    الاربعة الكبار
    من هم هؤلاء المشايخ الذين يقصدهم المويلحي؟
    يجيب في مستهل الفصل بقوله هم حملة عرش الخلافة وعددهم اربعة وهم الشيخ السيد ابو الهدي الخاننشيخوني الحلبي , والشيخ السيد احمد اسعد القيصرلي المدني , والشيخ السيد فضل باشا المليباري المكي, والشيخ محمد ظافر المدني المغربي وقد اختلف الناس اختلافا عظيما وتعددت اراءهم بسبب قربه من حضرة مولانا الخليفة والتصاقهم ببساطه وهم من الامة العربية وما وضع عربي مهما كان حسبه ونسبه جبهته منذ تاسست السلطنة العثمانية حيث تطأ الان اقدامهم. ومامد عربي بصره حيث يمدون ايديهم وماحدث عربي نفسه قبلهم ان يحدث جلالة الخليفة في نجواه , ويدخل معه في شئون السلطة فيعزل الصدور ويوليهم ويبعدهم ويدنيهم بنصحه "ثم بدأ في بحث اسباب قرب هؤلاء الاربعه الكبار من السلطان فيعرض لما يقال في عاصمة الخلافة فمن قائل ان السلطان له ميل الي معرفة الطالع والغيب وهؤلاء لهم مزاعم ودعاوي عريضة في هذا الباب ومن قائل انهم افهموا السلطان واقنعوه بان "سكون الامة العربية وحركتها في ايديهم اي ان عندهم صمام الامان بالنسبة للبلاد العربية الواقعة تحت سيطرة امبراطورية آل عثمان, ومن قائل ايضا ان تدهور اوضاع الدولة العثمانية وسقوط الكثير من ولاياتها الاوربية في الحرب مع روسيا قد اضطرها للسعي وراء المحافظة علي رمز الخلافة من جهة والتقرب من العرب من جهة اخري وسنلاحظ في هذا السياق كيف استخدم المويلحي تعبير"الامة العربية" بشكل مبكر في تراثنا الحديث فهذا الكلام نشره عام 1895 في " المقطم " ثم نشره في الكتاب في السنة الثانية.
    غير ان المويلحي يبدأ بعد ذلك في شرح احوال هؤلاء الاربعة الكبار واحدا وراء الاخر مع ذكر الكثير من الحكايات والنوادر عن كل منهم, واول هؤلاء هو السيد ابوالهدي(ويلاحظ ان كلمة "سيد" تسبق اسماء ثلاثة منهم دليلا علي انهم من نسل الحسن والحسين). وقد وفد ابو الهدي علي الاستآنه يسبقه لقب الشيخ لا السيد في اخر حكم السلطان عبد العزيز وكان وفوده اليها في صورة اهل الطريق اي انه كان من اتباع الطرق الصوفية علي الطريقة الرفاعية وقد اطلق شعره علي طريقتهم وراح يجوب التكايا منشدا في الاذكار وضاربا علي الدف.فجذب اليه بعض الامراء المتصوفيين ثم عاد الي موطنه في حلب مع وظيفة نقيب الاشراف هناك ولكن حين تغير الوضع واعتلي عبد الحميد عرش اسرته عاد ابو الهدي الي الآستانه وعند ذاك رأي السلطان رؤية معينة في منامه وقصها علي احد باشوات القصر فلم يجد لتفسيرها احكم من الشيخ ابو الهدي.فامر السلطان باحضاره ففسر الرؤيا بطريقة اعجبت الرائي فاحسن اليه كثيرا وبعد ايام عاد الشيخ الي القصر محملا ببشري هذه المرة فقد قال لرجال البلاط انه راي النبي عليه السلام ليلة امس فامره بابلاغ السلطان رسالة معينة دون واسطة,فاخذوه بعد التحري الي السلطان الذي كان يعد نفسه للحرب مع روسيا ولا يدري احد ماذا قال له ابو الهدي ولكن المحيطين به لاحظوا سعادته الغامره بعدها ومن الطريف ان رجال البلاط اعترضوا في البداية علي اساس ان السلطان لايعرف العربية والشيخ لايعرف التركية ولابد من مترجم ولكن الشيخ رفض ومضي غاضبا.ثم عاد بعد ايام وزعم انه يتكلم التركية وان النبي عليه السلام "تفل في فمه " فنطق بالتركية وحاول رجال البلاط ان يحققوا مدي معرفته في السابق للتركية فجاء الشهود وشهدوا بانه لم يكن يعرف منها حرفا قبل ذلك وكان ذلك مؤهلا لمزيد من نجاحه وتقلربه من السلطان ومع ذلك غضب عليه السلطان ذات مرة بعد ذلك ونفاه الي حلب ولكنه سرعان ماعاد بعد بضعه اشهر مدعوا هذه المرة من السلطان نفسه بالتلغراف ولما عاد هذه المرة بدأ يتخصص في السياسة داخل القصر ويتدخل في كل ما لايعنيه.
    الشيخ الثاني في سلسلة الاربعة الكبار السيد احمد اسعد تركي الاصل من اهل قيصرية هاجر اجدادع الي المدينة المنورة وعاشوا في خدمة الروضة الشريفة ثم وفد الشيخ علي الآستانة بضع مرات حتي نال الحظوة عند عبد الحميد وصارت له دائرة خاصة في المابين ويطلقون عليه اسم سيد افندي وله الحق في الدخول علي السلطان بلا استئذان ولجلالة السلطان به ثقة فاذا مرضت في السراي السلطانية احدي الجواري فجلالته يامر بنقلها الي بيته فان ابلّت من مرضها عادت الي السراي واذا ماتت خرجت من بيته ولكنه عامي يوقر نفسه بالاطراق ومداومة الصمت ولو قلنا عنه انه امي لايكتب ولايقرأ لكان امدح له من ان نصف كتابته " نال هو واولاده ارفع رتب الدولة واوسمتها وقد اقنع السلطان ان العرب جميعهم لايعصون له امرا ومن هنا نال الحظوة التي جعلته يدخن النارجيله في حضرة السلطان وبالاضافة الي هذه الاهمية فهو مبعوث السلطان في المهمات السياسية ارسله الي سفير انكلترا في الآستانه فاخذ يسعل طوال الجلسه حتي اشفق عليه السفير واجاب طلبه من خلال المترجم طبعا.
    والشيخ الثالث هوالسيد فضل باشا المليباري المكي اصله من مليبار في اسيا كان اهلها قد اختاروه اميرا عليهم في ظفار ولكنه استبد بهم فاستنجدوا بالانجليز الذين اخرجوه من بلاده فجاء الي السلطانيصرخ ويستنجد من اجل قوة عسكرية تعيده الي قواعده ولكن طلبه لم يتحقق فبقي في الآستانه ولما تولي عبد الحميد انعم عليه برتبة وزير وع ذلك ظل يطالب بامارته وهو امي ايضا ولكن له كتبا كثيره منسوبة اليه ومشحونه بكرامات ابيه واجداده وهو يبشر السلطان بسلطنة الهند وباسلام اهل امريكا واذا وردت اليه رسائل من بعض اصحابه في الهند بني عليها تحقيق الامل فيما يبشر به وعرضها علي السلطان
    الشيخ الرابع والاخير محمد ظافر المغربي المدني الوحيد منهم الذي لاينتسب الي السدة النبوية وهو منطرابلس الغرب(ليبيا) عاش في المدينة المنورة فانتسب اليها وله طريقة صوفية متفرعة من الطريقة الشاذلية وهو رجل متواضع لين الاخلاق معترف بعاميته متظاهر بالخمول جاء الي الآستانة نتيجة توصية من اخيه الذي زكاه عند السلطان بانه ممن لهم علم بظهر الغيب والمستقبل فجاء وتنبأ لعبد الحميد بانه سيجلس علي العرش في سنة كذا فلما حدث ذلك مصادفة عظم قدره عند السلطان وهؤلاء الشيوخ الاربعة الكبار مهمتهم الاولي قراءة طالع السلطان وتامينه ضد الشرور والاشارة عليه بما يجب ان يفعل طبقا للغيب الذي يظهرونه له فضلا عن كتابة التقارير ضد غيرهم وضد بعضهم البعض وتوجيه السلطان فيما يعن له من مشكلات ومهمات سياسية واخيرا فهم شديدوا التنافس فيما بينهم كثيروا الصراع يطعن كل منهم الاخر فمثلا يقول الشيخ ابو الهدي عن الشيخ ظافر ان جده يهودي من سلانيك اسلم وقتله السلطان محمود لزندقته ..وهكذا ومع ذلك فلهم مريدون واحباء. الف بعضهم رسائل عنهم وعن ورعهم وطيبة قلوبهم وبالمثل لهم خصوم الفوا ضدهم ولكن لم يسمح بنشر شي من تأليفهم فاكتفوا بالتشنييع عليهم مثلا حدث مع ابي الهدي الصيادي الذي يقولون عنه انه وراء كل ضرر لحق بالدولة العثمانية او رعاياها وهم في النهاية من اصحاب الطرق الصوفية. وهواة الشعوذة وكتابة الاحجبة للسلطان وقد كان جمال الدين الافغاني يسمي الصيادي " البغل المزركش " لكثرة النياشين والاوسمة التي يضعها علي صدره كلما ظهر علي الناس بشكل رسمي.
    الدين النصيحة
    لم ينس المويلحي وهو ينهي ذلك الفصل المطول عن الشيوخ الاربعة الكبارعن غرضه من تاليف كتابه وهو غرض مركب من غرضين هما تنبيه اول الامر العثمانيين فيما هم فيه من وشك السقوط, وتنبيه الامة الي الحال التي وضعها اولي الامر فيها ويضيف بانه يائس من الغرض الاول ولكنه نجح في اداء الغرض الثاني ومع ذلك يقدم للسلطان مايشبه النداء في نهاية الفصل او مايسميه النصيحة التي بادرت بها جماعة من فضلاء المصريين وركزتها في المطالبه باعادة العمل بالدستور الذي عطله عبد الحميد كما عطل مجلس النواب في اول عهده فازداد الظلم والعسف وتنتهي هذه النصيحة التي تستغرق بضع صفحات بتذكير السلطان بعظمة اجداده وسء عاقبة المشورة من امثال ابي الهدي الصيادي وتستند في اولها واخرها علي ان الدين النصيحة
    التفوق علي ماكيافيللي
    ياتي الفصل الاخير من الكتاب وقد خصصه المويلحي للحديث عن السلطان نفسه وكانما كانت كل الفصول السابقة تمهيدا لهذا الفصل الذي بذل فيه جهدا كبيرا في الاستقصاء والتحري التاريخي فيقول ان عبد الحميد هو السلطان رقم 34 في سلسلة سلاطين آل عثمان جلس علي سرير السلطنة" بالارث والاستحقاق "كما تقول العبارة الرسمية فالارث يعني ان جلوسه وسلطنته بالميراث والاستحقاق يعني حقه في الخلافة علي المسلمين. ويقول المويلحي : ان السلطان سليم لمافتح مصر والشام بايعه الخليفة العباسي بالخلافة ولكنه لقب نفسه بلقب( خادم الحرمين الشريفين) اما اول من تلقب بالخليفة فكان السلطان سليمان الملقب ايضا بلقب " القانوني" وبقيت الخلافة بعد ذلك لاتذكر الا مع الالقاب التي تضاف الي اسماء السلاطين
    ولما اراد اهل الحل والعقد خلع السلطان عبد العزيز وتولية السلطان مراد نقلوا الاخير ليلا الي ديوان السر عسكر(قائد الجيش او وزير الحرب) واتفقوا علي ان يبايعوه البيعة الشرعية يقول المويلحي في تصوير شخصية عبد الحميد" نحيف الجسم ربعة او تحت الربعة في الرجال عصبي المزاج قوي العرضة متوقد الذكاء شديد الذر علي نفسه كانه يري انه نصب له في كل خطوة مكيدة وقد بذل جميع اوقاته وجزءا عظيما من امواله في المحافظة علي نفسه بما لم يسمع بمثله واستعمل لذلك ما يبعد ان يخطر علي البال من أفانين التفرقة بين الناس حتي صار جمعهم لديه مفردا واستحال ان تقع عليهم صيغة الجموع فالكل هو والواحد هم وقد بلغ بذكائه في اساليب التفرقة الي مالم يحط ماكيافيللي به علما فابعد من الاستانه من اهل الحل والعقد من يزدوج وابقي فيها من يعلم انه ينفرد وماكافيللي هذا الذي كتبه المويلحي بطريقته في كتابة الاسماء الاوربية وهو الفيلسوف الايطالي في عصرالنهضة الذي فلسف طريقة الحكم الفردي في كتابه الامير
    ويروي المويلحي حكاية عن طريقة معاملته للصدور العظام فيقول:
    استدعي في احدي الليالي المرحوم خير الدين باشا الي المابين ودخل به حجرة بعد اخري وامر الحاشية ان يغلقوا جميع الابواب فاخذ الصدر المعزول يعظم في نفسه ماسيلقيه عليه جلالة السلطان من الاسرار المهمة فجلس معه مدة طويلة والحديث كله في الطيولادر والعصافير وخرج وهو لايدري علي اي شيء بني جلالته هذه الخلوة بتلك الصورة العجيبة الحقيقة ان هذه ليست صورة عجيبة بعد روي المويلحي عن السلطان انه كان شدي الذر وشدة الحذر توقع احيانا في غرابة الاطوار
    ويضيف جانبا اخر عن السلطان قائلا:
    هو قليل العناية بالمطاعم والمشارب والملذات وليس في حياته ومعيشته شيء شعري علي قول الافرنج(اي شيء رومانتيكي او شاعري كما يقال اليوم) بل كل افعاله واقواله جد في جد وقد ذكراحد الوزراء في حضرته نكته لطيفه ليضحكه بها فحول وجهه عنه ولم يخاطبه مدة بقائه في المجلس ولايشرب الخمر ولاينام جلالته في حجرة واحدة مرتين متواليتين ولجلالته ###### عظيم الجسم يحرسه في الحجرة التي يقع عليها اختياره للنوم فيها هو يصب الاء البارد علي جسده ثلاث مرات في اليوم لايستغرق في النوم وربما لايتجاوز نومه 4 ساعات في الليل وكان للجلالته جارية شركسية اسمها " ملك " وعمرها تسع سنوات تباشر خدمة جلالته فوقف يصلي بعض الاوقات وكانت امامه مرآم فراي فيها ان الجارية خطت خطوة من مكانها وكان جلالته قبل الدخول في الصلاة قد وضع المسدس الذي تعود حمله في موضع من الحجرة فخرج من الصلاة ورتب علي تلك الخطوة التي خطتها الجاريه اخر مايراد من المسدس وامر باستنطاقها. فقامت السراي وقعدت , وانتهي الامر بنفي الجارية وخمسين من الجواري. والسراي لاتخلوا داخلا في اكثر الاوقات من هذه الحركات واذا تعطلت الاشغال في المابين ايام عرف الناس انه في الداخل مايشغل عن الخارج وقد قال احد عقلاء الوزراء ان جلالة السلطان وقف حياته علي حفظ حياته. فلم يبق له ولا للرعية شيئا منها.
    ويستمر المويلحي في رسم صورة السطان فيضيف انه لايعرف لغة غير التركية وبعض الفاظ العربية بلهجة اهل الحجاز اخذها من افواه الخصيان ويفهم جملا من الفرنسية وهو من اغني ملوك الارض ( وقتها) كثير التردد شديد التاثير علي من يحادثه ويرجع حذره الي معاملة عمه السلطان عبد العزيز له ولاخيه مراد معاملة قاسية ووضعه اياهما تحت المراقبة بسبب ملاطفة نابليون الثالث امبراطور فرنسا لعبد الحميد بكلمات فرنسية لميفهمها عمه فخشي ان تكون ضده فضلا عن ان عبد الحميد نفسه راي بعين راسه خلع عمه ثم اخيه وهو صغير فقويت اسباب الخوف في نفسه ومع ذلك كله فله نوادر عجيبه في الاحسان علي الناس ولم يمنع هذا من خوفه الاخر من الكوليرا فقد تنبأت له في صغره احدي الغجريات بانه سيتولي الملك وقد يمرض بالكوليرا" فلما وقعت بعض الاصابات في الاستانه واشتبه الاطباء بها نفي الذين نفوها واحسن علي الذين اثبتوها لان نفيها يدعوا الي اهمال التوقي ولايخفي مافيه من سؤ النية هكذا يقال وهي لاتزول من الاستانة لانها اصبحت من اسباب الزلفي والقربي"
    يختتم المويلحي هذا الفصل الاخير بصفحات عن خلع السلاطين ويقدم لهذا باشارات اخري الي عبد الحميد وكرهة للكهرباء والتلفون وسعيه لحصر الوراثة في اكبر انجاله ثم يروي قصص خلع 11 سلطانا قبل عبد الحميد وتنازل ثلاث سلاطين عن السلطنة لابنائهم وكان سبب معظم حالات الخلع والتنازل هو " اختلال الشعور " حسب تعبير المويلحي او نقص الاهلية مثل البلاهة والتبذير وغيرهما واذا عدد سلاطين آل عثمان يبلغون علي مدي300 سنة نحو 34 سلطانا فقد مات علي فراش الملك منهم كما يقول المويلحي 19 سلطانا ومات الباقون بين مخلوع ومقتول وشهيد والاخير وهو مراد الاول مات شهيدا في احدي وقعات الحرب مع الصرب وكان موقف الاتراك منتصرا في تلك الوقعة فخرج السلطان مراد هذا ليتفقد القتلي فاذا باسير صربي يطعنه بالسيف
    المخلوع رقم 12
    وبهذا ينتهي كتاب ماهنالك للمويلحي وتنتهي رحلتنا بداخله ومن الواضح ان المويلحي طوال السنوات العشر التي اقامها في عاصمة الخلافة شهر جميع اسلحته الصحفية في جمع المعلومات وتحري الحقيقة حول مرحلة الانهيار التي اصابت الدولة العثمانية في عهد عبد الحميد وقد تنبأ المويلحي في اكثر من موضع بقرب سقوط الامبراطورية بعد ان ضاع نصف اراضيها في الحروب والثورات مالم يتداركها الاصلاح
    يقول الدكتور علي شلش في تقديمه للكتاب وقد كان عنوان الكتاب متواضعا متخفيا وكان بودي ان يوضع له عنوان اخر يشير الي موضوعه فتم اختيار محققه لهذا العنوان(من اسرار بلاط السلطان عبد الحميد) ولكن العنوان الذي شغلني بعد الفراغ من قراءته اول مرة هو " سقوط الخلافة " لان الويلحي يصور غصلا بعد فصل تهاوي الخلافة العثمانية وسقوطها كانه بتصويره هذا كان يتنبأ بما حدث بعد سنيين من وفاته علي الرقم من انه لم يبد اي شعور بالعداء للسلطان او الخليفة وان كان تراكم تصوير الحياة حول السلطان وبيان فسادها يصبح بالضرورة عداء لرأس ذلك النظام لقد سقطت الخلافة علي اي حال يوم اعلن اتاتورك النظام الجمهوري في تركيا ولكن عبد الحميد نفسه خلع عام 1909 علي ايدي المتمردين من انصار جمعية الاتحاد والترقي التي قامت بانقلابها المشهور في ذلك العام واصبح السلطان رقم 12 في سلسلة المخلوعين من اسرته وعاش بعد ذلك منفيا في احدي القصورالنائية حتي توفي في فبراير 1918 وبعدها شغل الناس والمؤلفين بحياته وطول عهده وغرابة اطواره مثلما شغلهم وهو سلطان متسلطن علي عرش آل عثمان
    بهذا الكتاب يضيف ابراهيم المويلحي نفسه رصيدا جديدا الي اعماله ومؤلفاته ومقاماته المتناثرة في الصحف وهو رصيد يجعله اديبا صاحب قلم تربي في مدرسته اقرب الناس اليه وهو ابنه محمد الذي مد في شهرة الاسرة بكتابه المشهور او مقاماته المسماة " حديث عيسي بن هشام "
 





  رد مع اقتباس
 

SEO by vBSEO 3.3.0